البرلمان الفرنسي يعلق عضوية نائب لوّح بالعلم الفلسطيني
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
قررت الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب)، اليوم الثلاثاء، تعليق عضوية نائب يساري لمدة 15 يوما لتلويحه بعلم فلسطيني في مقر الجمعية، ما تسبب في تعليق إجراءات الجلسة لنحو ساعة، فيما لوّح عدد من نواب حركة "خمس نجوم" الإيطالية بالأعلام الفلسطينية خلال جلسة نقاش في البرلمان بشأن الشرق الأوسط.
ولوّح النائب عن حزب فرنسا الأبية سيباستيان ديلوغو بالعلم دعما للفلسطينيين خلال سؤال للحكومة حول الوضع في قطاع غزة، وقال للصحفيين "لوحت بالعلم الفلسطيني في الجمعية الوطنية العامة، لأن في الوقت الذي أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة وتبيع مكونات لإمداد الجيش الإسرائيلي، وهناك إبادة جماعية تحدث".
وقال النائب الفرنسي لوسائل إعلام محلية "لا يهمني على الإطلاق الحكم الذي ستصدره رئيسة الجمعية"، مضيفا أن "الدولة الفرنسية متواطئة اليوم فيما يحدث في فلسطين. أنا ومجموعتنا فخورون بانتمائنا لمعسكر القانون الدولي".
وقالت مراسلة الجزيرة نت حفصة علمي إن النائب غادر القاعة وهو يرفع علامة النصر، معتبرا العقوبة بـ"الميدالية" وأن ما فعله كان "مبادرة شخصية".
وأدانت رئيسة الجمعية يائيل برون بيفيه النائبة عن المعسكر الرئاسي، ما وصفته بأنه سلوك "غير مقبول"، وقالت "لا يمكن التهاون في هذا"، ودعت إلى تحديد الحكم في قضية ديلوغ. وعلقت الجلسة واستبعدت ديلوغو الذي قُلص راتبه إلى النصف لمدة شهرين.
وتنصّ الأنظمة التي استندت إليها، على فرض عقوبات على أيّ عضو "يشارك في مظاهر تخلّ بالنظام أو تثير الاضطرابات".
وقد تم انتخاب ديلوغو في الدائرة السابعة لبوش دو رون في عام 2022، وكان بائعا، ثم عمِل كوكيل أمن وأخيرا سائق سيارة أجرة، حيث شارك في المعركة ضد "أوبر" في عام 2016. وبعد ذلك، انضم إلى حزب "فرنسا الأبية" خلال الانتخابات التشريعية لعام 2017.
ويعتبر ديلوغو ثالث نائب يحصل على أقصى عقوبة منذ بداية عمل المجلس التشريعي في يونيو/حزيران 2022. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تمت معاقبة نائب حزب الجبهة الوطنية غريغوار دي فورناس بسبب توجيهه جملة "دعه يعود إلى أفريقيا" للنائب عن حزب "فرنسا الأبية" كارلوس مارتنز بيلونغو.
كما استبعد النائب عن حزب "فرنسا الأبية" توماس بورت في فبراير/شباط 2023 بسبب نشره صورة عبر حسابه على منصة "إكس" ظهر فيها وهو يضع قدمه على بالون يحمل صورة وزير العمل أوليفييه دوسوبت.
وخلال جلسة الثلاثاء، سئل رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال عن موقف بلاده بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنّه راوغ ولم يجب.
البرلمان الإيطاليوفي إيطاليا، وقف عدد من نواب حركة "خمس نجوم" المعارضين ورفعوا 5 أعلام فلسطينية وعلم السلام أثناء إلقاء زميلهم ريكاردو ريتشياردي العضو في مجموعتهم خطابا طالب فيه بالاعتراف بدولة فلسطين.
وبينما أشارت رئيسة الجلسة إلى أنّه لا يجوز "إظهار أيّ رموز مهما كانت"، سارع النواب إلى تسليم الأعلام من دون التعرّض لأيّ عقوبة فورية.
وجاءت هذه التحرّكات بالتزامن مع اعتراف 3 دول أوروبية هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فرنسا الأبیة
إقرأ أيضاً:
كم قتل الاحتلال الفرنسي من الشعب الكاميروني أثناء الاستقلال.. مؤرخون يجيبون؟
كشف تقرير أعدّته لجنة مكونة من 14 مؤرخًا فرنسيًا وكاميرونيًا، بعد عمل دام عامين ونصف العام، أنّ فرنسا ربما قتلت عشرات الآلاف من الكاميرونيين خلال فترة استقلال بلادهم بين عامي 1945 و1971.
وبحسب ما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، قدّمت اللجنة تقريرها حول مسار استقلال الكاميرون إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في 21 كانون الثاني/ يناير الجاري، وإلى الرئيس الكاميروني، بول بيا في 28 من الشهر ذاته.
أظهر التقرير أن فرنسا مارست قمعًا عسكريًا شديدًا ضد الحركات المؤيدة للاستقلال في الكاميرون، مستعمرتها السابقة، وخلال تلك الفترة استخدمت السلطات الفرنسية عنفًا مفرطًا، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الكاميرونيين.
سلّط التقرير الضوء على المحاولات المستمرة لمنع صعود اتحاد شعوب الكاميرون، وهو حزب قومي مؤيد للاستقلال، وبعد حله في عام 1955، تعرض أعضاؤه للقمع الشديد، حيث قتل الجيش الفرنسي زعيم الحزب روبن أم نيوبي.
في عام 1956، شهدت الكاميرون مذبحة إيكيتي، حيث تم تنفيذ هجوم ضد مدنيين عزل، وتم ترحيل عدد من المدنيين الكاميرونيين قسرًا إلى معسكرات اعتقال. كما كشفت تقارير القوات الجوية الفرنسية عن استخدام ذخائر مسببة للحرائق في البلاد.
على الرغم من أن اللجنة لم تكن تمتلك الصلاحية القانونية لوصف هذه الممارسات بأنها إبادة جماعية، إلا أنها أكدت أن هذا العنف كان مفرطًا بالفعل، لأنه انتهك حقوق الإنسان وقوانين الحرب.
يأتي تقرير لجنة المؤرخين المشتركة في إطار "مبادرات مصالحة الذاكرة" التي اتخذها الرئيس الفرنسي، بشأن دور بلاده خلال الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا، أو أثناء الحرب الجزائرية، بهدف تهدئة العلاقات وتجديدها.
غير أن هذا الأمل يظل ضعيفًا في ظل تعرض نفوذ باريس في القارة الأفريقية لرياح معاكسة، خاصة في منطقة الساحل. فيما بدأ مشروع مصالحة الذاكرة مع الكاميرون في تموز/ يوليو 2022، خلال زيارة الرئيس الفرنسي، إلى ياوندي، رغم خطر إثارة التوترات مع دولة يقودها بول بيا منذ عام 1982، وهو وريث الحكومة التي تشكلت بعد الاستقلال بدعم من باريس، وسرعان ما أصبحت إحدى ركائز ما يعرف بـ"فرانس-أفريك".
بعد مرور عامين ونصف، ألقى أعضاء اللجنة المشتركة، المكونة من سبعة باحثين كاميرونيين وسبعة فرنسيين، الضوء على موقف فرنسا في قمع حركات الاستقلال الكاميرونية والمعارضة السياسية بين عامي 1945 و1971.
كانت الحرب تدور على بعد خمسة آلاف كيلومتر من فرنسا، بعيدًا عن أعين الرأي العام الذي كان يركز آنذاك على "الأحداث" في الجزائر. بينما تبقى ذكريات هذه الفترة حية في الكاميرون، إلا أنها مخفية إلى حد كبير في فرنسا.
تسمح التقديرات العسكرية الرسمية بتقييم عدد المقاتلين الذين قتلوا بين عامي 1956 و1962، وهي الفترة التي شهدت أكبر مشاركة للقوات الفرنسية، بنحو 7500 فرد، لكن إجمالي الضحايا من المرجح أن يصل إلى عشرات الآلاف من الكاميرونيين.
وفقًا لمقتطفات من التقرير، يمكن تتبع أصل المواجهة بين السلطات الاستعمارية والمعارضة المؤيدة للاستقلال من خلال منظور الوضع الاستعماري طويل الأمد (1945-1955)، ثمّ التحول من القمع السياسي والدبلوماسي والشرطي والقضائي إلى الحرب التي قادها الجيش الفرنسي (1955-1960)، والتي استمرت حتى بعد استقلال الكاميرون (1960-1965).