موقع النيلين:
2025-03-04@07:54:11 GMT

أيام السودان الصعبة.. الفساد يخنق الدولة!(١)

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

حين تصاب الدولة بالعقم، وتعجز ماكينتها عن إنتاج ما يمكنه رتق ثقوبها البنيوية و الهيكلية،، يأتي الفساد و يدلف الفاسدون إلى سدة القرار لتضغط أياديهم المتسخة على جراح السودانيين.

-قبل أيام- تحصلت على مجموعة مستندات، من مصادر مختلفة، حول قضايا متعددة، كنت أقلب الأوراق فيتضاعف توتري، السلك القضائي، النيابات، هيئة الجمارك، هيئة المواني البحرية، مجلس السيادة الانتقالي أيضا، قلت في سري: طوفان الفساد أخطر من طوفان الحرب…

لم يسبق أن كانت الدولة في مأزق كهذا، – سأعرض على القراء في متن هذه المقالة قضيتين فقط على سبيل المثال- وليس الحصر.

طرحت هيئة الجمارك عطاء لتأهيل أحد مستشفياتها، تقدمت شركات للمنافسة، بعضها لم يلتزم بالايفاء بالتزامات المشروطة ، تمت تصفية المنافسة على ثلاث شركات، تم استبعاد واحدة لأنها لم تلتزم بتقديم: (خلو طرف من الضرائب، إبراء ذمة من الزكاة، التأمين المبدئي).
قيمة العطاء حسب تقديرات اللجان الخاصة بالهيئة (35) مليون جنيه، وقع العطاء على شركة وبدأت في تكملة إجراءاتها، تفاجئ الجميع بحصول الشركة المستبعدة على العطاء بموافقة مدير هيئة الجمارك وقتها الفريق “بشير الطاهر” وقدمت فاتورة قدرها (468.079.560) مليون جنيه.

هذا الفاسد الذي وافق على تمرير هذا العطاء لازمته منذ البداية قناعة لا تتزحزح ومفادها بأن الدولة عاجزة عن معاقبته، وهو وصف مخفف لمشروع طويل الأمد يرمي إلى اقتلاع دولة المؤسسات من جذورها.

حسناً ..نعود إلى موضوع العطاء ، جزء من تفاصيل الفاتورة قدر بمبالغ ضخمة ، كان توصيلات مؤقتة وخزان مياه ومضخة وفواتير مياه وكهرباء ووقود وصيانة المولد بقيمة (3.160) مليون جنيه، إيجار عربة مع الصيانة والوقود، خدمات الشاي والقهوة ووجبة الفطور بقيمة (28.020) مليون جنيه…

الفضيحة الأخرى، كانت عبارة عن إعفاء جمركي لكمية (375) طن دقيق تجارية استجلبها أحد التجار، عبر الحدود السودانية المصرية قادمة من مصر دون سداد فلس واحد من الرسوم الحكومية، ترى ما هو المقابل الذي حصل عليه المسؤول عن هذا الفساد الذي يندى له الجبين؟.

وما عرضناه غيض من فيض فساد يندى له الجبين ، متورطون فيه مسؤولون حكوميون على كافة المستويات.

معركة الدولة مفتوحة لكن الرحلة ليست سهلة، لا بد من تفعيل أجهزة الرقابة على المال العام على أهبها، وخاصة جهاز المخابرات العامة المعنى بحماية الأمن القومي السوداني.
ولا بد من أن تقوم القيادة بواجبها الأخلاقي تجاه الشعب السوداني بحماية مكتسباته ومصالحه، وأن تكون مستعدة على اتخاذ قرارات مؤلمة وأهمها قبول فكرة أن الحرب على الفساد لا تقل أهمية عن الحرب على التمرد.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیون جنیه

إقرأ أيضاً:

قيمتها 653 مليون جنيه.. ضربات استباقية مُستمرة ضد تجار العملات

أسفرت جهود قطاع الأمن العام بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال 24 ساعة عن ضبط عدد من قضايا الإتجار في العملات الأجنبية المختلفة بقيمة مالية ما يزيد 653 مليون جنيه.

يأتي ذلك استمرارًا للضربات الأمنية لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والإتجار بها خارج نطاق السوق المصرفي، وما تؤدى إليه من تداعيات سلبية على الاقتصاد القومي للبلاد.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاًمباحث السنبلاوين تنجح في فك لغز العثور على جثة متفحمة.. والتفاصيل صادمة

بينهم 5 أطفال أشقاء.. إصابة أسرة كاملة بحالات اختناق إثر تسرب غاز في إمبابة

مقالات مشابهة

  • العراق وسويسرا يبحثان سبل تذليل معوقات استرداد الأموال والأصول المهربة
  • الداخلية تكشف قضية غسل أموال بقيمة 153 مليون جنيه
  • معالم في طريق استقرار الحكم في السودان (3/10)
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • ???? الجنجويد ينفقون 30 مليون دولار على مروحيتين قتالية… لماذا؟
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان
  • قيمتها 653 مليون جنيه.. ضربات استباقية مُستمرة ضد تجار العملات
  • الحكيم يقترح تأسيس مرصد وطني لمكافحة الفساد
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات