لبنان ٢٤:
2025-03-05@01:22:11 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

 مقدمة نشرة اخبار الـ"ان بي ان" 

لم يطرأ اي تبدل على تموضع الملفات الداخلية الرئيسية بدءا بالملف الرئاسي مرورا بموضوع النزوح السوري وصولا إلى الوضع الميداني على الحدود الجنوبية.

في الشأن الرئاسي حط الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت في سادس زيارة من نوعها منذ تكليفه بهذا الملف من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ستجمعه قمة مع نظيره الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل في باريس.



وبانتظار أن يتكشف ما يحمله معه لودريان كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحوار هو مفتاح الرئاسة وسأل: لماذا يعقد هذا الحوار في باريس مؤكدا أن الأفضل أن ينعقد هنا في بيروت وقال إنه هو من يدعو بنفسه إلى أي حوار أو تشاور أو نقاش على قاعدة أن يرأسه رئيس مجلس النواب مشيرا إلى أن هذا الأمر ثابت بالنسبة إليه.

وبالنسبة إلى ملف النزوح السوري فقد حضر لليوم الثاني في مؤتمر بروكسل حيث رفع لبنان الصوت أمام المسؤولين الأوروبيين لكن المؤتمرين بدوا غير مبالين بالموقف اللبناني الجامع المنادي بدعم عودة النازحين إلى بلادهم وفقا للتوصية التي أقرها مجلس النواب. 

وقد حط النزوح السوري بندا رئيسا في جلسة مجلس الوزراء التي التأمت اليوم في السراي الحكومي حيث تم تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الحكومة وعضوية بعض الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية سيقررها المجلس في جلسته المقبلة. 

في النزوح إلى الوقائع جنوبا تصعيد متواصل تحت سقف قواعد اشتباك متحركة من ابرز عناصرها ردود متلائمة من جانب المقاومة على الإعتداءات الإسرائيلية بما يقوض الصورة الردعية لجيش الإحتلال حتى في صفوف المستوطنين. 

وعلى مبدأ النار بالنار اشتعلت المستوطنات الشمالية في الساعات الأخيرة حيث قدمت وسائل الإعلام العبرية صورة قاسية لحجم الدمار والأضرار وتوقعت عدم عودة المستوطنين إلى مستعمراتهم قبل عام من انتهاء الحرب. 

والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة متواصلة بعنف حيث وصلت الدبابات المعادية إلى وسط مدينة رفح على دماء ضحايا المجازر التي لا تستثني النازحين في المنطقة. 

هذه المجازر لا تحرك المجتمع الدولي وإذا تحركت دوله فإنما تكتفي ببيانات لا تقدم ولا تؤخر.



 

مقدمة نشرة اخبار الـ" ام تي في" 

عندما قرر حزب الله خوض حرب الاشغال لوحده لم يهتم لا بالحكومة وموقفها! وعندما ارتأى ان عليه مواجهة اسرائيل دعما لحماس ومحور الممانعة لم يلتفت الى الدولة وهيبتها! هكذا ارتأى أن يساند غزة وأن يشغل الجيش الاسرائيلي بحرب محدودة ومضبوطة على الجبهة الجنوبية! ورغم ان الحكومة كانت كالزوج المخدوع آخر من يعلم، ورغم ان لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بقرار الحرب والسلم،  فها هي اليوم تقررصرف مبلغ 93 مليار ليرة للتعويض على الأضرار والمتضررين  

في الجنوب! فمن أعطى حكومة تصريف الأعمال،  الناقصة التمثيل والفاقدة المشروعية، ان تصرف من جيوب اللبنانيين على حرب لم يقرروها؟ ومن سمح للوزراء ان يدفعوا من الموازنة العامة على مواجهة لم يسألهم عنها احد، فيما الوزراء انفسهم يحجمون حتى الان عن اتخاذ قرار برد بعض ودائع الناس المسلوبة بحجة ان لا اموال عند الدولة؟ فهل كتب على اللبنانيين ان يدفعوا دائما ثمن المغامرات غير المحسوبة لحزب الله ولمحور الممانعة وان يبقوا مستسلمين خاضعين؟

 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

كحبه الذي يفيض من بين عزمه وبأس الميدان، كان الوفاء له من اهل الوفاء وأشرف الناس ..

وبما يخفف من وقع الالم لفقد أم فاضلة، انجبت خير قائد وسادة، كان الحضور المهيب لتقديم العزاء للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله واهله بفقد والدته الحاجة أم حسن.

حضور عابر لكل اشكال الاصطفافات، من مختلف الطيف الوطني والعديد من الدول والبلدان، بادله سماحته كل الشكر والتقدير من قائد ما اعتاد الناس منه الا الرفعة والاحترام .. بادل الحضور الذي غص بهم مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت كل الامتنان، ولم ينس الاعتذار عن عدم المشاركة بتقبل العزاء لاسباب يتفهمها كل محب وضنين بالقائد الكبير..

ومن منبر حزنه لم يغب عنه حزن الامة اليوم النازف على ارض غزة امام اعين العالم اجمع، فالمذبحة في رفح تؤكد وحشية وغدر هذا العدو المنعدم القيم والضوابط .

مذبحة سقطت معها كل مساحيق التجميل التي عمل عليها الكثيرون لتحسين صورة هذا العدو، وتجلت حقيقته التي عسى ان يستفيق معها العالم النائم، والمطبعون من ابناء الامة ..

والادانة اقل الواجب كما قال السيد نصر الله، واصوات اطفال غزة ونسائها حجة على جميع العالم، واشلاؤهم المقطعة تفرض على هذه الامة الاستفاقة والوحدة وعدم انتظار القرارات والمواقف الاممية، وهذه الدماء المظلومة الزكية ستعجل بانهيار وزوال هذا الكيان، كما اشار سماحته..

وعود على بدء، وموقف في محضر الام الصابرة، مع مشاهد خاصة لقناة المنار تحكي بعضا من البر والحب، والوقوف امام الوالدة في لحظات مرضها الشديد، داعيا ومحتسبا ومتوسلا الى الله ان يمن عليها بما يقدمه لها من الخير.. مشاهد لسماحة السيد حسن نصر اثناء زيارته لوالدته الراحلة في مشفاها، تختصر كل الكلام ..

 

مقدمة نشرة اخبار الـ"او تي في" 

ببرودة سياسية وإعلامية واضحة، يستقبل لبنان اليوم وغدا الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لا تقليلا من قيمة الدور الفرنسي التاريخي في لبنان والمنطقة، ولا شكا بصدق فرنسا في العمل على مساعدة لبنان، بل تعبيرا عن يأس مما آلت إليه الأمور، وإحباط من فشل كل المحاولات الفرنسية السابقة، التي انطلقت في ايلول 2020، مع الإعلان عن المبادرة الشهيرة إثر انفجار مرفأ بيروت.

أما الجديد المتداول حول هذه الزيارة، والذي يتضمن كلاما عن طرح فرنسي بالبحث عن مرشح بخلفية اقتصادية ومالية، فلا يبدو أن الكتل السياسية تتعامل معه بجدية، بناء على الوقائع السياسية اللبنانية، التي تفرض البحث بالدرجة الأولى عن رئيس سياسي من جهة، والظرف الميداني المتفجر في غزة والجنوب، ما يحتم إرجاء جديدا للبحث في انجاز الاستحقاق الرئاسي، على رغم جهود اللجنة الخماسية وسفرائها، ومبادرات الكتل النيابية، ومن ضمنها تكتل الاعتدال الوطني.

وفي موازاة الارجاء الرئاسي، ارجاء حكومي لتشكيل لجنة التواصل مع سوريا في ملف النزوح السوري، وكأن لا شيء مستعجلا، علما أن مقررات مؤتمر بروكسل لم تفاجئ المسؤولين اللبنانيين المدركين لحقيقة الموقف الاوروبي، القائم على ربط حل ملف النزوح بإيجاد حل سياسي في سوريا، ولو ان بعض الدول بات يدعو علنا إلى اعادة النظر بالسياسة المذكورة.

وفي غضون ذلك، تتواصل حملات ضبط النزوح السوري في مختلف المناطق اللبنانية بمبادرة من عدد من النواب، وجديدها اليوم في صغبين في البقاع الغربي، وكبا في البترون، إضافة الى قضاء الكورة.


 

مقدمة نشرة اخبار الـ"ال بي سي" 

كأن هناك أزمة بين لبنان وأوروبا، سواء على مستوى النازحين السوريين في لبنان، أم على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية. 

