الجيش الأمريكي يعلن تدمير 5 مسيرات بالبحر الأحمر وإصابة الحوثيين سفينة شحن
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
أعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، اليوم الأربعاء (29 آيار 2024)، تدمير 5 مسيرات فوق البحر الأحمر أطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، في غضون ذلك أصيبت سفينة شحن مملوكة لليونان بـ3 صواريخ في البحر الأحمر يعتقد أن جماعة أنصار الله الحوثي أطلقتها. في حين تعرضت مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن مساء أمس الثلاثاء لغارات أمريكية بريطانية.
وذكرت القيادة الوسطى الأمريكية في بيان على منصة إكس، إن الحوثيين أطلقوا صباح أمس الثلاثاء 5 صواريخ باليستية مضادة للسفن نحو البحر الأحمر أصابت 3 منها سفينة شحن مملوكة لليونان، مشيرة إلى أن السفينة واصلت رحلتها رغم إصابتها.
وأضاف البيان أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات في السفن الأمريكية أو سفن التحالف أو سفن الشحن في المنطقة.
وأوضح البيان العسكري الأمريكي أن القوات الامريكية دمرت 5 طائرات مسيرة في حادث منفصل بالبحر الأحمر بعدما تبين أنها تمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية في المنطقة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة لنقل البضائع السائبة تعرضت في وقت سابق لتسرب المياه إلى داخلها جراء هجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي قبالة ساحل اليمن أبلغت عن تعرضها لمزيد من الأضرار جراء ضربة ثانية.
وكانت مصادر في الأمن البحري وقطاع الملاحة عرفت السفينة على أنها السفينة لاكس مملوكة لليونان وترفع علم جزر مارشال.
وأوضحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في تقرير محدث عن الواقعة إن أفراد طاقم السفينة التي تعرضت للهجوم الثلاثاء بخير، وأضافت أن سفينتهم تبحر نحو وجهتها التالية. وذكر التقرير أن الأضرار الجديدة وقعت على بعد 33 ميلا بحريا شمال غربي المخا باليمن.
وسبق أن أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن السفينة أطلقت رسالة استغاثة وأبلغت عن تعرضها لأضرار في عنبر التخزين وأن المياه تتسرب إليها على بعد نحو 54 ميلا بحريا جنوب غربي مدينة الحديدة اليمنية.
وذكرت مصادر ملاحية يونانية أن السفينة لاكس في طريقها إلى ميناء قريب لتقييم حجم الأضرار.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
سفينة الحياة تواجه أمواجًا عاتية
خالد بن أحمد الأغبري
تحرر الشعوب من قبضة الأعداء ومقارعتهم بالطرق الهادفة لضمان حقوقهم والتقاء الحضارات تحت مظلة النوايا الحسنة، يمثل هدفًا أصيلاً من الأهداف الإنسانية التي من شأنها إظهار العدالة وتحقيق المساواة بين الخلائق بشكل متساوٍ وأيد متكاتفة ومتعاونة ونظرة شاملة في مقابل إجهاض الباطل والإطاحة به وتدمير قوته.
كما إن العمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية والقيم الأخلاقية والوطنية، بلا شك مرآة تعكس تلك الثقافات الرصينة وتمحورها عبر الوسائل المتاحة من أجل خلق بيئة حضارية آمنة ومنفتحة نحو الآخر ومتجددة وقادرة على تطوير استراتيجياتها وتحسين أدائها لتكون حاضرة ومتفاعلة مع احتياجات ومتطلبات الحياة ومعطياتها المتجددة ومظاهرها المعبرة عن منهجية متلازمة ومؤثرة في منظومة الكائنات التي تلامس مفردات الحياة وتطورها القائم على مجموعة متنوعة ومتكاملة. وهذه المجموعة تؤثر وتتأثر بتلكم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي يشهدها الإنسان وتمنحه القدرة على العطاء والإنجاز وتوفر له سبل العيش الكريم والقيام بمسؤولياته وواجباته، وفقًا للمعايير والضوابط التي خلقها وأجاد صنعها الخالق سبحانه وتعالى وسخرها لنا لضبط هذا الكون ومقوماته الدينية والأخلاقية والبيئية، والتي من خلالها يتم تحصين المجتمعات والمنجزات وتحقيق الأهداف المرجوة لتجسيد قواعد الحياة الطبيعية والأخذ بها نحو الأفضل.
