لوموند: تحت حكم مودي عدم المساواة يتسع أكثر فأكثر في الهند
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن فجوة عدم المساواة الاجتماعية اتسعت أكثر فأكثر في الهند في ظل ولايتي رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لتصبح حفنة من الأغنياء أكثر ثراء، ويزداد الفقراء فقرا، وبينها طبقة وسطى تعاني من الضمور المستمر.
وبدأت الصحيفة -في تقرير لمراسلتها بنيودلهي صوفي لاندرين- بوصف منطقة راقية من العاصمة الهندية نيودلهي تسمى "مستعمرة الدفاع"، بمتنزهاتها الرائعة وطرقها الكبيرة التي تصطف على جانبيها الأشجار، حيث يقطن كبار الضباط المتقاعدين في الجيش ورجال الأعمال ومديرو وسائل الإعلام والأكاديميون، والمغتربون ونحوهم.
ففي هذا الحي الذي يبلغ إيجار الشقة فيه ألفي يورو، يذهب الأطفال إلى أفضل المدارس الخاصة، برفقة سائق العائلة الخاص، ويوجد عدد من الموظفين في المنازل، من مدبرة منزل إلى طباخ فمربية فحارس فبستاني، وهم يقيمون غالبا في غرف تحت السطح أو في قبو المبنى.
عالمان على طرفي نقيضوعلى بعد 30 دقيقة بالحافلة، تعيش راجني مع أبنائها الأربعة الصغار، وهي لا تأخذ إجازة مطلقا باستثناء المهرجانات الدينية الهندوسية الكبرى، وتستأجر 3 غرف صغيرة في حي للطبقة العاملة، مقابل نحو 10 آلاف روبية (110 يوروات) شهريا، وهو ما يكلفها جزءا كبيرا من راتبها البالغ 25 ألف روبية مقابل وظيفتين متواضعتين، حيث تقوم بأعمال التنظيف والطهي.
وتضم "مستعمرة الدفاع" خلف أسوار مواقع البناء، جيشا من العمال المياومين الذين يتقاضون أجورهم يوميا لبناء العمارات الفاخرة الجديدة، وهم يعيشون في مواقع البناء أو على أطراف الحي، في غرف مشتركة في حي كوتلا المزدحم بشوارعه غير المعبدة، ويأكلون في مطاعم الشوارع مقابل بضع روبيات ويرسلون مدخراتهم إلى محل إقامة الأسرة في القرية، أما الأشخاص الأقل حظوة فيعيشون في أحد الأحياء الفقيرة المتاخمة لكوتلا.
ونبهت المراسلة إلى وجود عالمين على طرفي نقيض في هذه المنطقة، حيث تتلاقى الطبقة العليا مع مجموعة من المهاجرين الذين يأتون المدينة بحثا عن عمل، مشيرة إلى أن هؤلاء العمال ومثلهم راجني، أصبحوا أكثر فقرا في السنوات الأخيرة بسبب إلغاء الحكومة المفاجئ للأوراق النقدية وجائحة كوفيد.
ونتيجة لارتفاع الأسعار أيضا، وجد هؤلاء العمال دخلهم الضئيل يتلاشى، بعد أن وصل تضخم أسعار الغذاء إلى 8.30% في يناير/كانون الثاني، تقول راجني التي اضطرت إلى الحصول على قرض مصرفي "في السابق كان من السهل العثور على وظيفة، وكانت الحياة أرخص".
الثروة لم تتدفق نحو الأسفلوأوضحت المراسلة أن ملايين الهنود ظلوا خارج وعد "التنمية للجميع، مع الجميع" الذي أطلقه مودي عام 2014، إذ لم تتدفق الثروة إلى أسفل نحوهم بسبب عدم خلق القدر الكافي من الوظائف، وحيث يبلغ معدل البطالة 8%، وفقا لمركز الرصد الاقتصادي الهندي.
وقد وضعت الحكومة للتو آليات تعويضية للفقراء، مثل التوزيع المجاني لقوارير الغاز أو المواد الغذائية، ويزعم مودي المرشح لولاية ثالثة بعد الانتخابات التشريعية، أنه قام بتسليم 30 مليون منزل في المناطق الريفية على مدى السنوات العشر الماضية.
غير أن مركز بيو للأبحاث، الذي يحصي الأشخاص القادرين على إنفاق ما بين 10 دولارات و20 دولارا يوميا على غير الضروريات الأساسية، يقدر أن عدد الطبقة المتوسطة الهندية يصل إلى 66 مليون فرد، أقل من 5% من السكان، أي أن 60% من السكان يعيشون على أقل من 5 دولارات في اليوم.
271 مليارديراوفي قمة الهرم، تضاعف عدد المليارديرات تقريبا في السنوات الأخيرة، لتصبح الهند التي كان فيها ملياردير واحد عام 1991، تضم الآن 271 مليارديرا، وفقا لـ "مجلة فوربس"، وليصبح قطبا الأعمال موكيش أمباني (شركة ريلاينس إنداستريز) وغوتام أداني (مجموعة أداني) رمزين لهذه الهند غير المتكافئة، باستيلائهما في ظل مودي، على معظم امتيازات الدولة والموانئ والمطارات والمناجم والبنية التحتية.
وفي دراسة أجراها مختبر عدم المساواة العالمي ونشرت في مارس/آذار الماضي، اعتبر الباحثون أن الهند أصبحت "ملياردير راج" (إشارة إلى قصة خيالية حول عدم تكافؤ التوزيع للثروة في الهند) حيث يمتلك 1% من أغنى الأثرياء 40.1% من الثروة الوطنية، وهو مستوى لم يصل إليه تركيز الثروة قط منذ بداية قياس هذه البيانات عام 1961.
وتوصلت حسابات منظمة أوكسفام غير الحكومية إلى أن أغنى 10% يمتلكون 57% من الدخل القومي الهندي، وهو ما يزيد عما كانت عليها الحال في ظل المستعمر البريطاني عندما كانوا يمتلكون 50% فقط.
وتضاف هذه الفوارق الاقتصادية الجديدة إلى أعباء مجتمع ممزق أصلا من حيث الطبقة والجنس والدين، وحيث تفاقم تهميش الأقليات وخصوصا المسلمين، بسبب انتشار التفوق الهندوسي في عهد مودي.
وختمت المراسلة بقول الخبير الاقتصادي أشوكا مودي، مؤلف كتاب "الهند ممزقة" إن "الفقر لا يزال مترسخا بعمق في الهند، وأشكال الحرمان الأوسع نطاقا قد تزايدت مع تسبب التضخم في تآكل دخول الفقراء"، حيث تقول راجني "الأشخاص مثلي ليس لديهم مستقبل في هذه البلاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی الهند
إقرأ أيضاً:
اعتداء جماعي على إمرأة إسرائيلية في الهند .. تفاصيل
قالت الشرطة الهندية اليوم السبت إنها ألقت القبض على رجلين فيما يتعلق بمزاعم اغتصاب جماعي لسيدة إسرائيلية وامرأة هندية.
اغتصاب امرأة إسرائيليةوقال مسؤول الشرطة الهندية رام إل أراسيدي، إن المرأة الإسرائيلية ومضيفها كانا يراقبان النجوم مع ثلاثة مسافرين ذكور، أمريكي وهنديان، في بلدة كوبال في ولاية كارناتاكا الجنوبية ليلة الخميس، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وفقًا للتحقيق الأولي، اقترب منهم ثلاثة رجال على دراجة نارية أثناء مطالبتهم بالمال وقال أراسيدي الرجال الثلاثة دفعوا الذكور إلى قناة مائية قريبة واعتدوا جنسياً على النساء.
وقال إن أحد السائحين الهنود غرق وتم انتشال جثته يوم السبت، مضيفًا أن الأمريكية والهندية الأخرى سبحت إلى بر الأمان.
تقع كوبال على بعد حوالي 350 كيلومترًا (217 ميلاً) من بنغالورو، شركة ناشئة وقوة تكنولوجية في الهند.
وقال أراسيدي إن الشرطة شكلت فريق تحقيق خاص ألقى القبض على اثنين من المشتبه بهم الثلاثة يوم السبت، وأضاف أنهم يخضعون للتحقيق للاشتباه في محاولة القتل والاغتصاب الجماعي والسرقة.
أصبحت الاعتداءات الجنسية على النساء مألوفة في الهند، حيث سجلت الشرطة 31516 حالة اغتصاب في عام 2022، بزيادة 20٪ عن عام 2021، وفقًا لمكتب سجلات الجرائم الوطنية.
يُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير بسبب الوصمة المحيطة بالعنف الجنسي وعدم ثقة الضحايا في الشرطة.
الاغتصاب الجماعي في الهندكان الاغتصاب والعنف الجنسي تحت الأضواء منذ اغتصاب جماعي وحشي عام 2012 لطالبة تبلغ من العمر 23 عامًا وقتلها في حافلة في نيودلهي.
أثار الهجوم احتجاجات ضخمة وألهم المشرعين لإصدار أمر بإنشاء محاكم سريعة مخصصة لقضايا الاغتصاب وتشديد العقوبات.
تم تعديل قانون الاغتصاب في عام 2013، حيث تم تجريم المطاردة والتلصص وخفض السن الذي يمكن عنده محاكمة الشخص كشخص بالغ من 18 إلى 16 عامًا.
وافقت الحكومة في عام 2018 على عقوبة الإعدام للأشخاص المدانين باغتصاب الأطفال دون سن 12 عامًا.
على الرغم من القوانين الصارمة، فمن النادر أن يمر أكثر من بضعة أسابيع دون الإبلاغ عن اعتداء جنسي وحشي آخر.