البوابة نيوز:
2025-02-20@21:22:23 GMT

قلب أفريقيا النابض.. «مانديلا» الذي لن يموت

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هل من الممكن ألا يموت الإنسان؟.. نعم من الممكن ألا يموت إنسان؟ فما هي الحياة؟ إنها.. فكرة.. ومبدأ.. وأثر.. ذلك الثالوث شكل خُطى طفل أفريقي صغير في مدينة ترانسكاي بجنوب أفريقيا.

كان كف هذا الصبي لا يعرف إلا السلام، يحفظ أقوال المهاتما غاندي ويكتبها هناك في الغابات على جذور الشجر العتيق: "يجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية، فإن الإنسانية محيط، وإذا كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذرًا".

. تعلم لكي تكون له أقواله الخاصة وسيرته فقد أدرك الشاب الذي يدرس المحاماة أنه لا نجاة إلا بتطبيق القانون على الجميع سواسية دون تمييز عنصري لدين أو لون أو نوع.

لا أعرف سر السجن في الحكايات.. في القصص التي تبقى وتعيش.. وكأنه خلوة أو عزلة تٌفرض جبرًا لاختمار حلم أو لفكرة أو لتمحيص واكتساب قوة.. ثمة أمر ما في وجود "السجن" في حكايات هؤلاء الذين لا يموتون.

سجنوا مانديلا 27 عاما خلف القضبان، بحكم عنصري مدى الحياة، لكن روحه كانت طليقة وابتسامته تخرج من نوافذ السجن الضيقة تنشر عطرا للحرية على ثرى أفريقيا، لم يكن يُعقل أن هذا البطل المٌكبل خلف الأسوار دون سلاح وبجسد خائر لكن بروح وثابة استطاع أن يكون "مانديلا" أيقونة للحرية.. آمن بالمستحيل وحققه: "غالبًا ما يبدو الأمر مستحيلًا إلى أن يتحقق".

"مانديلا" الذي سُجن بتهمة التخريب كان أبعد شخصًا عنها.. إنما خُلق مثله ليكون رسول بناء وتعمير لا معول هدم وتخريب، كان فقط يطلب حقه وحق أبناء بلده وكل المحرومين في العالم.. كان يخاطب العالم بقلبه ويطلب قدرًا من الإنصاف وتخطي النظر إلى الوجوه والتمعن في القلوب والأرواح.. 
 

كذلك "مانديلا" لا يمكن أن تصنفه حسب الدين ولا اللغة ولا حتى قبليًا.. لا يُمكنك إلا أن تتخيله سوى فكرة لها أوابد لا يمكن تقييدها.. راعي أغنام ليس له بيت فأينما حل الأمان نام ونشر السلام على رعيته، أظنه جاب جميع السجون ففي قصة حياته أسماء كثيرة وعناوين لقضاة وضباط وأعداء لكن لا اسم دام ولا حروف ظلت كٌلها مٌحيت من سجلات التاريخ وحده اسم "مانديلا" الذي يتهجاه الأطفال الصغار في كل مكان في العالم.

راعي الغنم الذي أصبح بطلًا ورئيسًا وأصبحت كلماته نبراسًا: "ليس حرًا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة".. لا يوجد إنسان ولد يكره إنسان آخر بسسب لون بشرته أو اصله، وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية، إذًا بإمكاننا تعليمهم الحب".

سئل أحد المفكرين عن دين "مانديلا" فكان الجواب إنه "الإنسانية".. الدين الإنسان.. هذا هو المعنى الذي عثر عليه "مانديلا صغيرا" وظل 9 عقود يسعى لتحقيقه.. لشرحه وتوضيحه.. للدعوة له..

لم يترافع مانديلا عن نفسه أمام قاضي محاكمته، لم يتحدث كمحام مع أنه درس القانون وحفظه، لكنه تحدث كنبي لعصره.. كإنسان:  «لقد حاربت ضد الهيمنة البيضاء، وحاربت ضد الهيمنة السوداء.. لقد أحببت المثل الأعلى لمجتمع ديمقراطي وحر يعيش فيه جميع الأشخاص معًا في وئام وتكافؤ في الفرص.. إنه نموذج أتمنى أن أعيش من أجله وأحققه. وإذا لزم الأمر، فأنا مستعد للموت لأجله".

"مانديلا" لم يفقد حلمه ولا ابتسامته في السجن، خرج الكهل شابًا فتي العزيمة والرأي وقوي الجأش:"حان وقت اندمال الجراح وقت ردم الفجوة التي تفصل بيننا".  

مانديلا الذي لا يموت
الآن أقول لك لماذا اخترت هذا العنوان؟ وسأتركك تبحث أنت في سيرة أيقونة السلام.. اقرأ عن هؤلاء الذين لا يموتون كما يجب أن تقرأ.. "نعتقد أن الرئيس الراحل نيلسون مانديلا سيبتسم في قبره لأنه من المدافعين عن اتفاقية الإبادة الجماعية".. هكذا كان تعليق وزير العدل الجنوب أفريقي، على الحكم الذي أصدرت محكمة العدل الدولية في الدعوى التي أقامتها جوهانسبرج، لصالح الدولة الفلسطينية وبضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أترى لقد عاش مانديلا كروح في أجساد أحفاده.. لقد نجح في تحقيق رسالته وحلمه، لقد بات له أحفاد يحفظون أقواله كما حفظ هو أقوال غاندي.. باتوا يسيرون على نهجه.. باتوا ينادون باسم الإنسانية.. يقاتلون من أجل السلام.. يتخذون من ابتسامة أيقونة أفريقيا عنوان.. عاش مانديلا ومات سجانوه.. عاشت الفكرة وتلاشت العنصرية.. عاشت الإنسانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مانديلا نيلسون مانديلا أفريقيا الإساءة العنصرية

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الهدنة الإنسانية في السودان فرصة لتحقيق السلام

جنيف (وام) 
شاركت شهد مطر، نائبة المندوب الدائم، القائم بالأعمال بالإنابة في البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في جنيف، في الإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان.
وأشار السيد توم فلتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أن عامين من النزاع في السودان أديا إلى واحدة من أكبر وأشد أزمات النزوح في العالم، وعليه أعدت الأمم المتحدة أكبر خطة نداء إنساني للسودان على الإطلاق بتمويل إجمالي يبلغ 6 مليارات دولار.
وفي هذا السياق، سلط السيد فلتشر الضوء على النجاح الأولي في أديس أبابا، والذي كان بمثابة خطوة تمهيدية أساسية لاجتماع جنيف، مؤكداً أن هذه الأزمة غير المسبوقة من حيث الحجم والخطورة تتطلب استجابة استثنائية.
من جهته، أعرب فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن تقديره للالتزامات المالية التي تم التعهد بها خلال المؤتمر، وقال في هذا الصدد: «نشكر من قدموا تعهدات في أديس أبابا، ولكن الأهم حقاً هو أن تتحول هذه التعهدات إلى واقع ملموس».

أخبار ذات صلة 16 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية

من جانبها، أكدت شهد مطر، خلال الإطلاق المشترك للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان، أهمية هذه اللحظة المحورية التي جاءت على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث نظّمت دولة الإمارات، إلى جانب جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمراً إنسانياً رفيع المستوى من أجل شعب السودان.
وشددت على أن الرسالة المشتركة الصادرة عن المؤتمر في أديس أبابا كانت واضحة، وهي إطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك - وهي فرصة لتحقيق السلام، والأهم من ذلك، إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع السودانيين المحتاجين.
وأضافت: «أعلنت دولة الإمارات خلال (المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان) في أديس أبابا، تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار أميركي، في إطار القيم الإنسانية الراسخة لدولة الإمارات، ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة».
وأشارت إلى أن تقديم دولة الإمارات مساعدات إنسانية إضافية يجسد التزامها الراسخ والمتواصل بدعم الشعب السوداني الشقيق، حيث قدّمت منذ بدء الأزمة 600.4 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية (200 مليون خلال مؤتمر أديس أبابا و400 مليون خلال الـ 22 شهراً من عمر هذا الصراع الأليم)، ليصل ما قدمته دولة الإمارات خلال العشر سنوات الماضية إلى 3.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ما يؤكد التزامها الراسخ بتقديم الدعم للمحتاجين خلال الأزمات.
واختتمت مداخلتها بالقول «يجب أن نغتنم هذه الفرصة لتعزيز الجهود الدولية نحو تحقيق استجابة إنسانية موحدة وحاسمة، حيث لا يحتمل الوضع في السودان المزيد من التأخير».
وجددت الإمارات دعوتها لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام وبلا أي عوائق للمساعدات الإنسانية، فهذا الأمر ليس مجرد نداء إنساني بل هو من الالتزامات الموجبة بناء على القانون الإنساني الدولي، حيث نؤمن بشدة بأن عرقلة الوصول إلى المساعدات أمر مرفوض.

مقالات مشابهة

  • الإمارات: الهدنة الإنسانية في السودان فرصة لتحقيق السلام
  • “إنسان” تتوج بالمركز الأول في ملتقى “نمو” للاستدامة المالية
  • حزب المصريين: مصر والسعودية هما قلب الأمة النابض
  • وزيرة المرأة: مصر قلب العروبة النابض بمواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية
  • وصول قافلة المساعدات الإنسانية التابعة لمحافظة القاهرة إلى معبر رفح
  • مستشفى بسويسرا ينجح بإبقاء قلب إنسان خارج جسمه 12 ساعة.. بهذه الطريقة
  • الأمم المتحدة وشركاؤها يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية في غزة والضفة الغربية
  • هل يمكن للحوت أن يبتلع إنسانًا؟ الحقيقة وراء فيديو تشيلي المروع
  • فضيلة الستر، حين تسمو الإنسانية فوق زلات البشر.
  • بيدري..قلب برشلونة النابض الذي لا يعرف المستحيل