بوابة الوفد:
2024-11-02@18:20:55 GMT

ميراثنا الشعبى من رُهاب الأجانب

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

فى بلدة عربية نائية، كُنت أسير بصحبة صديق من أهلها، ومعنا آخر أوروبى، عندما أفزعنى حجر طائر كاد أن يصيبنا إصابة مُباشرة، لولا انتباهة فطرية مكنتنا تفاديه. نظرت إلى صاحبنا الأوروبى، فقرأت فى عينيه هلعًا مُنكتمًا، بينما كان ثالثنا المستضيف يبتسم فى برود باعتبار الأمر اعتياديًا. وقال لى صاحبى، وهو يضحك إن الأطفال فى أزقة هذه المدينة لا يحبون الأغراب، ويتصورون أن كل غريب شر يجب مقاومته.

أبديت دهشتى للرجل، لكنه أفادنى بأن الأطفال يمارسون هذه العادة المخيفة توارثًا عن أجيال سابقة اعتبرت الأغراب، جميعهم أعداء.

من بلد لبلد، ومن مدينة لأخرى تتعدد أساليب مواجهة الأغراب فى العالم العربى، وتتدرج من المقاطعة إلى الاشتباك المباشر، تحت تأثير رُهاب خاص يُسمى رُهاب الأجانب، ويطلق عليه علميًا مصطلح «الزينوفوبيا»، وملخصه هو أن ننظر بتشكك وتربص لكل أجنبى، ونعتقد أنه لا يمكن أن يكون سوى عدو، وأن الشعور الطبيعى المفترض تجاهه هو الحذر ثُم الحذر، والأولى تجنبه، والابتعاد عنه.

ولا شك أن شعوبنا العربية لديها ميراث كبير ومتراكم من «الزينوفوبيا»، يدفعنا للتساؤل عن أصول هذا الميراث. وهنا فإن التاريخ يقدم لنا تفسيرًا منطقيًا حول هذا الإرث. فالشرق والمنطقة على وجه خاص، عانت لعدة عقود معاناة قاسية وصعبة نتاج الاستعمار الغربى، الذى انقضت فيه دول العالم المتقدم، العالم الشمالى، الأوروبى، على دول العالم المريض أو النامى، فاحتلتها ونهبت ثرواتها وتحكمت فيها وارتكبت خلال ذلك موبقات وجرائم مثلت ذكريات موجعة للناس، واختلطت بتراثهم وامتزجت بثقافاتهم. إن أحدًا لا يمكن أن ينسى جرائم الأوروبيين ضد أجدادنا الذين عُذبوا وشردوا وسجنوا وقتلوا ظُلمًا فى إطار مقاومتهم للاحتلال.

لكن المُشكل أن رُهاب الأجانب لا يخُص أصحاب جنسية الدولة المحتلة مثلما هى النظرة للإنجليز لدى المصريين والعراقيين، أو النظرة للفرنسيين لدى الشعب الجزائرى أو السورى، وإنما هو يتسع ويمتد إلى كل الأجانب سواء الأوروبيون أو الأمريكيون، أو بمعنى آخر «الخواجات» عمومًا، وهو ما يُمثل لُغزًا يتجاوز مبرر الاستعمار.

ناهيك عن أن الاستعمار نفسه مر عليه أكثر من نصف قرن، وانتهى كتوجه لدى الدول الحديثة، ووصل بالأجيال الآنية إلى التبروء والاعتذار عما اقترفه الجدود، مُقررين أن التعايش والتعاون أسمى من احتلال البلدان وسلب خيراتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد

إقرأ أيضاً:

اللواء أحمد العوضي: مشروع قانون جديد لتنظيم أوضاع اللاجئين في مصر

أكد اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، على أن مشروع القانون الجديد لتنظيم أوضاع اللاجئين في مصر يهدف لتقنين أوضاع اللاجئين الأجانب في مصر.

المواطن الأجنبي له حقوق وعليه واجبات

وأوضح «العوضي» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6» المذاع على قناة «الحياة»، اليوم السبت، أن هذا القانون تمت الموافقة عليه في لجنة الدفاع والأمن القومي ومكون من 39 مادة، لتقنين أوضاع الأجانب من خلال اللجنة الدائمة لتنظيم إقامة الأجانب في مصر برئاسة رئيس الوزراء وعضوية بعض الوزراء، مشيرًا إلى أن المواطن الأجنبي له حقوق وعليه واجبات، ومن جاء إلى مصر بطرق مشروعة أو غير مشروعة سيتم تقنين وضعه من خلال تقديم طلب للجنة الدائمة.

اللجوء عن طريق الطرق المشروعة

وتابع أن اللجنة تناقش الوضع، ومن حضر إلى مصر بالطرق المشروعة سيتم الإفادة في طلبه خلال 6 أشهر، بينما من دخل مصر بطرق غير مشروعة سيتم البت في أمره خلال سنة من تاريخ تقديمه للطلب.

مقالات مشابهة

  • اللواء أحمد العوضي: مشروع قانون جديد لتنظيم أوضاع اللاجئين في مصر
  • طبيب فرنسي يناشد ضمير العالم وقف المجازر الإسرائيلية في غزة
  • ترامب يزعم: هاريس غير مؤهلة للتعامل مع الزعماء الأجانب إذا فازت بالانتخابات وسيموت الملايين
  • متى يجوز للأجنبي العمل داخل مصر وفقًا للقانون؟ (تفاصيل)
  • ماكرون يقر بقتل فرنسا الثائر الجزائري بن مهيدي
  • انطلاق مهرجان الرمان بمشاركة 15 شيفا في الغردقة
  • البورصة المصرية تحقق أرباحًا ملحوظة
  • من وعد بلفور إلى إبادة غزة… جرائم الاستعمار والصهيونية مستمرة
  • روبيرت بيريز: محرز لم يرتق لمستوى الأجانب في الدوري السعودي .. فيديو
  • دعوة اليمن لحضور المؤتمر العالمي بشأن عدالة الأطفال المحرومين من الحرية