تزعم أحزاب دقلو أن حرصها على رفع المعاناة عن المواطنين هو دافعها للتشديد على التعجيل بالتفاوض، لكن المؤشرات أكثر من كافية لتأكيد أن الدافع هو رغبتها في الانفراد بالسلطة، وهي الرغبة التي تؤمن بإمكانية تحققها استناداً على عدد من القناعات التي تكشف عنها مواقفها بوضوح تام بحيث لا يحتاج المرء إلى محاكمة النوايا أو تفتيش الضمائر لمعرفتها، وهي القناعات التي تعتقد بأنها تؤسس لشرعية المتمردين، وبالتالي لشرعيتها :
▪️ قناعتها بأن الوضع الميداني الحالي، وما حدث من تدمير واستنزاف للدولة، والضغوط الغربية والإقليمية لصالح التمرد وحلفائه عوامل كافية لفرض التفاوض، ولفوز المتمردين فيه !
▪️ قناعتها بأن الإرهاب الذي يمارسه جنود دقلو على المواطنين في المناطق التي استباحوها، وما حدث لهم من نهب وإفقار، كافيان لإخضاعهم للابتزاز الوقح : لا بديل للإرهاب الذي يمارسه جنود دقلو إلا التفاوض الذي ينتصرون فيه !
▪️ قناعتها بإمكانية قبول قيادة #الجيش بالاتفاقات المجحفة المصممة ضد أغلبية الشعب وقواه السياسية وضد الجيش نفسه ولصالح الدعم السريع وحلفائه بالداخل وأسياده بالخارج، وهي القناعة التي تستمدها من سابقة الاتفاق الإطاري !
▪️ قناعتها بأن علاقة المتمردين بها أقوى من علاقة الجيش بداعميه، وبالتالي بأن مفاوضي التمرد سيحرصون على مكافأتها بالتفاوض ومعاقبة داعمي الجيش، وبأن مفاوضي الجيش يمكن أن يقبلوا بمكافأة داعمي التمرد ومعاقبة داعمي الجيش، كلٌ حسب قوة دعمه !
▪️ قناعتها بأن الانتصار الكامل للمتمردين بالحرب مستحيل، لأسباب كثيرة، من بينها أنهم حتى لو اجتاحوا كل السودان فإن هذا سيكون تخريباً ونهباً لكل السودان، الأمر الذي يعني مضاعفة كراهية الشعب لهم ولحلفائهم، وبالتالي استحالة حكمهم حكماً طبيعياً مستقراً !
▪️ قناعتها بأن نقص أو انعدام الغنائم في المناطق المستباحة، وتضاؤل قدرة المتمردين على استباحة مناطق جديدة، سيؤديان إلى تسرب المقاتلين وضعف القدرة على تجنيد مقاتلين جدد، وتوقف قدوم المرتزقة الأجانب، وبالتالي ضعف، أو انعدام، القدرة على الابتزاز !
هذا الابتزاز الوقح واضح إلى الدرجة التي يتجعل
المشكلة الأكبر التي يجب أن تشغل بال القادة في أحزاب دقلو، قبل انفرادهم بالسلطة، هي كيفية عودتهم إلى البلاد ونوع الاستقبال الذي سيجدونه من المواطنين .
#إبراهيم_عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي بتهمة تسليح “المتمردين” .. تشاد نفت الشهر الماضي تورطها في الأمر
قيدت الحكومة السودانية شكوى لدى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ضد دولة تشاد. وقال معاوية عثمان محمد خير وزير العدل السوداني في تصريحات صحافية أنهم قدموا أدلة تشمل مستندات ومقاطع فيديو تثبت تورط تشاد في دعم قوات الدعم السريع وبالتالي مسؤوليتها بالتضامن عن كل الجرائم التي اقترفتها.
وأضاف عثمان أنه في حال قبول اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، الشكوى فإن الباب سيكون مشرعا لتقديم شكاوى مماثلة في المحافل السياسية والقانونية الإقليمية والدولية.
وأعلن وزير العدل أن السودان طالب الجارة بتعويضات بعدما اتهمها بالتورط في نقل أسلحة وذخائر إلى "ميليشيات متمردة" في إشارة محتملة لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ أكثر من عام ونصف.
وكانت تشاد نفت الشهر الماضي على لسان وزير خارجيتها "تأجيج الحرب في السودان" من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
واندلعت الحرب في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
وقال الوزير معاوية عثمان في بورت سودان للصحافيين "تقدم السودان بشكوى ضد تشاد للاتحاد الإفريقي بسبب أنها متورطة في نقل الأسلحة والذخائر إلى الميليشيا المتمردة".
وهو ما قال إنه "أدى لوقوع أضرار على المواطنين السودانيين، وعلى تشاد أن تدفع تعويضات لجمهورية السودان عن هذه الأضرار".
وأضاف عثمان "سنقدم الأدلة والإثباتات للجهة صاحبة الاختصاص".
لكنّ تشاد نفت الشهر الماضي تورطها في الأمر.
وقال عبد الرحمن كلام الله، وزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة التشادية في مقابلة مع إذاعة "إر إف إي" في 24 تشرين الأول/أكتوبر إن "تشاد ليس لديها أي مصلحة في تأجيج الحرب في السودان من خلال توريد أسلحة، فنحن من الدول القليلة التي طاولتها تداعيات كبيرة بسبب هذه الحرب".
بعد انشقاقات الدعم السريع.. هذا الموعد المتوقع لحسم الحرب في السودان
مصر
خاصبعد انشقاقات الدعم السريع.. هذا الموعد المتوقع لحسم الحرب في السودان
ويتشارك السودان وتشاد حدودا تمتد قرابة 1,300 كيلومتر مع ولايات دارفور في غرب السودان الذي تسيطر على غالبيتها قوات الدعم السريع المتمردة.
وتستخدم الأمم المتحدة معبر ادري الحدودي بين البلدين لإيصال المساعدات الإنسانية إلى دارفور المهددة بالمجاعة.
ووافقت الحكومة السودانية في آب/أغسطس على فتح هذا المعبر لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في 15 تشرين الثاني/نوفمبر ولم توافق الحكومة على تمديد فتحه حتى الآن.
بورت سودان (السودان) - فرانس برس