تنشر «التغيير» كلمة رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم” الدكتور عبدالله حمدوك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي، التي ألقاها يوم الاثنين 27 مايو 2024م بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتناول فيها الأزمة السودانية الراهنة، وجهود “تقدم” لتكوين أكبر جبهة مدنية لإنهاء الحرب.

كما تطرق لخطر المحاعة التي تهدد الملايين من السودانيين ولقضايا النازحين اللاجئين، مناشدا المجتمع الإقليمي والدولي بتحمل مسؤولياته بالضغط على الأطراف المتصارعة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.

وناشد الأطراف المتصارعة أن يتخذوا القرار الصحيح بالوقف الفوري لهذه المحرقة. مؤكدا أن البلاد تتعرض لمخاطر وجودية مع تنامى خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية الأمر الذي يهدد بقاء الدولة السودانية. مشيرا إلى تقديم الدعوات لطرفي الحرب للقاء مع قيادة “تقدم” لبحث سبل إنهائها.

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة المؤتمرون
الضيوف الكرام
السيد ممثل الحكومة الأثيوبية
السيدات والسادة ممثلو البعثات السياسية والدبلوماسية وممثلو المنظمات الأقليمية والدولية
الحضور الكريم بكل مقاماتكم السامية
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
المجد والخلود للشهداء
التحية للجرحى
التحية لكل ضحايا الانتهاكات
التحية للنازحين واللاجئين والمهجرين في كل بقاع الأرض.
ينعقد هذا الاجتماع و بلادنا تدخل عامها الثاني من الحرب التي ازهقت فيها آلاف الأرواح و خلفت عشرات الألاف من الأيتام والأرامل و الثكالى و ارتكبت فيها افظع الانتهاكات ودمرت البني التحتية وقضت علي مقدرات البلاد وتسببت في نزوح و لجوء الملايين من أبناء و بنات شعبنا الي دول الجوار .و في هذا الصدد لابد لنا ان نشكر الأشقاء في الدول الأفريقية و العربية وبخاصة في دول الجوار التي استقبلت كل هذه الأعداد من اللاجئين و نكرر رجائنا للأشقاء في هذه الدول لبذل المزيد من الجهد لتضميد جراح هؤلاء اللاجئين و ذلك بتيسير الإجراءات و تقديم كل العون الممكن لهم و ستحفظ ذاكرة شعبنا هذه الوقفات المشرفة من الاشقاء .
الحضور الكريم
في عامها الثاني دخلت الحرب مرحلة غير مسبوقة من تدمير للشعب السوداني ومقدراته وازدياد في كم وكيف الانتهاكات وأخطر من كل ذلك نذر المجاعة التي تتهدد الملايين من أبناء وبنات شعبنا، هذه المجاعة إذا لم يتم تداركها ستؤدي الي فقدان اضعاف مضاعفة من الأرواح تفوق اعداد الذين قضوا تحت نيران الرصاص.
و اننا من هذا المنطلق نناشد المجتمع الإقليمي و الدولي بتحمل مسئولياته بالضغط علي الأطراف المتصارعة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط وان لا يتم استخدام الغذاء و الدواء كسلاح لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء كما نطالب المجتمع الدولي بضرورة السعي الفوري و الجاد لإيقاف الحرب بإعادة الاطراف المتصارعة الي طاولة التفاوض وفق رؤية متكاملة للحل تؤدي الي الوقف الفوري للحرب و إيصال المساعدات الإنسانية و العودة الي مسار الانتقال الذي يفضي الي التحول المدني الديمقراطي بما يحقق دولة المساواة و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة، كما نناشد باسم الإنسانية كل الأطراف المتصارعة ان يعودوا الي رشدهم و ان يتخذوا القرار الصحيح بالوقف الفوري لهذه المحرقة.
ان استمرار الحرب يشكل كارثة آنية و ايضاَ بعيدة المدى فنتائجها الحتمية أرواح تزهق وأجيال تدمر وموارد تهدر وإنسانية تنتهك وشعب يتعرض للذل والمهانة في أماكن نزوحهم ولجوئهم ولذلك فانه من غير اللائق ان يدعوا من هو في مأمن الي استمرار الحرب تحت أي ذريعة كانت.
من الحقائق المؤسفة انه مع تمدد الحرب لكل يوم جديد تتعرض البلاد لمخاطر وجودية مع تنامى خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية الأمر الذي يهدد بقاء الدولة السودانية ولذلك وجب التصدي لمثل هذا الخطاب وضرورة رفع الوعي ومحاصرة العنصريين ودعاة الفتنة بكل حزم وجدية.
السيدات والسادة
منذ الساعات الأولي لتفجر الأوضاع لم تتوقف مجهودات القوى المدنية لوقف الحرب، استمرت الاتصالات مع طرفي النزاع، كما توالت الاتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، وشرعنا في نفس الوقت في بناء جبهة موحدة ضد الحرب وكان شعارنا ودافعنا هو أن تتوقف معاناة شعبنا، وأن نبذل كل جهد ونقدم كل ثمن ممكن لذلك.
وقد استغرق الأمر وقتا حتى استطعنا قطع خطوة مهمة في المشوار بالاجتماع الموسع الذي تم في أكتوبر 2023 في أديس أبابا ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”. وتواصل العمل بعد ذلك، وقدمنا الدعوات للقوى السياسية وقوى الكفاح المسلح والقوى المدنية والمهنية ولجان المقاومة للانضمام لهذه الجهود، والمساهمة في بناء هذه الجبهة. وقد وجدنا استجابة طيبة، حيث انضمت لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” العديد من الجهات التي تؤمن بأهدافها ولذات الهدف تم التواصل مع كل من:
الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو
حركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد محمد نور
المؤتمر الشعبي برئاسة د. علي الحاج محمد
الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)
حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل
الحزب الشيوعي السوداني
حركة تحرير السودان- مناوي
وفي نفس الإطار قدمنا الدعوات لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو، للقاء مع قيادة “تقدم” لبحث سبل إنهاء الحرب، ووجدنا ردودا إيجابية ونتيجة لذلك التقينا بقائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا، وقد تم الإعلان عن مخرجات اللقاء التي لم تخرج عن جهود وقف الحرب، ولا زلنا نتطلع للالتقاء بالقائد العام للقوات المسلحة.
كما تواصلنا مع الدول والمنظمات الاقليمية والدولية المهتمة بوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، وشاركنا في قمة الإيقاد الاخيرة في كمبالا.
وتم التواصل مع دول الجوار، جمهورية مصر، وجنوب السودان، وتشاد، كينيا، يوغندا اثيوبيا، ودولة الامارات وقطر وتركيا ولابد هنا ان نحي بشكل خاص الجهود الي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات منبر جدة ومفاوضات المنامة كما نشكر جمهورية مصر العربية لتنظيمها مؤتمر دول جوار السودان.
ويمتد شكرنا لفرنسا والمانيا والاتحاد الأوربي لدورهم في تنظيم مؤتمر باريس حول الأزمة الإنسانية في السودان والذي نجح في إعادة قضية الحرب في السودان الي دائرة الضوء ومسار الاهتمام العالمي وحشد الموارد لدعم المتضررين من الحرب.
نحن كسودانيين لدينا شعور بتراجع الاهتمام بقضية الحرب في السودان والانشغال بقضايا ونزاعات أخرى، وقد مثل مؤتمر باريس علامة فارقت في اعادة الاهتمام السودان.
كما نشكر كل من منظمة الايقاد والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوربي ومجموعة الترويكا على ما يبذلونه من جهود لوقف الحرب.
ونود في هذا المقام ان نزجي شكرنا الخاص لجمهورية اثيوبيا الشقيقة حكومة وشعباَ بقيادة رئيس الوزراء د. ابي احمد لاستضافة هذا المؤتمر والمساهمة في انجاحه واحتضان الاف اللاجئين السودانيين في الأراضي الأثيوبية.
أيها الاخوة والاخوات
في كل هذه الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلا، كانت وستظل عيوننا مفتوحة على حياة وسلام وأمن الملايين من أبناء وبنات وطننا، ونحن نفعل هذا دون أن نكون منحازين لأي طرف في الحرب، لكننا في نفس الوقت لسنا محايدين أو وسطاء. نحن منحازون لأسر الشهداء من المدنيين و العسكريين، ومن كل الاطراف، ومنحازون لمن زجوا في هذه الحرب دون ان يكون لهم فيها اختيار ودفعوا فيها ارواحهم ومنحازون لمن سلبت أموالهم وممتلكاتهم وتعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة، منحازون للملايين الذين تم تشريدهم من مناطقهم فاتجهوا لمواقع النزوح واللجوء، منحازون للجوعى والفقراء الذين يعرضهم استمرار هذه الحرب للموت أمام أنظار العالم، منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع.
الحضور الكريم
ينعقد المؤتمر التأسيسي لتنسقيه القوي الديمقراطية المدنية (تقدم) بعد ان اكتملت التحضيرات وتمت إجازة تقارير اللجان واجازة مسودة جدول الأعمال ومشروع النظام الأساسي ليتم طرحها في هذا المؤتمر لإجازتها، ومن المتوقع ان تواصل لجنة البت في طلبات الانضمام للتنسيقية لتوسيع قاعدة المشاركة.
دعونا نعترف ان هذا الجمع الكبير وتفدم نفسها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكننا لم ندع يوما أننا نمثل كل السودان، نحن نمثل خطوة في مشروع كبير لخلق جبهة عريضة توحد السودانيين.
يشارك في هذا المؤتمر عدد من الفاعليين المدنيين الديمقراطيين المؤمنين بوقف الحرب ومناهضة الانقلابات العسكرية وفي هذا الصدد دعونا نحي حضور وفود الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو وحزب المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل الذين يشاركون في هذا المؤتمر.
ان قضية وقف الحرب والعمل على بقاء كيان الدولة السودانية مقدماَ على كل الخلافات الأيدلوجية والسياسية والمطلبية لذلك كان اعلان نيروبي نقلة نوعية في العمل الجبهوى المناهض للحرب.
السيدات والسادة
ان وقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية وعملية تأسيس الدولة الديمقراطية المدنية وخلق مشروع وطني تقف فيه الدولة علي مسافة واحدة من كل الأديان والثقافات وتجرم كل اشكال التمييز، ويضمن المشاركة العادلة للمرأة ويعظم من دورها ويدعم قضاياها
ويؤسس لنظام حكم يشمل مشاركة كل السودانيين في كافة مستويات الحكم وفق نظام لا مركزي قائم على أسس فدرالية بالإضافة الي استكمال كلما نادت به ثورة ديسمبر.
تلك كانت أبرز مبادئ اعلاننا السياسي والتي شملت ايضاَ بناء جيش قوي مهني والتوافق على برنامج عملي للعدالة الانتقالية يضمن المحاسبة علي كل الجرائم التي ارتكبت ويتبني سياسة خارجية متوازنة تضمن المصالح العليا للبلاد، و لمناقشة كل هذه القضايا تم التوافق علي عقد مؤتمر مائدة مستديرة يعقد في القريب العاجل.
شعبنا الكريم
لقد تعرضت العديد من الشعوب قبلنا لمثل هذه المحن والأزمات، ولكن بفضل تماسكها وارادتها تمكنت من الخروج منتصرة وأقدمت على إعادة بناء مقوماتها الوطنية على أسس مستدامة تقوم علي الحرية والسلام والعدالة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
سيظل وعدنا لكم ان لا يهدأ لنا بال وان نعمل ليل نهار بكل ما نملك من قدرة على العمل لوقف هذه الحرب وإعادة الأمن والأمان الي أهلنا ليعودوا لمدنهم وقراهم وفرقانهم لينعموا بالحياة الكريمة في ظل وطن تسود فيه قيم الإخاء والمساواة والمحبة واحترام الآخر وان تكون هذه الحرب اللعينة درسا يستفاد منه في بناء وطن شامخ ومستقبل مشرق لأجيالنا القادمة وكل هذا رهين فقط بالرجوع الي صوت العقل بين الأطراف المتصارعة واتخاذ قرار مسنود بإرادة قوية للوقف الفوري للحرب.
فاليعش السودان وليحيا شعب السودان.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

الوسومأديس أبابا إنهاء الحرب الجيش والدعم السريع السودان المؤتمر التأسيسي لتقدم عبدالله حمدوك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أديس أبابا إنهاء الحرب الجيش والدعم السريع السودان عبدالله حمدوك

إقرأ أيضاً:

صحيفة إيست أفريكا: لماذا تنشر أوغندا قواتها في جوبا؟

في خطوة أثارت جدلا واسعا، أعلنت أوغندا عن إرسال قوات عسكرية إلى العاصمة جوبا في جنوب السودان، بناءً على طلب رسمي من الرئيس سلفاكير حسب ما تقول صحيفة إيست أفريكا التي تصدر في كينيا.

ويهدف هذا التحرك، وفق قول الصحيفة، إلى تقديم دعم أمني لحماية حكومة سلفاكير في ظل تصاعد التوترات العسكرية والسياسية، خاصةً في الفترة الأخيرة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

الشرطة العسكرية في جنوب السودان خلال عملية تمشيط في جوبا (الفرنسية)

جاء هذا التدخل الأوغندي بعد أيام من انعدام الاستقرار في العاصمة جوبا.

دوافع التدخل الأوغندي

وتساءلت صحيفة "إيست أفريكا" في تقرير لها حول دوافع هذه الخطوة وأبعادها الإقليمية والدولية في ظل التدهور الأمني الذي شهده جنوب السودان في الأيام الأخيرة، خاصة العاصمة التي تعرضت عدة مناطق فيها لما يشبه الانفلات الأمني.

وأفاد التقرير بأن هناك جماعات مسلحة شكلت تهديدا كبيرا للقوات الحكومية من بينها مليشيات مرتبطة بنائب الرئيس رياك مشار، الذي توترت علاقته بالرئيس.

وتعد هذه الجماعات المسلحة طرفا رئيسيا في النزاع المستمر منذ 2013، والذي أودى بحياة مئات الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

إعلان

في ضوء هذه الأوضاع، تقول الصحيفة، إن الرئيس سلفاكير طلب الدعم العسكري من أوغندا، التي كانت قد تدخلت سابقا في الصراع، وذلك لضمان استمرار حكمه وحماية العاصمة من أي تمرد محتمل.

رئيس جنوب السودان سلفاكير طلب تدخل القوات الأوغندية (رويترز)

وفقا لما ورد في التقرير، فقد كانت هناك حالة من الارتباك حول مدى صحة هذه الأنباء في البداية، حيث نفت بعض المصادر الأوغندية أن تكون القوات قد تم نشرها.

ومع ذلك، أُعلن لاحقا أن البرلمان الأوغندي وافق على إرسال القوات، مما يسلط الضوء على التصعيد الكبير في المنطقة.

علاقة أوغندا وجنوب السودان

وأكد تقرير الصحيفة أن أوغندا تعتبر واحدة من الدول التي لها علاقة وطيدة بحكومة جنوب السودان منذ سنوات.

ففي عام 2013، أرسلت أوغندا قواتها لدعم حكومة سلفاكير ضد المتمردين بقيادة رياك مشار في خضم الحرب الأهلية التي اندلعت حينها.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)

ومنذ ذلك الحين، استمرت العلاقات الأمنية بين الدولتين، وهو ما يفسر التدخل العسكري الحالي، حسب الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن هذا التعاون ظل في إطار اتفاقيات أمنية بين الحكومتين، حيث تتبادل الدولتان الدعم العسكري لمواجهة التهديدات الداخلية.

في الوقت نفسه، تبرر أوغندا تدخلها بالقول إن هذا القرار يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومنع انهيار الحكومة المركزية في جوبا.

أبعاد التدخل الأوغندي

أفاد التقرير بأن أوغندا تعتبر أن تدخلها العسكري في جنوب السودان هو خطوة ضرورية لحفظ السلام في المنطقة، ومنع انزلاق جنوب السودان إلى مزيد من الفوضى.

ووفقا للمتحدثين باسم الحكومة الأوغندية، يهدف نشر القوات إلى تعزيز الاستقرار الأمني، خصوصا في المناطق التي شهدت نزاعات شديدة في الماضي.

ومن المتوقع أن تركز القوات الأوغندية على تنفيذ عمليات حفظ السلام، بما في ذلك تعزيز وجودها في العاصمة جوبا والمساعدة في تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة بين الأطراف المتنازعة.

إعلان

لكن البعض يعتقد أن لأوغندا أهدافًا أعمق تتجاوز حفظ السلام، فالتدخل يمنحها نفوذًا سياسيًّا في جنوب السودان، ما يعزز دورها كلاعب إقليمي مؤثر.

إضافةً إلى ذلك، يربط محللون التدخل بالمصالح الاقتصادية، إذ يُعد جنوب السودان سوقًا مهمًّا للمنتجات الأوغندية، خاصةً في قطاع النفط والموارد الطبيعية.

ومن خلال ضمان الاستقرار في جوبا، تضمن أوغندا استمرار تدفق الصادرات والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

النظرة الإقليمية والدولية للتدخل

على الصعيد الإقليمي، قد يؤثر تدخل أوغندا في جنوب السودان على العلاقات بين دول الاتحاد الأفريقي، حيث يعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تكون بداية لفتح الباب أمام مزيد من التدخلات العسكرية في دول أخرى بالمنطقة.

وهذا يثير قلق بعض الحكومات الإقليمية، التي تخشى أن تتحول التدخلات العسكرية إلى حالة من الاستنزاف العسكري المستمر، حسب الصحيفة.

أما على الصعيد الدولي، فإن تدخل أوغندا في جنوب السودان قد يثير ردود فعل مختلطة.

فبينما قد ترى بعض الدول أن هذا التدخل ضروري لضمان الاستقرار في المنطقة، قد تعتبر دول أخرى أنه يعزز دور أوغندا كقوة إقليمية قد تؤثر على تطورات النزاع الداخلي في جنوب السودان.

مقالات مشابهة

  • افتتاح الملك فهد للمؤتمر الرابع للشؤون الإسلامية قبل 36 عامًا .. فيديو
  • حميدتي غير مؤهّل لا أخلاقيّا ولا سياسيّا ولا عقليّا لقيادة التغيير
  • نائب رئيس مجلس السيادة يلتقي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا
  • صحيفة إيست أفريكا: لماذا تنشر أوغندا قواتها في جوبا؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • وزير خارجية السودان: القوى المدنية مسؤولة عن الحرب.. ومصر المستهدف الرئيس مما يجري حاليًا
  • المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي تعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية تماسك الشعب المصري
  • المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بحفل إفطار القوات المسلحة تعكس عمق الوعي السياسي
  • رئيس الدولة يستقبل عدداً من العسكريين الإماراتيين الفائزين بمسابقة القرآن الكريم التي أقيمت في السعودية
  • روية احادية مرفوضة