اللاذقية-سانا

وضع البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس حجر الأساس لكنيسة القديسة كاترينا في مدينة جبلة باللاذقية.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار البطريرك يوحنا العاشر إلى أن الكنيسة الجديدة ستكون شاهدة على إرادة تجذرنا في هذه الأرض، وأن رسالتنا من مدينة جبلة إلى العالم بأسره بأن سورية عائلة روحية واحدة ولا يمكن لشيء أن يفرق بين أبنائها رغم الحرب والإرهاب والحصار الاقتصادي.

وأضاف غبطة البطريرك: إن الكنيسة تحمل اسم القديسة كاترينا العظيمة التي اتشحت بالحكمة الحقيقية وفضحت زيف النفاق، لافتاً إلى أن خدمات الكنيسة ستغطي مدينة جبلة وسائر الجوار.

وفي تصريح للصحفيين أوضح الأب إليان خوري أن بناء الكنيسة مشروع طال انتظاره لخدمة الرعية في جبلة ومحيطها، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة من ناحية توفير مكان للعبادة والتلاقي بين أفراد المجتمع، بينما اعتبر المهندس أحمد قناديل رئيس مجلس مدينة جبلة المشروع بادرة إيجابية من شأنها أن تعزز التواصل الاجتماعي.

سلوم مسرة وآمال حسابو من سكان مدينة جبلة أعربا عن سعادتهما بهذه الزيارة ووضع حجر الأساس لبناء كنيسة في جبلة لتكون منبراً تُرفع فيه الصلوات.

وشملت الجولة زيارة إلى جامع السلطان إبراهيم والمدرج الروماني ومركز الرعاية الاجتماعية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في جبلة، إضافة إلى لقاء مع الأهالي في المركز الثقافي بجبلة، حيث توجه غبطة البطريرك بالشكر

للمطران اثناسيوس فهد ميتوربوليت اللاذقية ومساعيه لتعزيز التواصل مع أبناء الأبرشية وسائر أطياف هذه المنطقة والأيادي البيضاء والجهات المعنية لتعاونها وجهودها لإعمار وإنجاز الكنيسة.

مدير أوقاف اللاذقية الدكتور محمد عليو لفت الى أن الشعب السوري تجمعه الأخوة والمحبة والتفاهم المتبادل.

كما شملت الزيارة معلماً دينياً ومقبرة للطائفة المسيحية في مدينة القرداحة، تلاها زيارة لضريح القائد المؤسس حافظ الأسد حيث وضع غبطة البطريرك إكليلاً من الزهور وتلاوة الصلوات والتراتيل، اختتمها بكتابة كلمة في سجل زيارات الضريح.

وخلال لقائه الرعية وعدداً من الأهالي، عبّر البطريرك عن سعادته بوجوده في مدينة القرداحة التي عرفت التآخي الديني منذ الأزل، حيث تحتضن الكنيسة والمقام والجامع وترفع دعاء الله بخفقة قلب كل أم تقدم أبناءها في سبيل الوطن، مستذكراً بلدانها وقراها التي لا تزال تحمل في أسمائها تلك المعالم المسيحية مثل عين جورجس ودير ماما والكنيسة الراهبية ودير حنا وديرين ودير توما ودير مريم وغيرها الكثير، هذه البلدة التي تحتضن ضريح رجل الموقف وسيد القرار والقائد الذي لم يساوم قط على حق ورفع راية هذا البلد ونال احترام الخصوم كما الأصدقاء.

وتضرع غبطة البطريرك يوحنا العاشر إلى الله أن يوفق السيد الرئيس بشار الأسد في زمن تخرج سورية فيه من ويلات الحرب التي فرضت عليها وتعيش أياماً يدفع فيها السوريون ضريبة الحصار الاقتصادي الآثم الذي يستهدف أولاً وأخيراً المواطن السوري في لقمة عيشه ويجعله فريسة الهجرة والتهجير وسط تباكي العالم وتناسيه أن للهجرة والتهجير حلاً واحداً هو أن يرفع الحصار عن الشعب السوري لتبدأ مسيرة الإعمار.

