” عندما يهجم عليك شخص يحمل سكيناً، 27 ثانية وقت طويل جداً. جاء يركض نحوي بسرعة. لم يكن لدي وقت للقيام بأي شيء. معه سكين ومعي مايكروفون ..عمري 75 وعمره 24. لم أستطع الهرب منه، ولم أكن قادرا على مواجهته، حتى وإن لم يكن حمل سكيناً. تعرّضت لطعنات في أكثر من 15 موضعاً في جسمي.”
هكذا كان تعبير الكاتب الهندي الأصل والبريطاني الجنسية سلمان رشدي، واصفاً الحادثة التي تعرّض لها أمام جمهور كبير وصل عدده إلى أكثر من 1000 شخص.
حياة رشدي مليئة بالمفارقات الساخرة إذ كان يعبّر صراحة ويقول إن الخوف الذي كان يلازمه طوال حياته هو أن يفقد بصره. الآن يبدو سلمان رشدي في الصور الحديثة له كما لو كان موشي دايان، وزير الدفاع الصهيوني السابق، بعين واحدة لأنه فقد العين اليمنى إلى الأبد في تلك الحادثة التي خصّص لها كتابا جديداً يحمل عنوان “سكين” يسجّل فيها مذكراته مرة أخرى وانطباعاته بعد لقائه بالموت وجهاً لوجه.
كان رشدي قد كتب مذكراته سابقا في 2012 وخصصها للحديث عن سنوات الاختفاء عن الناس وعدم الظهور أمام العامة هرباً من الشخص الذي كان يبحث عن 3 مليون دولار كمكافأة لمن يأتي برأسه بعد فتوى الخميني الشهيرة ضد روايته الضعيفة فنياً والموسومة “الآيات الشيطانية”. كان يمكن لرشدي أن يظل مجهولاً لا يعرفه أحد لكن تلك الفتوى صنعته إعلاميا أمام العالم الغربي. رغم أن اختفاء رشدي الإجباري عن الأنظار طيلة العقود الماضية قد أبقاه حياً إلى الآن ، إلا أن شبح الموت ظل يطارده منذ روايته المشؤومة التي اعتمد في حبكتها على انتقاد الإسلام والمسلمين. ليس هو فقط، وإنما امتدت هذه اللعنة لتصل إلى مترجميها وناشريها؛ إذ تعرّض مترجمها الياباني للطعن والقتل في 1991، كما تعرض مترجم الرواية الإيطالي إلى الطعن لكنه نجا من الموت. وقد تعرض الأديب والمترجم التركي الشهير عزيز نيسين إلى هجوم في 1993 عندما أشعل المهاجمون النار في فندق بتركيا الأمر الذي أدى إلى مقتل 37 شخصاً. أما المظاهرات الغاضبة التي انفجرت في بومبي وقت صدور الرواية، مات فيها ما لايقل عن عشرة أشخاص.
رغم كل هذه الأحداث الدرامية التي ملأت حياته، لا يبدو أن البوصلة التي يستخدمها رشدي صالحة ،فقد أصابها العطب منذ الآيات الشيطانية وحتى هذه اللحظة لأنه اختار أن يقف مع الصهاينة ضد إقامة الدولة الفلسطينية. وقال هذا الكاتب في حديث مع منصة إليكترونية ألمانية أن المظاهرات في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين ومنها جامعة نيويورك التي يعمل بها قد اتجهت إلى معاداة السامية. تلقّف العدو الصهيوني هذه التصريحات ونشرها في حساباته الالكترونية لترويج السردية الإسرائيلية في حربها على غزة و التي تتناقض مع الأدب الحقيقي الذي يُعلي من شأن الإنسان ويدافع عنه. موقف رشدي الراهن هذا يشكّك في أدبيّة أعماله وينسفها.
khaledalawadh @
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محمد الباز: جبهة الإعلام هي حائط صد أمام الشائعات التي يتم ترويجها ضد الدولة المصرية
قال الكاتب الصحفي محمد الباز، رئيس تحرير جريدة الدستور، إن هناك عصابة تمارس كل ما تمتلكه من أسلحة ضد الدولة، لافتاً إلى أن مصر تواجه حرب الشائعات بعد ثورة 30 يونيو.
وأضاف الباز خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي "مصطفى بكري"، في برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد" أن هدف الجماعة الإرهابية تخريب الجبهة الداخلية لتمرير مبتغاهم داخل الدولة المصرية وتنفيذ مخططهم، موضحاً أن المتآمرين يريدون ضرب الجبهة الداخلية من خلال هدم القيم الأصيلة. مؤكدا أن جبهة الإعلام هي حائط صد أمام الشائعات التي يتم ترويجها ضد الدولة المصرية
وأوضح أنه كان هناك مرحلتين للجماعة الإرهابية في حربها ضد الدولة المصرية، أولاً استخدام القوة الصلبة لكسر الجيش من خلال الجماعة المسلحة والإرهاب، ولكن الجيش المصري والشرطة استطاعوا دحرهم، والمرحلة الثانية هي القوة الناعمة عبر تخريب الجبهة الداخلية من خلال بث الشائعات والأكاذيب للتفرقة بين الجيش والشرطة ومؤسسات الدول المصرية الوطنية.
وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن منصات الإخوان الآن تعمل حفلات زار جنونية لترويج الشائعات ضد الدولة المصرية وضد الإعلام، والكلام الذي لا أصل له، موضحاً أن سلاح الإعلام لا يختلف عن سلاح الجيش والشرطة في الدفاع عن الدولة المصرية.