صحيفة البلاد:
2024-12-18@04:41:51 GMT

سلمان رشدي والصهيونية

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

سلمان رشدي والصهيونية

” عندما يهجم عليك شخص يحمل سكيناً، 27 ثانية وقت طويل جداً. جاء يركض نحوي بسرعة. لم يكن لدي وقت للقيام بأي شيء. معه سكين ومعي مايكروفون ..عمري 75 وعمره 24. لم أستطع الهرب منه، ولم أكن قادرا على مواجهته، حتى وإن لم يكن حمل سكيناً. تعرّضت لطعنات في أكثر من 15 موضعاً في جسمي.”

هكذا كان تعبير الكاتب الهندي الأصل والبريطاني الجنسية سلمان رشدي، واصفاً الحادثة التي تعرّض لها أمام جمهور كبير وصل عدده إلى أكثر من 1000 شخص.

كان رشدي يلوّح بيديه للجمهور الذي كان يصفق له عندما انطلق شاب ذو أصول لبنانية واتجه نحو خشبة المسرح صوب رشدي وهو يحمل سكيناً. من المفارقات الساخرة أن هذه المناسبة الأدبية في نيويورك تتناول الحديث عن ضرورة حماية المؤلفين المعرضين للخطر وكيفية تقديم المساعدة لهم.

حياة رشدي مليئة بالمفارقات الساخرة إذ كان يعبّر صراحة ويقول إن الخوف الذي كان يلازمه طوال حياته هو أن يفقد بصره. الآن يبدو سلمان رشدي في الصور الحديثة له كما لو كان موشي دايان، وزير الدفاع الصهيوني السابق، بعين واحدة لأنه فقد العين اليمنى إلى الأبد في تلك الحادثة التي خصّص لها كتابا جديداً يحمل عنوان “سكين” يسجّل فيها مذكراته مرة أخرى وانطباعاته بعد لقائه بالموت وجهاً لوجه.

كان رشدي قد كتب مذكراته سابقا في 2012 وخصصها للحديث عن سنوات الاختفاء عن الناس وعدم الظهور أمام العامة هرباً من الشخص الذي كان يبحث عن 3 مليون دولار كمكافأة لمن يأتي برأسه بعد فتوى الخميني الشهيرة ضد روايته الضعيفة فنياً والموسومة “الآيات الشيطانية”. كان يمكن لرشدي أن يظل مجهولاً لا يعرفه أحد لكن تلك الفتوى صنعته إعلاميا أمام العالم الغربي. رغم أن اختفاء رشدي الإجباري عن الأنظار طيلة العقود الماضية قد أبقاه حياً إلى الآن ، إلا أن شبح الموت ظل يطارده منذ روايته المشؤومة التي اعتمد في حبكتها على انتقاد الإسلام والمسلمين. ليس هو فقط، وإنما امتدت هذه اللعنة لتصل إلى مترجميها وناشريها؛ إذ تعرّض مترجمها الياباني للطعن والقتل في 1991، كما تعرض مترجم الرواية الإيطالي إلى الطعن لكنه نجا من الموت. وقد تعرض الأديب والمترجم التركي الشهير عزيز نيسين إلى هجوم في 1993 عندما أشعل المهاجمون النار في فندق بتركيا الأمر الذي أدى إلى مقتل 37 شخصاً. أما المظاهرات الغاضبة التي انفجرت في بومبي وقت صدور الرواية، مات فيها ما لايقل عن عشرة أشخاص.

رغم كل هذه الأحداث الدرامية التي ملأت حياته، لا يبدو أن البوصلة التي يستخدمها رشدي صالحة ،فقد أصابها العطب منذ الآيات الشيطانية وحتى هذه اللحظة لأنه اختار أن يقف مع الصهاينة ضد إقامة الدولة الفلسطينية. وقال هذا الكاتب في حديث مع منصة إليكترونية ألمانية أن المظاهرات في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين ومنها جامعة نيويورك التي يعمل بها قد اتجهت إلى معاداة السامية. تلقّف العدو الصهيوني هذه التصريحات ونشرها في حساباته الالكترونية لترويج السردية الإسرائيلية في حربها على غزة و التي تتناقض مع الأدب الحقيقي الذي يُعلي من شأن الإنسان ويدافع عنه. موقف رشدي الراهن هذا يشكّك في أدبيّة أعماله وينسفها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أبحث عن وطن

#أبحث_عن_وطن

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 5 / 5 / 2018

لا يهمّني في أي القارات يقع، ولا اللغة الرسمية فيه، لا المناخ يعنيني، ولا الديانة الأولى، فقيراً كان أم غنياً لا يهمّ، يهمّني أن يكون وطناً وحسب، نشيده تغريد العصافير أو صوت المطر على ورق الشجر العريض، أريد وطناً يشبهني، يغضب عندما أغضب، يبتسم عندما أبتـــــسم، يبكي عندما أحزن.. ويكون حنوناً على جسدي عندما أموت. 
أبحث عن وطن قيد التشكّل، ليس له سجل في الأمم المتحدة، ولم تدخل قدمه مجلس الأمن أبداً، لم يحتّل أرضاً ولم تحتّل أرضه، أبحث عن وطن لم تتعمّق فيه مؤسسات الفساد، ولم تنبت للقوانين أنياب تنهش الفقير والضعيف فقط، الحياة فيه سهلة والموت نادراً، لا تمارس الشمس شروقها بتثاقل، ولا ينخسف القمر غضباً، أبحث عن وطن يتزّعمه رجل حكيم وطيب له تقاسيم أبي وعيون أبي وضحكة أبي أهتف له في ميلاده، وفي ظهوره السنوي لأنني أحبه لا لأنني أخافه، لأنني أؤمن به لا لأنني أنافقه، يفرح عندما يرى شعبه سعيداً هانئاً، مسالماً، ليس لديه شهوة القصور، ولا يصدّق أكذوبة الدم النقي، لا يسقي الأسلاك الشائكة بينه وبين شعبه بالغياب والنفور، ولا يكترث برصيده الملياري في بنوك السادة، مجلسه مفتوح للمظلومين والمكلومين والخائفين والوطنيين الحقيقيين، يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب يتألم مثلنا ويمشي بيننا، أريده آدمياً طينياً لا الاهاً مصطنعاً من هروات الأجهزة..

مقالات ذات صلة تداول واسع لفيديو بني مصطفى بعد كارثة البحر الميت .. هل تستقيل وزير التنمية ؟ / شاهد 2024/12/15

أبحث عن وطن لم يكن يوماً حليفاً لأحد، لا تابعاً ولا خانعاً ولا رأساً في قطيع، لا مرهوناً ولا مختطفاً، أريده قطعة من أرض كتلك التي نزل عليها سيدنا آدم، برياً نقياً لم تنزل على ترابه قطرة دم، تتفاعل الحياة فيه كما يجب، تعتبره الكائنات وطناً كما يعتبره الإنسان كذلك، لا يتغوّل مخلوق على مخلوق، ولا يصادر كائن حياة كائن فيمحوه انقراضاً عن وجه الحياة، أبحث عن وطنٍ لا يحتضن العصابات، ولا يكرّم المارقين، لا يمنح السفلة ألقابا مزيّفة لا يستحقّونها فيستعبدوا الأحرار ويتبادلون الأدوار، لا يعطى اللصوص دور الحراسة، ولا الإمعات قُمر القيادة.

أبحث عن وطن أحبه لأنني أحبه، لا يشوّه صورته دعي أو مرتزق يصرف لي متى شاء وأنى شاء كوبونات وطنية لا تمر الا بتوقيعه، أبحث عن وطنٍ فيه العشب أهم من الطريق، والشجر أعلى من البنايات، والفَراش أثمن من الطائرات، وبتلات الورد أهم من كل التيجان والرتب العسكرية، أبحث عن وطن يبني المدارس ويهدم السجون، يزرع الحب ويقتلع الخوف، يشيد العدالة وينسف الظلم، أبحث عن وطن أكبر من كل القامات والهامات والهالات والخطابات الخادعة، أستنشقه صباحاً أملأ رئتيّ بهوائه لأقول له شكراً أنك وطني..
  
أبحث عن وطن شجاعٍ لا يخاف أحداً، لا يعطي معصميه لقيد، أو يحني ظهره لأحد، أو يربط اسمه بأحد، لا يخجل من أن يصارح كل الموهومين بعظمتهم أنكم لا شيء دوني، أنا البداية والوجود، أنا بوابة الخلود، لا تزوروا التاريخ باسمي لا تظلموا أبناء الأرض باسمي، لا تستعبدوا الشعوب باسمي، فأنا ها هنا موجود.. أن كنت تعتقد أنك آلهة من طين فانا مزيج الخلق كله.. طين ونار ونور وماء، أنا يابسة السماء.. 
أبحث عن وطنٍ قيد التشكّل، لم يتّخذ اسماً بعد.. أتلعثم بلفظ حروفه كلما اشتقت إليه.. وعندما يسألونني من أي البلاد أنت يا غريب؟ أقول لهم: من هناك.. من وطني!!

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#167يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • الأزمة التي تحتاج إليها ألمانيا
  • سوريا من الحضن العربي إلى الأحضان التركية والصهيونية
  • وصول أتلتيكو للقمة.. السر في "دكة البدلاء"
  • سان جيرمان.. «الفارق 7»
  • الذي سيحدث للتمرد في مدني ليس مجرد هزيمة .. فلم رعب
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • القصة الكاملة لهروب الأسد
  • عندما يُسكَت صوت الشعب في تقاطع الطرق
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أبحث عن وطن
  • يوفنتوس يفلت من السقوط أمام «المتعثر»!