الإمارات وكوريا.. حوار تلاقي الثقافات
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الاتحاد)
العلاقات الثقافية بين الإمارات وجمهورية كوريا، تستند إلى أساس راسخ من عوامل النجاح، حتى قبل إطلاق منصّة «الحوار الثقافي الإماراتي الكوري» عام 2020، والذي بنيت عليه الأفكار الثقافية المشتركة، وتقوم فكرته على شعار «تلاقي الثقافات»،، ما يجعل الزخم الثقافي الإماراتي الكوري ينتظم في مبادرات وفنون إبداعيّة من خلال حواضن العمل الثقافي، وفي طليعتها مبادرة الإمارات بتأسيس المركز الثقافي الكوري الذي شجع على تعلّم اللغة الكوريّة والانتظام فيها، كعتبة مهمّة لدراسة الأثر الفلكلوري والمتحفي والثقافي الكوري بشكلٍ عامٍ ليلتقي البلدان على غنى المصدر الثقافي والإبداعي.
شراكة متميزة
الثقافة الكوريّة مؤهّلة لتلعب دوراً كبيراً في الشراكة المتميزة مع الثقافة الإماراتيّة، فلو تصفّحنا أيّ مفردة ثقافية كوريّة، مثل موسيقى الـ«كي بوب» على سبيل المثال، وهي موسيقى تعتبر عماد مهرجان الأغنية الكورية الذي كان التفكير فيه فور انطلاق العلاقات الثقافية بين البلدين، من خلال الحوار الثقافي الإماراتي الكوري، لوجدنا أنّ الأمور تجري بسلاسة، لأنّ هناك ما يدعم الثقافتين ويؤطرهما، حيث كانت الرؤية أن يقام المهرجان في أبوظبي. وبالمثل فإنّ الموسيقى والرقصات الشعبية والفلكلوريّة الإماراتيّة ضاربة في الأصالة وممتدة في إشعاعها بامتداد التأثير والتأثّر العالمي، عبر الرحلات البحريّة لإنسان الإمارات وقدوم البشر إلى الإمارات، ما يجعل أيّ رقصة شعبية فلكلورية منها ذات هوى وقبول شديد لدى الإنسان الكوري، والقائمة تطول حين نقوم بتعداد وتعريف كلّ رقصة إماراتيّة تصاحبها الموسيقى الشجيّة التي تعود بنا إلى فترات ماضية، فالآلة الموسيقية الإماراتيّة التقليدية ذات حضور عند كلّ مناسبة، فضلاً عن السياق الثقافي العام العريق والمتميز في كل جوانبه وبكل المقاييس.
رؤى متبادلة
ولأنّ البرامج الثقافية المبنية على أصالة الإرث ستتعزز بفضل رؤية القيادتين في البلدين، لكي يترسّخ الجانب الثقافي كأحد الوجوه المهمّة في التعبير عن الصداقة والعلاقات والشراكات الثنائية، فإنّ قيمة أيّ مهرجان كوري في الإمارات، هي في التعرف على ثقافة دولة صديقة والتعريف بها، كما في معارض الفنون القديمة والحديثة المقامة في الإمارات، وكما في حفل الثقافة التقليدية الكوريّة، وفي مهرجان كوريا الذي تنظّمه جامعة زايد بالتعاون مع النادي الثقافي الكوري، ولكلّ ذلك تغدو الأرضية التراثيّة والثقافية عاملاً قويّاً لكلّ الشراكات والرؤى المتبادلة، احتفاء بالثقافتين الإماراتية والكوريّة في تميزهما وتنوعهما وثرائهما الإبداعي الملهم.
برامج وأفكار
وإذا ما انطلقنا باتجاه المفردات الثقافية غير التقليدية، كبرامج وأفكار حديثة، من خلال السينما ومعارض الكتاب والأسابيع الثقافية، وفي المعارض الكبيرة على مستوى الدولة والعالم في كلّ من كوريا والإمارات، فإننا سنجد ما يؤكّد حضور هذا الجانب من الشراكات من العلاقات المهمة، لتمتزج الأصالة بالمعاصرة والجديد بالقديم، فقد اجتذبت كوريا الأسبوع الثقافي الإماراتي وتعرّف المثقف والجمهور الكوري عن كثب على كلّ الفعاليات المشاركة في هذا الأسبوع، كما أنّ معارض الكتاب في الإمارات تشهد حضوراً للكتاب الكوري ودور النشر الكوريّة المشاركة، مثلما هو الحال في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، وبالمثل، فإنّ مشاركة إماراتيّة متميزة ومنتظمة تسجل في معرض سيؤول الدولي للكتاب كلّ عام، وفي السينما يقام أيضاً في كوريا مهرجان الفيلم العربي في سيؤول.
تميز وحضور
شاركتْ في برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الكوري كلّ المؤسسات المعنيّة في كلّ أنحاء الإمارات، وهذا كلّه يقدم دليلاً قويّاً على تميز الحضور الإماراتي في هذا الحوار الثقافي. كما بات المركز الثقافي الكوري يلعب دوراً بارزاً في مسابقات الخطابة والقصص والأعمال الأدبيّة، وفي تعليم اللغة الكوريّة، كما أُقيم في الإمارات فرع لمعهد «كينج سيجونغ» في جامعة زايد للتعرف على اللغة الكورية ونشر ثقافتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوريا الإمارات الإمارات وكوريا الجنوبية جمهورية كوريا المركز الثقافي الكوري الحوار الثقافی الثقافی الکوری فی الإمارات الکوری ة
إقرأ أيضاً:
جامعة الإمارات تكرم نهيان بن مبارك بجائزة اليوم الإماراتي للتعليم في نسختها الأولى
العين ـــ «وام»
أعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش عن سعادته بتكريمه من قبل جامعة الإمارات بجائزة اليوم الإماراتي للتعليم، مشيراً إلى أن هذا التكريم إنما هو احتفاء بالموقع المرموق للتعليم والتنمية البشرية في المسيرة المباركة للتقدم والنماء في دولتنا العزيزة.
جاء ذلك خلال احتفال جامعة الإمارات العربية المتحدة بـ«اليوم الإماراتي للتعليم»، حيث منحت الجامعة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، جائزة «اليوم الإماراتي للتعليم» في نسختها الأولى، تقديراً لدوره الريادي في تطوير التعليم وتمكين الشباب، وجهوده الاستثنائية في دعم مسيرة التعليم في الدولة.
يأتي هذا الاحتفال الذي حضره زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وعدد من كبار المسؤولين والخبراء والطلبة، تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد 28 من فبراير من كل عام «اليوم الإماراتي للتعليم»، وذلك احتفاءً بأهمية التعليم ودوره المحوري في تنمية وتقدم الدولة وبناء الأجيال، وهو اليوم الذي شهد فيه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وإخوانه حكام الإمارات تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982.
وتضمن برنامج الاحتفال جلسة حوارية بعنوان «استشراف مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة»، بمشاركة الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، والدكتور علي الأحبابي، مدير مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة، وأدار الجلسة محمد الكعبي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة عجمان، وتناول اللقاء رؤى استراتيجية حول تطوير منظومة التعليم، وأهمية تعزيز الإبداع والتفكير النقدي للأجيال القادمة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في بداية كلمته إلى الاحتفال: «إن وجودي معكم اليوم إنما يثير لدي ذكريات عزيزة، بل ويؤكد عندي معاني كثيرة، أول هذه المعاني هو أننا نلتقي الليلة، في صرح من صروح الحضارة، التي أقام قواعدها مؤسس الدولة، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بقوة العزم والإرادة، لتحقيق طموح يسير بأبناء وبنات الإمارات في طريق العلم والنور وبما يُمكِّنهم من صناعة الحياة الكريمة على هذه الأرض الطيبة، بل وكذلك تجسيد لقناعته القوية بأن العلوم والمعارف هي أحد مقومات الحياة السليمة، والعمود الأساس في تطور المجتمع».
وأضاف: «إنني أتمثل اليوم الذكرى العطرة لمؤسس الدولة ولمؤسس هذه الجامعة، وأتذكر الدعم القوي والمتواصل الذي أولاه للجامعة، فكان يقول لنا دائماً إن الجامعة مؤسسة رائدة في الدولة، لها دور أساسي في تشكيل حاضر ومستقبل الوطن، كما كان يؤكد لنا أن اهتمامه الشديد بها هو تعبير عن حرصه التام على تنمية طاقات أبناء وبنات الإمارات، وتمكينهم من أخذ فرصتهم وتحقيق طموحاتهم في المساهمة الفاعلة، والمشاركة الإيجابية في جوانب الحياة كافة في المجتمع، وإنني أنتهز هذه المناسبة كي أذكر بكل فخرٍ واعتزاز هذا الدور المحوري للقائد الوالد مؤسس الدولة، وباعث نهضة الوطن، فبفضله تأسست هذه الجامعة، وبدعمه تطورت، وبحرصه وتوجيهاته نمت وازدهرت، وإنني أدعوكم الليلة إلى أن تتذكروا دائماً، رؤية القائد المؤسس، وإلى بذل كل الجهد، من أجل أن تكون جامعة الإمارات في خططها كافة وأدائها وأنشطتها، انعكاساً صادقاً وأميناً لتلك الرؤية الثاقبة، ولما كان يتمتع به، عليه رحمة الله، من إرادةٍ قوية، وعطاءٍ متواصل، وحرصٍ على تنمية المواطن، وتقدم الوطن».
