لجريدة عمان:
2025-02-23@12:26:04 GMT

عودة ترامب المقرونة بالتصهين

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

لا تنتظروا خيرًا من الانتخابات الأمريكية القادمة، سواء احتفظ الرئيس الحالي جو بايدن بمنصبه أم عاد دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض. كل المؤشرات تؤكد أن المرشحين الأساسيين على رئاسة الولايات المتحدة في السنوات الأربع القادمة يتنافسان بشدة على إرضاء اللوبي الصهيوني وإسرائيل، ولا يضعان أي اعتبار للعرب أو الرأي العام العالمي، ولا حتى للأمريكيين المناهضين لاستمرار الحرب القذرة على غزة، والتي ترتكب فيها إسرائيل المجازر اليومية بأسلحة أمريكية.

آخر هذه المؤشرات ما نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» أمس الأول الاثنين عن اجتماع عقده ترامب مع ممولي حملته الانتخابية وأغلبهم من اليهود الصهاينة في الرابع عشر من الشهر الجاري، ووعده بسحق الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للعدوان الصهيوني في الجامعات الأمريكية، وطرد الطلاب الأجانب منهم.

ثرثر ترامب كثيرًا أمام المانحين اليهود -كما تقول الصحيفة- واستعاد إنجازاته التاريخية للدولة الصهيونية كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. ومبكرًا، وحتى قبل أن تنتهي قضاياه أمام المحاكم الأمريكية، سارع ترامب بارتداء «الكيباه» وإضفاء الطابع الصهيوني على نفسه، كما فعل بايدن ووزير خارجيته من قبل، ومنح النازيون الجدد في تل أبيب صكوك البراءة والغفران الأمريكية، وذلك عبر إظهار دعمه حق الدولة اليهودية في مواصلة الحرب وارتكاب المجازر في حق المدنيين العزل وآخرها مجزرة رفح التي اهتز لها العالم.

ورغم أنه كان من قبل يدعو علنًا إلى إنهاء الحرب على غزة ووقف قتل الناس، حسب تعبيره، فإنه في حديثه أمام المتبرعين الأثرياء، ووراء الأبواب المغلقة، قال صراحة: إنه يدعم حق إسرائيل في مواصلة «حربها على غزة»، في محاولة مكشوفة لإرضاء كبار المانحين الجمهوريين الذين يقال إن بعضهم مارسوا ضغوطا شديدة عليه، وطالبوه باتخاذ موقف أقوى يدعم إسرائيل ورئيس وزرائها الإرهابي بنيامين نتنياهو. وقد أكدت على هذا التحول في سياسة ترامب السكرتيرة الصحفية للحملة بقولها «عندما يعود ترامب إلى المكتب البيضاوي، سوف تتم حماية إسرائيل مرة أخرى، وستعود إيران إلى الإفلاس، وسوف تتم مطاردة الإرهابيين، وسوف تتوقف إراقة الدماء».

من الطبيعي أن تنال هذه التصريحات استحسان الصهاينة الآخرين مثل الرئيس التنفيذي للائتلاف اليهودي الجمهوري، الذي قال: «إن العلاقة بين ترامب ونتنياهو سوف تستمر في النمو والازدهار، إذا تولى كل منهما منصبه في الوقت نفسه مرة أخرى»، وأنه -أي ترامب- منح الإسرائيليين شيكًا على بياض للدخول إلى كل جزء في الأراضي الفلسطينية، والقيام بما يتعين عليهم القيام به لتدمير حماس وجماعات المقاومة الفلسطينية، والقضاء على التهديد الذي تشكله خاصة في غزة والضفة الغربية.

ها قد تساوت كفتا الميزان بين بايدن وترامب، فالاثنان صهاينة، لا مانع لديهما من تقديم مصلحة الكيان الصهيوني على مصالح الولايات المتحدة، سعيًا للحصول على الدعم الصهيوني اللازم للفوز في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر القادم. يقول ترامب في تصريح سابق: إن إسرائيل خسرت حرب العلاقات العامة الدولية، ونسى أن يقول إن هذه الخسارة جاءت نتيجة طبيعية لهذه الحرب التي لا تريد لها أن تنتهي، ونتيجة الإبادة الجماعية التي تقوم بها في غزة، ونسي أيضًا إن بلاده خسرت هي الأخرى هذه الحرب بسبب دعمها لهذه الإبادة بالمال والسلاح وربما بالقيادات والجنود. ويقول ترامب أيضًا: إن «إسرائيل تفقد قوتها» في واشنطن، وخاصة في الكونجرس وهو أمر لا يصدق»، ونسي أيضًا أن الولايات المتحدة تفقد قوتها في العالم نتيجة دعمها غير المشروط لإسرائيل ولآلة الحرب الإسرائيلية الجهنمية التي أدانتها محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وطالبت بوقفها.لا أعرف ماذا ينتظر العرب لإعلان رفضهم للانحياز الأمريكي الفاضح للعدو الصهيوني، وما الذي يمنع دولًا عربيةً كبيرةً وجامعة الدول العربية من الرد على تصريحات الرئيس ومرشح الرئاسة الأمريكية، حتى وإن اقتصر هذا الرد على بيانات الإدانة والاستنكار، التي تعودنا عليها، ليس إلا؟ لقد فاق ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا في هذه الحرب غير المتكافئة كل حدود العقل والمنطق، ويكفي أن الدولة التي تزعم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي تتنازل عن كل تلك المزاعم البراقة، لدعم دولة «مارقة» لا تحترم المجتمع الدولي ومؤسساته، تمارس التطهير العرقي والعنصري على شعب أعزل لا يمتلك من سلاح سوى عبوات ناسفة وبنادق محلية الصنع.

لقد أكدت الحرب في غزة على حقيقة أن الدول العربية لا تستطيع اتخاذ موقف رسمي واضح ومؤثر في مسار هذه الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر أو يزيد. صحيح أن هناك جهودًا تبذل في الوساطة بين المقاومة وبين إسرائيل لإنهاء الحرب، ولكنها تبقى جهود مؤطرة بالإفراج عن الأسرى لدى حماس في المقام الأول، حتى أن بعض وسائل الإعلام العربية تطلق عليها «مفاوضات إطلاق سراح الرهائن»، ولذلك تتحول إلى جهود فاشلة ومخيبة للآمال الفلسطينية والعربية، كون بعضها يستهدف فقط الضغط على الجانب الفلسطيني. إن الحل في رأيي لامتصاص مشاعر الغضب الشعبي من بعض مواقف الدول العربية الرسمية يتمثل في أن تسمح الحكومات للشعوب بالتعبير عن دعمها للمقاومة الفلسطينية سواء عبر التظاهرات المقننة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، دون النظر لمواقف الولايات المتحدة أو الخوف من إغضاب «الصديق» الصهيوني. لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء ولم يعد بالإمكان التزام الصمت «الاستراتيجي» حيال ما تقوم به من مجازر يومية مروعة في غزة، وانتهاكات مستمرة في الضفة، وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجونها.

إن التصريحات المنسوبة لترامب وقبلها تصريحات بايدن ووزير خارجيته بلينكن أسقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورات الصديق الأمريكي الذي لم يعد صديقًا، وأصبح أخطر علينا من عدونا الأصلي، ويجاهرنا بالعداء ليل نهار، ويتوعد أبناءنا بالطرد من الجامعات الأمريكية إن هم احتجوا على الوحشية الصهيونية. لا أقل من أن نعلن الاحتجاج على هذه التصريحات، وأن نؤكد لأصحابها أن تفضيل خمسة ملايين يهودي على أكثر من ثلاثمائة مليون عربي له ثمن، وسوف يضر بمصالح بلادهم في الدول العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الدول العربیة هذه الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته

كشفت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع، إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو.

وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير إنه « بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها ».

وشدد المسؤول الأممي خصوصا على أهمية « استعادة الانتاجية من أجل خلق وظائف والحد من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة ».

وفي إطار سلسلة دراسات أجراها لتقييم الأوضاع في سوريا بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الخميس، ثلاثة سيناريوهات للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

وبحسب معدل النمو الحالي (حوالي 1,3% سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإن « الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب ».

وسلطت هذه التوقعات « الصارخة » الضوء على الحاجة الملحة لتسريع عجلة النمو في سوريا.

وما يزيد من الضرورة الملحة لإيجاد حلول سريعة للوضع الراهن، هو أنه بعد 14 عاما من النزاع، يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011، وفقا للتقرير.

وتراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقل مما كان عليه في 1990 (أول مرة تم قياسه فيها)، مما يعني أن الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية.

وفي هذا السياق، نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وتيرة النمو اللازمة لعودة الناتج المحلي الإجمالي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وكذلك إلى الوتيرة اللازمة لبلوغه المستوى الذي كان يمكن للبلاد أن تبلغه لو لم تندلع فيها الحرب.

وفي السيناريو الأكثر « واقعية » والذي يتلخص في العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 فقط، فإن الأمر يتطلب نموا سنويا بنسبة 7,6% لمدة عشر سنوات، أي ستة أضعاف المعدل الحالي، أو نموا سنويا بنسبة 5% لمدة 15 عاما، أو بنسبة 3,7% لمدة عشرين عاما، وفقا لهذه التوقعات.

أما في السيناريو الطموح، أي بلوغ الناتج المحلي الإجمالي المستوى الذي كان يفترض أن يصل إليه لو لم تندلع الحرب، فيتطلب الأمر معدل نمو بنسبة 21.6% سنويا لمدة 10 سنوات، أو 13.9% لمدة 15 عاما، أو 10.3% لمدة 20 عاما.

وقال عبد الله الدردري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، إنه لا يمكن سوى لـ »استراتيجية شاملة » تتضمن خصوصا إصلاح الحكم وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد أن تتيح لسوريا « استعادة السيطرة على مستقبلها » و »تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الاقتصاد الامم المتحدة التنمية الحرب تقرير سوريا

مقالات مشابهة

  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: إسرائيل تحتجز ألاف الجثامين ولم يتم تبادلها
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • معهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل بلا تبادل
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل ولم يتم تبادلها
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل بلا تبادل
  • الخارجية الأمريكية: "روبيو" يؤكد عزم ترامب إنهاء الصراع في أوكرانيا
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • الخارجية الأمريكية: اجتماع ترامب وبوتين سيتطرق لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس