ساعات عصيبة عشناها جميعا ونحن نتابع تداعيات سقوط الطائرة المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان وممثل قائد الثورة الإيرانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي هاشمي وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية الدكتور مالك رحمتي وبقية من كانوا على متن المروحية المنكوبة، لحظات عصيبة عاشها الشارع الإيراني والعالم وهو يتابع آخر الأخبار عن مصير الرئيس ورفاقه بعد أن أسهمت الأحوال الجوية المضطربة في المنطقة التي كانت الطائرة تمر عبرها عن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة، رغم كل الجهود الجبارة التي قامت بها السلطات الإيرانية المختلفة، قبل أن يتم الإعلان عن استشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه بعد وصول فرق الإنقاذ إلى موقع سقوط الطائرة وانتشال جثامينهم مع ساعات الفجر الأولى .
حالة من الحزن خيمت على كافة أرجاء المدن الإيرانية ودول محور المقاومة ومعهم كل الشعوب الحرة التي فجعت بوفاة قائد جسور بحجم الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي الذي استطاع بسياسته الحكيمة أن يقود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد إلى بر الأمان، متجاوزا تداعيات العقوبات الأمريكية الجائرة والحرب الإعلامية التي يقودها اللوبي اليهودي وتمولها دول البترودولار والتي تعمل على شيطنة إيران وتحويل بوصلة العداء والكراهية العربية والإسلامية من كيان العدو الصهيوني نحو إيران، ويكفي الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي أنه أول رئيس إيراني يضرب عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، علاوة على مواقفه الأصيلة الداعمة لحركات المقاومة والمساندة لها في حقها في تحرير الأرض والدفاع عن السيادة والشرف والكرامة .
ومما لا شك فيه أن المصاب الإيراني جلل، وخصوصا مع استشهاد حسين أمير عبداللهيان، مهندس الخارجية الإيرانية الفذ، صاحب الحضور المرعب للأعداء والذي لعب دورا هاما في عملية التنسيق الدبلوماسي والسياسي بين دول محور المقاومة، حيث كان الصوت المؤثر على المستوى الإقليمي فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، بما عرف عنه من حكمة وحنكة ودهاء سياسي وبرحيله خسرت إيران أحد أبرز أعمدة سياستها الخارجية، ولكن ورغم حجم المصاب إلا أن السياسة الإيرانية الحكيمة التي يشرف عليها سماحة السيد علي خامنئي- قائد الثورة الإيرانية، كفيلة بتجاوز إيران وشعبها هذه المحنة، وهذه الظروف العصيبة، ولن تتوقف الحياة باستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك من الكفاءات والكوادر القيادية المؤهلة ما يجعلها أكثر قوة وثباتا وتأثيرا وفاعلية على المستوى الداخلي الإيراني وعلى المستوى الإقليمي والدولي .
وما يثير الاستغراب والتقزز، هي تلكم الأصوات التي ذهبت لاستغلال حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني واستشهاده ورفاقه للتندر والتمسخر والتشفي، وهو ما يعكس إفلاسهم، وسقوطهم الأخلاقي، ونذالتهم غير المسبوقة، وخصوصا أن وقوع مثل هذه الحوادث والكوارث مسألة طبيعية وهو أمر خارج الإرادة البشرية، حيث نفثوا سموم حقدهم تجاه إيران، وأظهروا حالة من الانتشاء إزاء هذه الفاجعة، رغم أن إيران لم تتعرض لهم بأي سوء، ولم يصدر نحوهم من قبلها أي مواقف مسيئة أو ما شابه، ولكنهم مجرد أدوات رخيصة ومبتذلة تنفذ الأجندة الأمريكية والصهيونية والتي تتصدر الحرص على نشر ثقافة العداء لإيران في أوساط الدول والشعوب العربية والإسلامية .
بالمختصر المفيد، لقد خلد الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه أسماءهم في سفر الخالدين العظماء، الأحياء عند ربهم يرزقون، لقد فازوا بالشهادة والتي أنا على ثقة مطلقة بأنهم كانوا ينشدونها، ويتوقعون معانقتهم لها في أي لحظة، ولا غرابة فهؤلاء تلاميذ مدرسة الإمام الخميني -رحمة الله تغشاه- فهنيئا لهم هذا الفضل، وأنا على ثقة بأن إيران ستنهض متجاوزة هذه الفاجعة بصورة مرعبة للأعداء وسيكون الرئيس القادم بإذن الله خير خلف لخير سلف، وستظل إيران شوكة في نحور أنظمة وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق، والتطبيع والتصهين، ولا عزاء للشامتين والساذجين من المهرجين وشذاذ الآفاق .
