لجريدة عمان:
2025-01-24@05:07:29 GMT

نهاية الليبرالية الجديدة

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

وسط موسم انتخابي آخر من الطبيعي أن تناقش الديمقراطية الأمريكية من منظور سياسي. لكن سيفيدنا على نحو أفضل النظر في سؤال آخر وثيق الصلة وهو: أي نظام اقتصادي يفيد معظم الناس؟

على أحد طرفي الجدل الاقتصادي هنالك الذين يؤمنون بالأسواق غير المقيدة، والتي يُسمح فيها للشركات بتوطيد نفوذ السوق أو تلويث الهواء أو الاستغلال.

هؤلاء يعتقدون أن على الشركات تعظيم ثروة المساهمين بوضع يدها على كل ما تستطيع أن تحصل عليه لأن زيادة الأرباح تخدم الصالح العام.

ميلتون فريدمان وفريدريك هايك هما أشهر مناصري هذا الاقتصاد الذي يتمركز حول حَمَلَة الأسهم وتنحسر فيه الإجراءات التنظيمية وتتدنى الضرائب وكثيرا ما يشار إليه بمصطلح الليبرالية الجديدة. (في سياق السياسة الاقتصادية تشير الليبرالية الجديدة إلى نسخة جديدة أو مُحدَّثة من الليبرالية التقليدية. ظهرت هذه النسخة في منتصف القرن العشرين وتنادي بالحد من التدخل الحكومي في الاقتصاد خلافا لما دعا إليه الاقتصادي البريطاني جون كينز في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي - المترجم).

انتقل هذان الاقتصاديان الحاصلان على جائزة نوبل بالفكرة إلى أبعد من الاقتصاد، فقد زعما أن هذا النوع من الأنظمة الاقتصادية ضروري لتحقيق الحرية السياسية.

لقد شعرا بالقلق من تعاظم الدور الاقتصادي للحكومة في أعقاب الركود العظيم (خلال سنوات الثلاثينيات) عندما كانت الدولة تحت تأثير جون مينارد كينز تتولى مسؤوليات جديدة لتثبيت الاقتصاد.

في كتابه «الرأسمالية والحرية» حاجج فريدمان بأن «الأسواق المتحررة من القيود» لا غنى عنها لضمان الحرية السياسية. وبعبارة هايك، سيقودنا تمدُّد الحكومة إلى «طريق القنانة».

لدينا الآن أربعة عقود «لتجربة» الليبرالية الجديدة بداية من عهد رونالد ريجان ومارجريت تاتشر، والنتائج واضحة. لقد وسّعت الليبرالية الجديدة من حرية الشركات (وأيضا أصحاب البلايين) لكي تفعل ما يحلو لها وتكدِّس ثروات ضخمة. لكنها أيضا فرضت ثمنا باهظا هو رفاهية وحرية باقي المجتمع.

كان التحليل السياسي لليبراليين الجدد أسوأ حتى من تحليلهم الاقتصادي وربما أيضا بعواقب أشد وخامة.

فشل فريدمان وأتباعه في فهم ملمح جوهري للحرية وهو وجود نوعين منها إيجابي وسلبي هما حرية الفعل والتحرر من الضرر. «الأسواق المتحررة» بمفردها تفشل في تقديم الاستقرار الاقتصادي أو الأمان من الأهواء الاقتصادية التي تتسبب فيها. هذا إذا لم نتحدث عن تمكين أقسام كبيرة من السكان من تفجير طاقاتها. الحكومة ضرورية لكليهما. وهي في قيامها بذلك توسع من الحرية بطرائق عديدة.

الطريق إلى الاستبداد لا يُمهَّد بإفراط الحكومة ولكن بتفريطها في التدخل الاقتصادي. هنالك عدة أسباب وراء تصاعد الشعبوية وخصوصا نوعها القومي القبيح. ومن المبالغة في التبسيط أن ننسبه فقط إلى الاقتصاد. مع ذلك ليس مصادفة أن القومية الشعبوية مُهَدِّد أشد خطورة في بلدان مثل إسرائيل والفلبين والولايات المتحدة منها في السويد والنرويج والدنمارك. ففي هذه البلدان الأخيرة حرر التعليم العام الرفيع المستوى والمجاني وفوائد البطالة السخية والرعاية الصحية الممتازة مواطنيها من مخاوف الأمريكيين المعهودة حول كيفية الإنفاق على تكاليف تعليم أطفالهم أو سداد فواتير علاجهم.

السخط يختمر في أماكن تواجه ضغوطات اقتصادية لا تتم معالجتها ويشعر الناس فيها أنهم يفقدون السيطرة على مصائرهم ولم يُفعل فيها شيء يذكر لحل مشاكل البطالة وعدم الأمان الاقتصادي واللامساواة.

هذا الوضع يشكل حقلا خصبا للمهرجين الشعبويين والموجودين بكثرة في كل مكان. في الولايات المتحدة منحنا دونالد ترامب.

نحن نهتم بالتحرر من الجوع والبطالة والفقر وأيضا، كما أكد فرانكلين روزفلت، التحرر من الخوف. فالناس الذين لديهم ما يكفي فقط للبقاء على قيد الحياة ليسوا أحرارا. إنهم يفعلون فقط ما يلزمهم لذلك. (فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي الثاني والثلاثين أكد على التحرر من الخوف في خطاب عن الحريات الأربع ألقاه عام 1941- المترجم).

نحن بحاجة إلى التركيز على منح المزيد من الناس الحرية الضرورية لتفجير طاقاتهم ولكي يزدهروا ويبدعوا.

الأجندة التي تزيد عدد الأطفال الذين ينشأون في الفقر أو الآباء الذين يعيشون في قلق من كيفية سداد تكاليف الرعاية الصحية (الضرورية لحرية البقاء على قيد الحياة وهي أهم الحريات الأساسية) ليست أجندة تحرر.

إلى ذلك، دعاة الليبرالية الجديدة كثيرا ما يفشلون في إدراك أن حرية أحدهم هي «لا حرية» شخص آخر أو، كما عبر عن ذلك ايزايا برلين، حرية الذئاب كثيرا ما تعني موت الضأن. (إيزايا برلين 1909-1997. مفكر سياسي اشتهر بتمييزه بين الحرية السلبية والحرية الإيجابية - المترجم). كذلك حرية حمل السلاح قد تعني موت من يُطلق عليهم الرصاص في أحداث القتل الجماعي التي صارت يومية تقريبا في الولايات المتحدة. وحرية عدم تناول اللقاح أو الامتناع عن ارتداء الكمامة قد تعني أن يفقد آخرون حرية البقاء على قيد الحياة.

هنالك مقايضات. والمقايضات هي خبز وزبدة (جوهر) علم الاقتصاد. تكشف أزمة المناخ أننا لم نذهب بعيدا بما يكفي في ضبط التلوث، بمعنى أن منح الشركات المزيد من الحرية لتلويث الهواء يقلص حرية معظمنا في أن نعيش حياة صحية، وفي حالة أولئك الذين يعانون من الربو حتى من حرية الحياة.

تحرير مسؤولي البنوك مما زعموا أنها إجراءات مغالية في التشدد عرَّضنا لمخاطر تدهور اقتصادي كان من المحتمل أن يكون بمثل سوء الركود العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي عندما انهار النظام المصرفي في عام 2008.

أجبر ذلك الانهيار المجتمع على تزويد البنوك بمئات البلايين من الدولارات في أكبر حزمة إنقاذ على الإطلاق. وواجه باقي المجتمع تقليصا لحرياته بطرائق عديدة بما في ذلك حرية الأمان من فقدان المسكن والوظيفة ومعها التأمين الصحي.

أحيانا تكون كيفية القيام بهذه المقايضات واضحة. علينا تقليص حرية الشركات في استغلال العاملين والمستهلكين والمجتمعات المحلية. وأحيانا تكون أكثر تعقيدا. فكيفية تقييمها أكثر صعوبة. لكن صعوبتها ليست سببا لتجنب مواجهتها والتظاهر بأنها غير موجودة.

بعض حالات «اللا حرية» يمكن أن تفيد المجتمع ككل وتوسع من حرية الجميع أو على الأقل حرية معظم المواطنين. إشارات المرور الحمراء التي تحد من حريتي في عبور تقاطع الطريق تقدم مثالا جيدا، إذ بدونها سيكون هنالك انسداد مروري، وتدخلها في حريتي يعزز حريتنا كلنا بما في ذلك وعلى نحو جذري حريتي أنا.

هذا المنطق صحيح بشكل عام. لقد ذكَّرنا اجتياح روسيا لأوكرانيا بأننا لكي نكون أحرارا من خشية أن يأتينا الأذى من الخارج سنحتاج إلى دفاعٍ يجب أن ننفق عليه.

نحن نحتاج أيضا إلى المال لتمويل الاستثمارات الاجتماعية الضرورية لاقتصاد القرن الحادي والعشرين في الأبحاث الأساسية والتقنية والبنية التحتية والتعليم والصحة (معظم نجاح بلدنا يقوم على الأبحاث الأولية في جامعاتنا والتي كلها إما تدعمها الدولة أو غير ربحية)، كل هذا يتطلب إيرادات ضريبية، والضريبة كما نعلم يجب استقطاعها بالإكراه لمنع البعض من الاستفادة المجانية من مساهمات الآخرين.

هكذا فشلت الليبرالية الجديدة وفقا لشروطها الاقتصادية، فهي لم تحقق النمو دعوا عنكم الازدهار المشترك، كما فشلت أيضا في وعدها بوضعنا على طريق آمن يقودنا إلى الديمقراطية والحرية. بل بدلا من ذلك وضعتنا في مسار شعبوي يطرح احتمال ظهور نظام حكم فاشي في القرن الحادي والعشرين.

هؤلاء الشعبويون الاستبداديون المحتملون يقلصون حريتنا وفي ذات الوقت يفشلون في الوفاء بوعودهم على نحو ما يتضح في نمط رأسمالية المحاسيب الذي يعرضه علينا ترامب.

القضاء على برنامج أوباما للرعاية الصحية أو خفض الضرائب لأصحاب البلايين والشركات التي تُموَّل جزئيا برفع الضرائب على بقيَّتنا سيقلل أمان ورفاهية وحرية غمار الأمريكيين. وفترة ترامب الرئاسية الأولى تعطي لمحة لما يمكن أن تبدو عليه فترته الثانية (إذا فاز في الانتخابات).

هنالك بديل، اقتصاد القرن الحادي والعشرين يمكن إدارته لا مركزيا فقط، وذلك يستوجب وجود مجموعة من المؤسسات تشمل شركات تحقق أرباحا وتعاونيات واتحادات ومجتمعا مدنيا فاعلا ومؤسسات غير ربحية.

أنا أُسمِّي هذه الحزمة الجديدة من الترتيبات الاقتصادية «الرأسمالية التقدمية». وتلعب الإجراءات التنظيمية للحكومة والاستثمارات العامة الممولة بواسطة الضرائب دورا مركزيا فيها. الرأسمالية التقدمية نظام اقتصادي لن يقود فقط إلى قدر أكبر من الإنتاجية والازدهار والمساواة ولكنها أيضا تضعنا كلنا في طريق يقودنا إلى حريات أعظم شأنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللیبرالیة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

يجذب الاستثمارات الجديدة.. كيف كانت المشاركة المصرية في منتدى دافوس؟

يشهد منتدى دافوس حضورًا كبيرًا، بمشاركة زعماء أكثر من 130 دولة، ونيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية يترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وفد مصر المشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي 2025" الذي ينعقد في مدينة دافوس السويسرية تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي"، خلال الفترة من 20 حتى 24 يناير 2025، بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات، وصناع القرار، وممثلي المنظمات الدولية، وكبار الرؤساء والتنفيذيين بالشركات العالمية، وعدد من قادة الأعمال والمبتكرين، ورواد التكنولوجيا، وممثلي الشركات الناشئة.

عرض الرؤية المصرية للتعامل مع الأزمات العالمية

وتتناول الدورة الحالية من المنتدى الاقتصادي العالمي، مناقشة مجموعة من التحديات الرئيسية مثل معالجة التوترات الجيوسياسية، وتعزيز النمو الاقتصادي بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة، فضلاً عن دفع التحول العادل والشامل في قطاع الطاقة بما يتماشى مع تطورات العصر التكنولوجي الحديث .

ويستند شعار المنتدى هذا العام إلى رؤية مؤسس منتدى الاقتصاد العالمي، كلاوس شواب، بأن التقنيات المتطورة تعيد تشكيل العالم بسرعة، ما يدفعه إلى نقطة تحول كبيرة، يصفها شواب بأنها "ثورة اجتماعية"، تمتلك القدرة على تحسين حياة البشر أو تمزيق المجتمعات إذا لم تُدار بحكمة.

في هذا الصدد قال أبوبكر الديب الخبير الاقتصادي إن وفد مصر الذي يترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي و أحمد كجوك وزير المالية والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وهي فرصة فريدة للتواصل مع المستثمرين وكبرى الشركات العالمية، ما يعزز إمكانية جذب استثمارات جديدة.

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ان مشاركة مصر في الدورة الحالية من المنتدى الاقتصادي العالمي، مهمة للغاية لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العالمية ومنها تحديات معالجة التوترات الجيوسياسية وتعزيز النمو الاقتصادي بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة فضلا عن دفع التحول العادل والشامل في قطاع الطاقة بما يتماشى مع تطورات العصر التكنولوجي الحديث  وإعادة تصور النمو، والصناعات في العصر الذكي، والاستثمار في الناس، وحماية الكوكب، وإعادة بناء الثقة وموضوعات اخري مثل الطاقة المتجددة، الاستدامة البيئية، والابتكار في التكنولوجيا،  بحضور 3000 قائد من أكثر من 130 دولة بما في ذلك 350 من قادة الحكومات.

وتابع: ويحضر الوفد المصري فعاليات مهمة ضمن أجندة المنتدى، فضلا عن عقد اجتماعات ولقاءات ثنائية مع مسئولين حكوميين دوليين، لبحث ومناقشة التحديات الراهنة وتعزيز العمل المشترك، ولقاء رؤساء وممثلي الشركات العالمية في عدة قطاعات حيوية لاستعراض فرص التعاون المشترك، والعمل على جذب الاستثمارات، ويركز الوفد المصري على عرض الرؤية المصرية للتعامل مع الأزمات العالمية وخطة الإصلاح الاقتصادى والمالى لدفع التنافسية والتصدير والصناعات الإنتاجية،  والترويج لرؤية مصر التنموية وإبراز المشاريع القومية الكبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

واكد: ويظل ترامب الغائب الحاضر عن المنتدي حيث ينتظر الجميع خطابه في دافوس وكان ترامب قد استبق المنتدى بتقديم معلومات عن خططه الاقتصادية وذلك خلال احتفال تنصيبه الذي أقيم الاثنين الماضي بالتزامن مع اليوم الأول من المنتدى الاقتصادي العالمي حيث أصدر تهديدات بوضع تعريفات جمركية على التبادل التجاري مع المكسيك وكندا والانسحاب من اتفاق باريس للمناخ والاستيلاء على قناة بنما.

الاقتصاد المصرى سيتحسن بشكل أكبر

أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن الاقتصاد المصرى سيتحسن بشكل أكبر مع استمرار الإصلاحات الاقتصادية، وتسريع وتيرة الإصلاحات الهيكلية فى إطار مسار متكامل ومحفز لنمو القطاع الخاص، موضحًا أن الاقتصاد المصرى يتميز بالتنوع الكبير، وأن مهمتنا زيادة تنافسية الاقتصاد المصرى خاصة قطاع الصناعة والانشطة التصديرية.

وقال الوزير، فى جلسة «نمو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» خلال مشاركته بمنتدى «دافوس ٢٠٢٥»، إن قطاعات التصنيع والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مصر تقود نمو الربع الأول من العام المالى الحالي لنحو ٣,٥٪ مقارنة بـ ٢,٤٪ فى «الربع السابق»، لافتًا إلى أن سياساتنا المالية تُعزز مرونة واستقرار ونمو وتنافسية الاقتصاد المصرى في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.

وأضاف أننا مستمرون فى سياسة الانضباط المالى، وخفض المديونية خاصة المديونية الخارجية، والعمل على تحسين مؤشراتها، مشيرًا إلى أن حزمة التسهيلات الضريبية تستهدف توسيع القاعدة الضريبية، وتحسين بيئة الأعمال للشركات الناشئة، وخلق حالة من الثقة مع الممولين، فى إطار جهود الدولة لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص؛ من أجل مستقبل مرن مستدام.

قال الوزير، إننا نستهدف حوكمة إدارة النشاط الاقتصادى من خلال وضع سقف سنوى للاستثمارات العامة ودين الحكومة العامة والضمانات الحكومية، لافتًا إلى أنه لأول مرة منذ فترة تتجاوز نسبة الاستثمارات المصرية الخاصة لإجمالي استثمارات الدولة نسبة ٦٣٪

أوضح الوزير، أن الدولة المصرية تستهدف زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، عبر التوسع فى الاستثمارات الخضراء من خلال إفساح المجال للقطاع الخاص لقيادة مبادرات الاقتصاد الأخضر؛ على نحو يسهم فى تحسين قدرتنا على الاستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية، ويعزز الدور الإقليمي لمصر في الطاقة النظيفة.

أشار الوزير، إلى أن الحكومة المصرية تُحفز الاستثمارات طويلة الأجل في التعليم والبنية التحتية الذكية لبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، أخذًا فى الاعتبار أن مواكبة الاتجاه العالمي للتكنولوجيا المتطورة يتطلب رفع كفاءة العاملين في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الخضراء.

أكد الوزير، ضرورة تضافر الجهود الإقليمية وتعزيز التعاون الاقتصادي للحد من تأثير اضطرابات سلاسل التوريد والإمداد العالمية، داعيًا إلى تعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي بتنمية التجارة البينية والاستثمار في البنية التحتية وتبادل التكنولوجيا الرقمية.

ماذا عن منتدى دافوس؟

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025" وسط اهتمام عالمي واسع، حيث يُعد المنتدى منصة عالمية تجمع بين قادة السياسة والاقتصاد ورواد الأعمال لمناقشة التحديات الدولية الملحّة والبحث عن حلول مبتكرة تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة. 

ويأتي المنتدى هذا العام تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، مما يعكس أهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص في عصر يشهد تطورات غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

ويمثل منتدى دافوس 2025 منصة فريدة للتعاون الدولي، حيث يجمع قادة العالم لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً. 

وكان قد غادر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاثنين 20 يناير 2025، مطار القاهرة الدولي متوجهاً إلى دافوس بسويسرا، ممثلاً عن الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود مصر لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية واستعراض رؤيتها للتعاون في القضايا العالمية، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتعاون مع المستثمرين وقادة الأعمال العالميين.

وتركز أجندة المنتدى على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم اليوم، منها:  

1- التعاون في الذكاء الاصطناعي: مناقشة كيفية تسخير التكنولوجيا لتحسين الاقتصاد الرقمي وتحقيق التحول البيئي.  

2- التوترات الجيوسياسية: تشمل جلسات عن التحديات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إلى جانب تأثير النزاعات على الاقتصاد العالمي.  

3- مستقبل الاقتصاد الدائري: البحث في استراتيجيات الاستخدام الفعال للموارد لتحقيق التنمية المستدامة.  

4- التنمية التكنولوجية العالمية: التركيز على التعاون في مجالات الصحة، والبيئة، والاقتصاد الرقمي. 

ويشهد المنتدى مشاركة 130 دولة وأكثر من 3000 شخصية عالمية، من بينهم قادة سياسيون، وصناع قرار، ورواد أعمال. 

ومن أبرز الشخصيات المشاركة:  

- الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.  

- رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.  

- نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شويشيانغ.  

- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. 

- رؤساء دول مثل الأرجنتين وجنوب إفريقيا.  

ويأتي منتدى دافوس 2025 في وقت حساس يعاني فيه العالم من انقسامات جيوسياسية واقتصادية متزايدة. 

ويدعو المنتدى إلى نبذ السياسات الحمائية وتشجيع التعاون الدولي لتحقيق التحول نحو اقتصاد رقمي مستدام. وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية، التعاون المتعدد الأطراف هو السبيل لبناء نظام تجاري عالمي شامل يعزز الابتكار والتنمية المستدامة.

ويسعى المنتدى إلى إبراز دور التكنولوجيا في تحسين الحياة البشرية من خلال:  

- تطوير أنظمة صحية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتقليل التكاليف.  

- استخدام التكنولوجيا لتحسين توزيع اللقاحات، مما يسهم في تقليص الفجوة الصحية بين الدول. 

- تعزيز الاقتصاد الدائري عبر استثمارات في الموارد المتجددة والوقود الحيوي.  

ويدعو المنتدى الحكومات والشركات إلى تبني سياسات مبتكرة تعتمد على التعاون الدولي، مثل: 

- فتح البيانات الحكومية وتسهيل تبادلها عبر الحدود. 

- وضع معايير دولية لتبادل البيانات وحماية الخصوصية.  

- تشجيع استثمارات القطاع الخاص في البنية التحتية الرقمية.

مقالات مشابهة

  • يجذب الاستثمارات الجديدة.. كيف كانت المشاركة المصرية في منتدى دافوس؟
  • بعد حديث الرئيس السيسي.. خبير يقدم روشتة للإصلاح الاقتصادي
  • وزيرة التخطيط: محفز النمو الاقتصادي والتنمية يمكن مصر من الانضمام لمبادرة هامة
  • وزيرة التخطيط: الاستفادة من خبرات المنتدى الاقتصادي العالمي
  • المشاط توقّع مع المنتدى الاقتصادي العالمي خطاب نوايا لإطلاق «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»
  • وزيرة التخطيط توقّع مع المنتدى الاقتصادي العالمي خطاب نوايا لإطلاق «محفز النموالاقتصادي والتنمية»
  • المشاط توقّع مع المنتدى الاقتصادي العالمي خطاب نوايا لإطلاق «محفز النموالاقتصادي والتنمية»
  • تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
  • تكريم رئيس الوفد في مؤتمر الرادار الاقتصادي .. صور
  • متحدث الحكومة: جهود الإصلاح الاقتصادي لها آثار إيجابية على الاقتصاد المصري