"واشنطن بوست": بايدن ينظر في خطوتين تصعيديتين "قويتين" في أزمة أوكرانيا
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن "معاقبة" بكين على تزويدها المزعوم موسكو بالتقنيات المحورية، ورفع القيود عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية قصيرة المدى لضرب أراضي روسيا.
وسائل إعلام: فرنسا وهولندا تقترحان فرض عقوبات على مؤسسات بزعم أنها تساعد روسيا بوتين حول دعوات استهداف الأراضي الروسية: على ممثلي الناتو أن يفهموا بماذا هم يلعبونأفاد بذلك الصحفي ديفيد إغناسيوس في عموده الأسبوعي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس الثلاثاء، مضيفا أن أن هذين "الإجراءين المضادين الصارمين الجديدين" المحتملين يستهدفان "مواجهة التقدم الروسي في أوكرانيا"، وأن كون مثل هذه التحركات قيد النظر الآن يظهر قلق الإدارة الأمريكية المتزايد بشأن ضعف أوكرانيا في ساحة المعركة.
وذكر إغناسيوس أن نقاط ضعف أوكرانيا ازدادت جزئيا بسبب التأخير الطويل في شحنات الأسلحة الأمريكية، لكن في الوقت نفسه اتضح أن الكثير من الأسلحة التي كانت الولايات المتحدة تأمل أن تدعم أوكرانيا - مثل دبابات "أبرامز"، وأنظمة صواريخ "هيمارس" ومقاتلات "إف-16" - معرضة لتأثير الطائرات المسيرة والتشويش الإلكتروني والدفاعات الجوية الروسية.
وحسب المقال، فإن المسؤولين الأمريكيين قلقون إزاء قيام روسيا بحشد القوات والمعدات قرب الحدود لمهاجمة خاركيف ومدن أخرى في شرق أوكرانيا. وبينما يمكن للمدفعية الأمريكية والصواريخ قصيرة المدى أن تضرب هذه الأهداف دون أن يصل ذلك إلى شن ضربات لـ"عمق" روسيا، تقيد الولايات المتحدة في الوقت الحالي استخدامها حيث تبقى غير قادرة على استهداف المراكز اللوجستية الروسية الكبيرة ومراكز تعبئة القوات عبر الحدود.
وافترض إغناسيوس أن هذا الوضع قد يتغير، حيث تضغط دول "الناتو" الأخرى على بايدن لتخفيف الضوابط، وأضاف:
ربما نقترب من منعطف آخر في أوكرانيا. وبينما تميل الصين بشكل أكبر إلى شراكتها مع روسيا التي باتت قوة مهيمنة (في أرض المعركة) مؤخرا، يدرس بايدن ما إذا كان سيعمق تحالفه مع كييف. هذا الأمر من شأنه أن يجلب مخاطر جديدة، ولكن سيكون ذي جدوى إذا مكن من تعزيز أوكرانيا المتذبذبة وإعادة التوازن إلى طاولة المفاوضات، حيث يجب تسوية هذه الحرب في نهاية المطاف.
وفي وقت سابق حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في معرض تعليقه على المقترحات الغربية حول السماح لكييف بتوجيه ضربات إلى الأراضي الروسية، من أنه يجب على دول "الناتو" أن "تفهم بماذا تلعب"، فيما أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن مثل هذه الدعوات صادرة عن "متهورين" ويجعل الوضع أكثر توترا و"تضر بشعب أوكرانيا في المقام الأول".
المصدر: "واشنطن بوست"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بكين جو بايدن حلف الناتو عقوبات اقتصادية كييف واشنطن
إقرأ أيضاً:
من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.
وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.
من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".
وأضاف قربي: "بالتالي أي انسحاب الولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".
وبحسب الباحث، ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).
بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أم تركيا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".
قسد وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.
وأشار لـ"عربي21" لفشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".
وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.
النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، شكك باحتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".
وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".
تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني- الروسي في المنطقة لتركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".
وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".
فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.
وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".
وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.