كل ذلك من أجل ديمومة الحركة البشرية ومواجهة المستجدات والتحديات ونشر المعرفة والوعي المجتمعي لكي تسير الأمور بصورة سلسة وسليمة وفاعلة ومتفاعلة ومحكمة في جميع الأحوال والتي من شأنها غرس القيم والمبادئ المثلى وصولًا إلى أعلى المستويات ذات البعد الاستراتيجي والحضاري.
وبين هذا وذاك يأتي التزام الإنسان بواجباته والقيام بمسؤولياته والمحافظة على مكتسباته بما يؤمن له عوامل الاستقرار ويضمن له معايير السلامة والحياة السعيدة الهادئة. ومن المهم أن يكون هذا الإنسان مستوعبًا بأن هذه الاحداث والمعطيات الإيجابية لم تأتي عبثًا؛ بل جاءت لترسم لنا خارطة طريق متجددة وعادلة لتكون متنفسًا قائما على مفردات الواقع بحيث يتم التعاطي من خلالها مع كافة التحديات والأزمات والملابسات في مختلف جوانبها ومقتضياتها الدينية والشرعية والثقافية والفكرية من منطلق ديني وأخلاقي وأدبي تجاه طاعة خالقنا الكريم جلت قدرته، ومترجمة لقواعد الدين الإسلامي وشريعته الغراء، ومتناسقة مع مصالح الناس واحتياجاتهم وبرامج حياتهم اليومية بما يكفل ويحقق لهم بُعدًا اقتصاديًا وتنمويًا شاملًا ومستدامًا ومتكاملًا.
ورغم ما شهدته وما تشهده البشرية من ظروف قاسية وأزمات متلاحقة وحروب دامية وصراعات دينية وسياسية وعرقية يبقى العامل الإنساني بين مد وجزر وبين فر وكر مع إن هذا الإنسان هو المحور الداعم لذلك من خلال نظرته وممارساته التي تلعب دورًا قياديًا يحوي مختلف المجالات الحياتية، إما إلى خير يجسده ويصنع نجاحاته ويحقق مرئياته بعقلية متوازنة و واعية وفكر ناضج متحرر ثابت على الحق والاستقامة، أو إلى شر تحتضنه وتبلوره تلكم النفوس المتغطرسة بما تجسده من أفعال سيئة ونظرة ضيقة ومكر وخداع متجذر وسلوك يفتقر إلى العقل والمنطق السليم والحكمة النيرة التي تقوده إلى العمق الإيماني وصفاء السريرة، وما تمثله من نفوذ نفسي ومعنوي وذلك عبر مسالك الخير وتأطيرها ضمن قواعد ومفاهيم مرتبطة بتلك السلوكيات الحميدة والمحملة بطاقاتها المميزة التي تفضي إلى الإجادة والتسامح والإخلاص في القول والفعل والعمل، فكل العوامل تبقى مُهيئة ومفتوحة أمام كافة الاحتمالات بفعل ما يرتكب على أرض الواقع من ممارسات وأساليب مختلفة وممنهجة بشكل أو بآخر.
ومن هنا، ينبغي على البشرية- بل ويتوجب عليها- أن ترى العالم من جميع الزوايا وتقيّم الوضع بصورة إيجابية ودقيقة وتمعن النظر فيما يدور من إرهاصات سلبية في مختلف بقاع الأرض من إبادة جماعية وانتهاك مستمر وقتل متعمد وسفك دماء بريئة لنشمل الأطفال والنساء وكبار السن، كما هو الحال في الأراضي الفلسطينية ومعاناة شعبها المناضل الذي يقف العالم أمامه عاجزًا عن حلحلة قضيته وتسويتها بإرساء دعائم الأمن والاستقرار، فضلا عن تدمير البيئة واختراق مكوناتها الطبيعية والحضارية، هذا من جانب وعلى الجانب الآخر.
