الغضب هو أحد المشاعر الإنسانية الطبيعية التي يشعر بها كل شخص، وقد ينتج عن جرح العاطفة أو الشعور بالاستفزاز أو عند التعرض لمكروه، إلا أنه يصبح شعورا غير صحي وطبيعي عندما يكون مزمنا ويتم توجيهه بشكل خاطئ، مما يسبب مشاكل عديدة للإنسان والمحيطين به، وفقًا لما ذكره موقع healthline الطبي.

أنواع الغضب 

وبحسب الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري الصحة النفسية، من حق كل شخص التعبير عن مشاعر غضبه عندما يتعرض للأذى أو التعدي على حقوقه أو استفزازه، ولكن ينبغي أن يكون هذا التعبير بعيدًا عن العدوان والعنف.

وأوضحت استشاري الصحة النفسية لـ«الوطن»، أبرز أنواع الغضب، وعلى رأسها الغضب الإيجابي والذي يعرف بالغضب الحازم الذي يدفع الإنسان نحو التغيير للأفضل أو حل مشكلة ما دون الاتجاه إلى الإحباط أو الصراخ، أو العنف.

وهناك الغضب السلوكي والذي يظهر في صورة تعبير جسدي من خلال رمي وكسر الأشياء أو التهور بالاعتداء على الغير من خلال مهاجمته، كما يوجد الغضب المزمن وهو شعور مستمر بالاستياء من الآخرين مما يجعل الإنسان غارقًا في المشاعر السلبية تجاه ذاته وتجاه الأخرين، بحسب «عبدالرحمن».

وذكرت «عبد الرحمن»، أن الغضب الانتقامي هو من أكثر أنواع الغضب شيوعاً، وهو الذي يحرك مشاعر الانتقام تجاه من أخطأ أو تجاوز في حقك، وقد يكون الغضب الانتقامي مفيد وإيجابي في بعض الحالات عندما يقرر الإنسان تحقيق النجاح والتطور في حياته كرد فعل على من ظلمه.

نصائح للتحكم في الغضب

ويمكنك اتباع مجموعة من النصائح الهامة تساعدك على التحكم في غضبك بسهولة، نستعرضها كالتالي:

الابتعاد عن المكان الذي حدث فيه الخلاف أو المشكلة مع التنفس بعمق من خلال أخذ شهيق ببطء من الأنف والزفير من الفم. العد التنازلي أو التصاعدي من 1 إلى 10 أو حتى إلى 100. الخروج في نزهة قصيرة في مكان مفتوح وهادئ. استخدام أسلوب الهروب العقلي عن طريق الدخول إلى غرفة هادئة وإغلاق العينين ومحاولة تخيل مشهد يبعث على الاسترخاء مثل التفكير فى لون ماء البحر، أو تصور أصوات الطيور. كتابة الأشياء التي لا يمكن قولها وتدوين الشعور في دفتر اليوميات. وضع سماعات الأذن وتشغيل مقطع هادئ محبب إلى النفس والاندماج معه. قم بتشغيل مقاكع كوميدية تساعدك على تغيير الحالة النفسية السيئة.     

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مشاعر الغضب التنفس الغضب

إقرأ أيضاً:

ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟

فجّرت إسرائيل عن بُعد مئات الأجهزة المحمولة التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا. وكان من بين ضحايا الهجوم الإرهابي طفلان، كما أصيب آلاف الأشخاص بجروح جراء الانفجار، مما أغرق المستشفيات اللبنانية في حالة من الفوضى.

في اليوم التالي، انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي في جميع أنحاء البلاد، مما أودى بحياة 20 شخصًا. وبعد يومين من ذلك، أي يوم الجمعة، استهدفت غارة جوية حيًا مكتظًا بالسكان في العاصمة اللبنانية بيروت، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وفي يوم الاثنين، بدأت القوات العسكرية الإسرائيلية حملة قصف هستيرية على عدة مناطق في لبنان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا، من بينهم 50 طفلًا.

وبالإضافة إلى القصف الجسدي، تتعرض الهواتف اللبنانية أيضًا لوابل من التحذيرات بالإخلاء من جانب إسرائيل، وهي شكل آخر من أشكال الإرهاب بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في توجيه الناس للإخلاء، ثم قصفهم أثناء تنفيذهم الأوامر.

خلال حرب إسرائيل على لبنان التي استمرّت 34 يومًا في عام 2006، على سبيل المثال، تم ذبح 23 من سكان قرية مرواحين جنوب لبنان من مسافة قريبة بواسطة مروحية عسكرية إسرائيلية، بينما كانوا يتبعون التعليمات الإسرائيلية بمغادرة منازلهم. وكان معظم الضحايا من الأطفال.

ومن المؤكد أن وجود دولة إسرائيل قد تأسس منذ البداية على القتل الجماعي، وهو وضع أدى، من بين أمور أخرى، إلى استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تم قتل أكثر من 41,000 فلسطيني في أقل من عام، في حين أن العدد الحقيقي للقتلى، بلا شك، أعلى بكثير.

ورغم ذلك، فإن الهجوم المفاجئ المتمثل في تفجير الأجهزة الإلكترونية اللبنانية، وتكثيف الحرب النفسية يأخذ جهود إسرائيل التدميرية إلى منحى أكثر توحشًا وغرابة من المعتاد.

يعرف قاموس أكسفورد الإنجليزي كلمة "أورويلي" بأنها: "خاص أو ذو دلالة على كتابات" الكاتب البريطاني جورج أورويل، خاصة عن "الدولة الشمولية التي يصورها في روايته البائسة عن المستقبل، عام 1984". نُشرت الرواية في عام 1949، بالمصادفة بعد عام واحد من اختراع إسرائيل الدموي لنفسها على الأراضي الفلسطينية، عندما كان العام 1984 لا يزال بعيدًا بـ 35 عامًا.

وبحلول الوقت الذي جاء فيه عام 1984 فعليًا، كانت إسرائيل قد وسعت تجربتها في فرض الديستوبيا الإقليمية لتشمل لبنان أيضًا، حيث قتل الغزو الإسرائيلي للبلاد في عام 1982 عشرات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين. وما أنجزته هذه الغزوة الأبوكاليبتية هو نشوء حزب الله، مما وفر عدوًا "إرهابيًا" آخر تستغله إسرائيل لتبرير عدوانها في المستقبل.

يُعد كتاب أورويل "1984" أيضًا مصدر عبارة "الأخ الأكبر يراقبك"، وهي تعليق على أنظمة المراقبة التي تنطبق منذ فترة طويلة على إسرائيل، لا سيما بالنظر إلى دورها الطليعي في صناعة برامج التجسس العالمية.

كما هو الحال مع المكونات الأخرى في ترسانة إسرائيل القمعية، يتم تعزيز قابلية تسويق تكنولوجيا الاختراق الإسرائيلية بحقيقة أن كل هذه الخبرة، يتم اختبارها ميدانيًا على الفلسطينيين.

في مقال نُشر في "مجلة القدس" بعنوان: "إستراتيجيات المراقبة: النظرة الإسرائيلية"، أشار عالم الاجتماع الفلسطيني الراحل إيليا زريق إلى أن مراقبة إسرائيل العقابية للفلسطينيين بدأت حتى قبل تأسيس الدولة الإسرائيلية، عندما تم تجميع بيانات حول القرى الفلسطينية لتسهيل الغزو والطرد.

في الوقت الحاضر، تشكل الحواجز الإسرائيلية الصارمة في الضفة الغربية أحد وجوه "الأخ الأكبر"، بينما في غزة، يضيف تطبيق إسرائيل برنامج التعرف على الوجه مزيدًا من الإهانة إلى جريمة الإبادة الجماعية.

أما في لبنان، فنحن نشهد ما يحدث عندما يكون "الأخ الأكبر" قادرًا أيضًا على تفجير أجهزتك الإلكترونية الشخصية، وهي جريمة تستحق الإدانة القاطعة بوصفها إرهابًا، لكن مع ذلك تم الإشادة بها كـ"هجوم متطور" في بعض وسائل الإعلام الغربية المبهورة.

وفقًا للقانون الإنساني الدولي، "يحظر في جميع الظروف استخدام أي لغم أو فخ أو جهاز آخر مصمم للتسبب في إصابة زائدة أو معاناة غير ضرورية". وحسب القانون، يشير مصطلح "أجهزة أخرى" إلى "الذخائر والأجهزة التي تُزرع يدويًا، بما في ذلك العبوات الناسفة التي صُممت للقتل أو الإصابة أو التدمير، وتُفعّل يدويًا أو بالتحكم عن بُعد أو تلقائيًا بعد فترة من الوقت".

ومع ذلك، يحظر القانون الدولي أيضًا الاستهداف المتعمد للمدنيين، وهو الأمر الذي لم يمنع إسرائيل أبدًا من القيام بذلك.

في حرب عام 2006 على لبنان، قتلت القوات الإسرائيلية ما يقارب 1,200 شخص، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفي الأيام الأخيرة من الصراع، أطلقت ملايين الذخائر العنقودية على لبنان، وفشل العديد منها في الانفجار عند الارتطام، مما تسبب في إصابة وقتل المدنيين لسنوات بعد ذلك. وما هذا إلا انتهاك آخر لحظر الألغام والفخاخ.

كما هو الحال مع الأجهزة المحمولة المتفجرة، فإن القنابل العنقودية غير المنفجرة ليست مجرد أسلحة بحد ذاتها؛ بل هي أيضًا أدوات للحرب النفسية، مصممة لإبقاء السكان المدنيين في حالة من الرعب الدائم.

ومع شروع إسرائيل في تطبيع المراقبة القاتلة والاضطراب النفسي غير المقيد في كل من غزة ولبنان، سيكون من الحكمة أن يتذكر معجبو هجوم الثلاثاء "المتطور" أن الديستوبيا طريق زلق.

الدور الأساسي الذي تلعبه إسرائيل في تشكيل البنية التحتية للمراقبة والتحصينات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دليل كافٍ على أن "الأخ الأكبر" لا يعرف حدودًا. وبينما تنفجر أجهزة الاتصال اللاسلكي في خلفية إبادة جماعية بدعم أميركي، كيف سيستطيع أحدهم رسْم حدود لهذه الكارثة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: اغتيال نصر الله زلزال هائل بالمنطقة يصعب معرفة نتائجه
  • أبو هادي الذي تورط أيضًا في اليمن.. ماذا تعرف عن حسن نصرالله؟ (بروفايل)
  • أحمر الشباب يواصل نتائجه المخيبة في التصفيات الآسيوية
  • بعد الانتصار في "ديربي الغضب".. ميلان يواصل الإبداع
  • تفاصيل مزاد سيارات وبضائع جمارك الإسكندرية ودمياط.. السداد خلال 15 يوما
  • ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
  • بتضحك رغم حزنك؟.. احذر مخاطر الاكتئاب البشوش على حياتك
  • تواصل نجاح أغنية "زمان وجبر" لـ أحمد فريد واستمراره على الساحة رغم المنافسة الشديدة
  • كيف سيكون يوم النصر الكبير عندما يكون السودان خالي من الجنجويد ؟!
  • إنتر ميلان يواجه أودينيزي لنسيان أحزان ديربي الغضب