صحيفة البلاد:
2024-06-30@02:43:40 GMT

إرتباط الفقر بمعدل الجريمة

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

إرتباط الفقر بمعدل الجريمة

الفقر ليس أم الجريمة لكنه أحد المتبرعين الجديرين بالملاحظة، بالتأكيد الجريمة موجودة لكن ما يفعله الفقر هو أنه يقلِّل من الأشياء التي يستطيع الأفراد المحتاجون الوصول إليها، وعلى هذا المنوال يقدم المزيد من الأشياء التي لا يمكن إنكارها للأفراد المحتاجين والمزيد من الإلهام لارتكاب جريمة للحصول علي ما يريدون، أيًا كان الأمر، فهذه بالتأكيد ليست علاقة سببية، بل هي علاقة متوازية، فالمتغيرات المماثلة التي تسبِّب الفقر هي العوامل التي تزيد من معدلات الجريمة بين السكان الفقراء وهذا هو السبب، وإلى أن نعالج العوامل المسبِّبة للفقر، لن نتمكن من معالجة معدلات الجريمة معًا، فالفقر ليس أم الجريمة بل هو مجرد موطن لها، الفقر ليس الحصول على وظيفة، والخوف على المستقبل، والعيش ليوم واحد في كل مرة، الفقر هو الضعف وانعدام الفرص، الأفراد الذين يعانون من الفقر الواضح لا يحققون الأشياء الأساسية لكونهم أشخاصًا على قيد الحياة.

علي سبيل المثال: فكِّر في الطعام الذي لا تحبه والذي لا يمكنك تناوله أبدًا، ثم امض ثلاثة أو أربعة أيام دون تناول أي شيء. وفي نهاية تلك الفترة احصل على جزء من هذا الطعام الذي لا تحبه كيف سيكون ردك عليه؟ وهذا تفسير بأن العديد من الأفراد الذين يعانون من الفقر، ليس لديهم طريقة حقيقية للحصول على ما يحتاجون إليه كأشخاص خارج نطاق الحصول عليه. وعلى هذا المنوال، فإنهم يتأرجحون إلى الجريمة كحل للحصول علي مبتغاهم.

ليس الفقر في كل الأوقات هو سبب الجرائم ، لأنه في بعض الحالات يرتكب الأثرياء أيضًا جرائم بسبب ثرواتهم ،لأنهم يعتقدون أن ثروتهم يمكن أن تخفي كل جرائمهم، لذلك يمكننا القول أن الجرائم لا ترتبط فقط بالفقر، بل إنها تتعلق بالأثرياء، قد يكون هناك القليل من الارتباط الإيجابي بين الفقر والجرائم، لنفترض أنك تحصل علي راتب لا يفي باحتياجاتك الأساسية، فإن ما ستفعله قد يصيبك بالحيرة أو الضغط؛ وهذا الضغط سوف ينفجر في أي وقت، خاصة إذا كان لديك أطفال جائعون وليس لديك نقود، قد تسرق النقود لإطعامهم، وبهذه الطريقة، حتى الأشخاص الذين لديهم فرص عمل وفرص حقيقية لكسب الراتب ،سوف يميلون نحو ارتكاب الجريمة في ظل صعوبة الاحتياجات الأساسية وعدم التوازن العام في الساحة العامة، عدم المساواة في الدخل يؤدي إلى أنماط السكن والتوظيف والنشاط لدى الأفراد ذوي الدخل المرتفع، ممّا يقلل من الفرص الإجرامية، لأن انخفاض الفقر المدقع ،يرتبط بنمو متناسب في جميع فئات الدخل بما في ذلك الضحايا المحتملين والجاني، الشيء الشائع الذي يمكن قوله بالنهاية سواء كان صحيحًا أم لا، هو أن الأشخاص الذين يسرقون ويغتصبون ويقتلون يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى الضمير الفعّال وضبط النفس الأخلاقي، وليس الفقر هو الذي يسبب جرائم العنف بل سوء الشخصية.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الفقر ليس حتمية بل هو نتاج نموذج النمو والسياسات العمومية المتبعة

إن نشر المندوبية السامية للتخطيط للمذكرة الإخبارية المتعلقة بتطور مستوى معيشة السكان على ضوء نتائج البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر لسنة 2022، لم يحمل مفاجآت كبيرة : الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادون ثراء. وبقدر ما ينبغي تسجيل بنوع من الارتياح الحذر انخفاض ما يسمى بالفقر « المتعدد الأبعاد »، بقدر ما يتعين أن نستخلص من هذه المذكرة الأولية، والتي سيتبعها قريباً نشر نتائج مفصلة، ​​الاستنتاجات التالية: زيادة في « الفقر المدقع » والهشاشة خاصة بين سنتي 2019 و2022، والذي ترجمته سقوط 3 ملايين شخص إضافي في الفقر والهشاشة، وتفاقم الفوارق الاجتماعية والمجالية.حيث تستهلك أغنى 10% من الأسر، 16 مرة أكثر من أفقر 10% من الأسر. وعلى المستوى الجهوي، نلاحظ أنه في جهة درعة تافيلالت، يعاني واحد من بين كل أربعة أشخاص من الهشاشة، ويعيش واحد من بين كل سبعة أشخاص في فقر مدقع. وأخيرا، لا تزال المواد الغذائية الأساسية تهيمن على سلة الأسر المعيشية، مما يعكس الطبيعة البدائية والأولية لمستوى معيشة غالبية المغاربة. دعونا نرى كل هذا بالتفصيل.

هكذا، يقدر متوسط الإنفاق للفرد وفقاً للدراسة الاستقصائية في السنة 20685 درهم، و83713 درهم لكل أسرة. وكأي  متوسط إحصائي، يخفي بالضرورة الفوارق بين الأسر، وبين المناطق الريفية والحضرية، وبين الجهات. ودون الدخول في هذه « المتاهة »، ينبغي الإشارة إلى أن هذه النفقات يتم استيعابها بنسبة 40٪ (38.2٪) تقريبًا من طرف المواد الغذائية الأساسية، يليها السكن والطاقة (25٪) والرعاية الصحية (5.9٪)… وبطبيعة الحال، تختلف بنية الميزانية هذه باختلاف مستوى عيش الأسر. فعلى سبيل المثال، تنفق أفقر الأسر نصف ميزانيتها على الغذاء، مقارنة بنسبة 30% فقط بالنسبة لأغنى الأسر. وتتسع هذه الهوة طبعا بخصوص النفقات الأخرى. ولدى الأسر الفقيرة موارد قليلة لتخصيصها للتعليم والثقافة والعلاج. في المتوسط، انخفضت حصة الميزانية المخصصة لـ « الثقافة والترفيه » من 1.9٪ في سنة 2014 إلى 0.5٪ فقط في سنة 2022، أو 109 درهما للفرد، أي ما يعادل 9 دراهم شهريًا. مع العلم أنه متوسط وطني يدمج الأغنياء والفقراء. لذا نتفهم انهيار المستوى الثقافي للسكان وإغلاق دور السينما والمسارح واستبدالها بالمقاهي، كفضاء وحيد في للترفيه للشباب! هذا « الفقر الثقافي » يسائل بشكل جدي السلطات العمومية والسياسة الثقافية المتبعة في بلادنا.

وعلاوة على ذلك، تكشف هذه الدراسة عن تحسن في مستوى معيشة السكان بمعدل سنوي قدره 1.1% بين سنتي 2014 و2002. إلا أن  هذا التحسن، مهما كان محتشما،  لا يظهر على مستوى معدلات الفقر المطلق والنسبي (الهشاشة). وفي حين أن « الفقر المدقع » قد اختفى فعليا، وهو أمر يستحق الترحيب، فإن الفقر المطلق والهشاشة لا يزالان قائمين ويظهران بعض « الصمود ». ينبغي التذكير بأن عتبة الفقر المطلق محددة بـ 1.9 دولار للفرد في اليوم بتكافؤ القدرة الشرائية (PPA) وأن عتبة الهشاشة محددة بـ 1.5 ضعف العتبة الأولى، أي 2.85 دولار. على هذا الأساس، ودون مناقشة جدوى هذه العتبات، انتقل معدل الفقر المطلق من 4.8٪ في سنة 2014 إلى 1.7٪ في سنة 2019 قبل أن يرتفع إلى 3.9٪ في سنة 2022. وارتفع عدد الفقراء من 324 ألف إلى 1,42 مليون نسمة. كما نرى، فإن أزمة كوفيد19 والتضخم وآثار الجفاف قد قضت فعليًا على التقدم المحرز خلال الفترة  الممتدة ما بين 2014 و2019. ويتضح هذا الاتجاه أكثر بخصوص الهشاشة. حيث ارتفع معدل الهشاشة خلال التواريخ الثلاثة على التوالي من 12.5٪ إلى 7.3٪ و12.9٪. وبذلك، تم تدمير كل التقدم المحرز بين سنتي 2014 و2019 أيضا. إذ ارتفع عدد الأفراد في وضعية الهشاشة من 2.6 مليون في سنة 2019 إلى 4.75 مليون في سنة 2022، بزيادة قدرها 82٪ في ثلاث سنوات. في المجموع، سقط 3 ملايين شخص في براثن الفقر. وعلى هذا المستوى، الحكومة الحالية مدعوة للعمل بجدية وننتظربترقب كبير ماذا ستقوم به.

العمل الذي أنجزته  المندوبية السامية للتخطيط، يقدم للحكومة المسالك التي يجب اتباعها. نحن نعلم الآن أن الفقر المطلق هو في الغالب ظاهرة قروية،  وعلى العكس من ذلك، فإن الهشاشة هي في الغالب ظاهرة حضرية. ونعلم أيضا أن الفقر لا يوزع « بطريقة منصفة » على مختلف المناطق. كما ينبغي  إيلاء اهتمام خاص للمناطق المهملة والمهجورة التي تأتي في صدارتها جهة درعة تافيلالت، وبني ملال خنيفرة، وفاس مكناس. ولذلك يجب علينا تحيين خريطة الفقر والعمل وفقا لذلك من خلال تدابير ملموسة عن طريق تنشيط صندوق إعادة التأهيل وصندوق التضامن بين الجهات كما هو منصوص عليه في القانون الخاص بالجهات. ينبغي أن يكون المغرب في ملك جميع  المغاربة، وهو ما يقتضي  توزيع ثرواته توزيعا عادلا. كما يتعين  تعزيز تدابير « جبر » هذه الأضرار بسياسات عمومية ملائمة وبإصلاحات تقطع نهائيا مع الخيارات الطبقية السارية. كان لدى المندوبية السامية للتخطيط الفضل في قول ذلك بوضوح لمن أراد استيعابه: « لم يؤثر النمو الاقتصادي بشكل كافٍ على الحد من الفقر النقدي ». والسبب بسيط: ثمار النمو تم السطو عليها بصفة تعسفيه ودون أدنى مبرر،  مما أدى إلى  إفقار هذا الشعب المكافح. وتضيف مذكرة المندوبية بكل وضوح: »إن النمو الاقتصادي بنسبة 1٪، والذي لا يولد عدم المساواة، سيؤدي إلى انخفاض سنوي في معدل الفقر بنسبة 2.6٪ على المستوى الوطني، و3.6٪ في المناطق الحضرية و2.3٪ في المناطق القروية ».

الأمر لا يشكل لغزا، إن القضاء على الفقر ممكن ويتطلب الأمر الارادة فقط والاقتناع سياسيا والجرأة على إزالة « الميكروبات  من الفاكهة ». وهذا ليس بالمطلب الكبير. (ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة).

مقالات مشابهة

  • الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!
  • الفقر والبطالة.. والوزير السياسى
  • الديك الرومي.. سيرة الجريمة والسّيادة
  • التربية تعلن نتيجة اختبارات الشهادة الأساسية
  • انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية
  • 88.10 % نسبة النجاح بالشهادة الأساسية
  • بالتقشف والصراعات الشخصية.. حكم المحافظين بالمملكة المتحدة يدفع الشباب إلى الفقر
  • «خطابات إصلاح النفس: رسائل وأدوات».. عنوان صالون حنان يوسف في دورته الـ55
  • الفقر ليس حتمية بل هو نتاج نموذج النمو والسياسات العمومية المتبعة
  • 8 أمور يجب ملاحظتها بمناظرة CNN بين بايدن وترامب