بالنسبة إلى ملف النازحين، الإتحاد الأوروبي كأنه استخدم العصا أمس في مؤتمر بروكسل، عارفا بنقاط ضعف لبنان، سواء لناحية وضعه المالي، وسواء لجهة غياب الدولة.

تكلم الإتحاد الأوروبي بلغة الجزم بأن النازحين سيبقون في لبنان، رمى الكرة في الملعب اللبناني، فكيف سيتصرف اللبنانيون؟ هل يرضخون لما قاله الإتحاد الأوروبي؟ أم يتصرفون؟ وإذا أرادوا التصرف، فماذا سيفعلون؟ 

حتى الآن، وحتى إشعار آخر، حركة النزوح هي في اتجاه واحد، من سوريا إلى لبنان، لا المهربون يسمعون أخبارا، ولا تعنيهم الإجراءات المتخذة على الحدود، لأنهم يتحايلون عليها، فسكك التهريب أقوى من الإجراءات. 

على مستوى رئاسة الجمهورية، الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يحاول من جديد، لكنه قبل وصوله إلى بيروت، كان هناك من ترجم له إلى الفرنسية حديث الرئيس نبيه بري إلى جريدة "الجريدة الكويتية" وربما لو قرأ الحديث قبل إقلاع طائرته من باريس، لكان بقي فيها. 

هناك إذا مأزقان أو معضلتان: النزوح باق ويتمدد، وانتخابات رئاسة الجمهورية عالقة، وبين المأزقين هناك من يستفيد من تحلل الدولة، فتكون النتيجة: كل يوم فضيحة. 

فضيحة اليوم أطنان من الطحين منتهية الصلاحية، لكن يصنع منها الخبز، تحول المثل في لبنان من "اعط خبزك للخباز حتى لو أكل نصو" إلى "اعط خبزك للخباز حتى لو فسد نصو". 

البداية من المهمة شبه المستحيلة للموفد لودريان...


 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

ليل الخيم المحروقة في رفح قبل يومين كان خطأ فنيا إسرائيليا كما ادعى بنيامين نتنياهو، لكن العدو كرر الخطأ عمدا اليوم كما كان عمدا مساء الاحد الماضي، وشن ضربات جوية على منطقة المواصي التي تضم خياما تؤوي نازحين فقتل اكثر من عشرين شخصا معظمهم اطفال ووقف العالم مرة جديدة فاقد القدرة إلا عن الإدانة وإبداء مشاعر الأسف غير المقرؤة في سجل الدم الإسرائيلي 

وبين مجزرة واختها يتنقل نتنياهو على صفوف الجبهة الشمالية باعثا على القلق نحو الجنوب اللبناني، لكنه في الميدان لم يستطع ضبط انقلاب زعماء المستوطنين عليه، والذين أعلن بعضهم الانفصال عن اسرائيل وإعلان دولته الخاصة كما حصل في مرغليوت 

وبرسائل التخويف نفسها والتحذير من نار اسرائيل القادمة، يستأنف الموفدون الدوليون نسائمهم الى لبنان وبينهم النسمة الفرنسية جان ايف لودريان الذي وصلنا في حالة رومانسية تدعو الى القلق.. لا شيء معه الا كلمات, وفي لقائه مع الرئيس نجيب ميقاتي قبل استكمال جولته سأل لودريان مرارا : ما الحل؟ ولماذا لم تسلك طروحات الخماسية؟ ولن يكون الجواب ممكنا إلا في لقائه الرئيس نبيه بري فإذا ما سأله لودريان ما الحل، سيكون الرد مستعينا بمثله الشهير " إجا المستوي عند المهتري وقلو عطيني دوا للعافية" لكن "المستوي الفرنسي" سيستكمل جولته على كل الافرقاء وضمنا حزب الله. 

اما جبران باسيل فوجد مخرجا لعدم اللقاء بداعي السفر فيما اصل العداء بين الطرفين يعود الى الاجتماع العاصف في زيارة لودريان الاخيرة وفي المعلومات أن الزائر الفرنسي لم يطرح فكرة طاولة الحوار في باريس وأن اوراقه الرئاسية شبه فارغة لكنه مضطر الى تسطير محضر بالملف لرفعة الى القمة الفرنسية الاميركية في باريس والاجتماعات العالمية التي ستعقد في النورماندي الفرنسية 

وبعد اختتام جولته فان لودريان سيسلم ملفه للرئيس ايمانويل ماكرون والذي بدوره سيظهر امام الرئيس الاميركي جو بايدن بأنه لا يزال ملكا على المستعمرة اللبنانية اما الحلول فهي مؤجلة الى ما بعد انتخابات بايدن نفسه وسيكون لبنان وغزة معا.. 

وراء الاهتمامات الدولية وربطا بهذه الاهتمامات قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله  هذا المساء إن المجازر الاسرائيلية يجب ان تكون عبرة لنا ولمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من اجل حماية لبنان 

نصرالله تحدث بتأثر بالغ عن والدته  التي اقيم لها تأبين حاشد اليوم وشرح ظروف نشأته في حي شرشبوك في  الكرنتينا ب‍بيروت واهل هذا الحي الطيبين  وامه لتي كانت تعين الوالد في الدكان وتعيش في غرفة واحدة او غرفتين واذ اعتذر نصرالله عن تلقى التعازي الهاتفية قال انا لا احمل الهاتف الخلوي او العادي منذ سنوات للاسباب الامنية المعروفة. 

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة

غزة- "لماذا لم تنزح إلى الجنوب؟ لم أنزح لأنني سأشعر بالخيانة إن تركت المخيم، أغيري موجود وأنا الذي أنزح؟ هل دور النخبة أن تهرب أول الناس؟ أم على النخبة تعزيز الصمود؟ المخيم هو عمقي الإستراتيجي يا صديقي".

هذا جزء من حوار بين يسري الغول وصديقه القاص الفلسطيني زياد خداش، في حين الحرب في أوجها مستعرة على شمال قطاع غزة.

وبعد التجربة القاسية والنزوح المتكرر من مخيم الشاطئ وإليه على مدار 15 شهرا سألته الجزيرة نت: ألم تشعر بالندم أنك لم تنزح جنوبا وعايشت أهوال الحرب في الشمال؟ يرد الغول مبتسما وبلا تردد "لماذا أنزح؟ إذا كان خشية الموت يجب ألا يموت الفلسطيني قبل أن يكون ندا"، مستلهما رده من قول مأثور للأديب الشهيد غسان كنفاني.

الغول كاتب وقاص فلسطيني ينحدر من أسرة لاجئة أجبرت على هجرة بلدتها في فلسطين التاريخية إبان النكبة في العام 1948، وسكنت مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وكان له موقف صلب من النزوح جنوبا، وحمل على كتفيه مبادئه وأسرته ونزح بها مرارا من المخيم وإليه، رافضا النزوح عن الشمال، واختار "صراع الإرادة" مع محتل أراد تكرار النكبة وإفراغ الشمال من أهله.

نالت الحرب من يسري الغول فخسر الكثير من أفراد عائلته وأصدقائه ومنزله ومكتبته (الجزيرة) مواجهة الموت

نشر خداش حواره مع الغول في جريدة الأيام المحلية بالذكرى السنوية الأولى للحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقول فيه "تربكني الحوارات مع أدباء غزة، أفكر في السؤال ألف مرة قبل أن أكتبه، وأتخيل الكاتب وهو يقفل الهاتف في وجهي شاتما أو ساخرا، إذ ما جدوى أن تسأل كاتبا يزاحم طابورا طويلا على رغيف خبز: هل تفكر في مكتبتك مثلا؟ أو هل تتوقع تغيرا في بنية النص؟".

إعلان

ويضيف "لكن في المقابل حين أتذكر أني أحاور كاتبا غزيا أتشجع وأمضي في أسئلتي، فالغزي واقعي إلى درجة الألم، وهو يحب أن أتعامل معه بشكل طبيعي بعيدا عن الحذر والخجل، ولديه القدرة على الإجابة عن أنواع الأسئلة حتى تلك الغبية".

يسري عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وليس كاتبا عاديا بوصف خداش الحاصل على جوائز أدبية عدة، وعنه يقول هو "سارد خطير ظهرت الحرب بهيئتها الجحيمية في آخر رواياته "ملابس تنجو بأعجوبة".

