قلب أفريقيا النابض.. «مانديلا» الذي لن يموت
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هل من الممكن ألا يموت الإنسان؟.. نعم من الممكن ألا يموت إنسان؟ فما هي الحياة؟ إنها.. فكرة.. ومبدأ.. وأثر.. ذلك الثالوث شكل خُطى طفل أفريقي صغير في مدينة ترانسكاي بجنوب أفريقيا.
كان كف هذا الصبي لا يعرف إلا السلام، يحفظ أقوال المهاتما غاندي ويكتبها هناك في الغابات على جذور الشجر العتيق: "يجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية، فإن الإنسانية محيط، وإذا كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذرًا".
لا أعرف سر السجن في الحكايات.. في القصص التي تبقى وتعيش.. وكأنه خلوة أو عزلة تٌفرض جبرًا لاختمار حلم أو لفكرة أو لتمحيص واكتساب قوة.. ثمة أمر ما في وجود "السجن" في حكايات هؤلاء الذين لا يموتون.
سجنوا مانديلا 27 عاما خلف القضبان، بحكم عنصري مدى الحياة، لكن روحه كانت طليقة وابتسامته تخرج من نوافذ السجن الضيقة تنشر عطرا للحرية على ثرى أفريقيا، لم يكن يُعقل أن هذا البطل المٌكبل خلف الأسوار دون سلاح وبجسد خائر لكن بروح وثابة استطاع أن يكون "مانديلا" أيقونة للحرية.. آمن بالمستحيل وحققه: "غالبًا ما يبدو الأمر مستحيلًا إلى أن يتحقق".
"مانديلا" الذي سُجن بتهمة التخريب كان أبعد شخصًا عنها.. إنما خُلق مثله ليكون رسول بناء وتعمير لا معول هدم وتخريب، كان فقط يطلب حقه وحق أبناء بلده وكل المحرومين في العالم.. كان يخاطب العالم بقلبه ويطلب قدرًا من الإنصاف وتخطي النظر إلى الوجوه والتمعن في القلوب والأرواح..
كذلك "مانديلا" لا يمكن أن تصنفه حسب الدين ولا اللغة ولا حتى قبليًا.. لا يُمكنك إلا أن تتخيله سوى فكرة لها أوابد لا يمكن تقييدها.. راعي أغنام ليس له بيت فأينما حل الأمان نام ونشر السلام على رعيته، أظنه جاب جميع السجون ففي قصة حياته أسماء كثيرة وعناوين لقضاة وضباط وأعداء لكن لا اسم دام ولا حروف ظلت كٌلها مٌحيت من سجلات التاريخ وحده اسم "مانديلا" الذي يتهجاه الأطفال الصغار في كل مكان في العالم.
راعي الغنم الذي أصبح بطلًا ورئيسًا وأصبحت كلماته نبراسًا: "ليس حرًا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة".. لا يوجد إنسان ولد يكره إنسان آخر بسسب لون بشرته أو اصله، وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية، إذًا بإمكاننا تعليمهم الحب".
سئل أحد المفكرين عن دين "مانديلا" فكان الجواب إنه "الإنسانية".. الدين الإنسان.. هذا هو المعنى الذي عثر عليه "مانديلا صغيرا" وظل 9 عقود يسعى لتحقيقه.. لشرحه وتوضيحه.. للدعوة له..
لم يترافع مانديلا عن نفسه أمام قاضي محاكمته، لم يتحدث كمحام مع أنه درس القانون وحفظه، لكنه تحدث كنبي لعصره.. كإنسان: «لقد حاربت ضد الهيمنة البيضاء، وحاربت ضد الهيمنة السوداء.. لقد أحببت المثل الأعلى لمجتمع ديمقراطي وحر يعيش فيه جميع الأشخاص معًا في وئام وتكافؤ في الفرص.. إنه نموذج أتمنى أن أعيش من أجله وأحققه. وإذا لزم الأمر، فأنا مستعد للموت لأجله".
"مانديلا" لم يفقد حلمه ولا ابتسامته في السجن، خرج الكهل شابًا فتي العزيمة والرأي وقوي الجأش:"حان وقت اندمال الجراح وقت ردم الفجوة التي تفصل بيننا".
مانديلا الذي لا يموت
الآن أقول لك لماذا اخترت هذا العنوان؟ وسأتركك تبحث أنت في سيرة أيقونة السلام.. اقرأ عن هؤلاء الذين لا يموتون كما يجب أن تقرأ.. "نعتقد أن الرئيس الراحل نيلسون مانديلا سيبتسم في قبره لأنه من المدافعين عن اتفاقية الإبادة الجماعية".. هكذا كان تعليق وزير العدل الجنوب أفريقي، على الحكم الذي أصدرت محكمة العدل الدولية في الدعوى التي أقامتها جوهانسبرج، لصالح الدولة الفلسطينية وبضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أترى لقد عاش مانديلا كروح في أجساد أحفاده.. لقد نجح في تحقيق رسالته وحلمه، لقد بات له أحفاد يحفظون أقواله كما حفظ هو أقوال غاندي.. باتوا يسيرون على نهجه.. باتوا ينادون باسم الإنسانية.. يقاتلون من أجل السلام.. يتخذون من ابتسامة أيقونة أفريقيا عنوان.. عاش مانديلا ومات سجانوه.. عاشت الفكرة وتلاشت العنصرية.. عاشت الإنسانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مانديلا نيلسون مانديلا أفريقيا الإساءة العنصرية
إقرأ أيضاً:
"روشتة بناء إنسان فعال"ندوة ذاتية بكلية صيدلة الفيوم.. |صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور محمد حمزاوي عميد كلية الصيدلة بجامعة الفيوم، الندوة الذاتية "روشتة بناء إنسان فعال" ضمن مهرجان الندوات الذاتية والتي نظمتها الكلية بالتعاون مع إدارة الاتحاد والمعسكرات بالإدارة العامة لرعاية الشباب، وحاضرت خلالها الطالبة نورهان النجار بالفرقة الخامسة بكلية الصيدلة وذلك
بحضور الدكتور وائل طوبار منسق عام الأنشطة الطلابية ورئيس لجنة تحكيم مهرجان الندوات الذاتية، والدكتور بيومي طاحون بكلية دار العلوم، والدكتورة مي مواهب بكلية العلوم، الدكتور محمد كمال بكلية الآداب، الدكتور أحمد إسماعيل منسق الأنشطة الطلابية بالكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، وذلك اليوم الأحد، بالكلية.
تناولت الطالبة نورهان النجار صفات الإنسان الفعال وكيفية بناء الذات وأثرها على المجتمع والفرد، كما تحدثت عن دور التربية في غرس القيم والمبادئ الأساسية والتي تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأوضحت أن التعليم يلعب دورًا محوريًا في تنمية المهارات الفكرية والاجتماعية.
كما تناولت أهمية المشاركة في الأنشطة التطوعية لتعزيز روح التعاون والمسؤولية موضحة أن التطوع يتيح للأفراد فرصة لتطوير مهاراتهم القيادية.
وجاء ذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاته رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع شئون التعليم والطلاب، وفى إطار توجيهات رئيس الجمهورية ومبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصري.