تسونامي الإسكندرية.. مستقبل عروس المتوسط في ظل استعداد الدولة للإعصار المدمر
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقتنصت الإسكندرية صدارة المدن المصرية والأفريقية في القدرة على مواجهة أي موجة تسونامي، بعد استعدادات كبيرة أجرتها المحافظة بالتعاون مع الهيئات المحلية والدولية المتخصصة على مدار عدة سنوات، حيث أعلن دنيس تشانج سينج، ممثل اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات بهيئة اليونسكو، والمسئول عن برنامج الحد من مخاطر موجات تسونامي بالبحر المتوسط وشمال الأطلنطي أن الإسكندرية هي أول مدينة في أفريقيا تستعد لمواجهة موجات التسونامي.
على الرغم أن حدوث موجات تسونامي ضعيفة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الأضرار التي تُحدثها موجات تسونامي أخطر من أي حدث طبيعي آخر، وتدعو إلى القلق؛ ففي القرن الماضي خلفت موجات تسونامي أكثر من 260000 شخص بمتوسط يصل إلى وفاة 4600 شخص حول العالم، وفقًا لاحصائيات الأمم المتحدة.
وشهدت مدينة الإسكندرية موجات تسونامي مرتين في التاريخ، أولها خلال عام 365م بعد زلازل في جزيرة تكريت اليونانية بمقياس 8 ريختر، وتسبب في وقتها في غرق مناطق ساحلية وتبعته موجات تسونامي كبيرة وصلت إلى الاسكندرية والدلتا وتسببت في غرق بعض المناطق.
وموجات تسونامي في عام 1303م، التي حدثت بعد زلزال كبير في جزيرة تكريت اليونانية، و التي استمرت توابعه لمدة أربعين يومًا، وتسببت موجات في أضرار كبيرة في منارة الإسكندرية في ذلك الوقت.
استعدادات مكثفةوفي هذا السياق قال الأستاذ الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية في جامعة عين شمس في تصريحات لـ «البوابة نيوز»، إن خطر تعرض الاسكندرية لموجات تسونامي مرة أخرى هو أمر بعيد، خاصة أن الاسكندرية لا تقع ضمن دائرة التعرض لموجات تسونامي بشكل مباشر، مثل الدول الأكثر تضررًا مثل باكستان واليابان، وعلى الرغم من ذلك قامت الدولة باتخاذ إجراءات احترازية لحماية الشواطيء والمدينة.
مصدات الشواطيءوأضاف أستاذ الدراسات البيئية، أن الدولة قامت بانشاء مصدات على مسافة 200 كيلو على شواطئ الاسكندرية، هذا بخلاف تطبيق الاستراتيجيات القومية لمقاومة تغير المناخ 2050، والذي أعدته الدولة وتقوم عليه الهيئات التنفيذية، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن تستوعب البنية التحتية ومصارف الصرف الصحي مواجهة المياه سواء مياه الأمطار أو غيرها.
ما هي أسباب موجات تسونامي؟أوضحت هيئة الأمم المتحدة عدة أسباب لحدوث موجات تسونامي، ويأتي أبرزها الزلازل التي تحدث نتيجة تحرك الصفائح، ولكن ليحدث موجات تسونامي يجب أن يحدث الزلزال تحت المحيط أو لنتيجة لإنزلاق المواد في المحيط، وأن يكون قوته لا تقل عن 6.5 على مقياس ريختر.
الزلازل القوية خطر يُسبب موجات تسوناميعلاوة على تأثيرات الزلازل التي تحدث تمزق على سطح الأرض، وقد يحدث في عمق ضحل قد يصل إلى أقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض، كما أنه يتسبب في حركة عمودية لقاع البحر قد تصل إلى عدة أمتار.
هذا إضافة إلى أسباب أخرى مثل الثورات البركانية، ولاصطدام بكويكبات أو نيازك من خارج الأرض وهو أمر نادر الحدوث، إضافة إلى الانهيارات الأرضية تحت المياه في البحار أو المحيطات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تسونامي موجة تسونامي زلزال الإسكندرية موجات التسونامي موجات تسونامی
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.