أنت حر …!
بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران
المئات من #الأطفال و #النساء يحرقون أحياء في #خيم #النازحين ثم يخرج قائد فرقة الإجرام في دولة #الاحتلال بكل تبجح ليقول أن ذلك تم “بالخطأ”! ثم #مجزرة يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء “بدون قصد”، تماماً كما في كل مرة اعتاد فيها الاحتلال ممارسة هوايته فيها على مدار أكثر من 70 عاماً مضت على احتلال فلسطين مادام أنه فوق أي حساب ومسائلة، ولتستمر آلة الإجرام المعجونة بالكذب تقود جرائم الاحتلال بشهوة الانتقام من كل ما يتعلق بقطاع غزة تحديداً، من البشر وحتى من الحجر لا لشيء إلا أن هذا الاحتلال المأزوم لم يستوعب إلى اليوم مرارة الذل والمهانة التي تجرعها منذ أكثر من 8 أشهر، أشهر طويلة وقبلها سنوات طوال لم يترك فيها مجزرة ولا جريمة ولا دناءة إلا ومارسها في غزة والضفة وكل أرض فلسطين المحتلة، وما يزيده تخبطاً وجنوناً أنه وبرغم كل ذلك مازال أهل غزة الصابرين ومعهم كل أهل فلسطين وبرغم كل الألم والمعاناة صامدين كالطود في وجه إجرامه وغطرسته، هذا الاحتلال الذي لا يرى سوى بعينيه ولا يسمع غير صوته، حتى وصل به الأمر الاستخفاف بكل الهيئات والمؤسسات الدولية وقراراتها لإيقاف الحرب في غزة، فلا المحكمة الجنائية الدولية تعنيه ولا حتى قرارات محكمة العدل الدولية، وما كان هذا الاحتلال ليصل لكل هذه الغطرسة بدون مباركة من يسانده ويقف خلفه بكل قوة، تلك القوة الكبرى في العالم التي ما تزال تزوده بالسلاح والعتاد والدعم السياسي للذهاب لأبعد نقطة في القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني، في رسالة أصبحت أوضح من الشمس من الولايات المتحدة لربيبتها دولة الاحتلال مفادها “أنت حر”، افعل ما يحلو لك بالشعب الفلسطيني بل وبأي أحد غيرهم يقف في وجهك، ولك منا كل الدعم والمساندة، الولايات المتحدة التي ضحكت لسنوات على كثيرين في العالم ومنهم من أبناء شعبها بأنك “أنت حر” في التعبير عن رأيك، قل ما تشاء وافعل ما تشاء في دولة الديمقراطية الأولى في العالم، حتى رأينا بأعيننا كيف تعاملت وتتعامل إلى اليوم بمنتهى الديمقراطية مع مظاهرات الآلاف من طلبة جامعاتها بسحلهم وسجنهم والتنكيل بهم وحرمانهم من حقوقهم الجامعية فقط لأنهم رفعوا صوتهم لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه جرائم الاحتلال وطغيانه، تلك التي يرفضها كل صاحب ضمير حي في هذا العالم.
وما يجري اليوم سيكون له نتيجة ستظهر آثارها ولو بعد حين، وهو ظهور جيل فلسطيني وعربي جديد سينشأ بعنوان واحد وهو “أنت حر”، ذلك لأنه جيل ستسقط أمامه كل مساحيق التجميل التي حاول الاحتلال إخفاء قذارة وجهه بها على مر السنين، ومعه كل داعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتعامل هذا الجيل مع الاحتلال على مبدأ أنه هو أيضاً حر في الدفاع عن أرضه وعرضه بكل وسيلة متاحة تصل إليها يده، خصوصاً أمام عالم لا يعترف إلا بالقوي واحتلال لا يتعامل مع كل ما حوله من العالم إلا بمبدأ أنه حر في كل ما يقول ويفعل.
مقالات ذات صلة الكيان الصهيوني و الانقلاب العسكري المنتظر على المنظومة السياسية, 2024/05/28صحيح أن الألم أكبر بكثير من أن يروى ويحكى، وصحيح أن الكلمات باتت تقف عاجزة أمام هول ما ترى وتسمع، وأننا نستيقظ كل يوم على ألم يكبر بداخلنا أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه وعلى قدر الألم يزداد اليقين بأن النصر آت لا محالة بإذن الله، وبأن كل هذا الاجرام والجنون من هذا الاحتلال المختل ما هو إلا لشعوره بالذل والهزيمة والعجز عن تحقيق أي نصر يضحك به على أتباعه، ولكن هيهات فأرض فلسطين عصية على كل محتل مجرم جبان، وحتى ولو قاموا بقتل كل من فيها من البشر ستنتفض حجارتها وحبات ترابها المروية بدم الشهداء لمحاربتهم والبصق في وجوههم وطردهم ودحرهم من فوق أرضها الطاهرة، وهو ما نراه حقيقة ماثلة أمام أعيننا بإذن الله مهما طال الزمان وامتد الظلام، فما بعد الصبر إلا الفرج والفرح بإذن الله، رحم الله شهداء فلسطين الأبرار وكتب الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وربط على قلوبهم وقلوب أهلهم وأحبابهم، وكتب لهم فرجاً عاجلاً ونصراً مبيناً يداوي جراحهم ويقر عيونهم وقلوبهم، ويملأ وجوههم بابتسامة فرح تعوضهم أجمل العوض عن كل لحظة ألم ألمت بهم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأطفال النساء خيم النازحين الاحتلال مجزرة هذا الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
View this post on InstagramA post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA
— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024
كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".
عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.
من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR
— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.