موقع النيلين:
2025-01-31@05:02:12 GMT

أيام السودان الصعبة.. الفساد يخنق الدولة!(١)

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

حين تصاب الدولة بالعقم، وتعجز ماكينتها عن إنتاج ما يمكنه رتق ثقوبها البنيوية و الهيكلية،، يأتي الفساد و يدلف الفاسدون إلى سدة القرار لتضغط أياديهم المتسخة على جراح السودانيين.

-قبل أيام- تحصلت على مجموعة مستندات، من مصادر مختلفة، حول قضايا متعددة، كنت أقلب الأوراق فيتضاعف توتري، السلك القضائي، النيابات، هيئة الجمارك، هيئة المواني البحرية، مجلس السيادة الانتقالي أيضا، قلت في سري: طوفان الفساد أخطر من طوفان الحرب…

لم يسبق أن كانت الدولة في مأزق كهذا، – سأعرض على القراء في متن هذه المقالة قضيتين فقط على سبيل المثال- وليس الحصر.

طرحت هيئة الجمارك عطاء لتأهيل أحد مستشفياتها، تقدمت شركات للمنافسة، بعضها لم يلتزم بالايفاء بالتزامات المشروطة ، تمت تصفية المنافسة على ثلاث شركات، تم استبعاد واحدة لأنها لم تلتزم بتقديم: (خلو طرف من الضرائب، إبراء ذمة من الزكاة، التأمين المبدئي).
قيمة العطاء حسب تقديرات اللجان الخاصة بالهيئة (35) مليون جنيه، وقع العطاء على شركة وبدأت في تكملة إجراءاتها، تفاجئ الجميع بحصول الشركة المستبعدة على العطاء بموافقة مدير هيئة الجمارك وقتها الفريق “بشير الطاهر” وقدمت فاتورة قدرها (468.079.560) مليون جنيه.

هذا الفاسد الذي وافق على تمرير هذا العطاء لازمته منذ البداية قناعة لا تتزحزح ومفادها بأن الدولة عاجزة عن معاقبته، وهو وصف مخفف لمشروع طويل الأمد يرمي إلى اقتلاع دولة المؤسسات من جذورها.

حسناً ..نعود إلى موضوع العطاء ، جزء من تفاصيل الفاتورة قدر بمبالغ ضخمة ، كان توصيلات مؤقتة وخزان مياه ومضخة وفواتير مياه وكهرباء ووقود وصيانة المولد بقيمة (3.160) مليون جنيه، إيجار عربة مع الصيانة والوقود، خدمات الشاي والقهوة ووجبة الفطور بقيمة (28.020) مليون جنيه…

الفضيحة الأخرى، كانت عبارة عن إعفاء جمركي لكمية (375) طن دقيق تجارية استجلبها أحد التجار، عبر الحدود السودانية المصرية قادمة من مصر دون سداد فلس واحد من الرسوم الحكومية، ترى ما هو المقابل الذي حصل عليه المسؤول عن هذا الفساد الذي يندى له الجبين؟.

وما عرضناه غيض من فيض فساد يندى له الجبين ، متورطون فيه مسؤولون حكوميون على كافة المستويات.

معركة الدولة مفتوحة لكن الرحلة ليست سهلة، لا بد من تفعيل أجهزة الرقابة على المال العام على أهبها، وخاصة جهاز المخابرات العامة المعنى بحماية الأمن القومي السوداني.
ولا بد من أن تقوم القيادة بواجبها الأخلاقي تجاه الشعب السوداني بحماية مكتسباته ومصالحه، وأن تكون مستعدة على اتخاذ قرارات مؤلمة وأهمها قبول فكرة أن الحرب على الفساد لا تقل أهمية عن الحرب على التمرد.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیون جنیه

إقرأ أيضاً:

السودان؛ الحرب المشهودة

السودان؛ الحرب المشهودة
الإدانة لفقط تسجيلها كنقطة وموقف هي كالتوقيع بجملة “العاقبة عندكم في المسرات”!

طوال حرب استباحة السودان احتلت مليشيات الجنجويد منازل السودانيين و استهدفتها بالقذف و النهب بل و استباحت أهلها و انتهتكت حرماتهم دمهم و أعراضهم و ماذا بعد الدم و العرض لنحسب من انتهاكات لها و نعدد أخطر و أعظم!
هل نتحدث عن استهدافها المستشفيات و المرضى و الطواقم الطبية؟ أم نتحدث عن تعمدها استهداف كامل البنية التحتية و الخدمات و حرمان الناس و سجنهم و تجويعهم و تعذيبهم و إزلالهم؟ لا شيء يعدل انتهاك الأعراض فالموت شهادة أهون؟!
و يأتيك المتلونون المنافقون يتناسون كل ذلك و يتحاشون الحديث عنه ينكرونه أو لا يريدون تصديقه حتى يصيبهم هم أنفسهم و في أهلهم فيؤمنوا!

و العالم و العربي خاصة “قف تأمَّل” و إمارة الشر الجميع يرى و يعلم تدخلها في الحرب المباشر داعمة الجنجويد و الجنجويد زعامتهم ضيوف شرف و حصانة عندها!
و حتى إذا ما أصابت بعض سفاراتهم نيران الحرب و هي خاوية من ساكنيها منهم و لا يعني ذاك حتماً أن لا ساكن لها من المليشيات يستخدمها بإذنهم في الحرب حتى تسارعت الإدانات كما حدث لسفارة الإمارة في العاصمة الخرطوم المستباحة في حرب الإستباحة! و كأن منازل السودانيين و أرواحهم و أعراضهم لا تعني لهؤلاء شيء ما لم يكن في أمرهم و خلفهم دولة!
هل يعلم هؤلاء عن الفاشر المحاصرة و ما يحدث فيها يومياً من استهداف للأبرياء في مساكنهم و أسواقهم و مستشفياتهم كحال مناطق السودان كلها! لماذا لم نسمعهم يدينون أي جرائم هناك إلا لحظة عن سمعوا بكلمة السعودي تلحق بمستشفى؟ فسارعوا زرافات و وحداناً بالشجب و الإدانة و الحديث عن المعاهدات و الشرائع الإنسانية و المواثيق الدولية؟ فإن لم يكن المستشفى ينسب إلى كرم دولة و تبرعها أو منزل مؤجر أو مملوك لسفارة فهل كان ليهتم لمن قتل فيه أو تهدم منه في الحرب كما حدث في باقي السودان كله أحد؟
هل شعب السودان دمه و عرضه رخيص إلى هذه الدرجة في أعيننهم! من تم استهدافهم و الغدر بهم هناك هم سودانيون أبرياء أولاً و أخيراً نفس من تم استباحتهم في السودان كله فلماذا لا يدان الإجرام كله و تدان جرائم الحرب كلها!
*
الحال كحالة جموع قوى الحرية و التغيير قحت أو تقدم! هؤلاء المتلونون بلا طعم و لا لون فقط رائحة تصدر منهم تزكم الأنوف كلما سمعوا انتصار للجيش و تجمع للشعب المقهور حوله مفتخراً به و متأملاً و داعياً ناشداً تمام النصر و التحرير معه تدفقت منهم رسائل و بيانات النواح و الرديح على الثورة! و كلما ظهرت تفلتات و تجاوزات لأفراد منه او تنسب إليه بسبب النقمة أو الغضبة أو من جهالة أو هي من مكيدة و الفتنة تمسكوا بها و نفخوا فيها حتى جعلوها هي شعار لسوء النية في الجيش و سبيلاً لتحطيم نصره و تشويه الفخر له في عين شعبه!
هل أدانوا قيادات وقحت و تقدم من قبل انتهاكات الجنجويد حليفهم السابق و الحالي بالصريح و العبارة؟ أبداً فكلما وجد أحدهم نفسهم في مأزق واجب الإدانة الصريحة لها مر في ذكرها كشى عابر ليلتف و يقارن و يساوي و يزبد و ينطح و يطعن في الجيش !!
*
في حروب الإستباحة لا مناطق للحياد. فإما أنك مع الحق و أهله أم أنك ضدهم جميعاً.
نفاقك لا يحميك و يرفع من قدرك و يضمن لك المستقبل.
كتبنا من قبل و أكثرنا أن الجيش هو قوات الشعب السودانية المسلحة. هو من رحم هذا الشعب و هو الأمين على حفظه و حمايته. و أكدنا الفصل بين قيادة الجيش و الجيش بأن المحاسبة للقيادة واجبة على أخطائها و تجاوزاتها و تفريطها و خيانتها و منذ البشير عمر كقائد للجيش لا النظام. و كانت دعوتنا واضحة أن الجيوش يجب الحفاظ عليها لأنها ركن الدولة. و وقفنا قديماً و إلى ساعتنا هذه ضد أي استهداف لبنية الجيش و دعوات لحله أو حتى المساس به حتى في أمر دمج تلك المليشيات كنا ضده لعلمنا أنهم مجرد عصابات قطاع طرق و مرتزقة لا أمان لهم و لا عهد. تقولون عن الكيزان و مليشياتهم و المنتسبين لهم في الجيش خذوا راحتكم لكن الجيش كالشعب لا علاقة له بصراعاتكم بين بعضكم و ثاراتكم و غباينكم و عقدكم.
قحت و تقدم صعدوا إلى السلطة فوق أكتاف الشهداء و شعب السودان في ثورته العظيمة المباركة. تلك القوى لم تستطع ان تحفظ قسمها بأن تدير الدولة دعكم من الحفاظ على مكتسبات الثورة و تضحية الشهداء. هم سقطوا فيما سقط فيه معهم المجلس العسكري شريكهم في وثيقتهم للحكم و الذي أقسم قادة الجيش فيه بالحفاظ على أمن السودان و شعب السودان فانتهى الأمر إلى حرب استباحة للشعب و السودان في حرب بين جميع الشركاء في تلك الوثيقة و بتدخل دولي و إقليمي كان من بعض الدول الشهود عليها.
*
و في المنابر و صفحات المواقع السودانية المختلفة تدهشك أقلام سودانية الإسم و الهوية و هي تشمت و تتلذذ بفظاعات الحرب و أشكال الإنتهاكات فيها و الجرائم ضد هذا و ذاك واضعة أعينها على فتن القبلية و الجنس و العرق و عقد من النقص و الغبن و الحقد حد الغثيان معها من سواد النفوس و الشر و الغل الكامن فيها!
حرب السودان و كما تعنونها قناة الجزيرة بالمنسية هي فيها حقيقتها “حرب مشهودة” شاهدة على كم من الخيانة و الأحقاد و الغبن و الحقد أشعلت بقصد و تعمد ضد شعب السودان أولاً و أخيراً.
الهدف تدمير كرامة الشعب و كسر ظهره في جيشه و تهجيره و احتلال أرضه.

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

   

مقالات مشابهة

  • خوري: ناقشنا مع هيئة الرقابة والنائب العام قضايا الفساد وحقوق الإنسان
  • مدير عام الجمارك وأمن المنافذ: “جمارك الإمارات” داعم رئيس للاقتصاد الوطني
  • وفد من جامعة دمياط يزور جناح هيئة الرقابة الإدارية بمعرض الكتاب
  • وكيل هيئة الرقابة الإدارية: نحرص على المشاركة في معرض الكتاب لنشر الوعي والتثقيف ضد الفساد
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • «دبي العطاء»: 116 مليون مستفيد في 60 بلداً نامياً العام الماضي
  • «التضامن»: صندوق مشروعات الجمعيات الأهلية قدم منحا بـ700 مليون جنيه
  • هيئة مكافحة الفساد تناقش عدداً من قضايا الفساد وطلبات الحماية وتتخذ قرارات بشأنها
  • هيئة مكافحة الفساد تناقش عدداً من قضايا الفساد وطلبات الحماية
  • جنوب السودان يرفع حظر تجول دام أكثر من 10 أيام بسبب أعمال شغب