الجزيرة:
2024-11-23@13:25:40 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

واشنطن- بعد مرور أكثر من يوم كامل على مذبحة رفح الأخيرة، يبدو أن واشنطن اختارت الصمت، مثل ما فعلت منذ يوم الجمعة الماضي، على أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها في رفح.

وانشغل جو بايدن بطقوس ومراسم الاحتفال السنوي بمناسبة "يوم الذكرى" لتكريم الجنود الذين قُتلوا في ساحات المعارك، والذي يوافق آخر يوم اثنين من شهر مايو/أيار من كل عام.

ومع إلقائه كلمة في مقبرة أرلينغتون الوطنية بولاية فيرجينيا الاثنين، لم يتطرق بايدن لمذبحة رفح.

وفي الوقت الذي أثارت فيه الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات النازحين الفلسطينيين، إدانة دولية واسعة النطاق، الاثنين، وتم وصفها بالمجزرة، التزم بايدن الصمت. وامتنع البيت الأبيض عن انتقاد إسرائيل، وأشار فقط إلى "الصور المدمرة" التي ظهرت من الغارة وحث إسرائيل على حماية المدنيين كجزء من عملياتها العسكرية.

مهاجمة

وقال  إدواردو مايا سيلفا، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لإسرائيل الحق في ملاحقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونحن نفهم أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابييها المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين"حسب قوله.

وتابع "ولكن كما كنا واضحين، يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. نحن نتواصل بنشاط مع الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث، ونفهم أنه يجري تحقيقا".

ودفع ذلك بخبيرة الشؤون الدولية آسال راد، إلى مهاجمة موقف بايدن، عبر منصة إكس، قائلة "سارع بايدن إلى التعبير عن غضبه من رغبة المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، لكنه التزم الصمت بينما يذبحون اللاجئين في الخيام".

وأضافت "لقد رأينا الجثث المتفحمة للأطفال، ولم يدنها بايدن، لكنك تقول إنه أهون الشرين، ما هو أكثر شرا من الإبادة الجماعية؟".

وفي حديث للجزيرة نت، قال حسين أبيش، كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الرئيس الأميركي يريد تجنب مواجهة كاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذلك فهو يتحمل هذا التغيير في السياسة الإسرائيلية ردا على خطه الأحمر.

لكن يبقى السؤال، برأيه، هل تخطت إسرائيل الخط الأحمر لبايدن؟ ربما لا، يقول. والشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك هو بايدن نفسه، لذلك يعتقد أبيش أن الجواب هو لا، وأنهم اقتربوا بشكل كبير وهم يختبرون صبر بايدن كل يوم.

من ناحية أخرى، لدى إسرائيل دعم سياسي هائل بين العديد من الديمقراطيين الليبراليين وأكثر من ذلك بين الإنجيليين الأصوليين الراديكاليين في الحزب الجمهوري. لذا فإن دعمهم السياسي قوي للغاية وهذه سنة انتخابات، حسب المتحدث ذاته.

خط أحمر

وباعتقاد الباحث أبيش، فإن آخر شيء يريده الرئيس الأميركي هو المواجهة مع إسرائيل بشكل عام، لأنه يرى أن العمل ضد نتنياهو بهدوء أكبر أو بشكل شخصي أكثر، هو بديل جيد تماما.

وفي اتجاه معاكس للإدانات الدولية، أقر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن هجوم إسرائيل قد أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، وقال إن تل أبيب "لها الحق في ملاحقة حماس، وفي الدفاع عن النفس".

في لقاء تلفزيوني مع شبكة "إم إس إن بي سي" قبل 3 أشهر، بدا بايدن وكأنه يتراجع عن دعمه المطلق والراسخ لإسرائيل وعدوانها على قطاع غزة على الرغم من سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحية للقطاع.

ووصف بايدن خطط إسرائيل لاقتحام رفح حينذاك بأنها "خط أحمر" لا ينبغي لها تجاوزه. وقال "إنه خط أحمر، لكنني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. لا يزال الدفاع عنها حاسما. لذلك لن أوقف إمدادهم بالأسلحة، حتى يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم". وأكد فقط "ضرورة ألا يُقتل 30 ألف فلسطيني آخر".

ومع تجاهل إسرائيل خط بايدن الأحمر، ارتبكت إدارته مع بدء عملية الاقتحام، وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنها "ليس لديها خطة ذات مصداقية". وأضاف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "ما زلنا نعتقد أنه سيكون من الخطأ شن عملية عسكرية كبيرة في قلب رفح".

