بوابة الوفد:
2025-03-09@05:04:54 GMT

إسرائيل «المارقة» من دير ياسين إلى رفح!!

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

الجريمة التى ارتكبتها إسرائيل منذ يومين فى رفح الفلسطينية، بضرب مخيمات الفلسطينيين النازحين من غزة، ليست الجريمة الأولى فى تاريخها المُلطخ بالدماء، ولن تكون الأخيرة ما لم يردعها المجتمع الدولى بقرارات تجد من يُنفذها دون الوضع فى الاعتبار ردة فعل الأمريكيين المتهمين - دائماً - بمساندة الإرهاب الإسرائيلى على حساب القيم الأممية والإنسانية والمبادىء القانونية الدولية.

الولايات المتحدة تساند وتحمى إسرائيل التى ترتكب جرائم لا تغتفر، رغم الغضب الدولى، ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإيقاف الحرب، حتى أن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، قال غاضباً: للأسف، ما رأيناه فى الساعات الأخيرة هو أن إسرائيل تواصل العمل العسكرى الذى طُلب منها وقفه.. ويتعين عليها التعبير ليس فقط عن احترام المحكمة، ولكن المطالبة بتنفيذ قرارها.

ما يجب أن نضعه فى اعتبارنا.. أن إسرائيل تتخذ من القتل المروع منهاجاً لبسط نفوذها العسكرى، فهى فى حكم القانون الدولى، دولة مارقة، لاتلتزم بالقانون ولا المواثيق الدولية، ولا بأحكام المحكمة الجنائية الدولية بسبب اعتمادها على غطاء حماية أمريكى لا يتوقف منذ زرع هذا الكيان وصناعته من العدم عام 1948 وحتى اليوم، والرئيس الأمريكى جو بايدن له فيديو قديم متداول فى كل مواقع التواصل الاجتماعى يردد فيه - عندما كان عضواً فى مجلس الشيوخ - مقولة أن إسرائيل كيان مهم للولايات المتحدة ولو لم يكن موجوداً لاخترعناه!!

إسرائيل تحصل على الحماية الأمريكية منذ قامت بضرب بحر البقر فى محافظة الشرقية قبل 54 عاماً فقتلت أطفال أبرياء دون تردد. ففى صباح يوم 8 أبريل عام 1970 قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر، وأدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

كان الهدف من الهجوم هو زرع الرعب فى قلوب المصريين، ولكن ماحدث هو العكس تماماً فقد ازدادت الرغبة فى الانتقام فكان الرد يوم السادس من أكتوبر قاسياً جداً.

كان رد الفعل الأمريكى على تدمير إسرائيل لمدرسة بحر البقر هو قيام الولايات المتحدة بتأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة! ولم يستمر الحظر كثيراً فقد عادت صفقات السلاح بعد أن هدأ الرأى العام الدولى!

إسرائيل التى تتمتع بحماية الولايات المتحدة، قامت أيضاً يوم 18 أبريل 1996 بارتكاب مذبحة قانا إحدى أسوأ جرائم الذبح الدموى فى التاريخ، فقد قامت بالهجوم على لبنان ووصلت إلى العاصمة بيروت، ونتيجة لكثافة ودموية القصف، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم من النساء والأطفال إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية «قانا» وكانوا يعتقدون أنه الملجأ والحماية، وأن إسرائيل لن تلاحقهم داخل مركز تابع للأمم المتحدة، ولكن ما حدث هو أن إسرائيل لم تخيب ظن كل مصاصى الدماء فى العالم .. فوجهت مدافعها نحو مقر كتيبة تابعة للأمم المتحدة فى قانا، بعد أن احتمى بها المئات من المدنيين فقتلت 106 وأصابت 150 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.

بعد المجزرة قال الرئيس الأمريكى بيل كلينتون «أدعو جميع الأطراف لوقف إطلاق النار»! واجتمع مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أجهضت القرار باستخدام حق الفيتو.

قطعاً.. إسرائيل دولة قائمة على الدم والذبح.. إنه منهاج عمل لديها .. قراءة تفاصيل مذبحة دير ياسين يؤكد إن مؤسسى إسرائيل - ومن جاءوا بعدهم - لا يضعون فى اعتبارهم القانون الدولى ولا أحكامه.

وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» وثقت مذبحة دير ياسين فقالت عنها:

مجزرة دير ياسين، التى نفذتها الجماعتين الصهيونيتين أرجون وشتيرن عام 1948، أسفرت عن استشهاد 250 إلى 360 فلسطينيا.

ووفق شهادات الناجين، فإن الهجوم الارهابى على قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، بدأ قرابة الساعة الثالثة فجراً، لكن الصهاينة تفاجأوا بنيران الأهالى التى لم تكن فى الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحاً.

بعد ذلك طلبت العصابات المساعدة من قيادة الهاجاناه فى القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالى دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

وقد استعان الإرهابيون بدعم من قوات البالماخ فى أحد المعسكرات قرب القدس، حيث قامت من جانبها بقصف دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة.

وقد استمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقى حياً من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران.

ومنعت الجماعات اليهودية، فى ذلك الوقت، المؤسسات الدولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

ولكن أخطر ما قيل عن المذبحة هو ما جاء فى مذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجين، الذى كان رئيسا لعصابة «الهاجاناة» فقد كتب: كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوى فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربى كانوا يعيشون على أرض «إسرائيل» الحالية أراضى عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفا.

الخلاصة:

ما تمارسه إسرائيل من مذابح هو استمرار لمنهجها الذى يستهدف إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين لترسيخ مفهوم إسرائيل المتوحشة حتى يخشاها الجميع.. فإسرائيل تمارس الإجرام والذبح كمنهج عمل.. وهى فى حكم القانون دولة مارقة.. وهى مثل البلطجى الذى لا يخشى القانون.. ولكنه لا يرتدع إلا إذا رأى العين الحمرا!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور إسرائيل المارقة دير ياسين رفح الولایات المتحدة أن إسرائیل بحر البقر دیر یاسین

إقرأ أيضاً:

هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟

في ظل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، يبدو أن إسرائيل غيرت موقفها من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، بعد دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فثمة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث تفضل الآن الطريق الدبلوماسي على الخيار العسكري.

هكذا يعتقد المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إيتمار آيخنر، ففي تقرير له يذكّر بأن إسرائيل عارضت لسنوات طويلة أي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، معتبرة أن طهران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي السلمي.

وقد قدمت إسرائيل أدلة ووثائق، مثل ما أسماه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الأرشيف النووي"، لتأكيد انتهاكات إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 تحت إدارة ترامب الأولى.

دبلوماسية بديلا للتهديد

ويقول آيخنر إن إسرائيل كانت دائما تفضل خيار الضربات العسكرية كوسيلة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، يبدو أن التهديدات المتكررة بشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة قد تراجعت في ظل التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن بدأت إدارة ترامب محادثات مع طهران.

إعلان

فمع عودة ترامب إلى السلطة، بدأت الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع إيران عبر وسيط سويسري، مما أدى إلى تغيير في حسابات إسرائيل.

ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل، التي كانت تعارض أي اتفاق مع إيران، أصبحت الآن أكثر انفتاحا على الخيار الدبلوماسي، شريطة أن يمنع الاتفاق إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وقد أعلن ترامب مؤخرا أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعوه فيها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد. وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "آمل أن تجري مفاوضات، لأنها ستكون أفضل بكثير لإيران". هذه الخطوة جاءت بعد أن اتصلت إيران بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف إمكانية إجراء محادثات.

كما واصل ترامب تهديداته ضد إيران، حيث قال في تصريحات صحفية "نحن في المراحل النهائية مع إيران، سيكون الأمر مثيرا للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة.. على أي حال، ستكون مشكلة كبيرة. إنه وقت مثير للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك وضع مع إيران أن شيئا ما سيحدث قريبا، قريبا جدا".

خيارات إسرائيل

ووفقا للمحلل السياسي، فإن إسرائيل تدرس في الوقت الحالي عدة خيارات للتعامل مع الملف النووي الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة، والحفاظ على خيار عسكري ذي مصداقية، ودعم المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

ويضيف "وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تثق تماما في إيران، إلا أنها لا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد إذا كان ذلك سيحقق الهدف الأساسي المتمثل في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية".

ويلفت في هذا السياق إلى تصريح مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست بأن إسرائيل كانت قد صاغت خططا لهجوم مشترك مع الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد هجوم أكتوبر الأخير. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفضل الآن المسار الدبلوماسي، خاصة في ظل التنسيق الكبير بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالتعامل مع إيران.

إعلان

ويقول المحلل السياسي إنه على الرغم من التحول نحو الدبلوماسية، فإن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخيار الضربة العسكرية كاحتمال قائم، مشيرا في هذا السياق إلى أن إسرائيل أجرت مؤخرا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، حيث شاركت طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفات أميركية.

ويؤكد أن "هذه المناورات، التي تحدث في ظل إدارة ترامب، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن الدولتين منسقتان وتريدان تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الطريق الذي سيتم اختياره".

ويسلط آيخنر الضوء على التصريحات الإيرانية المضادة، ومنها تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة الأنباء الفرنسية، حينما قال إن برنامج إيران النووي لا يمكن تدميره بعمل عسكري، مشيرا إلى أن إيران لن تتردد في الرد بشكل حاسم إذا تعرضت منشآتها النووية للهجوم، وأن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى اندلاع حريق واسع في الشرق الأوسط.

ويلفت إلى رغبة إيران الحقيقية في التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

ولكن آيخنر الذي يرى أن "الثقة بين الطرفين لا تزال في أدنى مستوياتها، مما يجعل أي تقدم نحو اتفاق نووي جديد تحديا كبيرا"، يؤكد أن الخيارات مفتوحة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ويختم المحلل السياسي تقريره، قائلا "مع استمرار المحادثات والتهديدات يبقى مستقبل العلاقات بين هذه الأطراف غير مؤكد، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الدبلوماسية قد تكون الطريق الأفضل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • باحث بالعلاقات الدولية: الخطة العربية لإعمار غزة تحظى بتوافق عربي إسلامي
  • باحث في العلاقات الدولية: توافق عربي وإسلامي على خطة مصر لإعمار غزة
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
  • السودان يتّهم الإمارات أمام العدل الدولية بـ"التواطؤ في إبادة جماعية"  
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح في غزة
  • دي ميستورا يواصل مشاوراته الدولية حول نزاع الصحراء
  • بو عاصي: مستعدّ للحديث مع حزب الله ولكن!
  • دعوى سودانية ضد الإمارات في العدل الدولية.. هل دعمت الإبادة الجماعية؟
  • الإمارات تندد بشكوى السودان ضدها أمام العدل الدولية