اليمين المتطرف الأوروبي وسياسة العنصرية
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
إن صندوق بريدي الوارد ممتلئ بالرسائل التي تحثني على التصويت في الانتخابات الأوروبية، وتحذرني من أنني إذا لم أصوت، «فسيقرر الآخرون نيابة عنك». أنا أفهم أهمية التصويت لصالح الديمقراطية، لكن للمرة الأولى لا أشعر بذلك.
باعتباري مواطنة أوروبية مسلمة سمراء البشرة تؤمن بالاتحاد الأوروبي، فإنني أشعر بالخوف من القوة المتنامية للسياسيين العنصريين، وكارهي الأجانب، وكراهية الإسلام بشكل علني.
يشعر كثيرون منا بأن السياسيين تخلوا عنهم، ليس فقط من قِبَل ساسة الاتحاد الأوروبي، بل وأيضاً من قِبَل وسائل الإعلام و»خبراء» الاتحاد الأوروبي الذين قللوا من أهمية تهديد اليمين المتطرف أو تجاهلوه. والأسوأ من ذلك أن العديد من أصدقائنا البيض لا يفهمون مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لنا، مما يؤثر على صحتنا العقلية وحياتنا اليومية.
وتنتشر العنصرية على نطاق واسع في أوروبا، مع تزايد كراهية الإسلام ومعاداة السامية، وخاصة بعد الصراع بين إسرائيل وغزة. ومن المتوقع أن يكتسب اليمين المتطرف المزيد من القوة، كما تضعف جهود الاتحاد الأوروبي لمكافحة العنصرية، مما يجعل الوضع أكثر خطورة.
نادراً ما تتم مناقشة مشكلة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب في دوائر الاتحاد الأوروبي. وكثيراً ما يتبنى ساسة التيارات الرئيسية وجهات نظر متطرفة، كما رأينا في سياسات الهجرة القاسية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي ومقترحاته بإرسال اللاجئين إلى بلدان ثالثة، مثل رواندا.
كما تقوم العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي بتقييد حرية التعبير والاحتجاجات السلمية ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما أثار انتقادات منظمة العفو الدولية. حتى إن الاتحاد الأوروبي استضاف وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي كانت تصريحاته شاهدا ودليلا على ارتكاب بلاده إبادة جماعية.
إن أي شكوك حول تحول أوروبا نحو اليمين المتطرف يبددها ما يحدث في هولندا، حيث يقوم خيرت فيلدرز بتشكيل ائتلاف هولندي جديد. ويهدد فيلدرز، المعروف بموقفه المناهض للمسلمين، بإغلاق المساجد وحظر القرآن والحجاب.
هناك بعض الأمل في الوعود بعزل أعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف، لكن اليسار وحده هو الذي يبذل جهودا في مكافحة العنصرية المنتظمة. ينبغي بذل المزيد من الجهود لجعل مؤسسات الاتحاد الأوروبي متنوعة وشاملة وإعادة النظر في السياسات الأوروبية المركزية. وبدون ذلك فإن الفجوة بين الاتحاد الأوروبي وأوروبا المتنوعة ستتسع.
إن تمثيل الناخبين في البرلمان لا يكفي إذا كان هدفه الاستعراض فقط. بعض السياسيين المناهضين للهجرة ليسوا من البيض، مثل فيلدرز، الذي له جذور إندونيسية، وشريكه في الائتلاف، وهو لاجئ تركي سابق. ومع ذلك، فإن حوالي 3% فقط من أعضاء البرلمان الأوروبي هم من ذوي البشرة الملونة، مما يظهر عزوف المجتمع عن تعزيز قيم التنوع.
يقول عضو البرلمان الأوروبي الهولندي محمد شاهيم إن الافتقار إلى التمثيل يدفع العديد من الشباب الموهوبين من ذوي البشرة الملونة إلى ممارسة وظائف خارج الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال في لندن أو نيويورك، أو الانخراط في السياسة الوطنية في بلدانهم الأصليّة.
بالنسبة للمسلمين الأوروبيين، فإن التعامل مع الاتحاد الأوروبي، بشكل خاص، أمر صعب. لم يعقد منتدى الشباب الإسلامي والمنظمات الطلابية الأوروبية (فيميسو) اجتماعًا مع منسق الكراهية المناهضة للمسلمين في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من محاولته ذلك. وانتقدت الحكومة الفرنسية اجتماعهم عام 2021 مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المساواة بسبب مزاعم لا أساس لها من الصحة.
على الرغم من هذه التحديات، لا يزال العديد من الأوروبيين السود والملونين، بالإضافة إلى أعضاء منظمة (فيميسو) وحزب الشتات، متحمسين للتصويت. إنهم يرون أن من واجبهم المشاركة، معتقدين أن الأمور قد تكون أسوأ إذا لم يفعلوا ذلك. إن هذا الاعتقاد يقدم دليلا أكثر إقناعا بكثير من الشعارات السياسية المعتادة حول أهمية التصويت.
شدى إسلام: معلقة متخصصة في شؤون الاتحاد الأوروبي مقيمة في بروكسل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف العدید من
إقرأ أيضاً:
ستارمر يشيد بالتقدم في ملفي الدفاع وأوكرانيا في قمة الاتحاد الأوروبي
أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة بـ"التقدم" الذي أحرزه الاتحاد الأوروبي في قمته الاستثنائية حول الدفاع وملف أوكرانيا الخميس.
ووصف ستارمر الأمر بـ "خطوة تاريخية إلى الأمام"، وفق متحدثة باسم داونينغ ستريت.
I met this morning with Ukraine’s Defence Minister, @rustem_umerov.
We know Ukraine’s defence needs, and the EU is ramping up weapons production to speed up deliveries.
Europe stands with Ukraine and its brave resistance against the brutal Russian aggressor. pic.twitter.com/fiEyThInQg
وغداة القمة تحدث ستارمر، الجمعة، عبر الفيديو مع رئيسي المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية، إضافة إلى قادة كندا وتركيا والنروج وأيسلندا، كما تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة.
ووفقاً لداونينغ ستريت، فقد "قارنا ملاحظاتهما" حول عملهما لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا.
وأعطت دول الاتحاد الأوروبي، الخميس، الضوء الأخضر لخطة لتعبئة ما يصل إلى 800 مليار يورو على مدى 4 أعوام لتعزيز دفاع القارة ومساعدة أوكرانيا.
We debriefed ???????????????????????????????????????? of our landmark European Council yesterday.
With our REARM Europe plan, we are stepping up in defence.
For the defence of our people, territories and assets.
And for the long-term security of our brave neighbour Ukraine. pic.twitter.com/r3y48Pl9yl
وقالت المتحدثة باسم داونينغ ستريت إن "رئيس الوزراء أشاد بالتقدم الذي أحرزه الاتحاد الأوروبي عير المجلس الأوروبي أمس معتبراً أنه خطوة تاريخية إلى الأمام ودليلاً آخر على الانخراط المتزايد لأوروبا".
وأضافت المتحدثة أن ستارمر "استعرض الدبلوماسية المكثفة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وأوكرانيا ورحب بفرصة إجراء محادثات سلام في المملكة العربية السعودية في الأسبوع المقبل".