الرحمة والخلود للرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه، والخزي والعار لكل خائن عميل ومتصهين لعين .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العراق يخشى أزمة كهرباء خانقة إذا مُنع استيراد الطاقة الإيرانية
قال 3 مسؤولين في قطاع الطاقة العراقي، إن البلاد ليس لديها بدائل فورية لتعويض الطاقة المستوردة من إيران، مشيرين إلى أن النقص سيعرقل توفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الاستهلاك المحلي، خاصة في فصل الصيف.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول وصفته بالكبير في وزارة الكهرباء قوله: إن الحكومة بدأت في تنفيذ إجراءات عاجلة لتقليل تأثير القرار الأميركي على إمدادات الكهرباء في العراق.
يأتي ذلك بعد أن ألغت الولايات المتحدة السبت إعفاءً يسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران، في إطار حملة "أقصى الضغوط" التي يشنها الرئيس دونالد ترامب على طهران لحرمانها من الإيرادات المالية.
ويعتمد العراق اعتمادا كبيرا على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، خاصة في الجنوب، وهذا يجعل البلاد عرضة للتأثر بأي تقلبات في إمدادات الغاز من إيران.
وتزود إيران العراق بنحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، بما يغطي نحو ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء.
من جانبه، قال القائم بالأعمال الأميركي في بغداد دانيال روبنشتاين، إن استيراد العراق الغاز الطبيعي من إيران لا يزال خارج منظومة العقوبات الأميركية.
إعلانوحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي عطوان العطواني، الذي التقى روبنشتاين في بغداد، فإن الجانبين ناقشا إلغاء الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران بغية توليد الكهرباء.
وأعرب العطواني عن قلقه من انتهاء مدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران.
وأشار إلى أن توقف العراق عن استيراد الغاز من إيران سيؤدي إلى انهيار المنظومة الكهربائية الوطنية، خاصة في أشهر الصيف، ما سيكون له تبعات كارثية على الشعب.
من جانبه، قال القائم بالأعمال الأميركي، إن استيراد العراق الغاز الطبيعي من إيران "هو لغاية الآن خارج منظومة العقوبات"، وستبذل الجهود لإيجاد حلول دائمة تخدم مصالح بغداد وواشنطن.
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت، إلغاء الإعفاء الذي يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل استيراد الغاز الطبيعي منها بغية إنتاج الكهرباء.
كما أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن العراق لم يبلغ رسمياً بإنهاء الإعفاءات على الغاز الإيراني المستورد، وأشار إلى أن الحكومة وضعت سيناريوهات لمواجهة أي تطورات بهذا الخصوص.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن القرار يوضح كيف تتخلى إدارة ترامب الجديدة عن اتفاقيات السياسة الخارجية التي اتبعتها في السنوات السابقة، ما سبب، في بعض الأحيان، قلقَ حلفاء الولايات المتحدة وهي تسعى إلى تحقيق أهدافها الجيوسياسية.
ونقلت رويترز عن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين: "إن إنهاء الإعفاء من العقوبات الأميركية الذي سمح للعراق بشراء الطاقة الإيرانية يمثل تحديات تشغيلية مؤقتة".
وتابع: "إن الحكومة تعمل جاهدة على إيجاد بدائل لمواصلة إمدادات الكهرباء والتخفيف من وطأة أي اضطرابات محتملة".
إعلانوأشار إلى أن "تعزيز أمن الطاقة يظل أولوية وطنية، وستستمر جهود تحسين الإنتاج المحلي وكفاءة الشبكة والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة بأسرع وتيرة".
تنديد
من جانبها، نددت طهران بقرار الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء من إيران، معتبرة أنه "غير قانوني".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي إن "مثل هذه التصريحات هي اعتراف بالخروج على القانون، اعتراف بالجرائم ضد الإنسانية، لأن العقوبات الأميركية أحادية الجانب، ضد الأمة الإيرانية، هي غير مبررة ودون أي أساس قانوني".
وقالت مصادر، إن الولايات المتحدة استغلت مراجعة الإعفاءات، وهي من السبل التي اتبعتها للضغط على بغداد من أجل السماح بتصدير النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، والهدف هو تعزيز الإمدادات في السوق العالمية والحفاظ على استقرار الأسعار، ما يمنح واشنطن مجالا أوسع لمواصلة جهودها في تقييد صادرات النفط الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "التحول في مجال الطاقة في العراق يوفر فرصا لشركات أميركية هي الأكثر خبرة في العالم في تعزيز كفاءة محطات الكهرباء وتحسين الشبكات وتطوير الربط الكهربائي مع شركاء يعتمد عليهم".
وقلل المتحدث من تأثير واردات الكهرباء الإيرانية على شبكة الكهرباء في العراق. وقال "شكلت واردات الكهرباء من إيران في عام 2023 نحو 4% فقط من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق".