حتى الأسبوع الماضي، كان الرئيس الأميركي جو بايدن رئيسي. لقد استخدم فكرة سلامة اليهود كسلاح لتبرير الفظائع في غزة. لم يعد بإمكاني الوقوف مكتوفي الأيدي، فاستقلت من منصبي في وزارة الداخلية الأميركية. وبذلك، أصبحت أول مسؤول يهودي معين سياسيا في الإدارة يستقيل علنا -احتجاجا وحزنا-على تأييد بايدن للإبادة الجماعية في غزة، حيث قُتل أكثر من 35,000 فلسطيني.

هكذا استهلت المساعدة الخاصة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية الأميركية مقالا لها بصحيفة "غارديان" البريطانية قالت فيه إن قرار استقالتها كان صعبا للغاية، لكنه كان ضروريا-وكان أكثر إلحاحا- حيث أن رئيس الولايات المتحدة قد أفسد باستمرار فكرة سلامة اليهود، وقام بتسليح مجتمعها، واستخدامه كدرع لتفادي المساءلة عن دوره في هذه الفظائع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برلماني تركي: على واشنطن صياغة مبدأ جديد لمعضلة سوريابرلماني تركي: على واشنطن صياغة ...list 2 of 2دبلوماسي بريطاني سابق: حان وقت اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطيندبلوماسي بريطاني سابق: حان وقت ...end of list

تقول الشابة اليهودية ليلي غرينبيرغ أنها عملت بجد لانتخاب هذه الإدارة، أولا كمنظّمة لحملة كمالا هاريس نائبة الرئيس خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2019، ثم في الانتخابات العامة في ولاية أريزونا المتأرجحة، مضيفة "لكنني الآن، وأنا أراقب تواطؤ الولايات المتحدة في المذبحة المستمرة للفلسطينيين في غزة، أتذكر فقط أنه في أوقات الرعب الشديد، يختار الكثيرون من ذوي القوة العظمى عدم فعل أي شيء".

وقالت إنها مثل العديد من الأميركيين اليهود، فهي منحدرة من أولئك الذين فروا من أوروبا ونجوا من الاضطهاد العنيف.

وتضيف "نجت جدتي الحامل من المذابح بالاختباء في بطن عربة تجرها الخيول، ثم عبور المحيط بمفردها، بحثا عن الأمان في أرض جديدة".

قصف وفرته أميركا

وأوردت أنها في الأشهر العديدة التي تلت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شاهدت الفلسطينيين، أطفالا وشيوخا وصحفيين وغيرهم، يكافحون من أجل النجاة من القصف العشوائي الذي ابتليت به منازلهم -وهو قصف وفرته الولايات المتحدة.

وأكدت غرينبريغ أنها على يقين من أن اليهود ليسوا محميين بشكل أفضل من خلال المجهود الحربي، الذي أقرته الولايات المتحدة وشنته باسم سلامتهم، والذي يعزز الإبادة الجماعية لشعب بأكمله مؤطر بشكل جماعي على أنه "عدونا"، وأن جعل اليهود وجها لحملة إبادة جماعية لا هوادة فيها يعرضهم لخطر أكثر.

وقالت إن السلامة الفلسطينية واليهودية ليستا متعارضتين، بل هما، في الواقع، متشابكتان بعمق. والرئيس بايدن لا يعترف بذلك. ويرفض الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الشيك على بياض المعروض على إسرائيل، وتأمين الإفراج الدبلوماسي عن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحصار على غزة والعمل على إلغاء نظام الفصل العنصري الممتد عبر الأراضي المقدسة.

يشعرني بعدم الأمان

ولهذا السبب، قال غرينبيرغ، "في هذه اللحظة، رئيسي السابق هو الشخص الذي يجعلني أشعر بعدم الأمان أكثر، كيهودية أميركية".

وقالت إن هناك دروسا يمكن تعلمها "من إيماننا وتاريخنا، بينما نشاهد، كل يوم، صورا للنازحين في غزة، ونتذكر أحباءنا الذين قتلوا في المحرقة، هذه الذكرى، التي بدورها، تذكرني بالنكبة: المأساة التي وقعت في عام 1948 عندما دُمر المجتمع الفلسطيني وهُجّر ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني من وطنهم لتشكيل إسرائيل الحديثة اليوم. المحرقة والنكبة تعني نفس الشيء".

وختمت غرينبيرغ مقالها بالقول "استقلت يوم الأربعاء 15 مايو/أيار، يوم الذكرى 76 للنكبة، لأنني لم أعد قادرة على الخدمة مع رئيس يرفض وقف كارثة أخرى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة

قال عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، إن الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة، شكلت التكوين العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، منذ الرئيسين فرنكلين روزفلتوهاري ترومان. الاتحاد السوفياتي كان القوة الوحيدة التي شكلت المقارع السياسي والعسكري لأميركا، وبعد انهياره انفردت الولايات المتحدة، بالتحكم في القراراتالدولية الأكثر أهمية.

أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن “موازين القوة في عالم اليوم، تتحرك ببروز قوى شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة

كبيرة أخرى، وفي مقدمتها الصين الشعبية التي حققت تقدماً اقتصادياً هائلاً، ولها وجود منافس للولايات المتحدة وأوروبا. التقارب الصيني – الروسي والكوري الشمالي،له فاعليته الكبيرة التي ستسهم في إعادة رسم خريطة القوة العالمية”.

وتابع قائلاً “الرئيس دونالد ترمب سيهزُّ كثيراً من المسلمات السياسية والاقتصادية، التي عاش فيهاالعالم وتعايش معها لسنوات طويلة، دعا إلى ضم كل من كندا وغرينلاند إلى بلاده، وهدد بالهيمنة على قناة بنما، وغيَّر اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا. لا نستبعدأن يكون الرئيس الأميركي الثالث، الذي يضع بصمات جديدة على خريطة العالم، بعد الرئيسين روزفلت وترومان، اللذين رسما خريطة العالم في القرن العشرين، وفرضاالسيطرة الأميركية على اليابان بعد ضربها بالقنبلة الذرية، وعلى كوريا الجنوبية، وأوروبا الغربية، كما فرضت الولايات المتحدة نمطيها السياسي والاقتصادي على هذه الدول”.

مقالات مشابهة

  • إعلام : الولايات المتحدة تستسلم لروسيا باقتراحها قرارا أمميا أكثر حيادية
  • إعلام: الولايات المتحدة تستسلم لروسيا باقتراحها قرارًا أمميًا أكثر حيادية
  • ترامب: لن تسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • ترامب: لن نسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة
  • شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • أمنستي تنتقد إدارة ترامب لـتدميرها الحق في طلب اللجوء على حدود المكسيك
  • تسريب ملف شاكيرا الطبي.. السلطات تتحرك!