لجريدة عمان:
2024-11-23@12:37:26 GMT

اليمين المتطرف الأوروبي وسياسة العنصرية

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

إن صندوق بريدي الوارد ممتلئ بالرسائل التي تحثني على التصويت في الانتخابات الأوروبية، وتحذرني من أنني إذا لم أصوت، «فسيقرر الآخرون نيابة عنك». أنا أفهم أهمية التصويت لصالح الديمقراطية، لكن للمرة الأولى لا أشعر بذلك.

باعتباري مواطنة أوروبية مسلمة سمراء البشرة تؤمن بالاتحاد الأوروبي، فإنني أشعر بالخوف من القوة المتنامية للسياسيين العنصريين، وكارهي الأجانب، وكراهية الإسلام بشكل علني.

كما أن رؤيتهم لأوروبا معادية للنساء واليهود. إن الأمر يزداد سوءاً، وهو وقت حزين ومثير للقلق بالنسبة للأوروبيين، وخاصة المسلمين والأقليات.

يشعر كثيرون منا بأن السياسيين تخلوا عنهم، ليس فقط من قِبَل ساسة الاتحاد الأوروبي، بل وأيضاً من قِبَل وسائل الإعلام و»خبراء» الاتحاد الأوروبي الذين قللوا من أهمية تهديد اليمين المتطرف أو تجاهلوه. والأسوأ من ذلك أن العديد من أصدقائنا البيض لا يفهمون مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لنا، مما يؤثر على صحتنا العقلية وحياتنا اليومية.

وتنتشر العنصرية على نطاق واسع في أوروبا، مع تزايد كراهية الإسلام ومعاداة السامية، وخاصة بعد الصراع بين إسرائيل وغزة. ومن المتوقع أن يكتسب اليمين المتطرف المزيد من القوة، كما تضعف جهود الاتحاد الأوروبي لمكافحة العنصرية، مما يجعل الوضع أكثر خطورة.

نادراً ما تتم مناقشة مشكلة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب في دوائر الاتحاد الأوروبي. وكثيراً ما يتبنى ساسة التيارات الرئيسية وجهات نظر متطرفة، كما رأينا في سياسات الهجرة القاسية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي ومقترحاته بإرسال اللاجئين إلى بلدان ثالثة، مثل رواندا.

كما تقوم العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي بتقييد حرية التعبير والاحتجاجات السلمية ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما أثار انتقادات منظمة العفو الدولية. حتى إن الاتحاد الأوروبي استضاف وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي كانت تصريحاته شاهدا ودليلا على ارتكاب بلاده إبادة جماعية.

إن أي شكوك حول تحول أوروبا نحو اليمين المتطرف يبددها ما يحدث في هولندا، حيث يقوم خيرت فيلدرز بتشكيل ائتلاف هولندي جديد. ويهدد فيلدرز، المعروف بموقفه المناهض للمسلمين، بإغلاق المساجد وحظر القرآن والحجاب.

هناك بعض الأمل في الوعود بعزل أعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف، لكن اليسار وحده هو الذي يبذل جهودا في مكافحة العنصرية المنتظمة. ينبغي بذل المزيد من الجهود لجعل مؤسسات الاتحاد الأوروبي متنوعة وشاملة وإعادة النظر في السياسات الأوروبية المركزية. وبدون ذلك فإن الفجوة بين الاتحاد الأوروبي وأوروبا المتنوعة ستتسع.

إن تمثيل الناخبين في البرلمان لا يكفي إذا كان هدفه الاستعراض فقط. بعض السياسيين المناهضين للهجرة ليسوا من البيض، مثل فيلدرز، الذي له جذور إندونيسية، وشريكه في الائتلاف، وهو لاجئ تركي سابق. ومع ذلك، فإن حوالي 3% فقط من أعضاء البرلمان الأوروبي هم من ذوي البشرة الملونة، مما يظهر عزوف المجتمع عن تعزيز قيم التنوع.

يقول عضو البرلمان الأوروبي الهولندي محمد شاهيم إن الافتقار إلى التمثيل يدفع العديد من الشباب الموهوبين من ذوي البشرة الملونة إلى ممارسة وظائف خارج الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال في لندن أو نيويورك، أو الانخراط في السياسة الوطنية في بلدانهم الأصليّة.

بالنسبة للمسلمين الأوروبيين، فإن التعامل مع الاتحاد الأوروبي، بشكل خاص، أمر صعب. لم يعقد منتدى الشباب الإسلامي والمنظمات الطلابية الأوروبية (فيميسو) اجتماعًا مع منسق الكراهية المناهضة للمسلمين في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من محاولته ذلك. وانتقدت الحكومة الفرنسية اجتماعهم عام 2021 مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المساواة بسبب مزاعم لا أساس لها من الصحة.

على الرغم من هذه التحديات، لا يزال العديد من الأوروبيين السود والملونين، بالإضافة إلى أعضاء منظمة (فيميسو) وحزب الشتات، متحمسين للتصويت. إنهم يرون أن من واجبهم المشاركة، معتقدين أن الأمور قد تكون أسوأ إذا لم يفعلوا ذلك. إن هذا الاعتقاد يقدم دليلا أكثر إقناعا بكثير من الشعارات السياسية المعتادة حول أهمية التصويت.

شدى إسلام: معلقة متخصصة في شؤون الاتحاد الأوروبي مقيمة في بروكسل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف العدید من

إقرأ أيضاً:

«قادربوه» يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا

بحث رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبدالله محمد قادربوه، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاند، سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الرّقابة ومكافحة الفساد وغسل الأموال، واسترداد الأموال المنهوبة والمهرّبة، ومكافحة الجريمة المنظّمة.

كما هدف اللقاء للاستفادة من تجارب الأجهزة النّظيرة بدول الاتحاد في هذا المجال، وسبل تبادل الخبرات والقدرات في تدريب أعضاء وموظفي الهيئة بما يسهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم المهنيّة لتأدية مهامهم الرّقابيّة على أكمل وجه؛ تحقيقا للمصلحة العامّة.
من جانبه ثمّن السفير الجهود الحقيقية البارزة للهيئة من خلال تقريرها السّنويّ 53 لعام 2023م وما تضمّنه من تقييم إداري وماليّ فعّال حيال الجهاز الإداري بالدّولة، معتبرا إيّاه نجاحا يضاف إلى سجّل نجاحات الهيئة باعتبار عراقتها من خلال ما أوضحته بتقريرها، آملًا استمرارها في تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الليبي حيال دولة واحدة وتنمية مستدامة حقيقية.

مقالات مشابهة

  • مثله الأعلى ترامب وميلوني.. اليميني المتطرف جورج سيميون ينافس بقوة على رئاسة رومانيا
  • البرلمان الأوروبي يؤيد إرسال صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا
  • رئيسة البرلمان الأوروبي تؤيد إرسال صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا
  • كولر: أهدرنا العديد من الأهداف أمام الاتحاد
  • صفقة كواليس البرلمان الأوروبي: هل هي تثبيت المفوضين؟ أم تجاوز للشفافية؟
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة مأساة من صنع الإنسان
  • «قادربوه» يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • المفوضية الأوروبية تستعد لمواجهة صعود اليمين المتطرف
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين: ندعم استقرار المنطقة عبر حل الدولتين