وغيّر البيت الأبيض موقفه الأسبوع الماضي عندما قال مسؤول أميركي للصحفيين "من الإنصاف القول إن الإسرائيليين قاموا بتحديث خططهم. لقد أدرجوا العديد من المخاوف التي أعربنا عنها"، وأضاف أن "عملية رفح قد تخلق فرصا لإعادة صفقة الرهائن إلى مسارها".

إحراج

وعن صمت بايدن، يعتقد الباحث حسين أبيش أن الرئيس الأميركي لا يعرف ماذا يقول. وأنه يعلم أنها كانت مذبحة، ربما نُفذت بأسلحة أميركية، ولكن بما أن إسرائيل "اعترفت بالخطأ واعتذرت فعليا عنه"، سيكون من المحرج بالنسبة له أن يدين بصراحة هذه المذبحة الرهيبة باعتبارها جريمة حرب بدلا من كونها مجرد حادث مأساوي.

وأضاف أن بايدن إذا قال إنها كانت مجرد مأساة أو خطأ أو حادثا، فسيشوه سمعته عند معارضي إسرائيل، وإذا قال إنها كانت جريمة حرب، فسيشوه سمعته عند أنصارها. وربما يكون من الأفضل التزام الصمت، سياسيا ودبلوماسيا، برأيه.

وباعتقاد الباحث نفسه، قدر الرئيس الأميركي، على الأرجح وبشكل معقول، أنه لا يوجد شيء مفيد يمكن أن يقوله من شأنه أن يساعده شخصيا وسياسيا أو الولايات المتحدة دبلوماسيا، "إنه وضع خاسر للرئيس نفسه ولواشنطن. لذا فإن الصمت قد يكون أفضل سياسة في هذه الحالة، على الأقل من وجهة نظره".

من جانبه، قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق للشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إن "إسرائيل تجاوزت بالفعل خط بايدن الأحمر. وإن هذه الفظائع تجعل الأمر أسوأ. ولا شيء يقوله بايدن سيساعد.

وبرأيه، يتعين على بايدن أن يتخذ إجراءات، بدءا بتطبيق القوانين الأميركية المتعلقة بالمساعدات العسكرية والانتقال إلى خطوات ملموسة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويمكن للشركاء العرب المساعدة من خلال تنشيط السلطة الفلسطينية لجعلها أكثر مصداقية وفعالية.

ويُظهر نمط رد الفعل الأميركي تجاه هذه المذبحة، أن الرئيس الأميركي يرفض أي خطوات أو عمليات تعلن إسرائيل مسبقا عن نيتها القيام بها، لكنه وبمجرد بدء تحرك تل أبيب، يُغيّر بايدن موقفه ويدعم تحركها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

بايدن يعلق على مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت: قرار مشين وسنقف مع إسرائيل

وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، بالـ«المشين»، حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة القاهرة الإخبارية.

وأكد الرئيس الأمريكي، أن بلاده ستقف دائمًا إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديدات لأمنها.

ردود الفعل الأمريكية

أعرب جون كيري، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض عن قلقه، بإصدار الجنائية الدولية مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت: «جراء اندفاع المدعي العام، كريم خان، لطلب مذكرات اعتقال، وأخطاء العملية المزعجة التي أدت إلى هذا القرار»، وأوضح أن واشنطن تناقش الخطوات التالية مع شركائها.

فيما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قرار المحكمة الجنائية الدولية هي الأخرى، وذكرت في بيان: «ليس لدينا تقييم قانوني حول الإجراءات الإسرائيلية في غزة لكننا نرفض قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق  نتنياهو وجالانت»، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية.

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وجالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد زيارة هوكشتاين؟
  • «بداية حرب عالمية ثالثة».. بايدن يورط الرئيس الأمريكي الجديد في مواجهة مع روسيا
  • لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
  • قبیل تسلّم ترامب.. لماذا سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى؟
  • بايدن يعلق على مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت: قرار مشين وسنقف مع إسرائيل
  • ترامب يكسر رقم بايدن القياسي بحلول2029.. هل يصبح الرئيس الأمريكي الأطول عمرا؟
  • مجلس الشيوخ الأميركي يعرقل قانون يحظر بيع أسلحة إلى إسرائيل
  • الرئيس جو بايدن يسجل رقما قياسيا.. وترامب يستعد لكسره
  • القومي دان الفيتو الأميركي: يمنح إسرائيل صكاً مفتوحاً لإبادة شعب فلسطين
  • الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: المهرجانات السينمائية أصبحت تمثل صوت الناس في عالم يسوده الصمت