الجزيرة:
2024-11-05@13:58:42 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

واشنطن- بعد مرور أكثر من يوم كامل على مذبحة رفح الأخيرة، يبدو أن واشنطن اختارت الصمت، مثل ما فعلت منذ يوم الجمعة الماضي، على أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها في رفح.

وانشغل جو بايدن بطقوس ومراسم الاحتفال السنوي بمناسبة "يوم الذكرى" لتكريم الجنود الذين قُتلوا في ساحات المعارك، والذي يوافق آخر يوم اثنين من شهر مايو/أيار من كل عام.

ومع إلقائه كلمة في مقبرة أرلينغتون الوطنية بولاية فيرجينيا الاثنين، لم يتطرق بايدن لمذبحة رفح.

وفي الوقت الذي أثارت فيه الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات النازحين الفلسطينيين، إدانة دولية واسعة النطاق، الاثنين، وتم وصفها بالمجزرة، التزم بايدن الصمت. وامتنع البيت الأبيض عن انتقاد إسرائيل، وأشار فقط إلى "الصور المدمرة" التي ظهرت من الغارة وحث إسرائيل على حماية المدنيين كجزء من عملياتها العسكرية.

مهاجمة

وقال  إدواردو مايا سيلفا، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لإسرائيل الحق في ملاحقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونحن نفهم أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابييها المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين"حسب قوله.

وتابع "ولكن كما كنا واضحين، يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. نحن نتواصل بنشاط مع الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث، ونفهم أنه يجري تحقيقا".

ودفع ذلك بخبيرة الشؤون الدولية آسال راد، إلى مهاجمة موقف بايدن، عبر منصة إكس، قائلة "سارع بايدن إلى التعبير عن غضبه من رغبة المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، لكنه التزم الصمت بينما يذبحون اللاجئين في الخيام".

وأضافت "لقد رأينا الجثث المتفحمة للأطفال، ولم يدنها بايدن، لكنك تقول إنه أهون الشرين، ما هو أكثر شرا من الإبادة الجماعية؟".

وفي حديث للجزيرة نت، قال حسين أبيش، كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الرئيس الأميركي يريد تجنب مواجهة كاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذلك فهو يتحمل هذا التغيير في السياسة الإسرائيلية ردا على خطه الأحمر.

لكن يبقى السؤال، برأيه، هل تخطت إسرائيل الخط الأحمر لبايدن؟ ربما لا، يقول. والشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك هو بايدن نفسه، لذلك يعتقد أبيش أن الجواب هو لا، وأنهم اقتربوا بشكل كبير وهم يختبرون صبر بايدن كل يوم.

من ناحية أخرى، لدى إسرائيل دعم سياسي هائل بين العديد من الديمقراطيين الليبراليين وأكثر من ذلك بين الإنجيليين الأصوليين الراديكاليين في الحزب الجمهوري. لذا فإن دعمهم السياسي قوي للغاية وهذه سنة انتخابات، حسب المتحدث ذاته.

خط أحمر

وباعتقاد الباحث أبيش، فإن آخر شيء يريده الرئيس الأميركي هو المواجهة مع إسرائيل بشكل عام، لأنه يرى أن العمل ضد نتنياهو بهدوء أكبر أو بشكل شخصي أكثر، هو بديل جيد تماما.

وفي اتجاه معاكس للإدانات الدولية، أقر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن هجوم إسرائيل قد أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، وقال إن تل أبيب "لها الحق في ملاحقة حماس، وفي الدفاع عن النفس".

في لقاء تلفزيوني مع شبكة "إم إس إن بي سي" قبل 3 أشهر، بدا بايدن وكأنه يتراجع عن دعمه المطلق والراسخ لإسرائيل وعدوانها على قطاع غزة على الرغم من سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحية للقطاع.

ووصف بايدن خطط إسرائيل لاقتحام رفح حينذاك بأنها "خط أحمر" لا ينبغي لها تجاوزه. وقال "إنه خط أحمر، لكنني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. لا يزال الدفاع عنها حاسما. لذلك لن أوقف إمدادهم بالأسلحة، حتى يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم". وأكد فقط "ضرورة ألا يُقتل 30 ألف فلسطيني آخر".

ومع تجاهل إسرائيل خط بايدن الأحمر، ارتبكت إدارته مع بدء عملية الاقتحام، وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنها "ليس لديها خطة ذات مصداقية". وأضاف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "ما زلنا نعتقد أنه سيكون من الخطأ شن عملية عسكرية كبيرة في قلب رفح".

وغيّر البيت الأبيض موقفه الأسبوع الماضي عندما قال مسؤول أميركي للصحفيين "من الإنصاف القول إن الإسرائيليين قاموا بتحديث خططهم. لقد أدرجوا العديد من المخاوف التي أعربنا عنها"، وأضاف أن "عملية رفح قد تخلق فرصا لإعادة صفقة الرهائن إلى مسارها".

إحراج

وعن صمت بايدن، يعتقد الباحث حسين أبيش أن الرئيس الأميركي لا يعرف ماذا يقول. وأنه يعلم أنها كانت مذبحة، ربما نُفذت بأسلحة أميركية، ولكن بما أن إسرائيل "اعترفت بالخطأ واعتذرت فعليا عنه"، سيكون من المحرج بالنسبة له أن يدين بصراحة هذه المذبحة الرهيبة باعتبارها جريمة حرب بدلا من كونها مجرد حادث مأساوي.

وأضاف أن بايدن إذا قال إنها كانت مجرد مأساة أو خطأ أو حادثا، فسيشوه سمعته عند معارضي إسرائيل، وإذا قال إنها كانت جريمة حرب، فسيشوه سمعته عند أنصارها. وربما يكون من الأفضل التزام الصمت، سياسيا ودبلوماسيا، برأيه.

وباعتقاد الباحث نفسه، قدر الرئيس الأميركي، على الأرجح وبشكل معقول، أنه لا يوجد شيء مفيد يمكن أن يقوله من شأنه أن يساعده شخصيا وسياسيا أو الولايات المتحدة دبلوماسيا، "إنه وضع خاسر للرئيس نفسه ولواشنطن. لذا فإن الصمت قد يكون أفضل سياسة في هذه الحالة، على الأقل من وجهة نظره".

من جانبه، قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق للشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إن "إسرائيل تجاوزت بالفعل خط بايدن الأحمر. وإن هذه الفظائع تجعل الأمر أسوأ. ولا شيء يقوله بايدن سيساعد.

وبرأيه، يتعين على بايدن أن يتخذ إجراءات، بدءا بتطبيق القوانين الأميركية المتعلقة بالمساعدات العسكرية والانتقال إلى خطوات ملموسة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويمكن للشركاء العرب المساعدة من خلال تنشيط السلطة الفلسطينية لجعلها أكثر مصداقية وفعالية.

ويُظهر نمط رد الفعل الأميركي تجاه هذه المذبحة، أن الرئيس الأميركي يرفض أي خطوات أو عمليات تعلن إسرائيل مسبقا عن نيتها القيام بها، لكنه وبمجرد بدء تحرك تل أبيب، يُغيّر بايدن موقفه ويدعم تحركها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

الصمت الانتخابي .. هل يطبق في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

سرايا - نسمع عن مصطلع "الصمت الانتخابي" قبل أي انتخابات تعقد في دول عدة حول العالم، وهي فترة تسبق الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.

وخلال هذه الفترة يمنع على كافة الأحزاب والمرشحين من ممارسة أي نشاط في إطار حملتهم الانتخابية، فهل تطبق الولايات المتحدة هذا الإجراء أو القانون؟

في الولايات يبدو أن هذا القانون غير دارج لاسيما أن كل ولاية لديها قوانينها الخاصة في ما يخص الإجراءات الانتخابية.

فيما تختلف العقوبات الجزائية من بلد إلى آخر في حال مخالفة هذا القانون، ويقتصر عمل وسائل الإعلام في وقتها على تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات.

بالإضافة إلى تزويد الناخبين بالمعلومات الضرورية عن الدوائر الانتخابية.

اختلاف الفترات
في حين تختلف فترة الصمت من دولة لأخرى، ولكن غالبا ما تكون في اليوم السابق للانتخابات واليوم الذي تجري فيه.

وقد تطول هذه المدة أو تقصر، ففي ليتوانيا تبدأ فترة الصمت 7 ساعات قبل يوم الانتخابات، أما في صربيا وإندونيسيا فتكون 3 أيام قبل يوم الانتخابات.

لكن في بعض الدول ليس هناك فترات صمت انتخابي، ومنها بلجيكا والسويد، لكنها تحظر القيام بالحملات الانتخابية يوم الانتخابات داخل مراكز الاقتراع وعلى مقربة منها.

يشار إلى أن الانتخابات تدخل يومها الأخير اليوم الاثنين مع سعي حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لحشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.

وحتى بعد حالة الضبابية الهائلة للأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، فإن الناخبين منقسمون إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض. وتقارب المنافسة يعني أن الأمر قد يستغرق أياما لمعرفة من الفائز.


مقالات مشابهة

  • إدارة بايدن: إسرائيل "فاشلة" في تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • الصمت الانتخابي .. هل يطبق في انتخابات الرئاسة الأميركية؟
  • لماذا ألغت إسرائيل اتفاقية 1967 مع الأونروا الآن؟| خبير قانون دولي يجيب
  • مغردون: لماذا تتبع إسرائيل الآن سياسة الاختطاف في لبنان وسوريا؟
  • إسرائيل تنتقد مسار بايدن مع إيران على طريقة أوباما
  • تأجيل محاكمة رئيس المخابرات نظام القذافي عبدالله السنوسي إلى 1 ديسمبر المقبل
  • والد المختطف اللبناني أمهز: نجلي لاعلاقة له بأي حزب ولا أدري لماذا اختطفته إسرائيل
  • كم يبلغ راتب الرئيس الأميركي؟
  • عن غطرسة القوة وقوة الصمت
  • ميدفيديف: الاتفاق بشأن أوكرانيا كان ممكناً لكن الغرب اختار حرب بالوكالة ضدنا