أكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أهمية توسيع دائرة الحوارات التخصصية في دراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على القطاعات الحيوية، ودوره في تطويرها بشكل جذري، وتشكيل معالم مشهد جديد يدمج الذكاء الاصطناعي في جميع منهجيات العمل ومجالات الحياة بما يسهم في صناعة المستقبل الذي تسعى دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لتحويله إلى واقع ملموس، يرسخ ريادة دولة الإمارات في صدارة السباق الرقمي العالمي.

جاء ذلك، في كلمة ألقاها معاليه في افتتاح ثاني جلسات سلسلة مجالس الذكاء الاصطناعي التي ركزت على توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الرعاية الصحية، ونظمت بالتعاون بين مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد وشركة “غوغل” العالمية، في مبادرة هادفة إلى جمع الجهات المعنية في الحكومة والقطاعين الأكاديمي والخاص في حوارات عميقة عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات الحيوية.

وأشار معاليه إلى أهمية تكامل العمل والأهداف بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية وتعزيز الشراكات البناءة ومشاركة الأفكار الهادفة لبناء الفرص ومواجهة تحديات تطوير الذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب مع تنمية القطاعات التي يؤثر عليها، بما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات وتعزيز جودة حياة المجتمع.

ركزت الجلسة ضمن سلسلة مجالس الذكاء الاصطناعي على استكشاف آفاق جديدة في مجال الرعاية الصحية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتم خلالها عقد جلسة حوارية تخصصية شارك فيها سعادة الدكتور أمين حسين الأميري وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وسكوت بينبيرثي مدير الذكاء الاصطناعي التطبيقي في مكتب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة “غوغل”، بحضور نخبة من القيادات وصناع القرار في مجالات الرعاية الصحية والرقمنة والتكنولوجيا والاتصالات وغيرها.

وناقشت الجلسة آليات دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية وتأثيره العميق على مستقبل الممارسات الطبية، وكيفية تعزيز الاستباقية في هذا المجال من خلال التعاون البناء بين القطاعين الحكومي والخاص لصياغة حلول واستراتيجيات مبتكرة تبني على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي لتطوير مجال الرعاية الصحية.

من جهته، قال سعادة الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع إن دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية يوفر فرصة للارتقاء بالمنظومة الصحية بشكل متكامل، من التشخيص إلى تصميم خطط العلاج وتسهيل المهام الإدارية، ويؤدي إلى تحسين تجربة المرضى ورفع كفاءة وجودة الرعاية الصحية المقدمة في وقت قياسي ودقة عالية، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تعزيز برامج الصحة العامة والوقاية والترصد للأوبئة ومكافحتها.

وأضاف أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أطلقت بالتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي تقنية الذكاء الاصطناعي للكشف عن مرض السل في فحوصات اللياقة الطبية منذ سنة 2018 وتم بعدها استخدام تقنيات متعددة للكشف عن أمراض أخرى مثل سرطان الثدي وأمراض القلب، مما يسمح باتخاذ تدابير وقائية وعلاجية استباقية لتحسين جودة حياة المرضى.

تعتبر دولة الإمارات من أكثر الدول جهوزية لاستخدام وتطوير الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كونها عملت على ربط البيانات الصحية وحفظها على السحابة الإلكترونية من خلال برامج السجلات الطبية الإلكترونية.

وتستخدم وزارة الصحة ووقاية المجتمع هذه التقنية لتحسين خدماتها واسعاد متعامليها، إذ يجري العمل حالياً على مجموعة مبادرات ومشاريع تهدف إلى أتمتة الخدمات، على سبيل المثال يجري تطوير برنامج لقراءة المخططات الهندسية للمنشآت الصحية ومقارنتها بالمعايير المعتمدة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وتقوم وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الهيئات الصحية في الدولة بإصدار التشريعات والمعايير اللازمة لتنظيم الاستخدام المسؤول لهذه الحلول لضمان مأمونيتها وحسن استخدامها ولحماية البيانات الصحية الخاصة بالمرضى.

وأشار الدكتور سكوت بينبيرثي، مدير الذكاء الاصطناعي التطبيقي في مكتب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في “غوغل” إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في خلق ثورة في مجال الرعاية الصحية باستخدام ودعم بيانات “النانو” والتي تعتبر بيانات دقيقة يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي مشيداً بدور مجالس الذكاء الاصطناعي في جمع أفضل العقول في هذا المجال للعمل وتنسيق الجهود لاستشراف مستقبل هذه القطاعات.

وتركز مجالس الذكاء الاصطناعي على مجموعة من الأهداف تتمحور حول تطوير البنية التحتية ذات العلاقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقديم الدعم المعرفي بما في ذلك استضافة خبراء دوليين يناقشون مواضيع رئيسية تشمل التقنيات المستقبلية ومستقبل العمل والاستدامة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من القطاعات الحيوية التي تتمحور على الإنسان.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مليون دولار جائزة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الصحة البدنية والذهنية

 

حسام عبدالنبي (أبوظبي)
شهدت فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2024، إطلاق «جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية» بهدف تعزيز صحة العاملين وعافيتهم في قطاع الطاقة العالمي.
وأعلنت كل من برجيل القابضة، عن تعاونها مع ريسپونس بلس ميديكال، لإطلاق الجائزة التي تصل قيمتها إلى مليون دولار.
وتركّز «جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية» على المبادرات التي توظف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الصحة البدنية والذهنية للقوى العاملة، وذلك ضمن فئتين هما، فئة «استثمار العافية» بقيمة مليون دولار، والتي تدعم دعم المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة في تطوير حلول صحية قابلة للتطبيق على نطاقات أوسع، و«تقدير التميّز»، وهي الفئة الثانية التي تكرّم المبادرات المبتكرة للشركات الكبيرة في مجال تعزيز صحة وعافية الموظفين لديها.
وأعلن الدكتور شمشير فاياليل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، وعمران الخوري، رئيس مجلس إدارة ريسپونس بلس القابضة، عن إطلاق الجائزة خلال مؤتمر صحفي، بهدف تشجيع الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين في كبرى الشركات العالمية في قطاع الطاقة على تطوير مبادرات شاملة للصحة والعافية في هذا المجال، وذلك نظرا لما حققه قطاع الطاقة العالمي من تقدم ملموس في إعطاء الأولوية لسلامة وصحة العاملين به. 
وسيتم الإعلان عن الفائزين في النسخة القادمة من معرض ومؤتمر (أديبك) في أكتوبر 2025. وسيجري تقييم المشاريع، من قِبل لجنة مستقلة مؤلفة من خبراء دوليين، بناءً على ثلاثة معايير رئيسة هي، إيجاد بيئات عمل داعمة، وتقديم نهج مبتكر، وإظهار تأثير ملموس وقابل للقياس.
وقال الدكتور شمشير فاياليل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، إن قطاع الطاقة، الذي يمثل دعامة أساسية للاقتصاد العالمي، حقق تقدماً كبيراً في إعطاء الأولوية لصحة وسلامة العاملين فيه، سواء من الناحية البدنية أو النفسية.
وأوضح أن مجموعة برجيل القابضة، بصفتها شريكاً موثوقاً ومتمرساً في تقديم الرعاية الصحية لهذا القطاع، تعتبر أن من واجبها دعم وتعزيز ثقافة الصحة الشاملة في قطاع الطاقة العالمي، لافتاً إلى أن الجائزة تهدف إلى تكريم وتشجيع الحلول الابتكارية المعتمدة على التكنولوجيا التي تسهم في مواجهة تحديات الصحة في بيئات العمل القاسية والمعقدة على مستوى العالم، آملاً أن تساهم هذه الجهود في تحسين صحة العاملين في قطاع الطاقة بشكل ملموس عالمياً.
من جانبه، قال عمران الخوري، رئيس مجلس إدارة ريسپونس بلس القابضة: «تأتي هذه الجائزة تقديراً للشركات والمبتكرين الذين يقدمون أفكاراً جديدة لتعزيز الصحة النفسية في قطاع الطاقة، كما تمثل منصة لتحويل الأفكار إلى حلول عملية تسهم في تعزيز مرونة القوى العاملة في هذا القطاع الحساس، خصوصاً في ظل التحولات الجوهرية التي يمر بها قطاع الطاقة حالياً».

أخبار ذات صلة حلول مبتكرة للذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة خلال «أديبك 2024» طيبة الهاشمي: «أديبك 2024» يبحث فرص الترابط بين الذكاء الاصطناعي والطاقة

مقالات مشابهة

  • مليون دولار جائزة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الصحة البدنية والذهنية
  • شركات صينية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تبحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي في قطاع التكنولوجيا الصحية
  • «الصحة» تبحث التعاون مع الصين للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التشخيص والجراحة
  • وزير الصحة يستقبل وفد الشركات الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعاون
  • وزير الصحة يستقبل وفد الشركات الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز سبل التعاون
  • طحنون بن زايد يبحث مع «الفابيت» آفاق استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • اجتماع في أمانة العاصمة لمناقشة الرعاية الصحية لأسر الشهداء
  • لقاء في مديرية الصافية بالأمانة لإقرار برنامج الرعاية الصحية لأبناء وأسر الشهداء
  • طحنون بن زايد يبحث مع مدير الاستثمار في «الفابيت» آفاق استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • ورشة حول "التوجهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي" في شمال الباطنة