قد أكون تأخرت قليلاً فى الكتابة التحليلية عن هذا الكتاب «البرزخ» سنعيدها سيرتها الأولى، للباحث والكاتب رامى نبيل، فهو كتاب خطير أثار جدلاً بين المهتمين بالتاريخ وعلوم الأديان بل ومن رجال الأزهر الشريف أكثر مما أثاره من اهتمام العامة به، لأنه كتاب عصى الفهم قد لا يهتم به إلا المتخصصين، أو الراغبين فى البحث عن حقائق التاريخ المصرى وارتباطه بالأديان و بعقيدة التوحيد، ويكشف لصوص تاريخ مصر من بنى إسرائيل، ولماذا حاربوا التوحيد وآل يعقوب، وتأكيدات جازمة أن المصريين بناة الأهرامات، وأن من بناها أنبياء موحدين بالله مؤمنين بالبعث بعد الموت.
فى الواقع هو كتاب متخم بمعلومات تنفى الكثير مما اعتقدنا انه مسلمات تاريخية، ومكدس بتعليقات وتقديمات متخصصة من ثمانية شخصيات هامة ما بين بروفيسور وأساتذة وباحثين فى التاريخ والآثار وعلوم الدين وعلوم اللهجات، بجانب قيام الكاتب نفسه بكتابة مقدمة وتمهيدين، وأعترف شخصيا انى بذلت جهداً فوق العادة وأنا أقرأ هذا الكتاب لأستوعب كم الأسماء والتصويبات، والشخصيات التى تحمل أكثر من اسم تاريخي، و سيجبرك الكاتب فى نهاية المطاف إلى أن تحكم عقلك لتنحاز نحو معلومة بعينها، واسم ترتاح إليه من أسماء ملوك مصر والفراعنة، ومدى ارتباط هؤلاء بالأنبياء، أو كونهم هم أنفسهم الأنبياء.
وقد تصل فى النهاية إلى حقيقة صادمة، أن أغلب ما درسناه فى كتب التاريخ عن مصر القديمة وحضارتها وديانتها غير صحيح، أو على أقل تقدير يفتقد للدقة البحثية العميقة التى تصل بنا إلى أصول المعلومة من أحداث وأسماء وملوك وقبائل بدءاً من أبناء سيدنا أدم أول جريمة قتل فى التاريخ البشرى وصولا إلى التاريخ الإسلامى.
بالطبع لست باحثة لأجزم أن كل المعلومات التى وردت بالكتاب صواب مائة بالمائة رغم قناعتى بالعديد منها لما سيق معه من أدلة فى مقدمتها آيات قرآنية وتفاسير متفق عليها، لكن حتى أخطر نتائج الأبحاث العلمية ولن أقول التاريخية قد تكون صواباً يحمل الخطأ، لكن المميز فى كتاب «البرزخ» هو كم الأسانيد والكتب والمراجع والأبحاث التى استعان بها.
قد تكون مقدمتى طويلة، رغم ذلك هى بسيطة مقارنة بمحتوى الكتاب، بدءاً من مدلول العنوان، «البَرزَخ» تعنى لغوياً مكان يفصل بين شيئين، ومضمونها يشير إلى فكرة وجود عالم غير ملموس، و فى الفكر الإسلامى هى ذلك العالم الذى يفصل عالم الموت ويوم القيامة، فمن مات دخل هذا البرزخ أى كانت ديانته أو كفره، مصيره فى البرزخ إمّا منعماً أو معذّباً حتى يبعثه الله سبحانه وتعالى، أما البرزخ فيعتبره المتصوفة مرتبة فكرية إدراكية معرفية وليست مكاناً بالمعنى الحرفى.
وحتى لا ادخل فى محظور ما يقصده الكاتب من إطلاق اسم البرزخ على كتابة، فإن البرزخ بكل ما قيل عنه من تفاسير العلوم الإسلامية، فهو فى علم الله، ولا يعلم حقيقة الحياة فيه وكيفيّتها إلا الله، ولكن تماشياً مع الأحداث الدامية الدائرة فى فلسطين وزعم بنى إسرائيل أحقيتهم فى الأرض كيهود، لوجود هيكل سليمان أول معبد يهودى وغيرها من خزعبلاتهم، فسأبدأ من هذه النقطة لأعود واستعرض لاحقا نقاط أخرى لا تقل أهمية فى الكتاب، فقد أثبت الكاتب بالمراجع والأبحاث وتفاسير القرآن أن بنى إسرائيل لصوص للأرض والتاريخ، ليس لهم علاقة بأى ديانة سماوية فقد خرجوا عن ملة التوحيد، وأن سلالة آل يعقوب أثريًّا هم ملوك مصريين قدماء لم يتخلوا أبدا عن التوحيد، وبنى إسرائيل كانوا ملوك فى الشرق الأدنى القديم، هو ما ينفى أى علاقة فى الأنسال ما بين آل يعقوب وبنى إسرائيل، بل على النقيض مما يزعمه اليهود، فقد كان نسل بنى إسرائيل أعداء لنسل بنى يعقوب ولم يكونوا أبداً من سلالة واحدة، و أن نبى الله يعقوب ليس هو إسرائيل، وهو ما يكذب الفكر السائد الذى يربط بين نبى الله داود وسليمان والمسيح وآل يعقوب ببنى إسرائيل، وللحديث بقية
وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اهتمام العامة فكرية أحمد بنى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هل وسّعت إسرائيل قاعدة الاستهدافات في لبنان؟
في الوقت الذي تتسارع فيه الخطوات للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، بوساطة من الولايات المتحدة، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية إلى مستوى وُصف بأنه "غير مسبوق"، مما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت قد "وسعت قاعدة الاستهدافات"، والهدف وراء ذلك.
وأوضح رئيس قسم الأبحاث في منتدى الدفاع والأمن بتل أبيب، أور يساكر، في حديثه إلى قناة "الحرة"، أن الجيش الإسرائيلي "مستمر في عمليات التوغل في جنوب لبنان واستهداف البنى التحتية لجماعة حزب الله، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن سلامة سكان شمالي إسرائيل بشكل دائم".
ورغم ما اعتبره "تكلفة عالية" تدفعها إسرائيل من خلال مقتل جنودها في جنوب لبنان، أكد يساكر أن الجيش الإسرائيلي "قصف أهدافا في الآونة الأخيرة في مناطق تعرضت للغارات لأول مرة، مما يشير إلى توسيع قاعدة الاستهداف، ووضع مزيد من الضغوط على الأطراف في لبنان".
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن حزب الله "يريد وقفا لإطلاق النار مع استمرار تهديده للمدنيين في إسرائيل"، مؤكدا على "رفض ذلك بشكل قاطع".
وتابع: "حزب قد يعيد تنظيم صفوفه وإعادة التسليح خلال 5 إلى 10 سنوات، وذلك رغم الضربات القاصمة التي تعرض لها، وهذا أمر غير مقبول لنا.. وواشنطن وباريس يتفقان معنا بشأن هذه المسألة".
"استهداف من الخلف".. بيان لقوات الطوارئ الدولية في لبنان يرجح الفاعل قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لقوات الطوارئ الدولية، الأحد، إن دورية تابعة لليونيفيل تضم جنود حفظ سلام فرنسيين وفنلنديين تم "استهدافها من الخلف" بنحو 40 إطلاقة أثناء قيامها بواجباتها في قرية بدياس بعد ظهر السبت.ولفت إلى منطقة جنوب لبنان حتى شمالي نهر الليطاني يجب أن تكون منزوعة السلاح، مضيفا: "وقف إطلاق النار هو المرحلة الأولى، لكن في المرحلة الثانية يجب على لبنان أن ينبذ حزب الله، وألا يكون جزءا من الحكومة، وأن ينتهي النفوذ الإيراني المفروض على البلاد منذ نحو 20 عاما، وذلك حتى يحل السلام بشكل مستدام".
وأعرب يساكر عن ضرورة أن يمتلك الجيش اللبناني "الكفاءات والإمكانيات اللازمة لجعل جنوبي البلاد منطقة منزوعة السلاح".
"مقاومة دبلوماسية"في المقابل، قال الكاتب والباحث السياسي، رضوان عقيل، لقناة "الحرة": "نشهد تصعيدا خطيرا بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي باستهداف بيروت، لاسيما بعد قصف محلة مار الياس، ليلة الأحد، وذلك يتنافى مع الضمانات الدولية بضرورة عدم استهداف العاصمة اللبنانية".
ورفض عقيل "التشكيك بقدرة الجيش اللبناني على بسط سيطرته على جنوبي البلاد"، مشددا على أن المؤسسة العسكرية "محل ثقة عند جميع الأطراف المحلية، بما فيهم بيئة حزب الله، والإدارة الأميركية تعرف أن هذا الجيش هو جيش وطني قادر على تنفيذ مهامه".
واعتبر الباحث اللبناني أن بدء المرحلة الثانية من التوغل البري الإسرائيلي وتكثيف الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية وبيروت، وصولا إلى مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، تهدف إلى "الضغط على لبنان للقبول بمسودة المقترح الأميركي بكافة بنوده، ودون الاعتراض على أي شيء فيه".
مصادر لـ"الحرة": الجيش الإسرائيلي يتقدم إلى الخط الثاني من الحدود اللبنانية أفادت مصادر إسرائيلية للحرة، الأحد، أن الجيش الإسرائيلية أنهى نشاطاته في "الخط الأول" من البلدات الحدودية اللبنانية، وبدأ في التقدم إلى "الخط الثاني" منذ الأسبوع الماضي.وزاد: "بالتأكيد لبنان لن يوافق على ذلك مهما تلقى من ضربات، وعندما نسمع أنه يتم استهداف الضاحية الجنوبية، يجري تصوير الأمر على أنها ثكنة عسكرية، بينما جرى، الأحد، استهداف منشآت مدنية سكنية، وذلك يهدف بالطبع إلى قتل الحياة اليومية عند الشعب اللبناني".
وأضاف: "عندما يتم أيضا استهداف محلة مار الياس في بيروت، التي يقطنها سكان من جميع الطوائف، فإن ذلك يعني أن الجيش الإسرائيلي يستهدف كل المدنيين بمختلف انتماءاتهم، وهذا يضعنا أمام تطور خطير".
وزعم عقيل "أن (المقاومة) في جنوب لبنان مستمرة في مواجهة الجيش الإسرائيلي، والبنية العسكرية لحزب الله لا تزال متماسكة رغم الضربات القاسية التي تعرض لها".
وتابع: "لبنان يقاوم عسكريا ودبلوماسيا، وهذا ما سيسمعه المبعوث الأميركي عاموس هوكستين، عندما يزور بيروت".
يأتي هذا فيما أوضحت مصادر مطلعة لـ"الحرة"، الإثنين، أن رد لبنان على مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي تسلمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، "تضمن الموافقة على معظم البنود، مع إبداء ملاحظات وتعديلات على تشكيل لجنة المراقبة".
وأشارت المصادر للحرة، إلى أن لبنان "طالب بأن تقتصر تلك اللجنة على مشاركة أميركية فرنسية، على غرار ما حدث في تفاهم وقف إطلاق النار الذي جرى إبرامه عام 1996"، الذي أنهى جولة من القتال بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.