تلميح عبقرى طرحه أحد المذيعين الذى يقدم برنامجاً رياضياً مهماً، وكان يستضيف نجمين من نجومها، الأول صاحب علامة القوة فى منتخب 90، والآخر كان مديراً فنياً لأكبر أندية مصر، وكان مديراً فنياً للمنتخب الأول، والتلميح هذا جاء فى سؤال لهما فى بداية البرنامج وقبل بدء اللقاء، ما هو اسم صوت البط؟ كلنا يعرف البط بالقطع.
لم نقصد أحداً!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى صاحب علامة
إقرأ أيضاً:
أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن يعرب بن قحطان الأزدي، ولد سنة 223هـ/837م فـي البصرة، فـي عائلة عمانية ثرية، فأبوه أحد وجهاء البصرة. تلقى العلم على يد عمه الحسين بن دريد، وفـي سنة 257هـ انتقل مع عمه إلى عمان، وذلك لاضطراب الأوضاع فـي البصرة بسبب ثورة الزنج. وظل فـي عمان اثني عشر عامًا. يُقال إنه سكن صحار، وفـي رواية أخرى إنه سكن دما السيب. ويروي ابن دريد عن لقائه بالإمام الصلت بن مالك، حيث يقول: «كنت بعمان مع الصلت بن مالك الشاري، وكانت الشراة تدعوه أمير المؤمنين، وكانت السنة كثيرة الأمطار، ودامت على الناس، فكادت المنازل أن تنهدم، فاجتمع الناس وساروا إلى الصلت، وسألوه أن يدعو لهم، فأَجَلَّ بهم أن يركب من الغد إلى الصحراء، فقال لي: لتخرج معي فـي غد. فبتُّ مفكرًا كيف يدعو؟ فلما أصبحتُ خرجتُ معه، فصلى بهم، وخطب ودعا، فقال: اللهم إنك أنعمت فأوفـيت، وسقيت فأرويت، فعلى القيعان ومنابت الشجر، وحيث النفع لا الضرر، فاستحسنتُ ذلك منه».
وبعد فترة من إقامته فـي عمان واستقرار أوضاع البصرة، عاد ابن دريد إلى البصرة، ومنها اتصل به والي الأهواز عبد الله بن محمد بن ميكال ليعلم ولده. وفـي الأهواز تقلد ديوان فارس، وظل بها ست سنوات، ثم انتقل إلى بغداد سنة 308هـ، وأجرى له الخليفة العباسي المقتدر راتبًا يُدفع له خمسون دينارًا، وذلك تقديرًا له ولعلمه. كان ابن دريد كريمًا سخيًّا لا يرد محتاجًا.
تخرج على يديه مجموعة من علماء القرن الرابع الهجري، القرن الذي شهد قمة ازدهار الحضارة الإسلامية، وممن تعلم على يديه أبو الفرج الأصفهاني، وأبو الحسن المسعودي، وأبو عبيدالله المرزباني، وأبو علي القالي، والنهرواني.
كتب ابن دريد عددًا كبيرًا من المؤلفات، منها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب الأشربة، وكتاب الجمهرة فـي اللغة، وكتاب السرج واللجام، وكتاب ذخائر الحكمة، وكتاب البنين والبنات، وكتاب أدب الكاتب. كان لابن دريد شهرة واسعة لعلمه الغزير فـي اللغة العربية، ويذكر أنه تصدر العلم ستين سنة، فكان يقال: «إنه أشعر العلماء وأعلم الشعراء». ويقول عنه المسعودي فـي كتابه مروج الذهب: «كان ابن دريد ببغداد ممن برع فـي زماننا هذا فـي الشعر، وانتهى فـي اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فـيها، وأورد أشياء فـي اللغة لم توجد فـي كتب المتقدمين، وكان يذهب بالشعر كل مذهب». وكان غزير العلم، سريع الحفظ للشعر العربي، وكان شعره من أجزل الشعر وأعذبه. قال عنه أبو الطيب اللغوي: «ما ازدحم العلم والشعر فـي صدر أحد ازدحامهما فـي خلف الأحمر وابن دريد».
من أبرز وأهم كتب ابن دريد كتاب الجمهرة فـي اللغة، وهو معجم لغوي يقع فـي ثلاثة أجزاء. ويذكر ابن دريد سبب التسمية فـي مقدمة الكتاب: «وإنما أعرناه هذا الاسم، لأنا اخترنا له الجمهور من كلام العرب، وأرجأنا الوحشي والمستنكر». رتب ابن دريد معجمه على النظام الألفبائي، مخالفًا بذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي فـي معجمه العين، واتبع نظام التقليبات الأبجدية. يجرد ابن دريد الكلمات من الحروف الزائدة ويعيدها إلى أصلها، بدأ بالثنائي المضعف، ثم الثلاثي الصحيح، ثم المعتل، ثم الرباعي الأصلي، ثم ما يلحق به، ثم الخماسي الأصلي، ثم ما يلحق به، وختم المعجم بباب خاص بنوادر الكلمات.
حرص ابن دريد على الاستفاضة فـي شرح معاني الكلمات وتقديم الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وكلام العرب شعرًا ونثرًا. اعتنى فـي كتابه بالقراءات القرآنية، وبلغات القبائل العربية، وحرص على نسبتها إليها. أشار إلى أصل الكلمات الداخلة إلى اللغة العربية ووضح أصلها اللغوي، هل هي رومية أم فارسية أم عبرية؟
قال السيوطي: قال بعضهم: «أملى ابن دريد الجمهرة من حفظه، سنة 297هـ، فما استعان عليها بالنظر فـي شيء من الكتب، إلا فـي الهمزة واللفـيف».
اعتنى العلماء بكتاب الجمهرة، فكانوا يحرصون على دراسته والاستفادة منه، ومنهم من قام باختصاره، مثل: جوهرة الجمهرة للصاحب بن عباد، وشواهد الجمهرة لأبي العلاء المعري. ومما يُحكى عن اهتمام العلماء بكتاب الجمهرة ما يُروى عن أحدهم كان يمتلك نسخة من الجمهرة وكان حريصًا عليها، ولقد عُرض عليه ثلاثمائة مثقال فرفض بيعها. وفـي مرحلة من حياته احتاج إلى المال، فعرضها للبيع، فاشتراها منه محمد بن الحسين بن موسى المعروف بالشريف الرضي بستين دينارًا، وحين تصفح الشريف الكتاب، وجد صاحبه قد كتب أبياتًا بخط يده فـي مقدمة الكتاب يقول فـيها:
أنست بها عشرين حولًا وبعتها
فقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أني سأبيعها
ولو خلدتني فـي السجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقار وصبية
صغار عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة
مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحُجَّات يا أم مالك
كرائم من رب بهن ضنين
فقام الشريف الرضي من فوره، وأعاد الكتاب إلى صاحبه، وأرسل معه أربعين دينارًا أخرى هدية منه له لمحبته لهذا الكتاب القيّم.
توفـي ابن دريد فـي بغداد، ودُفن فـي المقبرة العباسية سنة 321هـ/933م. ومما قيل فـي رثائه، ما قاله جحظة البرمكي:
فقدت بابن دريد كل فائدة
لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكي لفقد الجود منفردًا
فصرت أبكي لفقد الجود والأدب