الثورة نت:
2024-11-12@19:55:38 GMT

وقفة أمام ملحمة البروفيسور (بن حبتور)..

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

 

في بادرة غير مسبوقة لشخصية وطنية يمنية أنجز الأخ والصديق البروفيسور عبد العزيز بن حبتور، موسوعته الملحمية بعنوان ( الأعمال الكاملة للبروفيسور عبد العزيز بن حبتور)، وهي الأعمال التي قدم في نصوصها الدكتور بن حبتور خلاصة الأفكار الإبداعية التي شملت مختلف الجوانب الحياتية: حضارية تاريخية ثقافية سياسية إعلامية واجتماعية، الموسوعة التي جاءت في ( 3 كتب مقاس(a4) يحتوي الكتاب الأول، المكون من (755) على المقالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نشرها الكاتب وتحدث عنها من خلال المقابلات الصحفية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والندوات والمؤتمرات خلال الفترة 2015_2020 م فيما يحتوي (الكتاب 2) والمكون من ( 518 صفحة) الخطابات السياسية والعلمية والثقافية ، وبنفس الفترة 2015_ 2020م، فيما (الكتاب 3) يحتوي على _المقابلات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية ،للفترة 2015_ 2020 م ويتكون من ( 665 صفحة)، المطبوعات ( الثلاثة) تتكون من (15 مجلداً) تم تجميع محتويات ( المجلدات الخمسة عشر) في (ثلاثة مجلدات أو موسوعات كتبية) كل واحد من هذه الكتب الموسوعية تحتوي على عدة أجزاء تم تقسيمها بطريقة فنية وسلسة بحيث تسهل على القارئ والباحث والمهتم الوصول إلى القسم الذي يهمه عبر فهرسة الموسوعة، حيث يجد المهتم نفسه أمام (موسوعة فكرية وثقافية، سياسية واقتصادية واجتماعية) غير مسبوقة ومقسمة إلى أجزاء يمثل كل جزء فيها رافدا إبداعيا ليس للمكتبة الوطنية بل للذاكرة الجمعية الوطنية، كما تعد الموسوعة ومحتوياتها مرجعا تاريخيا لكل وطني يبحث عن طرق آمنة للتطور والتقدم والوحدة والتفاعل الحضاري الخلاق، وهي كذلك مرجعية لكل طلاب العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ناهيكم أن الموسوعة تدون في صفحاتها وفصولها وأجزائها أهم المحطات التاريخية والأحداث التي مرا بها وطننا وشعبنا وخاصة خلال أهم مراحل تاريخنا المعاصر 2015- 2020م وهي مرحلة العدوان والانقسام، ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي وصولا لرغبة أعداء اليمن في إيصال البلاد إلى مرحلة (الدولة الفاشلة والسلطة الفاشلة والمجتمع الفاشل).

.!!
لست مستغربا أن تأتي هذه الموسوعة من هامة وطنية وإدارية وقائد سياسي ومفكر بحجم ومكانة البروفيسور عبد العزيز بن حبتور، المعروف بعمق انتمائه لوطنه اليمن بأرضها وإنسانها وتراثها الحضاري وتطلعات أبنائها نحو التقدم والتطور والاستقرار، وهو الذي خاض معترك هذه الأحلام والتطلعات قبل وبعد قيام دولة الوحدة، وحين اشتدت نزاعات الفتنة وطغيان المصالح الذاتية على المصلحة الوطنية الجامعة عرف الرجل مكانه وانحاز لوطنه وشعبه رافضا كل المغريات الدنيوية التي كانت كفيلة بإدراج اسمه في قائمة الأثرياء، وحياة الرفاهية والبذخ ليتماهى كما وصف هو مع ( نخبة الفنادق) الذين اصطفوا إلى جانب أعداء الوطن والشعب وباسم الوطن والشعب، لكن هذا الرجل لم يفعل ذلك وفضَّل الاصطفاف في قائمة شرفاء الوطن الذين غلبوا مصلحة الوطن والشعب ومستقبلهما على مصالحهم فكان وبجدارة إمام الوطنيين ونبراسا يضيء بأفكاره طريق وعقول المخلصين الذين يمكنهم التزود بأفكار وتجارب رجل عركته الحياة وصقلت أفكاره التي قدمها في موسوعة تعد بمثابة سلاح بيد كل وطني شريف مؤمن بقدرات وطنه وإمكانيته في التقدم والتطور ومغادرة دائرة العبث التي وضعها أصحاب المصالح الخاصة الباحثين عن ذاتهم وإن على أنقاض الذات الوطنية.
كثيرة هي العناوين التي حملتها الموسوعة والتي شملت مختلف الجوانب الحياتية والحضارية لشعبنا، كما هي بمثابة خارطة طريق لكل من يبحث عن رؤى فاعلة تخرجنا والوطن من شرنقة الحاضر بكل تداعياته المؤلمة التي لا تعكس رغبة شعبنا ولا تعبر عن تطلعاته بقدر ما هي حصيلة أفعال انتهازية نزقة تداخلت فيها الأطماع الذاتية للبعض مع مخططات خارجية ليدفع شعبنا ووطننا ثمن هذه الأفعال، وهذا بنظري ما دفع رجلاً مثل الدكتور البروفيسور عبد العزيز صالح بن حبتور لإصدار هذه الموسوعة التي وإن حملت اسمه باعتبارها أهم منجزاته وأعظم ما حققه في مسيرته وهي بحق ثروته التي جمعها خلال مسيرته المهنية ليقدمها للأجيال التي ظللها البعض وتلاعب بمشاعرها البعض الآخر ووجهها بعضهم نحو مسارات غير مساراتها المفترضة، إن ما حملته الموسوعة هو منظومة أفكار تصحيحية تعيد الوعي الجمعي اليمني إلى مساره المفترض أن يسير فيه، حتى يخيل لي أننا أمام (ابن رشد اليمني)، نعم يمكنني أن أقارن هذا الرجل بأفكاره بابن رشد والكثير من الفلاسفة العرب والمسلمين الذين برزوا في عصور الصراعات والانحطاط الحضاري وقدموا أفكاراً وحلولاً للمعضلات، وموسوعة (بن حبتور) جاءت في لحظة زمنية يعيش فيها الوطن والشعب أزمة طالت الوعي والجغرافية، فحملت الموسوعة كل ما يمكن أن يخرجنا والوطن من خطر المرحلة وتبعاتها، ليس بدافع براءة ذمة بل رغبة في الإسهام الفعال وتنوير أصحاب القرار وإرشادهم إلى الطريق المستقيم بعيدا عن الغي والتنكر والتنمر ضد بعضنا.
إن ما حملته الموسوعة هي مجموعة رؤى إرشادية يجب التمعن في حروفها وبكل ما حملته من أفكار وحلول.
إن معرفتي بالبروفيسور عبد العزيز بن حبتور ومعرفتي بمصداقيته وحصافته ونزاهته وطهارة يده دفعتني لكتابة هذه السطور عن ملحمة وموسوعة أسطورية وضع فيها صاحبها خلاصة أفكاره وعصارة تجاربه الوطنية وعلى مختلف المستويات، دون أن يترك مجالا من المجالات الحياتية السياسية منها والتعليمية والثقافية والأدبية و الإعلامية و التاريخية ليقدمها لمواطنيه بكل حب علهم يستمدون منها ما يمكنهم من العودة لطريق الحق والعيش المشترك، وهو ما نأمل تحقيقه، خاصة ونحن أمام أول شخصية وطنية قدمت أغلى ما تملك لإيقاظ الوعي الجمعي الوطني متجاوزة كل المنغصات وفي لحظة وطنية أكثر ما نحتاج فيها هو الوعي المستنير الذي يتكفل بإخراجنا والوطن من هذه العتمة القاسية.
ختاماً، أرجو المعذرة من الدكتور والأخ والصديق عبد العزيز بن حبتور لعجزي إن لم أتمكن من الإيفاء بحقه وبحق الملحمة التي قدمها مشكوراً لأبناء وطنه وللأجيال القادمة، وتكرم بإهدائي هذه الموسوعة التي أسأل الله أن يوفقني ويطيل بعمري حتى أتمكن من قراءتها وأعبر عن محتوياتها برؤى وطنية ناقدة إثراء لمحتواها، ولما حملته الموسوعة من رؤى ومفاهيم هدف ناشرها وكاتبها لتقديمها لوطنه وأبناء وطنه علها تهديهم إلى جادة الحق والصواب ولمزيد من التنوير الفكري والسياسي في زمن التضليل وتزييف الحقائق.
والله من وراء القصد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عيد الجهاد الوطنى ملحمة شعبية غيرت التاريخ

ينظم معهد الوفد للدراسات السياسية بحزب الوفد تحت رعاية الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد وعميد معهد الدراسات السياسية احتفالية غدًا بمناسبة ذكرى عيد الجهاد الوطنى، الذى يوافق يوم ١٣ نوفمبر.

يتضمن الاحتفال عددا من الفعاليات، منها عروض وثائقية وكلمات للوفديين، احتفالاً بهذه الذكرى تقام الاحتفالية بالمقر الرئيسى للحزب بالدقى، فى تمام الساعة الرابعة عصرًا.

وتقدم بوابة الوفد أبرز المعلومات عن عيد الجهاد هذا اليوم الذى يُعد ملحمة وطنية شعبية غيرت وجه التاريخ بشكل سلمى من خلال جمع توقيعات على توكيلات لسعد باشا لتحقيق استقلال مصر، ويحمل أيضاً عيد الجهاد الكثير من المعانى والعبر الوطنية التى كانت محركاً رئيسياً فى اندلاع ثورة 1919 التى علمت العالم الكثير.

 

البداية

 

حمل سعد باشا زغلول ورفاقه لواء الجهاد لتحقيق مطالب الأمة لتحقيق الحرية واستقلال مصر وجلاء الجيوش البريطانية من أراضيها، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ولكن لم يكن الأمر يسيراً خاصة على المستعمر الأجنبى الذى رفض هذه الفكرة بشكل قاطع، وبسبب هذا الرفض كان ميلاد ثورة 1919 التى تعلم منها العالم كيف يكون الدفاع عن الأوطان.

 

13 نوفمبر، قرر الزعيم سعد باشا زغلول وعلى باشا شعراوى وعبدالعزيز باشا فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح الذى عقد فى باريس لتمثيل مصر ومناقشة طلب الاستقلال وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى، السير «ريجنالد ونجت» لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهب الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفاقه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد.


جمع التوكيلات

 

استمر حزب الوفد فى جمع التوقيعات للضغط على الإنجليز للسماح بالسفر للوفد إلى باريس لحضور المؤتمر، وبالفعل تم طبع الصيغة الأخيرة للتوكيلات، ووزعت فى جميع أنحاء الجمهورية ومختلف الجماعات والتجمعات، وسرعان ما انتشرت حركة جمع التوقيعات على التوكيل وشاعت الحركة بين مختلف طبقات الأمة ونجح الشعب المصرى فى جمع ما يقرب من 3 ملايين توكيل من أصل 11 مليوناً وهو تعداد سكان مصر فى ذلك الوقت.

 

حكومة حسين باشا رشدى

 

أيد حسين رشدى باشا رئيس الوزراء حينها وعدلى يكن وزير المعارف حركة التوكيلات الذى يجمعها الشعب، وطلبا من المعتمد البريطانى السماح لهما وللوفد بالسفر، فجاء الرد بعدم الموافقة، بحجة انشغال اللورد بلفور بمفاوضات الصلح لقرب انعقاد مؤتمر السلام.


وكان هناك دعم كبير من الحكومة لحركة جمع التوكيلات لسعد باشا، وكان الجميع يسعى إلى تحقيق هدف واحد وهو استقلال البلاد، وسمح المستعمر للوزيرين بالسفر إلى لندن دون غيرهم، وأصرّ رشدى باشا على طلبه بالسماح للسفر لمن يطلب السفر من المصريين إلى أوروبا، ورفض الإنجليز، ما أدى إلى قبول السلطان فؤاد الأول الاستقالة التى تقدم بها حسين رشدى باشا وعدلى يكن وزير المعارف فى مارس 1919.


اعتقال سعد زغلول

 

تدخل الوفد لأول مرة باعتباره ممثلًا للشعب، وأرسل خطابًا فى 2 مارس 1919 للسلطان ليُعلن عن رفضه فى قبوله استقالة الوزارة. تبع هذا الخطاب خطاب آخر فى 4 مارس إلى ممثلى الدول الأجنبية يحتج فيه على منع الإنجليز المصريين من السفر إلى مؤتمر السلام. فى 6 مارس، استدعى الجنرال وطسون قائد القوات البريطانية سعد زغلول وأعضاء الوفد لمقابلته قام الجنرال وطسون بتحذيرهم من القيام بأى عمل يعيق الحماية البريطانية على مصر، واتهمهم بتعطيل تشكيل الوزارة الجديدة، ما يجعلهم عرضة للأحكام العرفية. 

 

أرسل سعد زغلول احتجاجاً إلى لويد جورج رئيس الوزارة الإنجليزية، أعلن فيه أنه يطلب «الاستقلال التام» لبلاده، وأنه يرى فى الحماية عملًا دوليًا غير مشروع. فى 8 مارس، أمرت السلطات البريطانية باعتقال مجموعة الوفد وحبسهم فى «ثكنات قصر النيل» ثم تم نفيهم فى اليوم التالى إلى «مالطة»، انتشرت أخبار نفى أعضاء الوفد فى 9 مارس، ما تسبب فى بدء مظاهرات الاحتجاج فى القاهرة والمناطق الكبرى، كان قوام المظاهرات طلبة المدارس الثانوية والعليا ثم انضم لهم بقية المصريين وكانت نواة لثورة 1919 التى غيرت وجه التاريخ.

منح مصر استقلالها

 

وامتدت نيران ثورة 1919 إلى فبراير 1922 حينما بدأت تجنى ثمارها فى صدور التصريح البريطانى الذى منح مصر استقلالها، ورغم أن هذا الاستقلال كان مقيداً بأربعة تحفظات بريطانية، فقد ترتب عليه تدريجياً عدة نتائج وتطورات نقلت مصر إلى عهدها الليبرالى الذى تمتعت فيه بالحكم الوطنى والدستور وحرية الاجتماع والصحافة والسيطرة على الاقتصاد والتشريع والقضاء واستعادة التمثيل السياسى الوطنى لمصر فى المجتمع الدولى، وظل الشعب المصرى بكل أحزابه وهيئاته الشعبية والرسمية يحيى ذكرى يوم الجهاد الوطنى ويوم اندلاع ثورة 1919.

 

مقالات مشابهة

  • لا خيار أمام الدول العربية غير تعزيز هُوياتها الوطنية
  • ائتلاف حقوق الإنسان ينظم وقفة أمام البرلمان الخميس ضد التضييق على الجمعيات
  • عيد الجهاد الوطنى ملحمة شعبية غيرت التاريخ
  • «إكسترا نيوز» تبرز ملف «الوطن» عن هدم الاحتلال الإسرائيلي لخيام قرية العراقيب
  • واحة الإعلام.. لوحة ‏"سعوديبيا" تثري الوفود بمعلومات عن المملكة
  • السيسي: سنقف أمام جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
  • ملحمة الدم والوفاء: سيوفٌ تحرس الأرض وقلوبٌ تنبض بالعروبة
  • عضو بـ«النواب»: مصر تتعرض لحرب شائعات في محاولة للتشكيك بمواقفها الوطنية
  • بن حبتور يشارك في الندوة الثقافية والتوعوية بذكرى “وعد بلفور” المشؤوم
  • الموت يغيب الشاعر والمسرحي هاشم صديق