سياسة الكيل بمكيالين حتى في الدين
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
عندما كانت الدولة الماركسية – اللينينة في أوج صراعها مع الغرب الإمبريالي كانت الدعايات الغربية تتخذ من الدين درعاً لها، وتوجه طاقات المجتمع الشرقي إلى إنها حاملة لواء الدين ومنقذهم من المادية الماركسية، وتحاول بكل السبل الكفيلة لتحقيق أهدافها السياسية هناك عن طريق إعادة بناء المجتمع الديني هناك وكان لهم ذلك في نهاية المطاف.
النموذج الآخر العكسي هو المواجهة اليوم مع الثورة الإسلامية في إيران، تحمل الثورة هنا لواء الدين وانتصارها كانت بالشعارات الدينية الخالصة، كانت ملايين الحناجر تهتف: الله أكبر.
بعد أن فشل الحصار الاقتصادي والنووي وغير ذلك، أخذت الدعايات تأخذ شكلا جديدا هنا وهو تحريف الشعب الإيراني إلى الشعارات المزيفة من قبل حقوق وحرية المرأة والتبرج نحو نزع الحجاب والتفسخ وتشويه سمعة رجال الدين المسلمين، بالتالي غرس أفكار الإلحاد في أوساط بعض الشباب في إيران وهدفت الحملة الإعلامية الكبيرة إلى تحولت شرائح المجتمع إلى عناصر تكره النظام الإسلامي ويكون النظام الرأسمالي نموذجا حسنا؛ تماما كما هو حدث ذلك في الكتلة الشرقية لكن بالصورة العكسية والمعادلة الكاذبة واضحة وهي كالتالي:
إلحاد > دين
دين > إلحاد
لكن هل هذا النفاق الديني كان له مفعول لعقود من الزمان، لكن الشرق الروحي ومهبط الرسالات يبقى تأثيره فعالاً مع الزمن على الذين يرفعون كذباً علم الدين، وهي الصحوة الدينية والأخلاقية تأخذ طريقها في الغرب.
وهنا سأدخل بالتفصيل عن التغلغل الروحي في الغرب.
لقد أصبحت معظم شعوب الغرب، وبالأخص الشرائح الشبابية والمثقفين ورجال العلم، الذين حرم عليهم النظام السياسي الرأسمالي الجانب الروحي وأنحرف بهم من جادة الهدى والحق إلى جادة الباطل؛ رغم ما يدّعون لهم زوراً أنهم من أهل الكتاب الصالحين.
بدأت اليوم شرائح المجتمع تستيقظ من رقدتها والصحوة اليوم تأخذ طريقها إلى الأمام : بعد أن كانت أجيال قبل هذا الجيل الجديد تعيش حياة العبث والضياع عن الدين والجانب الإنساني والروحي والتي كانت حكوماتها تبث لهم الرذيلة وأخرها المثلية، هذه الحكومات التي كانت تعادي الشعوب المستضعفة على مدى تاريخها الطويل، وتنهب الخيرات، وتسفك الدماء تحت المصطلحات السياسية والدينية والثقافية والفكرية المزيفة كلها، إن هذه الحكومات وليدة الماسونية التي مازالت لها إلى اليوم الحكم والتحكم على مصائر الشعوب المغلوبة على أمرها .
إن الهبّة الكبرى التي يعيشها العالم المتحرر في هذه اللحظة من الحياة والتي كانت ولادة جديدة فعلاً كانت هي من مخاض صمود الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة تحديداً، تخرج الألوف غير مسبوقة إلى الساحات دون أن يكون هناك ما يدعوها إلى الخوف لا من بطش الجند والدرك ولا بالتهديدات والتنديدات من قبل الأنظمة الحاكمة الفاسدة. هذه الأصوات التي ترتفع صوت حناجرها إلى السماء وتنادي نصرةً لفلسطين سيكون لها تأثير قريب جداً على الساحة الدولية وتحديدا في الداخل، إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من موجات التصعيد إلى أن تتحقق أهدافها …..
إن عروش الظالمين في الغرب الحاكم اليوم ها هي تترنح؛ وسوف تتداعى وستنكسر قريبا على المرأى من العالم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
أبدت إيران استعدادها لمناقشة برنامجها النووي إذا أظهرت دول الغرب أنها "جادة"، حسب ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية في مقابلة نُشرت اليوم الخميس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي لصحيفة "إيران" الحكومية: "قلنا مرات عدة إننا مستعدون لمحادثات، ولكن فقط إذا كان الطرف الآخر جادا بهذا الشأن".
وعبّر بقائي في المقابلة عن أمله في أن يتبنى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب "نهجا واقعيا" تجاه إيران. وقال ردا على سؤال حول إمكان إجراء محادثات جديدة إن سياسة إيران ستعتمد على "تصرفات الأطراف الأخرى".
وفي ديسمبر/كانون الأول، اتهمت الحكومات الغربية الثلاث طهران بزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة" من دون "أي مبرر مدني موثوق" وناقشت إعادة فرض العقوبات المحتملة.
وحذر بقائي الخميس من أنه إذا حدث ذلك فإن التزام إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووي "لن يكون له أي معنى".
وفي ديسمبر/كانون الأول، وجهت بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتهامات إلى إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة" من دون "أي مبرر مدني موثوق" وناقشت إعادة فرض العقوبات المحتملة.
إعلانوكانت طهران لمّحت للغرب مرات عدة أخيرا لاستعدادها للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وفي مقابلة تلفزيونية أول أمس الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "إن الإدارة الأميركية الجديدة يجب أن تعمل على استعادة ثقة طهران إذا ما أرادت جولة جديدة من المحادثات النووية".
يذكر أن ترامب انتهج خلال ولايته الأولى التي انتهت في 2021 سياسة "الضغط الأقصى" وسحب الولايات المتحدة من اتفاق نووي تاريخي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
والتزمت طهران بالاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة حتى مرور عام على انسحاب واشنطن منه في 2018، وتعثرت منذ ذلك الوقت الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وعبرت إيران مرارا عن استعدادها لإحياء الاتفاق النووي، ودعا الرئيس مسعود بزشكيان الذي تولى منصبه في يوليو/تموز الماضي، إلى وضع حد لعزلة بلاده.
وقبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض أجرى مسؤولون إيرانيون محادثات نووية مع نظرائهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وصفها الجانبان بأنها "صريحة وبناءة".