ميراثنا الشعبى من رُهاب الأجانب
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
فى بلدة عربية نائية، كُنت أسير بصحبة صديق من أهلها، ومعنا آخر أوروبى، عندما أفزعنى حجر طائر كاد أن يصيبنا إصابة مُباشرة، لولا انتباهة فطرية مكنتنا تفاديه. نظرت إلى صاحبنا الأوروبى، فقرأت فى عينيه هلعًا مُنكتمًا، بينما كان ثالثنا المستضيف يبتسم فى برود باعتبار الأمر اعتياديًا. وقال لى صاحبى، وهو يضحك إن الأطفال فى أزقة هذه المدينة لا يحبون الأغراب، ويتصورون أن كل غريب شر يجب مقاومته.
من بلد لبلد، ومن مدينة لأخرى تتعدد أساليب مواجهة الأغراب فى العالم العربى، وتتدرج من المقاطعة إلى الاشتباك المباشر، تحت تأثير رُهاب خاص يُسمى رُهاب الأجانب، ويطلق عليه علميًا مصطلح «الزينوفوبيا»، وملخصه هو أن ننظر بتشكك وتربص لكل أجنبى، ونعتقد أنه لا يمكن أن يكون سوى عدو، وأن الشعور الطبيعى المفترض تجاهه هو الحذر ثُم الحذر، والأولى تجنبه، والابتعاد عنه.
ولا شك أن شعوبنا العربية لديها ميراث كبير ومتراكم من «الزينوفوبيا»، يدفعنا للتساؤل عن أصول هذا الميراث. وهنا فإن التاريخ يقدم لنا تفسيرًا منطقيًا حول هذا الإرث. فالشرق والمنطقة على وجه خاص، عانت لعدة عقود معاناة قاسية وصعبة نتاج الاستعمار الغربى، الذى انقضت فيه دول العالم المتقدم، العالم الشمالى، الأوروبى، على دول العالم المريض أو النامى، فاحتلتها ونهبت ثرواتها وتحكمت فيها وارتكبت خلال ذلك موبقات وجرائم مثلت ذكريات موجعة للناس، واختلطت بتراثهم وامتزجت بثقافاتهم. إن أحدًا لا يمكن أن ينسى جرائم الأوروبيين ضد أجدادنا الذين عُذبوا وشردوا وسجنوا وقتلوا ظُلمًا فى إطار مقاومتهم للاحتلال.
لكن المُشكل أن رُهاب الأجانب لا يخُص أصحاب جنسية الدولة المحتلة مثلما هى النظرة للإنجليز لدى المصريين والعراقيين، أو النظرة للفرنسيين لدى الشعب الجزائرى أو السورى، وإنما هو يتسع ويمتد إلى كل الأجانب سواء الأوروبيون أو الأمريكيون، أو بمعنى آخر «الخواجات» عمومًا، وهو ما يُمثل لُغزًا يتجاوز مبرر الاستعمار.
ناهيك عن أن الاستعمار نفسه مر عليه أكثر من نصف قرن، وانتهى كتوجه لدى الدول الحديثة، ووصل بالأجيال الآنية إلى التبروء والاعتذار عما اقترفه الجدود، مُقررين أن التعايش والتعاون أسمى من احتلال البلدان وسلب خيراتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى عبيد
إقرأ أيضاً:
مجدي عبد الغني عن أزمة زيزو مع الزمالك: يجب إنهاء الأمور بعقلانية وبشكل ودي
عبر مجدي عبدالغني، نجم الأهلي السابق، عن رأيه لحل أزمة أحمد مصطفى «زيزو»، جناح الفريق الأول لكرة القدم مع القلعة البيضاء.
وقال مجدي عبدالغني، في تصريحات تليفزيونية عبر فضائية «الشمس»: «أتمنى أن تنتهي أزمة نادي الزمالك مع زيزو، بشكل ودي».
وأضاف: «لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، اللي هيلجأ لها أي طرف من الأطراف سواء اللاعب أو النادي هتبقى في مصلحة اللاعب».
وتابع: بدلًا من الصدام بين الزمالك وزيزو، يجب أن تكون هناك جلسة وتنتهي هذه الأمور بعقلانية.
وكان قد تحدث مجدي عبد الغني نجم الكرة المصرية السابق، عن المغالاة في رواتب لاعبي كرة القدم خلال الفترة الحالية.
وكتب الإعلامي أحمد عبد الباسط :"مجدي عبد الغني: زيزو لا يستحق 30 مليون في الموسم.. وملف الأجانب بمصر كارثة".
وقال مجدي عبد الغني، خلال تصريحات لبرنامج لعبة والتانية الذي يُقدمه الإعلامي كريم رمزي عبر إذاعة ميجا إف إم: إمام عاشور لاعب مميز لكنه لا يساوي 30 أو 40 أو 50 مليون جنيه في الموسم.
وأضاف عبد الغني: وزيزو رغم أنه لاعب مميز إلا أنه لا يُساوي 90 مليون جنيه في 3 مواسم، وكيف هذه الأرقام والرواتب ونحن لا نملك الجماهير في الملاعب.
وتابع عضو اتحاد الكرة السابق: الكرة المصرية والأندية لا تتحمل دفع مثل هذه الرواتب، والأندية الأوروبية تمنح رواتب كبيرة بسبب زيادة المداخيل.
وأكمل عبد الغني: لدينا أزمات كبيرة في ملف اللاعبين الأجانب بالأندية الكبيرة بالدوري المصري وكوارث، وهناك من يجعل الأجانب يُوقعون على رواتب غير حقيقية وأكبر بكثير من راتبه، وهناك من أصبحوا مليونيرات بسبب هذه المسائل.