هناك حرب تجارية استفزازية قائمة على ذلك السلوك الشخصي العدائي والمُمارسات الدكتاتورية الخاطئة التي تستهدف تصفية حقوق الآخرين وتفريغ خزائنهم والدفع بهم إلى خط الفقر وتركيعهم من أجل تحويلهم إلى مجرد أشباح وأجسام غير منتجة لكي تفرض عليهم مجموعة من القرارات والرؤى الفردية العبثية، وهي التي يظهرها البعض في سياق طموحه وتطلعاته بأن تكون البشرية تحت سطوته وسلطته وسلطانه ليفرض عليهم سلوكياته الفاقدة لتطلعات الشعوب وضمان حقوقها، وهو يقول في داخله وبصريح العبارة كما قال فرعون لقومه "أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى"، وفي آخر المطاف جعله الله عبرة لمن يعتبر؛ حيث وقع فرعون وجنوده في شر اعمالهم فانطبق عليهم البحر وأرداهم غرقى، وخرج سيدنا موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين بسلام وأمان، فكان فرعون وجنوده قد لحقوه. وعندما وصل موسى عليه السلام إلى البحر أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه؛ فانشق البحر بقدرةٍ من الله تعالى، وظهر في وسطه الطريق الذي سلكه موسى وقومه بسهولة ويسر، فكانت هذه إحدى معجزات سيدنا موسى عليه السلام.
وعندما مرّ موسى عليه السلام ومن معه من البحر وخرجوا منه، دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل؛ فأمرّ الله تعالى البحر؛ فانطبق عليهم ثم عاد البحر إلى حالته الأصلية، وبذلك نجّى الله تعالى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعًا.
وعندما غرق فرعون قال: "آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، لكن توبته هذه وإيمانه لم تنفعه في شيء، وقد فسّر العلماء عدم قبول توبة فرعون بعددٍ من الأسباب؛ منها: أنّه آمن بعد نزول العذاب وغرقه وهو وقت لا تقبل فيه التوبة، والسبب الثاني هو قاله ذلك ليدفع العذاب عن نفسه كما كان يفعل عندما يطلب من موسى عليه السلام ذلك لدفع البلاء.
هذا هو أسلوب الجبابرة الذين يتمردون على خالقهم ويدعون بأنهم هم أرباب الكون والقائمين عليه دون سواهم، وأعتقد بأن الحياة لا يمكن لها الاستمرار على هذا الأسلوب العدائي الذي يتخطى كل الحدود الجغرافية والقيم الأخلاقية والأدبية والإنسانية.
الحياة نشأت على مجموعة من المعطيات والمرتكزات الانتقائية والأساسية وفق منظومة متكاملة ومعايير موضوعية وسليمة بهدف خلق هذا التوازن الأصيل الذي تتناغم معه جميع مفردات الكون المختلفة، والاعتداء عليه بلا شك سيكون سببًا مباشرا في خلق الضوضاء والفوضى في آن واحد، وسيخلق تداعيات وتحديات إنتقامية وأزمات سياسية واقتصادية تلحق الضرر بالمجتمعات البشرية وتجعلها تعيش في حالة من التوتر والانفلات الأمني طويل الأمد. وقد بدأت الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات والمظاهرات الخروج إلى الشوارع والأماكن العامة بالتنديد، مُطالِبةً بالتراجع عن تلكم القرارات المجحفة التي فرضت على العالم بنسب متفاوتة والتي نتج عنها الكثير من الخسائر في البورصات وفي قيمة النفط الخام وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
إنَّ استمرار الأوضاع بهذه الصورة تدعو المجتمع الدولي إلى تحييد الدولة المتسببة في هذه الأزمة وإلى اتخاذ تدابير عاجلة ومؤلمة بما في ذلك تحرير العملات من سيطرة الدولار لكي يأخذ الاقتصاد حريته خارج بوصلة الدولار والانفتاح أمام العملات الأخرى "فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".
نسأل الله أن يحفظ عُمان سلطانًا وحكومة وشعبًا إنه ولي كريم.