أعلنت كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بشكل رسمي بدولة فلسطين، في إطار جهود تعزيز السلام في الشرق الأوسط، على الرغم من انتقاد الاحتلال الإسرائيلي للقرار الذي صدر بعد إعلان رؤساء حكومات الدول الثلاثة.

إسبانيا:

وقال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بشكل مقتضب باللغتين الإسبانية والإنجليزية، إن اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين «ضروري لتحقيق السلام» ويعتبر «مسألة تاريخية» للشعب الفلسطيني.

وأكد سانشيز، أن القرار بالاعتراف بدولة فلسطين «لم يكن موجها ضد أي طرف، وبالأخص ليس ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي التي نسعى لتحقيق أفضل علاقة ممكنة معها».

أيرلندا:

وفي بيان صدر عن رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمن هاريس، بعد وقت قصير من اعتماد القرار في اجتماع حكومي، أكد أن خطوة إيرلندا تعكس التزامها بالحفاظ على الأمل في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن الهجوم التي تقوم به دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، هو الأكثر دموية خلال أكثر من سبعين عامًا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ودعا سايمن هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى «الاستماع إلى صوت العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي تجتاح غزة».

النرويج:

وفي النرويج أشاد وزير الخارجية، إيسبن بارث إيدي، بالقرار ووصفه بأنه «يوم تاريخي» بالنسبة للنرويج، التي تعتبر «من أشد المدافعين عن الدولة الفلسطينية.. منذ ثلاثين عامًا»، داعيًا المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده لدعم حل الدولتين.

وأعربت السلطات الإسرائيلية عن غضبها، وقام وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتوجيه رسالة عبر منصة تواصل اجتماعي إلى رئيس الوزراء الإسباني، اتهمه فيها بالتحريض على إبادة اليهود من خلال اعترافه بدولة فلسطين.

وأعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أمام وسائل الإعلام، أن مدريد ودبلن وأوسلو سيقدمون ردًا حازمًا على هجمات الدبلوماسية الإسرائيلية.

وشكر السفير الفلسطيني في مدريد، حسني عبد الواحد، الدول الثلاث على اتخاذ هذه الخطوة البالغة الأهمية، وحث الدول الأوروبية الأخرى التي تدعم حل الدولتين على إظهار التزامها والتصرف وفقًا لقيمها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة قطاع غزة دولة فلسطين إسبانيا أيرلندا النرويج بدولة فلسطین

إقرأ أيضاً:

فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة

زهراء جوني

عملية بطولية واحدة للمقاومة الفلسطينية، في أواخر العام 2023؛ كانت كافية لرسم مشهد الكيان الوحشي والمجرم واستشراف العام القادم، ليصحّ القول إنّ العام ٢٠٢٤ كان عام الإبادة الجماعية بحق شعب بأكمله يعيش في مساحة جغرافية صغيرة تسمّى “غزة”. وكانت هذه العملية التي عُرفت بــ”طوفان الاقصى” كافيةً ليشهد العالم مقاومة صمدت- وما تزال- على الرغم من كل المحاولات الإسرائيلية للقضاء عليها وسحقها بحسب تعبير قادة الكيان ومسؤوليه.

بعد شهرين من مشاهد تاريخية حُفرت في الذاكرة لمقاومين فلسطينيين دخلوا عمق الكيان، وأثاروا الرعب في قلوب مستوطنيه، افتُتحت سنة ٢٠٢٤ بعدوان إسرائيلي على غزة أراد عبره الاحتلال القضاء على الفلسطينيين وأرزاقهم وأحلامهم ومقومات العيش في أرضهم، لكنهم حتى اليوم ومع مرور عام كامل على الإبادة يصرّون على المقاومة والصمود بالرغم من كل المآسي والجراح.

إنه العام ٢٠٢٤، وفيه رُفعت أول دعوى قضائية على الكيان، واتُهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومعه وزير حربه السابق يؤاف غالانت بجرم الإبادة، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بمثولهم أمام القضاء، لتفتح هذه الخطوات الباب أمام مسار قانوني؛ يوضع فيه الاحتلال على قائمة الاتهام والمحاسبة للمرة الأولى في تاريخه، ويهدد الكيان بالعزلة الدولية، إلى جانب حجم الغضب الشعبي العالمي والاستنكار الطلابي على جرائمه ومجازره. فقد شهدت الجامعات الأميركية تظاهرات نوعية تطالب بوقف الإبادة وحق الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه، وهو ما أعاد رسم المشهد وفقًا للحقائق التاريخية بأحقية الشعب الفلسطيني في قضيته بعيدًا عن كل الأكاذيب الغربية بشأن رواية العدو وأرض فلسطين.

لقد اختبر العدو الإسرائيلي، في العام ٢٠٢٤، أطول حرب في تاريخه، وجرّب فيها كل أنواع الإجرام والتدمير، وخاض إلى جانب الحرب الجوية حربًا برية تلقّى فيها وما يزال خسائر كبيرة يتحفّظ حتى اليوم عن الاعتراف بها وإخفائها ضمن سياق الرقابة العسكرية. حربٌ برية اجتاح خلالها كل المناطق الفلسطينية في غزة، وادّعى في كلٍّ منها أنه استطاع القضاء على المقاومة ليتّضح بعدها أن المقاومة ما تزال حاضرة وجاهزة وقادرة على المواجهة والقتال في هذه النقاط وغيرها.

على الرغم من عدد الشهداء والجرحى وشهادة قائد العملية ورئيس حركة حماس لاحقًا يحيى السنوار، إلا أن المقاومة بقيت تحافظ على قوتها واستمراريتها. هذا فيما كانت جبهات المساندة تفعّل عملياتها وإمكاناتها في سبيل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمًا له ولمقاومته الباسلة.

على المستوى السياسي؛ العام ٢٠٢٤ شهد مسارًا مستمرًا حتى اليوم لتحقيق اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة ومنع استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن العدو حتى هذه اللحظة يماطل في تحقيق الاتفاق ويخلق حججًا وعراقيل لمنع أي اتفاق سياسي غير مكترث بأسراه وعائلاتهم التي تطالب يوميًا بوقف سريع للحرب.

إنّ العام ٢٠٢٤ كان “عام غزة” بامتياز، وعام الإبادة من دون منازع، وعام الموت البطيء للشعب الفلسطيني أمام أعين الأنظمة العربية وصمتها المخيف. وكان بحق عام القضاء على كل مقومات الحياة في غزة، صحيًا وغذائيًا واجتماعيًا وعلى كل المستويات. ولكنه أيضًا عام المقاومة بلا منازع؛ لأنه شهد بطولات سيكتب عنها التاريخ، وصمودًا أسطوريًا بالرغم من حجم آلة التدمير والقتل الإسرائيلية والأميركية.

في فلسطين المحتلة، يصح القول إنه عام المواجهات الأعنف بين الفلسطيين وقوات الاحتلال واستمرار العمليات المقاومة بالرغم من كل التحديات، وهو بحقّ “عام الأسرى”. فقد ارتفع عدد الأسرى الفلسطينين بعد “طوفان الأقصى” أضعافًا وأكثر؛ لأن الاحتلال أراد أن يعبّر عن غضبه وحقده بكل الوسائل الممكنة، وعلى رأسها سياسة الاعتقالات التي لم تتوقف يومًا، لا سيما هذا العام..

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ـ موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم النصارية وطمون
  • بالصور.. هكذا احتفلت أول الدول التي حل بها عام 2025
  • فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة
  • فلسطين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مواقع أثرية في أريحا
  • بعد سنوات من الانتظار.. ماذا يعني انضمام بلغاريا ورومانيا إلى منطقة شينغن؟
  • إصابة سارة نتنياهو بفيروس خطير يمنعها من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي
  • ما أبرز الجهات التي واجهت التحريض الإسرائيلي بسبب دعمها لفلسطين في 2024؟
  • ما هي الدول الأوروبية التي حظرت استخدام الهواتف الذكية في المدارس؟
  • وزير الثقافة والإعلام يمتدح الدول والمنظمات التي وقفت مع السودان أثناء الحرب
  • الاستخبارات الإسرائيلي تعترف بفشل خطتها في اليمن