بوابة الوفد:
2025-02-07@11:44:54 GMT

ميراثنا الشعبى من رُهاب الأجانب

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

فى بلدة عربية نائية، كُنت أسير بصحبة صديق من أهلها، ومعنا آخر أوروبى، عندما أفزعنى حجر طائر كاد أن يصيبنا إصابة مُباشرة، لولا انتباهة فطرية مكنتنا تفاديه. نظرت إلى صاحبنا الأوروبى، فقرأت فى عينيه هلعًا مُنكتمًا، بينما كان ثالثنا المستضيف يبتسم فى برود باعتبار الأمر اعتياديًا. وقال لى صاحبى، وهو يضحك إن الأطفال فى أزقة هذه المدينة لا يحبون الأغراب، ويتصورون أن كل غريب شر يجب مقاومته.

أبديت دهشتى للرجل، لكنه أفادنى بأن الأطفال يمارسون هذه العادة المخيفة توارثًا عن أجيال سابقة اعتبرت الأغراب، جميعهم أعداء.

من بلد لبلد، ومن مدينة لأخرى تتعدد أساليب مواجهة الأغراب فى العالم العربى، وتتدرج من المقاطعة إلى الاشتباك المباشر، تحت تأثير رُهاب خاص يُسمى رُهاب الأجانب، ويطلق عليه علميًا مصطلح «الزينوفوبيا»، وملخصه هو أن ننظر بتشكك وتربص لكل أجنبى، ونعتقد أنه لا يمكن أن يكون سوى عدو، وأن الشعور الطبيعى المفترض تجاهه هو الحذر ثُم الحذر، والأولى تجنبه، والابتعاد عنه.

ولا شك أن شعوبنا العربية لديها ميراث كبير ومتراكم من «الزينوفوبيا»، يدفعنا للتساؤل عن أصول هذا الميراث. وهنا فإن التاريخ يقدم لنا تفسيرًا منطقيًا حول هذا الإرث. فالشرق والمنطقة على وجه خاص، عانت لعدة عقود معاناة قاسية وصعبة نتاج الاستعمار الغربى، الذى انقضت فيه دول العالم المتقدم، العالم الشمالى، الأوروبى، على دول العالم المريض أو النامى، فاحتلتها ونهبت ثرواتها وتحكمت فيها وارتكبت خلال ذلك موبقات وجرائم مثلت ذكريات موجعة للناس، واختلطت بتراثهم وامتزجت بثقافاتهم. إن أحدًا لا يمكن أن ينسى جرائم الأوروبيين ضد أجدادنا الذين عُذبوا وشردوا وسجنوا وقتلوا ظُلمًا فى إطار مقاومتهم للاحتلال.

لكن المُشكل أن رُهاب الأجانب لا يخُص أصحاب جنسية الدولة المحتلة مثلما هى النظرة للإنجليز لدى المصريين والعراقيين، أو النظرة للفرنسيين لدى الشعب الجزائرى أو السورى، وإنما هو يتسع ويمتد إلى كل الأجانب سواء الأوروبيون أو الأمريكيون، أو بمعنى آخر «الخواجات» عمومًا، وهو ما يُمثل لُغزًا يتجاوز مبرر الاستعمار.

ناهيك عن أن الاستعمار نفسه مر عليه أكثر من نصف قرن، وانتهى كتوجه لدى الدول الحديثة، ووصل بالأجيال الآنية إلى التبروء والاعتذار عما اقترفه الجدود، مُقررين أن التعايش والتعاون أسمى من احتلال البلدان وسلب خيراتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد

إقرأ أيضاً:

تورتة وكوكتيل.. مهرجان الفواكه الشتوية فقط لسياح الغردقة

تتنوع مظاهر جذب السياح لفنادق الغردقة فى فصل الشتاء، وتتسابق المنتجعات السياحية فى ابتكار طرق لجذب سياح أوروبا وكسر الروتين اليومى بالجلوس على الشواطئ، خاصةً فى الأيام التى تغيب عنها الشمس ، حيث يأتى السياح خصيصاً إلى المدينة السياحية للاستمتاع بأشعة الشمس المشرقة فى الغردقة، الأكثر دفئاً مقارنةً بالأجواء الأوروبية الباردة فى موسم الشتاء.

مهرجان الفواكه الشتوية في الغردقة 

ونظمت مجموعة فنادق سياحية مهرجان الفواكه الشتوية على الشواطئ بمشاركة السياح الأجانب من جنسيات أوروبية مختلفة، على رأسها ألمانيا وإيطاليا والتشيك وبولندا وروسيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا.

يرى محمد عيد، خبير التسويق السياحى بالبحر الأحمر، أن مهرجان الفواكه على شواطئ الغردقة يقام بغرض إدخال البهجة والسرور على السياح الأجانب والترفيه وتنشيط سياحة الشتاء التى تلقى رواجاً كبيراً وترفع نسبة الإشغالات بالفنادق إلى أعلى مستوى لها منذ فترة مقارنةً مع شهر فبراير من العام الماضى.

إقبال السياح في الغردقة علي مهرجان الفواكه 

ويحكى مجيب حسين، مدير فندق سياحى ومنظم الفعاليات بالغردقة، أن مهرجان الفواكه الشتوية ضم فواكه متنوعة منها الفراولة والبرتقال والموز والجوافة والتفاح والكنتالوب، بالإضافة إلى عصائر ومشروبات طازجة وكوكتيلات، وتم عمل تورتة الفواكه الشتوية.

وظهر إقبال وإعجاب السياح الأجانب من جنسيات أوروبية مختلفة من خلال حرصهم على التفاعل مع فرق الأنيميشن والفرق الموسيقية والتقاط الصور التذكارية ونشرها على السوشيال ميديا، ما يسهم فى تنشيط السياحة والترويج السياحى لمدينة الغردقة، لجذب السياح من كل الدول العالم، بالإضافة إلى تنشيط السياحة الداخلية التى تأتى بالتزامن مع إجازة منتصف العام.

مقالات مشابهة

  • أوقاف كوردستان تشترط على الأجانب الترخيص لإقامة الأنشطة في المساجد
  • قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدنى 
  • قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • يمكن للتكنولوجيا تغيير العالم.. إن عَمِلَتْ لصالح الأطفال
  • فلسطين أرض الرباط والصمود والبطولات..
  • اليوم العالمي للنوتيلا.. كيف تؤثر على المزاج وتزيد من هرمون البهجة؟
  • بالصورة: إسرائيل تهدد الصحفيين الأجانب في جنوب لبنان!
  • تورتة وكوكتيل.. مهرجان الفواكه الشتوية فقط لسياح الغردقة
  • روسيا: واشنطن تواصل نهج الاستعمار ونهب ثروات الشعوب
  • تعميم صارم في حضرموت بشأن زواج الأجانب