أيام السودان الصعبة.. الفساد يخنق الدولة!(١)
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
حين تصاب الدولة بالعقم، وتعجز ماكينتها عن إنتاج ما يمكنه رتق ثقوبها البنيوية و الهيكلية،، يأتي الفساد و يدلف الفاسدون إلى سدة القرار لتضغط أياديهم المتسخة على جراح السودانيين.
-قبل أيام- تحصلت على مجموعة مستندات، من مصادر مختلفة، حول قضايا متعددة، كنت أقلب الأوراق فيتضاعف توتري، السلك القضائي، النيابات، هيئة الجمارك، هيئة المواني البحرية، مجلس السيادة الانتقالي أيضا، قلت في سري: طوفان الفساد أخطر من طوفان الحرب…
لم يسبق أن كانت الدولة في مأزق كهذا، – سأعرض على القراء في متن هذه المقالة قضيتين فقط على سبيل المثال- وليس الحصر.
طرحت هيئة الجمارك عطاء لتأهيل أحد مستشفياتها، تقدمت شركات للمنافسة، بعضها لم يلتزم بالايفاء بالتزامات المشروطة ، تمت تصفية المنافسة على ثلاث شركات، تم استبعاد واحدة لأنها لم تلتزم بتقديم: (خلو طرف من الضرائب، إبراء ذمة من الزكاة، التأمين المبدئي).
قيمة العطاء حسب تقديرات اللجان الخاصة بالهيئة (35) مليون جنيه، وقع العطاء على شركة وبدأت في تكملة إجراءاتها، تفاجئ الجميع بحصول الشركة المستبعدة على العطاء بموافقة مدير هيئة الجمارك وقتها الفريق “بشير الطاهر” وقدمت فاتورة قدرها (468.079.560) مليون جنيه.
هذا الفاسد الذي وافق على تمرير هذا العطاء لازمته منذ البداية قناعة لا تتزحزح ومفادها بأن الدولة عاجزة عن معاقبته، وهو وصف مخفف لمشروع طويل الأمد يرمي إلى اقتلاع دولة المؤسسات من جذورها.
حسناً ..نعود إلى موضوع العطاء ، جزء من تفاصيل الفاتورة قدر بمبالغ ضخمة ، كان توصيلات مؤقتة وخزان مياه ومضخة وفواتير مياه وكهرباء ووقود وصيانة المولد بقيمة (3.160) مليون جنيه، إيجار عربة مع الصيانة والوقود، خدمات الشاي والقهوة ووجبة الفطور بقيمة (28.020) مليون جنيه…
الفضيحة الأخرى، كانت عبارة عن إعفاء جمركي لكمية (375) طن دقيق تجارية استجلبها أحد التجار، عبر الحدود السودانية المصرية قادمة من مصر دون سداد فلس واحد من الرسوم الحكومية، ترى ما هو المقابل الذي حصل عليه المسؤول عن هذا الفساد الذي يندى له الجبين؟.
وما عرضناه غيض من فيض فساد يندى له الجبين ، متورطون فيه مسؤولون حكوميون على كافة المستويات.
معركة الدولة مفتوحة لكن الرحلة ليست سهلة، لا بد من تفعيل أجهزة الرقابة على المال العام على أهبها، وخاصة جهاز المخابرات العامة المعنى بحماية الأمن القومي السوداني.
ولا بد من أن تقوم القيادة بواجبها الأخلاقي تجاه الشعب السوداني بحماية مكتسباته ومصالحه، وأن تكون مستعدة على اتخاذ قرارات مؤلمة وأهمها قبول فكرة أن الحرب على الفساد لا تقل أهمية عن الحرب على التمرد.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیون جنیه
إقرأ أيضاً:
"Gladiator 2" يحقق 221 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي خلال أيام قليلة!
في نجاح كبير للفيلم المنتظر Gladiator 2، وصلت إيراداته العالمية إلى 221 مليون دولار منذ طرحه في دور العرض يوم 22 نوفمبر الجاري. الفيلم الذي يتصدر شباك التذاكر من إنتاج Paramount Pictures وإخراج المبدع ريدلي سكوت، يواصل جذب الجمهور بعد عدة أيام من العرض، حيث سجل 55 مليون و500 ألف دولار في شباك التذاكر الأمريكي، بالإضافة إلى 165 مليون و500 ألف دولار في باقي الأسواق العالمية.
الجزء الثاني من Gladiator يروي قصة لوسيوس، ابن شقيق الإمبراطور كومودوس الذي سبق أن جسده جواكين فينيكس في الفيلم الأصلي. في هذا الجزء، يلعب النجم بول ميسكال دور لوسيوس، الذي يضطر لخوض معركة جديدة في الكولوسيوم بعد أن اجتاح الأباطرة الاستبداديون منزله وأجبروا على دخوله في معركة جديدة. يجب عليه مواجهة ماضيه ومحاربة القوى التي تهدد مستقبل روما لإعادة مجدها لشعبها.
ويضم الفيلم مجموعة مميزة من النجوم، منهم دينزل واشنطن، كوني نيلسن، ديريك جاكوبي، دجيمون هونسو، جوزيف كوين، بيدرو باسكال، وفريد هيشينجر.
هذه الإيرادات الكبيرة تشير إلى نجاح الفيلم الجماهيري، وهو ما يعزز التوقعات بأنه سيكون أحد أبرز الأفلام في هذا الموسم السينمائي. لا شك أن جمهور Gladiator القديم والجديد ينتظر بفارغ الصبر معرفة كيف سيواصل لوسيوس رحلته الصعبة في قلب الأحداث التاريخية المليئة بالتشويق والدراما.