يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بكين؛ تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينج لحضور حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، إذ سيتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعميق التوافق بين الصين ومصر.

وفيما يلي، نستعرض أبرز التطورات الاقتصادية المصرية الصينية، وفق تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.

العلاقات الاقتصادية طريق للتنمية المشتركة

تعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 ما يقارب 30 مليار دولار أمريكي.

وتتزايد الاستثمارات الصينية في مصر بشكل مستمر، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فعلى سبيل المثال، تم توقيع اتفاقية استثمارية بقيمة 50 مليار دولار أمريكي بين البلدين عام 2021، كما افتتحت الصين منطقة تجارية حرة في مصر عام 2022.

ولا تقتصر العلاقات الاقتصادية على التجارة والاستثمار المباشر، إذ تعد مصر بوابة الصين لإفريقيا، وهو ما يمكن الشركات الصينية من تنفيذ مشروعات ضخمة في القارة الإفريقية من خلال مصر، بالإضافة إلى ذلك، تعد مصر من الدول المؤسسة المبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز الترابط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وتساهم مصر بشكل فعال في تنفيذ مشروعات المبادرة، خاصة في مجال النقل البحري والبري، إذ يعد افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2019 أحد أهم مشروعات مبادرة الحزام والطريق، وللتعزيز والتسهيل المستمرين للتعاون الاقتصادي، وجرى إنشاء منطقة اقتصادية خاصة صينية مصرية في العين السخنة. 

كما تقدم الصين قروضا ميسرة لمصر لتمويل مشروعات تنموية، وتشارك مصر في بنك التنمية الآسيوي، الذي تعد الصين أكبر مساهم فيه. 

وشهد الاستثمار المشترك مؤخرا ازدهارا ملحوظا، خاصة بعدما تحركت القاهرة لتشجيع المستثمرين الأجانب، بخطوات الإصلاح الاقتصادية الأخيرة، ونتيجة لذلك كان أكثر المستثمرين الأجانب الذين وسعوا استثماراتهم في مصر من الصين نتيجة لقوة التعاون الاقتصادي بين البلدين.

آخر تطورات العلاقات الاقتصادية بين البلدين 

وكان آخر أشكال هذا التعاون المميز في أبريل الماضي، لقاء وليد جمال الدين، رئيس مجلس إدارة منطقة السويس الاقتصادية، بوفد صيني رفيع المستوى برئاسة ني يو فانج، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة فبى Hebei الصينية لمناقشة سبل التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومقاطعة خبي الصينية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وفي مارس الماضي، التقى المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة بنظيره الصيني، وبحثا إمكانية إنشاء منطقة صناعية صينية على البحر المتوسط لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للأسواق الأوروبية والأمريكية.

وأشار سمير أيضًا إلى أن مقترح إقامة هذه المنطقة يتضمن إنشاء منطقة صناعية تقليدية وأخرى متخصصة في الصناعات التكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية؛ الأمر الذي يسهم في نقل الخبرات وتوفير أحدث التكنولوجيا للعمالة المصرية وجعل مصر محورا صناعيا وتصديريا للمنتجات الصينية، ومهد هذا اللقاء لمرحلة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الاهتمام بدفع أطر التعاون المشترك بين البلدين في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو ما يؤكد ليس فقط على قوة التعاون الاقتصادي بين البلدين، لكن أيضًا على أن هذا التعاون في حركة تطور وتقدم دائمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الصين مصر العلاقات المصرية الصينية العلاقات الاقتصادیة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟

تتابع الولايات المتحدة، روسيا، والصين الانتخابات الألمانية لعام 2025 بحذر، نظرًا لتأثير نتائجها المحتمل على التحالفات الدولية وموازين القوى العالمية.

اعلان

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الألمانية الأحد في 23 فبراير 2025، تتحول أنظار القوى الدولية الكبرى -الولايات المتحدة، روسيا، والصين -نحو برلين، حيث يُتوقع أن تؤثر نتائج هذه الانتخابات بشكل مباشر على المشهد الجيوسياسي الدولي، وتعيد رسم ملامح العلاقات الثنائية والإقليمية.

الولايات المتحدة

تراقب واشنطن الانتخابات الألمانية عن كثب، نظراً للمكانة المحورية لألمانيا في التحالف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وفي ظل إدارة أمريكية تبرز أولويات جديدة في موضوع التعاون عبر الأطلسي، تُبدي واشنطن اهتمامًا خاصًا بمواقف الأحزاب الألمانية من قضايا الدفاع والأمن والهجرة.

يعتبر الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) بقيادة فريدريش ميرتس شريكًا تقليديًا موثوقًا للولايات المتحدة، إذ يعكس برنامجه الانتخابي توجهات داعمة لتعزيز العلاقات الدفاعية والتجارية مع واشنطن، خاصة في مواجهة التحديات المشتركة مثل النفوذ الروسي والصيني من جهة، ورغبة واشنطن في وقف الحرب في أوكرانيا من جهة ثانية.

في المقابل، يُثير صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الاتحاد الأوروبي والناتو، قلقًا في الأوساط الأمريكية. إذ تخشى واشنطن من أن تؤدي سياسات هذا الحزب إلى تآكل الوحدة الأوروبية، مما قد يُضعف الموقف الغربي الموحد تجاه موسكو وبكين.

روسيا: آمال في تغيير التوازن الأوروبي ورفع العقوبات

بالنسبة لموسكو، تُعد الانتخابات الألمانية فرصة لإعادة رسم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل توتر العلاقات الناتج عن الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

تراقب روسيا صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، والتي تُعرف بمواقفها غير العدائية تجاه موسكو ودعواتها لإعادة النظر في العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا. ترى موسكو في تحقيق هذه الأحزاب لمكاسب انتخابية فرصة لتعزيز علاقاتها المستقبلية مع أوروبا وتقويض الدعم الأوروبي لأوكرانيا.

Relatedما الذي يخبئه القدر للحكومة الألمانية؟ شولتس أمام اختبار لمنح ثقة البرلمان يوم الاثنين المقبلالانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشارتحديات متزايدة تواجه صناعة السيارات الألمانية: خفض تصنيفات مرسيدس وبورش وسط ضغوط السوق

في المقابل، فإن فوز الأحزاب التقليدية مثل الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، قد يعني استمرار النهج الحالي تجاه روسيا، بما في ذلك التمسك بالعقوبات ودعم السياسات الأمنية الأوروبية.

كما أن تصاعد حضور التيار اليساري الممثل بحزب "دي لينكه" يعتبر مؤشراً لافتاً في هذا الاستحقاق، ويتوقع منه أن يترجم في صناديق الاقتراع.

الصين: مصالح اقتصادية واستراتيجية في مواجهة احتمالات التشدد الأوروبي

من ناحيتها، تراقب بكين الانتخابات الألمانية بعناية، مدركةً للأهمية الاستراتيجية لألمانيا كأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. وتسعى الصين إلى الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية مع ألمانيا، خاصة في مجالات التكنولوجيا والاستثمار والتجارة، في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

وكما يبدو من برامج الأحزاب المشاركة في الانتخابات، تُفضل بكين فوز الأحزاب الداعمة للتجارة الحرة مثل الحزب الديمقراطي الحر (FDP)، الذي يتبنى سياسات انفتاح اقتصادي واستثمارات خارجية، مما يعزز الشراكة الاقتصادية بين الصين وألمانيا.

في المقابل، يُثير صعود الأحزاب اليمينية أو الأحزاب ذات التوجهات القومية قلقًا لدى الصين، نظرًا لاحتمال تبنيها سياسات حمائية وتشديد الرقابة على الاستثمارات الأجنبية، وهو ما قد يؤثر على المصالح الاقتصادية الصينية في أوروبا.

تأثيرات محتملة على العلاقات الدولية

تُعد الانتخابات الألمانية لعام 2025 نقطة تحول في السياسة الدولية، نظرًا لتأثير نتائجها على توازنات القوى العالمية.

فوز الأحزاب التقليدية قد يعني استمرار السياسة الألمانية الحالية، بما في ذلك الالتزام بالتحالفات الدولية كالناتو والاتحاد الأوروبي، والمواقف الثابتة تجاه روسيا والصين.في المقابل، فإن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الخارجية، بما في ذلك تبني مواقف أكثر انعزالية أو مراجعة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.Relatedشولتز يرد على انتقادات فانس: ألمانيا ستقرر مصيرها بنفسها ولن نقبل التدخلات في ديمقراطيتناتحقق: مزاعم مضللة تستهدف شولتس قبل الانتخابات.. لا حالة طوارئ في ألمانياحزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير قانونية.. المتبرع ودوافعه في دائرة الشك

هذا التباين في السيناريوهات يجعل نتائج الانتخابات الألمانية محط اهتمام عالمي، حيث تُدرك القوى الدولية أن التوجهات السياسية لأكبر اقتصاد في أوروبا ستؤثر على السياسات الأوروبية والدولية بشكل عام، وقد تُعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية العالمية. في ظل تنافس الأحزاب الألمانية بمواقف متباينة تجاه القضايا الدولية، تُصبح هذه الانتخابات بمثابة اختبار استراتيجي لمستقبل التحالفات الدولية والتوازنات الإقليمية.

ومع استمرار المنافسة الحادة على الساحة الألمانية، يبقى السؤال الأبرز: كيف ستؤثر نتائج الانتخابات على مستقبل العلاقات الدولية وموقع ألمانيا في النظام العالمي؟

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب ينفي ما ورد في صحيفة فرنسية عن زيارة مرتقبة إلى موسكو في يوم النصر كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ ماكرون يحذّر ترامب من التهاون مع بوتين في المفاوضات بشأن أوكرانيا دونالد ترامبروسياالاتحاد الأوروبيالانتخابات الألمانيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. إسرائيل تستلم الرهائن من الصليب الأحمر وترقب للإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة للتبادل يعرض الآنNext ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد إقالة الجنرال براون يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار يعرض الآنNext لأول مرة هذا العام: شمس الربيع تضيء وجه رمسيس الثاني في أبو سمبل يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيإسرائيلقطاع غزةأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلاديمير بوتينألمانيافولوديمير زيلينسكيشرطةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • مصر والصين تعززان التعاون الثنائي وتبحثان تطورات الشرق الأوسط
  • أبوظبي توقع اتفاقيات لترسيخ الشراكة الاقتصادية مع الصين
  • الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟
  • العلاقات الاقتصادية بين قطر وإيران.. آفاق وتحديات
  • عابد: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا خطوة جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين
  • ترامب يتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • المشاط: ترفيع العلاقات المصرية الإسبانية يفتح آفاقًا أوسع للاستثمار والشراكة الاقتصادية بين البلدين
  • الصناعات الهندسية تبحث مع سفيرة مقدونيا سبل دعم التعاون المشترك
  • ترامب: التوصل لاتفاق تجاري مع الصين "ممكن"
  • ترامب: متفائل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين