بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : سكتنا طويلاً عن العنتريات والبيانات وعن النوح واللطم التكتيكي من شيعة الطبقة السياسية الحاكمة التي تدعي الحرص على ثروات العراق وثروات الشعب حوّل ملف انبوب العقبة الذي شيطنوه كعادتهم .وكأنهم حرروا أراضينا ومياهنا ونفطنا المسروق من الكويت ” بالمناسبة النفط العراقي يُسرق من الجانب الكويتي يومياً”وعلى نفس الطريقة التي حارب بسببها الكويت اي صدام حسين .

وكأنهم اوقفوا عمليات تهريب النفط والمشتقات إلى إيران ودول اخرى بحيث اصبح التهريب يمول دول ” بتواطؤ ” من خطوط داخل الطبقة السياسية واغلبها من شيعة السلطة. وكأنهم حرروا سماء العراق التي تلعب فيها اسرائيل والإمارات ودول كثيرة. وكأنهم أعادوا سيادة العراق التي تلعب بها السفيرة الاميركية كرة قدم وتلعب بها أمريكا وإسرائيل واللذان يقصفان مقرات عسكرية وشرطية وحشد شعبي متى ما قررتا.وتضرب إيران العراق بالصواربخ متى ما قررت ، وتتوغل تركيا داخل العراق متى ما قررت . هل أنا كاذب بكل هذا ام كل هذا صحيح ؟
ثانيا : اليوم نريد نتناقش بصوت عالي وعلى مسمع من الشعب العراقي مع اصحاب العنتريات والشعارات الذين لازالوا بعقلية المعارضة وعقلية العشيرة وعقلية الاستخارة ولديهم الكذب على ألشعب منهجا . ومع الذين يحكمون العراق منذ ٢١ سنة ودون منجز يُذكر . فأريد أسأل سؤال مهم وهو :-
١-( إذا حدثت ازمة في مياه الخليج سواء كانت طبيعية ” تسونامي ” او ازمة امنية أو ازمة عسكرية وكلها متوقعة ” من اين سيصدر العراق نفطه ؟ واذا حدثت هزه في الكويت او حدث ربيع كويتي ” والاثنان متوقعان ” بدليل سارع أمير الكويت لإتخاذ قرارات صعبه جدا ولكنها متأخره وحسب توقعاتي لن ينجح أمير الكويت . فكيف يصدر العراق نفطه ؟ وحينها ماذا تعطي الحكومة للشعب والبلد معتمد على النفط بنسبة ٩٠٪؜ ؟ فهل يكفي التصدير عبر تركيا ؟ الجواب كلا !
٢-فبظل حكم الإسلاميين ماشاء الله لا معمل يعمل ،ولا حقل يُزرع ،ولا مستشفيات تتحمل ازمات ،ولا ميادين صالحه وصاحيه، وشعب عبارة عن قدر ماء ويغلي وينتظر ساعة الصفر والنتيجة دخول العراق في النفق الافغاني !

ثالثا:- بالمناسبه ان خط ” انبوب العقبة ” اول من تناقش عليه وبقوة ليكون مشروعا هو نوري المالكي وأيده العبادي من بعده وبدعم البيت الشيعي ( فلا لا تصدقوا بمعارضتهم ) ففي ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ قال نوري المالكي ( يرغب العراق في تعزيز التعاون مع الجانب الأردني في مجالي النقل والنفط، مشيرا إلى أن هناك توجها لدى بلاده لمد أنبوب نفط لتزويد الأردن باحتياجاته والتصدير عبر ميناء العقبة) وأردف قائلا ( إن لدى الجانبين مصلحة مشتركة بتصدير النفط العراقي عبر ميناء العقبةجنوبي الأردن، كما أن لدى بلاده خطوات كبيرة وتوجها لمد أنبوب النفط لتزويد الأردن باحتياجاته والتصدير عبر ميناء العقبة) ..وفي ٢٣ اكتوبر ٢٠١٧ تابع حيدر العبادي مد انبوب نفط من البصرة إلى العقبة ( وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن ان رئيس وزراء الأردن هاتي الملقي والعبادي “بحثا الخطوات التي تم اتخاذها للبدء بتنفيذ مشروع مد أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة والفوائد الاقتصادية المتوقعة من هذا المشروع الاستراتيجي للبلدين”).. وكان الأردن والعراق وقعا في التاسع من أبريل 2013 اتفاقية إطار لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كلم لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير بالعقبة، بكلفة تقارب نحو 18 مليار دولار وسعة مليون برميل يوميا.ويفترض أن ينقل الأنبوب النفط الخام من حقل الرميلة العملاق في البصرة (545 كلم جنوب بغداد) إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة (325 كلم جنوب عمان)….فأتركوا سياسة الكذب وسياسة الشعارات والعنتريات وكونوا رجال دولة صادقين لكي تحترمكم الدول !

رابعا : فأنبوب العقبة النفطي هو مشروع استراتيجي وقائي اولاً لنجدة العراق من المخاطر والكوارث ان حصلت في الخليج او المياه او في دولها. وينجي العراق ان حدثت حرب بين ايران وأمريكا او حدثت صدامات في تلك المنطقة . وان الحصة التي تأخذها الأردن باسعار مخفضة ليس عيبا وليس رجساً على الإطلاق !
١- ان الأردن بلد عربي مسلم وجار . ووقف مع الشعب العراقي في جميع ازماته بحيث بقي الرئة التي يتنفس بها العراق في جميع ازماته وحتى بعد عام ٢٠٠٣ .بحيث لولا ادوار الأردن الايجابية لبقي الاعتراف الدولي ركيكا بالنظام الجديد . لماذا هذا النسيان ياساسة الطبقة السياسية والإسلام السياسي ؟
٢- ولنفرض ان ( الشائعة التي يؤجّجون الشعب العراقي فيها ان هناك حصة تذهب لإسرائيل صحيحة ) فاذا كانت ( تكفينا شر اسرائيل وتتركنا بحالنا ) والله نحن معها. والذين يزايدون بهذا الموضوع نقول لهم ( منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم لإسرائيل نفوذ سياسي واقتصادي داخل العراق بصورة مباشرة وسرية او عبر اطراف محلية وأطراف أميركية وغربية وخليجية .. فكفى بالونات العنتريات. فالتطبيع واصل ٩٠٪؜ ولم يبق غير الإعلان عنه في العراق ). فنحن شعب وبلد منهوبان من دول خليجية واقليمية ومن دول غربية واميركية والكل يتفرج . فعلى من تصدرون حيلكم ؟
خامسا:-وللعلم ان انبوب العقبة النفطي هذا سوف يحمي العراق امنيا واقتصاديا ( انظروا لدور الأردن عالميا ولاهمية الأردن اميركيا وبريطانيا وغربيا . فهي دولة محورية ودولة مكوكية ودولة اطفاء للازمات في المنطقة ) . وسوف يكون هذا الانبوب منقذا للعراقيين عند الأزمات خصوصا ونحن بلا قيادة حكيمة وبلا حكم رشيد وبلا تخطيط استراتيجي . وهذا الانبوب صمام أمان من غدر الدول الاقليمية بالعراق والعراقيين .
سادسا:وللعلم ان تشغيل انبوب بانياس العراقي عبر سوريا لن تقبل تشغيله ايران ولا حتى روسيا لكي تعرفوا هذه الحقيقة .فالعراق بحاجة ماسة جدًا لتنويع منافذ تصدير النفط العراقي. وان النفط العراقي الذي سيصدر عبر العقبة لا تأخذ حصص منه الدول الاقليمية مثلما هو جاري وخارج القانون وبرضا جهات سياسية داخل العراق .
سابعا:-ولو بيدي لخنقت العراق اسبوع من جهة الخليج وتركيا لكي اجعل العراقيين يفكرون بأهمية وجود هكذا منفذ ( مثل انبوب العقبة ) لينجدهم من المحن ويحررهم من سطوة الدول الاقليمية ومافيات دول اخرى !
الخلاصة :
فأنبوب النفط من البصرة إلى العقبة ليس شراً مثلما يدعون على الإطلاق . بل هو منقذ ل الاجيال العراقية عند المحن والأزمات . وهو معين للعراقيين ليتحرروا من استعباد الدول الاقليمية للعراق اقتصاديا . فكروا بهدوء سوف تجدون كلامي منطقيا وعقلانيا واستراتيجيا !
سمير عبيد
٢٩ ايار ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الدول الاقلیمیة النفط العراقی من البصرة إلى میناء العقبة أنبوب النفط

إقرأ أيضاً:

نتيجة الانتخابات الأمريكية تنسحب على التوازن العراقي-الإيراني

5 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: قال عضو لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان الإيراني، رحيم زارع، إن التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وأوروبا وإيران لم تعد تؤثر على الاقتصاد الإيراني كما كان في السابق. وأضاف، في تصريحات لوكالة “إيسنا”، أن الانتخابات الأمريكية، سواء أتت بترامب أو هاريس، لا تغير من سياسة العقوبات، معتبراً أن إيران وصلت إلى مستوى من الردع الاقتصادي الذي يتيح لها تحييد هذه العقوبات إلى حد كبير.

وفي السياق ذاته، يرى محللون أن موقف زارع يعكس رسالة إيران للعالم بأن “اقتصادها متماسك ومحصن”. لكن هناك من يعتقد أن هذا التفاؤل قد لا يكون واقعياً، إذ يقول مختصون اقتصاديون إن “الاقتصاد الإيراني ما يزال هشاً في مواجهة الضغوط الدولية”، خصوصاً مع استمرار العقوبات وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين الإيرانيين.

ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، تثار تساؤلات عن مدى تأثيرها على المنطقة، وخاصة العراق الذي بات جزءاً من هذا الصراع الدولي، إذ يعاني من تبعات التوترات بين واشنطن وطهران.

ووفق آراء بعض المحللين، فإن “فوز ترامب قد يعني استمرار السياسة المتشددة، ما يضع العراق في موقف صعب، خصوصاً في ظل سعيه لتخفيف اعتماده على النفط وتحقيق استقلال اقتصادي”.

وفي المقابل، يرى البعض أن “هاريس قد تكون أكثر ميلاً للدبلوماسية”، مما قد يمنح العراق فرصة أفضل للتفاوض على مصالحه الاقتصادية دون الاصطدام بالأطراف الكبرى.

تحليلات تفيد  أن “السياسة الأمريكية لا تتغير بشكل جذري بين الرؤساء، لكن أسلوب التعامل قد يختلف، وهذا قد يمنح العراق مرونة أكبر في التعامل مع أطراف متعددة”.

ومهما كانت درجة التاثير، فان دوائر صنع القرار في بغداد  تقلق من تصاعد التوترات الإقليمية، حيث استقرار العراق يعتمد إلى حد كبير على استقرار العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الملكة رانيا تزور مركز تمكين المجتمعات التابع لمؤسسة نهر الأردن وتلتقي شباب وأفراد من المجتمع المحلي في العقبة
  • نتيجة الانتخابات الأمريكية تنسحب على التوازن العراقي-الإيراني
  • مشروع أنبوب الغاز المغرب نيجيريا يصل مرحلة حاسمة
  • النفط العراقي يرتفع قليلا بالتزامن مع ارتفاع خامي برنت وتكساس
  • المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم ميناء حيفا بالمسيرات
  • الأمطار الغزيرة في العراق: إنقاذ للمياه أم تهديد للسيول؟
  • العراق و7 دول تمدد خفض إنتاج النفط
  • استقرار أسعار النفط العراقي مع بداية التعاملات الأسبوعية
  • للمرة الثانية.. المقاومة العراقية تدك هدفاً حيوياً في غور الأردن المحتل
  • المقاومة الإسلامية بالعراق تهاجم الجولان وغور الأردن وإسرائيل تتوعد بالرد