وفي هذه الرواية -التي كتبها قبل الحرب- يقول الغول للجزيرة نت إن فكرتها تعود إلى ما بعد حرب 2014، وفيها يستشرف الحرب التالية وتفاصيل كثيرة وقعت بالفعل خلال حرب الإبادة التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

رواية "ملابس تنجو بأعجوبة" استشرف فيها الغول الكثير من التفاصيل المؤلمة والقاسية لحرب الإبادة الاسرائيلية على غزة (الجزيرة)

مرت بيسري تجارب قاسية مريرة جعلته يساوي بين "الموت والحياة"، وعن حياة صنعتها الحرب في غزة يقول "الحياة في غزة عبارة عن طابور طويل، تستيقظ لتقف في طابور من أجل تعبئة المياه الصحية -وهي بالمناسبة لا تصلح للاستخدام الحيواني- ثم تلبس بعد غسل وجهك للتوجه نحو المخبز، للوقوف في طابور أطول، وبعد ساعتين تعود لتتناول الإفطار".

ويضيف "ثم على عجل تخرج لاستلام مساعدة (طرد غذائي) وطابور جديد تحت صهد الشمس، ثم تعود منهكا لبيتك، فيخبرك أحدهم أن البئر ستعمل وعليك الوقوف في طابور جديد وحمل غالونات المياه برفقة الأطفال، بأجسادهم الغضة الطرية، ومع كل هذا أنت بانتظار طابور الراتب وطابور العلاج الصحي وطابور شحن الهاتف، وأخشى أن يأتي وقت لنصطف فيه طابورا لأجل دفن الموتى (..)، وبعد كل هذا العناء تعود لتنام في خيمة".

لقد اكتوى الغول بالحرب وناله من جحيمها نصيب وافر، هل فقدت أصدقاء في الحرب؟ يجيب يسري "يا صديقي، فقدت المئات منهم، أنا أصاحب أي شخص، أصاحب أعمدة الإنارة والشوارع والأشجار، هؤلاء أيضا أصدقاء فقدتهم (كتّاب وجيران وأقارب)، استشهد من عائلتي أكثر من 220 شهيد، ومن جيراني ربما 17 شهيدا، ومن زملائي ربما 20 شهيدا، وربما أكثر، وحبيبي الكاتب نور الدين حجاج طلبت منه أن يكتب وصيته، أرسلها إليّ ثم استشهد بعدها بأيام، فقدنا كل شيء، نحن أصلا فقدنا أنفسنا".

الغول كان مصدر أمل وتفاؤل بالنسبة لجيرانه كبارا وصغارا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة (الجزيرة) مواقف من خوف ودم

ويصف الغول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الصامدين في شمال القطاع بأنها بـ"حفلات شواء"، وفي واحدة من هذه الحفلات التي كان جنود الاحتلال يتلذذون بها بعذابات الأبرياء العزل، ويقول "يأخذون البعض ويقتلونهم أمام عيون زوجاتهم وأطفالهم، والشواهد كثيرة، كما جرى مع ابنة خالي هبة عاشور الغول (سالم ديب) التي قُتل زوجها وطفلتها أمام عينيها، حين قاموا بتعذيبهم بأعقاب البنادق، وقد أطلق الجنود يومها الرصاص على العائلة كلها".

إعلان

ويتابع "ولأن هبة تخاف على ابنتها الصغيرة بكت وقالت للجندي "حرام عليكم، لسه صغيرة"، فضحك الجندي بِغِلّ وقال بعربية مكسرة "راخ أريخك منها" (أي سأريحك منها)، ثم أطلق النار على رأس الطفلة التي لم تبلغ من عمرها 5 سنوات بعد".

وفي ليلة كان الجوع فيها يعبث بيسري كما تعبث الريح بالورق، وكانت أياما عصيبة اضطر كغيره لأكل أعلاف الحيوانات، يقول "طرقوا الباب في الليل، كانت الثالثة فجرا، وصوت القذائف لا يتوقف، القصف في كل مكان بمدينة غزة، لم أكن نائما، ولم أكن خائفا، لقد اعتدنا الموت وبتنا بانتظاره مذ جاءت الحرب، قلت بصوت جهوري خشن: مَن بالباب؟ لم يرد الطارق، أو ربما همس ببعض الكلمات".

يسري الغول رفض النزوح جنوبا وعايش أهوال الحرب الاسرائيلية صامدا في شمال قطاع غزة (الجزيرة)

 

ويتابع "فتحت الباب رغم توجسي من قوات إسرائيلية مستعربة قد تحاول إحداث فجوة أمنية في الليلة الأولى من رمضان (الأول بعد اندلاع الحرب)، لكني فوجئت بشبان يافعين بوجوه نضرة ظهرت قسماتهم من خلال "الكشاف" الذي أحمله".

وأضاف "طلبوا مني إطفاء الإنارة بأدب جم، في حين أعطاني أحدهم 3 علب من اللحم "لانشون" صغيرة الحجم، وقال "سامحونا ع تقصيرنا، هذا ما نستطيع أن نقدمه لكم، ثم انصرفوا يطرقون أبواب بيوت الجيران بيتا بيتا، يحملون السلاح والطعام، بعصب خضراء وسمراء على أكتافهم اليمنى".

ويضيف الغول "ليلتها -ويشهد الله- لم يكن عندنا سوى رغيفين وحفنة زعتر كانت سحورنا إلى جانب تلك العلب، وقد أفطرنا يومها بعض الأعشاب "عشبة اللسان" ببهجة لا توصف.. أيام لا تنسى.. حفظ الله رجال العصبة السمراء والخضراء وكل الرؤوس التي ترفع اسم فلسطين عاليا في السماء".

"شهادات على جدران حبيبتي غزة" تجارب عايش يسري الغول تفاصيلها بنفسه في شمال قطاع غزة (الجزيرة) حبيبتي غزة

في إحدى كتاباته تحت النيران يقول الغول "ما عدت قادرا على الكتابة، أستيقظ وقد شغلني الألم عن كل شيء، العظام كأنها نخرت، والجسد تكلس عاجزا عن إيجاد حلول لكل الأزمات المتراكمة، كما أن فرصة شحن اللابتوب ضئيلة، بالإضافة إلى عدم وجود مكان هادئ تكتب فيه، أو طاولة تجلس لتوثق عليها انكساراتك".

إعلان

ويتابع "حتى المساء يأتي بالبرد والعطش والعتمة، ضغط رهيب يفوق الكلام والصور، أين وكيف يمكن أن توثق الدمار والقصص؟ أماكن تكتظ بالقتلى، ثم تلبس لتخرج بعد كل هذا التفكير إلى الشارع، لعلك تصطدم بمركبة تعبئ المياه الحلوة، كي تصنع كأسا من الشاي على الحطب، وتنسى أنك كنت تفكر بالكتابة أو الحديث عن الحياة.. تنشغل بالنار عن الجحيم، لتصير كوميديا إلهية بنكهة غزة".

لكن هذا الروائي الصامد يأبى الاستسلام لليأس ويعشق تحدي الألم والقيود، ويستخدم مهاراته في الإقناع وتعزيز صمود الناس والجيران لمقاومة النزوح، وقد كتب بحبر الموت والألم 3 كتب وعشرات القصص والمقالات، والكثير منها ترجم إلى لغات عدة حول العالم.

الروائي يسري الغول لعب دورا مهما في تعزيز صمود من حوله وتشجيعهم على مقاومة النزوح والتهجير من شمال غزة (الجزيرة)

واحد من هذه الكتب عنونه بـ"شهادات على جدران حبيبتي غزة" وصدر في عمّان، وفيه معايشة واقعية من الغول، وتجارب حية كان هو نفسه جزءا منها أو شاهدا عليها، كرحلته في البحث عن زوجته وقد فرقهما التيه في واحدة من رحلات النزوح القسرية.

وله أيضا شهادة "الطريق إلى المعمداني" حيث يرقد والده مصابا مبتور الساق، ومغامرته تحت القصف وسيره في طرق وعرة مدمرة ومن فوقه "طائرات تتربص بالضحية التالية كحيوانات مفترسة" ليصل إلى مكتبه بحثا عن مذكراته الشخصية.

ويقول الغول إنه لم يحتج في هذه الشهادات إلى الخيال، فالواقع كان أشد بؤسا من الخيال بفعل احتلال ارتكب كل الموبقات والمحرمات.

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 4/3/2025
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • سعر الذهب في السعودية بالتعاملات المسائية اليوم الإثنين
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • سعر الذهب خلال التعاملات المسائية اليوم الاثنين 3 مارس 2025
  • إصابة لبناني برصاص إسرائيلي في بلدة كفركلا الحدودية
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة وتماسكها
  • عيار 21 بكام.. سعر الذهب خلال التعاملات المسائية اليوم الأحد
  • حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة