تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة: اعتلاء ناصية العلم أهم أولويات القيادة الرشيدة الإمارات وكوريا.. حوار تلاقي الثقافاتتتمتع الفنون في كوريا الجنوبية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، وحققت السينما والموسيقى والفنون الشعبية الكورية نجاحاً لافتاً، بفضل صناعها الذين نفذوا العديد من الأعمال الفنية بمضمون مغاير، وقصص وأفكار مختلفة، واستعراضات متفردة، باعتبارها قوة ناعمة.
رواج كبير
من أبرز الأفلام التي حققت رواجاً كبيراً وانتشاراً لافتاً، فيلم الرعب The Wailing الذي وصلت إيراداته إلى 52 مليون دولار، وفيلم التشويق Oldboy، الذي حقق 15 مليون دولار، والفيلم العائلي الرومانسي Ode to my father، الذي حصد 99 مليون دولار، وفيلم التشويق Train to busan الذي حقق إيرادات وصلت إلى 98 مليون دولار، وفيلم الغموض والرعب The Call، الذي حقق نجاحاً كبيراً على منصة «نيتفلكس» العالمية.
تعاون مثمر
وبالتعاون المثمر بين المركز الثقافي الكوري في الإمارات، وسفارة جمهورية كوريا، تم تأسيس «مهرجان الأفلام الكورية» الذي ينعقد كل عام في أبوظبي، واستمر لمدى 7 سنوات حتى الآن، حيث أقيمت دورته السابقة منذ فترة في «فوكس سينما» ياس مول بأبوظبي، ويعرض المهرجان سنوياً باقة من أبرز الأفلام الكورية التي حققت رواجاً بعد عرضها في صالات السينما، ونجاحاً كبيراً بعد مشاركتها في مهرجانات سينمائية دولية حاصدة العديد من الجوائز العالمية، وتم عرض 8 أفلام في النسخة السابعة من «الأفلام الكورية 2023»، تتمحور قصصها حول مفهوم الأخوة والصداقة، ومنها: فيلم «الصيد» الذي تم اختياره لعرضه في افتتاح المهرجان، بعدما نال شهرة واسعة بعد عرضه في مهرجان «كان السينمائي الدولي»، وهو يمزج بين التشويق والأكشن، إخراج لي جونغ جاي، والفيلم الكوميدي الأكشن «مهمة: ممكنة»، و«بومة الليل»، وهو عمل درامي من إخراج آهن تاي جين، و«الاعتراف» من نوعية أفلام الجريمة، وهو من إخراج يون جونغ سيوك، وفيلم الخيال العلمي «الفضائي» الجزء الأول من إخراج تشوي دونج هون، بالإضافة إلى فيلم الأنيمشن والرسوم المتحركة الشهير «بورورو والأصدقاء: مكافحة الفيروسات».
تقارب ثقافي
وأكد لي يونغ هيي، المدير العام للمركز الثقافي الكوري، أن مهرجان «الأفلام الكورية» يهدف إلى استقطاب المجتمع الإماراتي وتعريفه عن قرب على الثقافة الكورية، وقال: إن صناعة الأفلام من الوسائل الممتعة والفريدة التي تعزز التقارب الثقافي بين الإمارات وكوريا، لاسيما أن أبوظبي تعتبر عاصمة صناعة السينما، لما تتمتع به من دور كبير في هذا القطاع، واستقطاب صناع السينما والمواهب والإبداعات من شتى أنحاء العالم. كما أن الشعب الكوري يحب بشغف التعرف إلى ثقافات الأخر وبالأخص الثقافة الإماراتية، لذا نطمح بتعزيز التعاون المثمر بين الإمارات وكوريا لتطوير العمل في صناعة الأفلام.
إثراء التنوع
من ناحيته، أوضح حميد الحمادي، رئيس جمعية الصداقة الإماراتية الكورية، أن أبوظبي نجحت في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والثقافية العالمية في السنوات الماضية، ويلعب كل من المركز الثقافي الكوري والسفارة الكورية في أبوظبي دوراً مميزاً وهاماً في إقامة هذه الفعالية السنوية الناجحة، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في إثراء التنوع الثقافي في العاصمة الإماراتية.
فنون شعبية
في الفنون الشعبية تميز الموسيقيون الكوريون بالعزف على العديد من الآلات الموسيقية، وبالأخص الوترية، كما تميزوا أيضاً في أداء مختلف الأنواع الموسيقية، منها الكلاسيك والبوب والتكنو والهيب -هوب والجاز والروك، وعادة ما تكون الفقرات الموسيقية والغنائية الكورية، مصاحبة مع استعراضات مبهرة، ويتم تأديتها باستمرار في المهرجانات والاحتفالات السنوية، وتشتمل على الأزياء التقليدية للنساء وأبرزها ما يسمى بـ «الهانبوك»، والألوان الخاصة للزي الطويل بالنسبة للرجال.
إقبال متزايد
شهدت الأعمال الدرامية التلفزيونية في كوريا الجنوبية إقبالاً متزايداً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعدما عرض بعض المسلسلات على المنصات الرقمية، والتي نالت انتشاراً عربياً وعالمياً لافتاً، ومنها مسلسل «لعبة الحبار» - Squid Game، الذي تصدر منصة «نتفليكس» منذ عرض أولى حلقاته محققاً نجاحاً كبيراً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوريا كوريا الجنوبية جمهورية كوريا الإمارات الإمارات وكوريا الجنوبية الأفلام الکوریة ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
مهرجان المسرح العربي.. منارة الفن تُضيء من مسقط
رامي بن سالم البوسعيدي
في قلب عاصمة سلطنة عُمان؛ حيث يلتقي التراث العريق بجماليات الحاضر، سُعدنا بالمشاركة في افتتاح مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة تحت رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، في رسالة تؤكد على أنَّ الفن هو لغة الشعوب، وأداة التعبير عن طموحاتها وأحلامها.
هذا المهرجان الذي يُعد واحدًا من أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، يتجاوز دوره كمنصة للعروض المسرحية؛ ليصبح حدثًا شاملًا يساهم في تعزيز الهوية الثقافية، ويرسخ دور الفنون كعنصر حيوي في التنمية المجتمعية والاقتصادية.
المسرح هو فن التلاقي الإنساني، فضاؤه خشبة صغيرة، لكنه يحمل عوالم بأسرها، إنه الوسيط الذي يجمع بين المشاعر العميقة والأسئلة الكبرى، وبين الفن كمتعة والعقل كأداة للتأمل، ومن هذا المنطلق، يُمثل مهرجان المسرح العربي احتفاءً بواحد من أعظم أشكال التعبير الفني، حيث تُعرض الأعمال المسرحية التي تتناول قضايا الإنسان في شتى تجلياته، وتطرح أسئلة عميقة حول الوجود والحرية والعدالة.
وأهمية المسرح لا تكمن فقط في كونه مرآة للمجتمع، بل في قدرته على التأثير فيه، على إثارة النقاش وتحفيز التغيير، وهُنا تبرز رسالة المهرجان الذي يجمع نخبة من الفنانين والمبدعين العرب، ليقدموا أعمالًا تُمزج فيها الأصالة بالتجديد، وينفتحوا على آفاق فنية جديدة تُثري المشهد المسرحي العربي.
واستضافة سلطنة عُمان لهذا الحدث الثقافي الكبير تعكس مكانتها كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات؛ فهذه البلاد التي عُرفت بتاريخها البحري ودورها التجاري والحضاري عبر العصور، تواصل اليوم هذا الدور من خلال دعمها للفنون والثقافة، وسلطنة عُمان ليست فقط أرض اللبان وأيقونة الحضارة العُمانية القديمة؛ بل هي أيضًا نموذج للدولة الحديثة التي تُقدر الإبداع وتُدرك دوره في بناء مجتمع متوازن ومتطور؛ فالمهرجان يُعد شهادةً على الرؤية الثقافية العُمانية التي ترى في الفنون وسيلة لتعزيز الحوار الحضاري وتكريس قيم الانفتاح والتسامح.
لا تقتصر فوائد المهرجان على الجانب الثقافي؛ بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية ملموسة، فتنظيم مثل هذا الحدث يُسهم في تعزيز القطاع السياحي من خلال جذب الزوار من مختلف الدول العربية والعالمية؛ مما ينعكس إيجابًا على حركة الفنادق والمطاعم وقطاع الخدمات بشكل عام. كما يتيح المهرجان فرصًا للشراكات بين الفرق المسرحية العربية والعالمية، ما يفتح آفاقًا لتبادل الخبرات وتطوير الصناعات الإبداعية، علاوة على أن الورش الفنية والندوات التي تُقام على هامش المهرجان تُسهم في تنمية الكفاءات المحلية، مما يجعل الفنون المسرحية جزءًا من اقتصاد مستدام يرتكز على الإبداع والابتكار.
يحق لنا أن ننظر إلى الثقافة كأحد أركان التنمية المستدامة في سلطنة عُمان؛ فالمهرجان يُسهم في غرس القيم الجمالية والفكرية في نفوس الشباب، مما يُعزز وعيهم بأهمية الفن كقوة ناعمة تستطيع تحقيق التغيير في شتى المجالات، كما إن الاستثمار في الفنون يُعزز من فرص العمل في مجالات متعددة مثل الإنتاج المسرحي والإدارة الثقافية والإعلام والتصميم الفني. وبهذا نستطيع القول إنَّ مهرجان المسرح العربي لا يُعد حدثًا موسميًا فقط؛ بل هو جزء من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى جعل الفن أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتُسهم في خلق بيئة حاضنة للإبداع والابتكار.
إنَّ مهرجان المسرح العربي في مسقط، رسالةٌ إلى العالم، تُجسِّدُ فيها عُمان إيمانها العميق بدور الثقافة والفن في بناء جسور التواصل الإنساني، كما إنه احتفال بالجمال وبالحوار وبالحلم، في مسقط يجد المبدعون فضاءً حرًا للتعبير عن قضاياهم، وتجسيد تطلعاتهم.. وبهذا الألق الثقافي والفني، تُثبت سلطنة عُمان أنها ليست فقط وجهة للتاريخ والجغرافيا؛ بل أيضًا وطن للثقافة والفن والتنمية، ومهرجان المسرح العربي شاهدٌ على هذا الدور الريادي، وتأكيدٌ على أنَّ الفن بقدرته على ملامسة الوجدان وتحفيز العقول، سيظل دائمًا قوة محركة للمجتمعات نحو مُستقبل أكثر إشراقًا.