رغم اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطينية مستقلة، وتوقع اتخاذ دول أوروبية نفس الموقف، فإن تعاطي إسرائيل مع مدريد بالتحديد كان أكثر حدة.

فقد أمرت إسرائيل إسبانيا، الإثنين، بوقف الخدمات القنصلية المقدمة لفلسطينيي الضفة الغربية اعتبارا من 1 يونيو، بينما لم تتخذ الإجراء ذاته مع البلدين الآخرين.

كما أن إسرائيل أطلقت تهديدات تجاه النرويج وأيرلندا، إلا أن الموقف من إسبانيا حاز على اهتمام أكبر من جانب القائمين على السياسة الخارجية الإسرائيلية، الذين هددوا بتصعيد الإجراءات ضدها.

فلماذا اتخذت إسرائيل موقفا أكثر حدة تجاه إسبانيا بالتحديد؟

الموقف الإسباني المتقدم الذي تلتزم به تجاه القضية الفلسطينية شعبيا وسياسيا، حيث يميل الإسبان تقليديا إلى الفلسطينيين. منذ بدأت إسرائيل هجومها على غزة، ارتفع عدد الإسبان المؤيدين لحل الدولتين إلى 60 بالمئة في أبريل، من 40 بالمئة عام 2021، بحسب استطلاع أجراه معهد إلكانو الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية. سياسة إسبانيا المناصرة للقضية الفلسطينية ازدادت حدة بعد أحداث 7 أكتوبر، بضغط من "شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين" التي تضم أكثر من 40 منظمة اجتماعية وحركة شعبية. قادت الشبكة احتجاجات شعيبة جابت معظم المدن الإسبانية، مما شكل رأيا عاما قويا يطالب بقطع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل وحظر توجيه الأسلحة إليها.

تتميز إسبانيا بأنها لا تخضع للأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة التي تنتشر في أوروبا وتدعم إسرائيل. تسعى مدريد لإنهاء ما تعتبره تواطؤا يسمح لإسرائيل بارتكاب جرائمها دون عقاب. الحكومة الإسبانية تعمل على تقديم نفسها باعتبارها جهة رائدة في سياسة الاتحاد الأوروبي وتعمل على تغيير مواقفه الخارجية، مما يجعل إسرائيل تخشى فكرة تبدل علاقتها القوية بدول التكتل بتأثير الدومينو، التي قد تجعلها تخسر الثقل السياسي للقارة عالميا. الحالة المزاجية للناخبين في إسبانيا تناهض إسرائيل بشكل كبير وتؤيد القضية الفسطينية، مما يوحي باستمرار السياسة الخارجية لمدريد على هذا النحو وقد تزداد شدة. التصريحات الإسبانية كانت شديدة للغاية تجاه إسرائيل ومن مسؤولين رسميين، مثل وزيرة العمل يولاندا دياز التي طالبت بـ"تحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، وهو ما يعني ضمنيا إنهاء وجود دولة إسرائيل. الخلفية التاريخية لإسبانيا التي عقدت ما يعرف بمحاكم التفتيش في عهد الملك فرديناند والملكة إيزابيلا، التي عملت على "تطهير" إسبانيا من اليهود -إلى جانب المسلمين- من خلال قتلهم وتعذيبهم وإجبارهم على التحول الديني أو مغادرة البلاد. إسبانيا لديها أكثر من حركة انفصالية، مما يعزز "النزعة التحررية" داخل المجتمعات في مناطق معينة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسبانيا إسرائيل النرويج اليهود إسرئيل فلسطين إسبانيا قطع العلاقات إسبانيا إسرائيل النرويج اليهود

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري

واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها تلك الجرائم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتهدد النسيج الاجتماعي ووحدة الشعب السوري والأمن والاستقرار في سوريا.

وشدد البيان على ضرورة توجيه البوصلة للعدو الحقيقي للشعب السوري وللأمة العربية والإسلامية والمتمثل في الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحتل أراضي سوريا ويعتدي عليها ويُدمر مقدراتها.

ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجرائم الشنيعة، كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في تلك الجرائم تمهيداً لمحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

وطالب البيان المجتمع الدولي إجبار الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على سوريا وانتهاك سيادتها وانهاء احتلاله للأراضي السورية، مجددّا التأكيد على دعم الجمهورية اليمنية لسيادة سوريا واستقرارها وسلامة اراضيها.

 

 

مقالات مشابهة

  • في بادرة حسن نية تجاه الرئيس الجديد..إسرائيل تفرج عن 5 لبنانيين
  • إسرائيل تطلق سراح 5 لبنانيين كبادرة حسن نية تجاه عون
  • وزير الخارجية الإسباني يستبعد الصحراء من استراتيجية إسبانيا-إفريقيا لـ"تجنب إغضاب المغرب"
  • لماذا تستميت إسرائيل للدفاع عن دروز سوريا؟!
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت ضد المدنيين في الساحل السوري
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري
  • الدويش: لماذا لم تذكر المادة التي تثبت صحة مشاركة الرويلي
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة
  • أكثر الأدوية المزورة التي يتناولها الملايين
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي يشنّ أكثر من 20 غارة جوية على جنوب لبنان (شاهد)