وحول المعنى الثاني قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إنه يتعلق بالمسيرة المباركة نحو تحقيق هدف الوالد المؤسس، حيث ما زالت قيادتنا سائرة على النهج، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فسموه يحرص كل الحرص، على أن تكون هذه الجامعة الأم جديرة بأن تحمل اسم الدولة قولاً وعملاً، بثقةٍ وعن جدارة، معرباً عن شكره العميق لسموه لمساندته ودعمه للجامعة، مشيراً إلى مبادرة سموه بتأسيس المدينة الجامعية بما فيها من مبانٍ وتجهيزاتٍ حديثة، بل وما يكرره سموه دائماً بأن التعليم الجيد هو الأداة الحقيقية للانطلاقة نحو مستقبل مشرق، تكون فيه دولة الإمارات عنصراً فاعلاً ومهماً في إنجازات التطور العالمي في المجالات كافة.
أما فيما تعلق بالمعنى الثالث فقد أكد أنه يتعلق باليوم الإماراتي للتعليم، الذي جاء بتوجيهاتٍ كريمة من صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، حيث إن القيادة الحكيمة والمستنيرة لسموه إنما تبعث فينا دائماً مشاعر العزة والافتخار بأننا نعيش في وطنٍ يعمل بكل عزمٍ وتصميم على إعداد جميع أبنائه وبناته لحياةٍ ثريةٍ ومنتجة وعلى تعميق قدراتهم على المواطنة الصالحة والفاعلة في إطارٍ يكونون فيه مزودين بالمعارف والقدرات النافعة وملتزمين بالقيم والمبادئ الأخلاقية الرفيعة ويعتزون دائماً بوطنهم وقادتهم وهُويتهم، ويساهمون في تحقيق إنجازات الدولة الهائلة، في المجالات كافة.
وتقدم في «اليوم الإماراتي للتعليم» بعظيم الشكر وفائق التحية وبالغ التقدير والاحترام إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، مقدراً لسموه اهتمامه الكبير بالتعليم، مشيراً إلى السير بكل جدٍ والتزام وفق توجيهاته المستمرة بضرورة إعداد أبناء وبنات الدولة كي يكونوا قادةً ورواداً قادرين على التعامل الواعي والذكي مع التطورات والمتغيرات كافة.
وأخيراً حول المعنى الرابع لهذا الاحتفال أوضح أنه يتعلق بكل معاني الفخر والاعتزاز بما حققته وتحققه جامعة الإمارات، ومعها جميع كليات وجامعات الدولة، من إنجازاتٍ متواصلة، والثقة الكبيرة بأن هذه الإنجازات سوف تستمر لما فيه خير الوطن والمواطن على السواء.
واختتم قائلاً: «إنني أشعر الليلة، وبصفةٍ خاصة، بفائق الشكر وعظيم التقدير لكل من كان له دور في تأسيس وإدارة هذه الجامعة الأم، عبر تاريخها الحافل، من أعضاء الإدارة العليا، وهيئة التدريس، والعاملين، وإنني أتذكر جيداً، كيف كان الجميع أسرة متآلفة تربطها علاقات تعاون مثمر، وزمالة صادقة وحقيقية، تنبع من الشعور بالانتماء، والحرص على تحقيق رسالة الجامعة، وأدعو الله سبحانه وتعالى، أن يحفظ الإمارات، دولة عزةٍ وكرامةٍ ونماء، وأن تبقى هذه الجامعة دائماً مصدر خيرٍ، ومورد عطاء، وعلامة مضيئة، على المكانة الفائقة للتعليم في دولتنا العزيزة، في ظل رعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».
من جانبه، أكد زكي أنور نسيبة أن تخصيص هذا اليوم ضمن الأجندة الوطنية لدولة الإمارات يأتي تعبيراً عن إيمان القيادة الحكيمة الرَّاسخ بقيمة التَّعليم ودوره الجوهري في بناء الأجيال وتقدم الدول، كونه المحرك الرئيسي لعجلة التنمية والتطور.
وقال إن التعليم هو الأساس الذي يقوم عليه تقدم الأمم وازدهارها، ويفتح أبواب المستقبل، ومن هذا المنطلق، تؤمن دولة الإمارات بأن التعليم هو أعظم استثمار يمكن أن تقوم به أي أمة من أجل بناء مجتمع قوي ومتماسك.
واختتمت الفعالية بفقرة فنية متميزة أوبريت «منارة التعليم»، الذي عبّر عن مسيرة التطور التعليمي في الدولة وأبرز إنجازاتها، مقدماً لوحة فنية تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
وتحرص جامعة الإمارات العربية المتحدة على دعم رؤية الدولة في تحقيق الريادة التعليمية وتعزيز مكانتها كمركزٍ عالمي للمعرفة والابتكار.