كما استذكر غبطة البطريرك الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن، حيث صورهم تزيّن هذه القرى التي دفعت الكثير من التضحيات لتبقى البلاد آمنة وتبقى البسمة على وجوه أطفالها، معزيّاً ذويهم الذين زرعوا في قلوب أبنائهم حب الوطن.

واختتم كلمته بالدعاء والصلاة لفلسطين الجريحة التي تدفع من دم أبنائها ضريبة الحق العربي الفلسطيني المستباح على قارعة مصالح الأمم.

شارك في فعاليات الجولة محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال ورئيس مجلس المحافظة المهندس تيسير حبيب وقائد شرطة المحافظة ومطران اللاذقية وتوابعها أثناسيوس فهد وعدد من المطارنة والقساوسة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية ورسمية ودينية وأهلية.

كما حضر فعالية وضع حجر الأساس للكنيسة في جبلة نائب قائد قوات التجميع الروسية في قاعدة حميميم اللواء سيرغي غاشكوف والأب قسطنطين كوما معاون قائد القوات الروسية للشؤون الدينية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: البطریرک یوحنا العاشر غبطة البطریرک حجر الأساس مدینة جبلة فی مدینة فی جبلة

إقرأ أيضاً:

قمة لمستقبل أوروبا بباريس.. أتال يضع حجر الأساس للرئاسيات وبريطانيا تبحث عن فرصة

باريس- بمبادرة من رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابرييل أتال، اجتمع حوالي 60 زعيما أوروبيا في المدينة الجامعية الدولية بباريس الاثنين، لمناقشة مستقبل أوروبا وتأكيد دعم أوكرانيا في قمة بعنوان "الديمقراطية والحريات".

وممثلا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جلس الأمين العام لحزب النهضة أتال أمام الوفود الأوروبية لبحث الوضع في أوكرانيا والحاجة إلى حماية راية الاتحاد الزرقاء والصفراء من التهديد الروسي.

وفي ظل المخاوف الواقعية بشأن خطر استمرار الحرب الأوكرانية مدة أطول، وأن تنأى الولايات المتحدة الأميركية بنفسها بعيدا عن أوروبا، يبقى السؤال المشروع بعد انتهاء هذه القمة: ما التأثير الذي ستخلفه باستثناء جمع عدد معين من الوفود الأوروبية وإعادة تأكيد رؤية الوسطيين في القارة العجوز وأفكارهم؟

رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابرييل أتال (الثاني من اليمين) في مؤتمر صحفي على هامش القمة (الفرنسية) فلسفة السياسة

افتتح رئيس حزب "موديم" الوسطي ورئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو المناقشات التي دامت 3 ساعات، برسالة فيديو من مسقط رأسه مدينة باو.

وكان من بين الحاضرين الأمين العام للحزب الديمقراطي الأوروبي ساندرو غوزي، ورئيسة تحالف الليبراليين والديمقراطيين في أوروبا سفينيا هان، ورئيسة الوزراء البلجيكية السابقة صوفي ويلميس، ورئيس الوزراء البلغاري السابق نيكولاي دينكوف.

وتطرق المشاركون إلى مواضيع متعددة، على رأسها:

إعلان اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. وإنشاء تحالف من الديمقراطيات الليبرالية لمواجهة تهديد "الأممية الرجعية". والالتزامات الوطنية لبناء دفاع أوروبي قوي.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد أن هناك فلسفة سياسية تقودها الماكرونية في ما يتعلق بأوروبا وروسيا والولايات المتحدة مفادها أن أميركا، ولمدة 4 سنوات، لم تكن حاضرة للدفاع عن أوروبا في مواجهة التحدي الروسي وقد تذهب في تنافس اقتصادي ضد القارة وفرض رسوم جمركية، وذلك يعني أن على الأوروبيين تطوير قدراتهم العسكرية وتعاونهم الاقتصادي بشكل مشترك.

ويقول ماجد، للجزيرة نت، إن الأحزاب المشاركة تريد تقديم نفسها كقطب سياسي مستقل وقادر على مواجهة ما تسميه بالتطرفين؛ اليميني واليساري. ويضيف "في أوروبا، ذهب اليمين التقليدي بخطابه نحو اليمين المتطرف وهذا نراه جليا في فرنسا حيث أصبح معظم السياسيين من الحزب الجمهوري يتصرفون بطريقة مارين لوبان".

في المقابل، تراجعت الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية واليسارية الوسطية والأحزاب الاشتراكية مقابل صعود أطراف في اليسار المتطرف أو الراديكالي، في الوقت الذي يعتقد فيه الوسطيون أنها فرصة لإظهار خطاب متماسك لكن العبرة ستتركز حول الخطاب السياسي والممارسات، وفق المتحدث.

غابرييل أتال يصنع لنفسه رصيدا في السياسة الدولية استعدادا لرئاسيات 2028 وفق المراقبين (الفرنسية) أتال والرئاسة

وقبل انطلاق القمة، قال غابرييل أتال في مؤتمر صحفي إن "هذا الاجتماع خطوة عملاقة نحو تحالف فعلي لديمقراطيات ليبرالية، وخصوصا لأحزاب تدافع عن مبادئها".

وتعليقا على ذلك، يعتقد الجنرال السابق في الجيش الفرنسي فرانسوا شوفانسي أن هذا التحالف الديمقراطي الأوروبي "سياسي بحت وغير كافٍ" لمواجهة القوة العسكرية الروسية والنهج الأميركي لأنه بمنزلة "ملاذ آمن نثبت من خلاله أننا نتحرك ونبذل قصارى جهدنا"، على حد قوله.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف شوفانسي "قد نصاب بالصدمة من مصطلحات سمعناها من أتال وتعتبر رجعية وتقدمية وليبرالية، حتى إننا قد نشعر بانطباع العودة إلى الأنماط القديمة التي لدينا في فرنسا وليس بالضرورة في الخارج، بين التقدميين والمحافظين، إن لم يكن الرجعيين".

ويعد أتال ممثل نواب كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي لن يتمكن من الترشح في عام 2027. لذا، يتولى مهمات ذات بُعد دولي تصاحب أي مرشح رئاسي محتمل.

وفي هذا السياق، وضمن التوجه المشترك مع الرئيس الفرنسي، يقول زياد ماجد إن أتال يعلم أنه قد يكون مرشحا للرئاسة الفرنسية من قبل حزبه، ومن ثم يريد إبراز نفسه على الساحة الدولية كرجل سياسة ودبلوماسي لأن تجربته السابقة كرجل تكنوقراط قريب من ماكرون لم تسمح له بالظهور في المشهد الأوروبي ليصنع صورة مستقلة لنفسه.

وللاستفادة من هذه الأزمة الدولية لتحقيق احتياجات سياسية محلية، جاء موقف غابرييل أتال الذي لا يملك أي شرعية أكثر من ذلك، ليضع لنفسه أوراق اعتماد، ففي فرنسا الشخص الوحيد الذي يتعامل مع الجيش والشؤون الخارجية هو رئيس الجمهورية فقط.

فخ الأصول الروسية

وإذ إن الأصول الروسية التي تقدر بنحو 300 مليار دولار (أوراق وسندات مالية روسية تقع في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) كانت في قلب مناقشات مؤتمر باريس، قال شوفانسي "سنستعيد هذه الأموال على المدى القصير، ولكن من ناحية أخرى: ماذا ستفعل الدول الأخرى في الأشهر المقبلة؟ بإمكانهم فعل الأمر ذاته. ولكن، نتيجة لما سبق، فإننا نطور حالة من عدم الأمن المالي".

في المقابل، لا يجد المحلل السياسي ماجد أي توافق بشأن كيفية استخدام هذه الأصول والأموال الروسية؛ "فهناك من يؤيد ضرورة استخدامها لدعم الأوكرانيين، وهناك من يرى ذلك أمرا غير قانوني لأنها مجمدة حاليا ويمكن إعادتها لأصحابها بعد انتهاء الحرب الأوكرانية".

إعلان

وفي ظل تحذيرات قانونية من قرارات متسرعة بهذا الشأن، أشار ماجد إلى التوجه الآخر القائل إنه ينبغي التمييز بين ما صودِر لأشخاص من دائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقربة أو حاصلين على أموال عبر علاقاتهم السياسية وغيرها من الأصول.

وتجدر الإشارة إلى أنه من المقرر انعقاد قمة أوروبية بين العديد من رؤساء الدول غدا الخميس، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الفرنسي ماكرون.

المصالح تجمع 60 مسؤولا أوروبيا لبحث مستقبل القارة ولا سيما أمام التخلي الأميركي عن دعمها (الفرنسية) مطامع بريطانية

أما على صعيد السياسة الخارجية، تحاول الأطراف المشاركة في القمة جمع ما يبدو أنه "ديمقراطية في كتلة واحدة" على الجانب الغربي، فضلا عن دعم سياسة الرئيس الفرنسي التي تتمثل في جمع أكبر عدد ممكن من الدول الديمقراطية أو الدول الشبيهة بالديمقراطية لتشكيل هذه الكتلة المضادة خارج الولايات المتحدة.

وعلى المستوى العسكري، كشف الجنرال السابق شوفانسي أن البريطانيين يقومون بتجهيز الأوكرانيين وتسليحهم وتدريبهم منذ عام 2015 بطريقة سرية. لذا، يبرعون بالفعل في سياستهم الخارجية -كما فعلوا دائما طوال قرون- في القارة الأوروبية والمساهمة عن بُعد في خلق قوى مواتية لهم، على حد تعبيره.

وفي ما يتعلق بالجانب السياسي، فمن المؤكد أن العودة إلى الأراضي الأوكرانية مع أوكرانيا التي تطمح إلى الانضمام إلى لاتحاد الأوروبي تشكل تحيزا مثيرا للاهتمام لدى بريطانيا التي انسحبت من الاتحاد، وهي طريقة غير مباشرة للبدء بالمشاركة مرة أخرى من خلال الدفاع والأمن لأوروبا، عسكريا واقتصاديا أيضا.

وبالتالي، يرى المحلل العسكري أن هذه الإستراتيجية تفتح الباب أمام البريطانيين للعودة إلى اللعبة قليلا، ولكن مع الحفاظ على المزايا المعتادة، أي الدخول في علاقة جزئية مع الاتحاد الأوروبي من خلال هذه القناة، ولكن دون التراجع عن المكاسب السابقة، وهو تكتيك يذكّره بتصريح تاتشر الشهير "ردوا لي نقودي".

إعلان

ويعود تاريخ هذه المقولة لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 عندما مثلت بلادها في قمة رؤساء دول وحكومات المجموعة الأوروبية ـ9 دول آنذاك- في دبلن والتي انتهت بالفشل.

ولأن الروح البريطانية صعبة التغيير كما هو معروف، يرى شوفانسي أن قضية أوكرانيا قد تمنحهم فرصة للانضمام مجددا إلى الاتحاد بطريقة ما، "وقد يعزز نواب أوروبيون أو حكومات أوروبية بعد بضعة أشهر الفكرة القائلة: سيكون من الجيد إيجاد حل للشراكة مع المملكة المتحدة مجددا لأن المصلحة واحدة".

مقالات مشابهة

  • الأردن يستعيد قطعا أثرية جمعها طبيب امريكي اقام في المملكة لثلاثين عاما
  • البطريرك يودِّع أخيه الكردينال مار باسيليوس إقليميس كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند والذي يعود إلى مقرّه في كيرالا
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد القوات بمطار الخرطوم ويزور القصر الجمهوري
  • البطريرك يوحنا العاشر يتوجه إلى قطر في زيارة رسمية وكنسية
  • قمة لمستقبل أوروبا بباريس.. أتال يضع حجر الأساس للرئاسيات وبريطانيا تبحث عن فرصة
  • "نائب التنسيقية": مدينة العاشر من رمضان من أكبر قلاع الصناعة بالشرق الأوسط
  • الجهد الخدمي يضع حجر الأساس لمشروع شارع الحولي في السبع قصور
  • بتكليف من البابا.. رسامة 131 إبصالتس لكنيسة مارمرقس كليوباترا
  • مصدر بالآثار: حريق الأزبكية لم يؤثر على أي مبانٍ أثرية
  • يخدم 225 مواطناً.. المنيا تضع حجر الأساس لمركز تكنولوجي جديد