كاتب إسرائيلي: الحرب في غزة عززت مكانة الإسلام في أمريكا
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي العاد بن دافيد٬ وهو خبير في شؤون الإسلام والولايات المتحدة في جامعة بار إيلان٬ وزميل باحث في منتدى التفكير الإقليمي٬ إن العدوان على قطاع غزة أشعل خطابا غير مسبوق معادٍ للصهيونية بين العديد من المسلمين في الغرب.
ويضيف الكاتب لموقع إسرائيل اليوم أنه بعيدا عن الخطاب، يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي لا يؤدي فيها نضال المسلمين من أجل الفلسطينيين إلى تعزيز مكانة الإسلام والمسلمين في الغرب فحسب، بل يصنفهم أيضا بشكل إيجابي على أنهم أولئك الذين يقاتلون بنشاط، إذا جاز التعبير، من أجل العدالة وضد الظلم والقهر.
وألمح أن الواقع الذي يتعزّز فيه الإسلام ليس جديدا٬ فمنذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر، بدأت أجزاء كثيرة من الجالية المسلمة الأمريكية في تعظيم قوتها الاجتماعية والسياسية والإعلامية، من أجل الدفاع عن نفسها ضد الهجمات العامة التي تمّ شنّها بعد ذلك ضد دينهم وجنسيتهم.
فقد بدأ الدعاة والناشطون والمنظمات الإسلامية في وصف الإسلام بشكل إيجابي بأنه صانع سلام يؤكد على هويتهم الأمريكية. وقد حوّل هذا الواقع أمريكا إلى ساحة تعمل منها أبرز الأصوات الإسلامية في الغرب ضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وقمع المسلمين، داعية إلى دمج الإسلام في النشاط الاجتماعي، كجزء من نضالهم من أجل الفلسطينيين.
وأضاف دافيد على عكس العمليات العسكرية السابقة في غزة والتي أدت إلى زيادة الخطاب المناهض لإسرائيل بين المسلمين في أمريكا، فإن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي شكل نقطة تحوّل قد تعزز مكانة الإسلام في الولايات المتحدة، وذلك لعدة أسباب رئيسية.
أولا، كشف الخطاب السائد بين الجالية الإسلامية بشأن الانتخابات المقبلة عن انتقادات موجهة لإدارة بايدن بسبب دعمها لإسرائيل، وهو واقع من شأنه أن يهدد ولاية أخرى.
ورغم أن القوة العددية للمسلمين في أمريكا صغيرة نسبيا، فإن موقعهم ونفوذهم في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا قد يعزّز من نفوذ صوت المسلمين في الانتخابات الرئاسية.
وأكد أنه علاوة على ذلك، فمنذ تدخل الجيش الأمريكي في المظاهرات الطلابية خلال حرب فيتنام، لم نشهد مثل هذه المظاهرات العنيفة في الجامعات الأمريكية.
وتشير المظاهرات بشكل أساسي إلى تماهي العديد من الطلاب مع النضال الفلسطيني (المسلم) لغزة، وهو ما يتردّد صداه بقوة بين الشباب الأمريكيين
كما تتم دعوة الدعاة المسلمين إلى الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، وتعزيز الشعور بالصلاح لدى الطلاب المتحمسين، والتأكيد على أنهم هم الذين حاليا على "الجانب الصحيح من التاريخ".
ويتمتّع بعض هؤلاء الدعاة بشعبية خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، ومن هنا يأتي تأثيرهم الكبير على الأمريكيين في نشر رسائلهم إلى ملايين المتابعين.
كما انتشرت منذ الحرب ظاهرة التحول إلى الإسلام على شبكة الإنترنت. وذكر معتنقو الإسلام الجدد أن تماهيهم مع المحنة والمعاناة في غزة جعلهم ينظرون إلى الإسلام على أنه الدين الذي يناضل من أجل حرية المظلومين (الفلسطينيين)، وهذا ما أضاء فيهم "الإلهام" لاعتناق الإسلام.
ويقول الكاتب إن ظاهرة الأسلمة المتنامية تجعل الولايات المتحدة الدولة الرائدة في الغرب في اعتناق الإسلام، وهو اليوم ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية. ويبدو أن الإسلام سيصبح في العقود القادمة ثاني أكبر ديانة. فغالبية المسلمين هم مسيحيون أمريكيون، وبيض، وأمريكيون من أصل أفريقي.
ويختم الكاتب مقاله قائلا "لقد نجحت الحرب في غزة في تعزيز العناصر التي ترسّخ صورة الإسلام ومكانته في الولايات المتحدة بحكم كونهم مواطنين في القوة الغربية الأكثر نفوذا في العالم، وقربهم من مراكز القوى مثل الكونغرس والبيت الأبيض، ما يجعل المسلمين الأمريكيين يجسّدون إمكانات عالمية مؤثرة للغاية، على عكس المسلمين الآخرين في جميع أنحاء العالم".
ولا بد أن يكون لهذا الواقع آثار جيوسياسية كبيرة على إسرائيل وعلى أكبر جالية يهودية في العالم، خاصة في مرحلة ما بعد 7 من تشرين الأول/ أكتوبر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة الحرب إسرائيل امريكا غزة الاسلام الحرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة المسلمین فی فی الغرب فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: استقالة رئيس الشاباك تفضح فشل نتنياهو القيادي.. هذه ليست قيادة هذا عار
إسرائيل – سلط الكاتب الإسرائيلي أفي يسسخاروف الضوء على استقالة رئيس جهاز “الشاباك”، رونين بار، معتبرا أنها تبرز بشكل أوضح فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال: “هذه ليست قيادة، هذا عار”.
وأشار الكاتب يسسخاروف في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن رونين بار جسد خلال خدمته العسكرية في وحدة العمليات الخاصة التابعة لهيئة الأركان العامة، تقليد “تحمل المسؤولية”، وهو ما افتقر إليه نتنياهو، بحسب المقال.
وأضاف: “من الصعب تصديق أن بار ونتنياهو خدما في نفس الوحدة، إذ أن المبادئ التي يتم غرسها هناك، من الصدق إلى تحمل المسؤولية عند الإخفاق، تبدو غريبة على نتنياهو الذي اعتاد التهرب منها”.
وفي نقد لاذع، اعتبر يسسخاروف أن سلوك نتنياهو بعد أحداث السابع من أكتوبر يكشف غياب القيادة الحقيقية، موضحا أن رئيس الوزراء اكتفى بإلقاء اللوم على مرؤوسيه قائلا: “لم أسمع، لم أر، لم يوقظوني”، بدلا من تحمل المسؤولية كما يفعل القادة الحقيقيون.
ووفقا للمقال، فإن استقالة بار جاءت في ظل غياب القيادات العليا التي شاركت في إدارة الأزمة خلال أكتوبر، مما يجعل فشل نتنياهو أكثر وضوحا. كما اتهم يسسخاروف نتنياهو باتباع سياسات ساهمت في تقوية حركة حماس، عبر تحويل أموال إلى غزة بدعم قطري، رغم تحذيرات الأجهزة الأمنية.
وأوضح يسسخاروف أن بار خاض طوال مسيرته معارك ضد أعداء إسرائيل وخاطر بحياته في عشرات العمليات الخاصة، مشددا على أن معركته الأخيرة كانت دفاعا عن قيم الدولة والقانون، وليس لمصالح شخصية، بعكس ما تروجه “آلة الدعاية” المحيطة بنتنياهو.
وختم الكاتب بالتأكيد أن رونين بار، الذي قدم استقالته عن قناعة ومسؤولية، تحول في الأسابيع الأخيرة إلى هدف لحملة تشويه ممنهجة من قبل أنصار نتنياهو، الذين سعوا، بكل الوسائل، إلى إبقائه في السلطة مهما كان الثمن.
المصدر: “يديعوت أحرونوت”