الوطن:
2024-12-24@17:53:42 GMT

لعبة وصنعة وفن شعبي «عروستي»

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

لعبة وصنعة وفن شعبي «عروستي»

تلهو بها الصغيرات، فهى بالنسبة لهن «الصديقة والابنة والأخت»، ولا تمضى مرحلة الطفولة دونها، لكنْ للدمية أو «العروسة» أدوار أخرى تتعدى التسلية والترفيه، فهى جزء أصيل من الفنون الشعبية التى تتناقلها الأجيال، ويحرص الشباب على تطوير أشكالها وتوظيفها فى فرق ثقافية تحمل مضامين ممتعة وهادفة، بطريقة يفهمها الكبار والأطفال.

وقد تلعب الدمية دور المنقذ من الأزمات والتجارب الصعبة، أو تطل بشكل جديد وتصبح من خلاله باب رزق لعديد من الأسر والشباب، فهى ليست مجرد «عروسة» صماء تحركها كيفما تشاء، إنما هى إرث يحمل حكايات وعبراً، ومهارة قادرة على رسم البسمة فى ثوانٍ معدودة على وجه كل من يراها.

«صُناع البهجة».. وصلة رقص

إدخال الفرحة على قلب طفل يتيم، ورسم البهجة على وجوه أنهكتها الآلام، حلم راود أحمد إيتو، ورغب فى تحقيقه بأكثر من طريقة، ليجد أن الرقص مع العرائس هو أقصر الطرق لإسعاد الأطفال، وعبر موقع «فيس بوك» أطلق مبادرة خيرية بعنوان «صناع البهجة»، لنشر البهجة بين الأطفال، مستخدماً العرائس المتحركة. «ربنا بيكرمنى علشان بقدر أفرح الأطفال»، بهذه الكلمات وصف «إيتو» فرحته بالفكرة التى حققها قبل 10 أعوام، بإنشاء فريق هدفه إسعاد الأطفال، وتقديم بعض الفقرات الترفيهية البسيطة، مستخدماً العرائس المتحركة والأراجوز والبلياتشو وغيرها من الشخصيات الخيالية التى تسعد الأطفال.

داخل مستشفيات الأطفال ودور الأيتام، انطلق «إيتو» وفريقه لتقديم العروض الترفيهية والرقص مع الأطفال بالعرائس المتحركة: «بيحبوا يرقصوا مع العرايس، وفيه أطفال بتحاول تقلدها كمان».

أنواع مختلفة من العرائس المتحركة يعتمد عليها «صناع البهجة» فى تقديم العروض، ما بين «العرائس النفخ» ذات الحجم الكبير، الذى يصل إلى 3 أمتار، و«عرائس الكارتون» التى تخطف قلب الأطفال، مثل سبايدر مان وميكى وغيرهما.

وأضاف «إيتو» إلى فريقه «العرائس المضيئة» مؤخراً: «الأطفال بتحبها جداً علشان بتخطف الأنظار»، ولا يختار الشخص الذى يرتدى العروسة بشكل عشوائى، إذ يتطلب أن يتسم بخفة الدم والقدرة على التفاعل مع الأطفال بشكل كوميدى: «لازم يكون بيعرف يضحك الأطفال، وكمان بيعمل معاهم استعراضات رياضية».

تقديم أبطال «صناع البهجة» للعروض المتنوعة جعلهم يصادفون مواقف مؤثرة بين أولياء الأمور والأطفال، ليزداد حماسهم تجاه تقديم المزيد: «مش بس الأطفال اللى بيفرحوا ويتبسطوا، كمان الأهالى بتفرح.. وفى أطفال بتوافق تاخد العلاج بعد عرض العرائس».

الأثر الطيب الذى يلقيه داخل قلوب الأطفال، يعود على «إيتو» بالمثل، متحدثاً عن رغبة فريقه فى استكمال جولاتهم بمختلف مستشفيات الأطفال والذهاب إلى غزة لإقامة أكبر حفل ترفيهى لأطفال فلسطين: «حلمنا الكبير أننا نسافر غزة نفرّح كل الأطفال هناك بالعرايس».

لعشاق «الماريونت» حواديت «مستر صفيحة» منتهى اللذة

 من عروض مسرحية جابت شوارع المحافظات، مستخدمة فن العرائس فى توصيل رسالتها، كان أحمد نعيم، أحد أبطال فريق «الخيال الشعبى»، ومن هنا وقع فى عشق صناعة عرائس الماريونت مكتشفاً سحرها، صانعاً لنفسه عالمه الخاص.

داخل غرفته الصغيرة يمكث «نعيم» لساعات طويلة، سارحاً مع خياله، منغمساً مع أدواته، لصناعة عرائس جديدة لكل منها حكاية مختلفة، ينقلها عبر العروض المسرحية للكبار والأطفال، يتعلمون منها درساً جديداً.

جاءت حكاية «نعيم» مع فن العرائس الماريونت قبل قرابة الـ24 عاماً، مع العروض المسرحية فى الشارع، ومن بعدها انتقل إلى ساقية الصاوى، وعلى خشبته أتقن فن صناعة العروسة بأنواعها المختلفة، «الجوانتى» و«الأراجوز» أو الماريونت، الفن الأقرب إلى قلبه.

إتقان «نعيم» لصناعة العروسة الماريونت وتحريكها أكسبه مزيداً من المهارات الفنية، التى رغب فى نقلها للأطفال أصحاب الإعاقات الذهنية ومرضى التوحد، بتنظيم كثير من الورش بالمراكز الثقافية المختلفة، فهى الوسيلة التى تساعدهم على التواصل مع العالم الخارجى والتعبير عن أنفسهم وما يحتاجونه: «صناعة العروسة بتنمى عندهم مهارات التواصل مع الآخرين، ودى أكتر حاجة بتبسطنى». صناعة «نعيم» لعرائس الماريونت لم تكن مجرد هواية أو مصدر رزق، لكنها الوسيلة التى يحقق بها أفكاره، ليقدم شخصية «مروان» وتحدث عنها قائلاً: «مروان عروسة حزينة.. كنت عاوز أقول إن مش شرط العرايس تكون سعيدة».

رغم أن الخشب هى المادة المعروفة لصناعة العرائس، لكن أفكار «نعيم» غير تقليدية، ليخرج من غرفته الصغيرة «مستر صفيحة» العروسة المصنوعة من «الكانز»: «مستر صفيحة بيقدم عرض مسرحى عن قصة حب مختلفة، وعندى طموح أصنع عروسة من الزجاج أو البلاستيك».

على مسارح المراكز الثقافية المختلفة أو الحدائق العامة، يقدم «نعيم» عروضه المسرحية الخاصة بالشباب، ولا مانع من حضور الأطفال أيضاً.

30 دقيقة هى مدة المسرحية التى يقدمها الشاب الأربعينى على خشبة المسرح، تنقسم إلى عروض صغيرة أبطالها عرائس «نعيم» الذى يكون بمثابة البطل المجهول فهو المختص بكتابة العرض وتحريك العروسة وتشغيل الموسيقى.

«ملكة القطيفة»: دب وأرنوب وأخطبوط آمن للأطفال

من هواية تشغل وقت الفراغ لحرفة يدوية أتقنتها ببراعة، وميزتها عن باقى صانعى العرائس، بعدما اختارت سمر البحيرى لنفسها نوعاً مختلفاً من خيوط اللعبة المفضلة للأطفال، وباتت تُعرف بـ«ملكة القطيفة»، فهى صاحبة أول براند فى صناعة العرائس من القطيفة. لم تنشأ حكاية السيدة الإسكندرانية سمر البحيرى مع صناعة العرائس بين عشية وضحاها، فمنذ عام 2013 احترفت صناعة الكروشيه، وأجادت بدقة إنتاج المشغولات اليدوية المتنوعة لكافة الأعمار، سواء للأطفال أو لكبار السن الذين انجذبوا لشرائها: «الناس بتحب شغلى.. بعرف أعمل منتجات تجذبهم».

أفكار كثيرة راودت السيدة الثلاثينية، آنذاك، ساعية نحو التميز وإنتاج خط غير مألوف من العرائس، خاضت تجارب متعددة، لكن ظلت خامة القطيفة، هى الوسيلة التى حققت رغبة «سمر»، وفى عام 2016 بدأت تسير أولى خطواتها حين شاهدت كثيراً من مقاطع الفيديو عبر مواقع الإنترنت تعلمت صناعة العرائس من الخامة ذات الملمس الناعم: «فضلت أتفرج على فيديوهات كتيرة، وبدأت أتعلم أكتر إزاى أصنع عروسة من القطيفة».

صعوبات كثيرة واجهتها «سمر» مع بداية التنفيذ، إذ لم تجد الباترون المصرى الذى يوضح التفاصيل الخاصة بإنتاج العرائس، لتعتمد على الباترون الروسى فى صناعة عرائس الأطفال، فهو المتاح لها آنذاك. وبخامات بسيطة فهى «القطيفة والخيوط والإبرة» سارت «سمر» على تنفيذ منتجها الجديد، الذى وصفته بالآمن والمستدام: «آمن لأن مافيهوش سلك أو خيوط صعبة تجرح الأطفال»، ورغم ذلك تعتبر خامة القطيفة الأصعب فى تنفيذ العروسة، بسبب عدم وضوح الغرز مثل الكروشيه الذى اعتادت عليه.

ومع ظهور أولى عرائس «سمر»، لاقت تفاعلاً كبيراً من الأمهات والأطفال، ليزيد الإقبال عليها وتصنع مزيداً من العرائس الخاصة بالأطفال، سواء بأشكال الكارتون المألوف للأطفال مثل الدب والأرنوب أو تتلقى طلبات ذات مواصفات محددة من الزبائن: «فى أمهات بيكونوا عاوزين اسم ابنهم على العروسة.. وعملت أشكال مختلفة مثل الأرنوبة الفرنسية والدب أبو الخدود.. والسنفور.. والأخطبوط».

3 إلى 4 أيام المدة التى تستغرقها «سمر» لصناعة العروسة القطيفة، وأحياناً تعتمد على خيالها لإنتاج عروسة بشكل مختلف: «فى شغل بعمله من دماغى، ودا بيكون أصعب بكتير، لأن مالوش باترون أقدر أحدد منه المقاسات». الإقبال على شراء العروسة القطيفة لم يكن داخل مصر فقط، إذ وجدت «سمر» تفاعلاً أيضاً من خارج مصر، لتزداد فرحتها ورغبتها على التميز: «فرحة الأطفال بالعروسة أكتر حاجة بتخلينى أكمل فى شغلى وأتميز».

بـ«الإيمجرومى».. «فاطمة» اتولدت من جديد

«من قلب المحنة منحة»، وصف لحال فاطمة العطار قبل 8 أعوام، حين مرت بحالة اكتئاب، حاولت تجاوزها بأمان، فاستجابت لمشورة صديقتها بالذهاب رفقتها إلى إحدى الورش الخاصة بصناعة الكروشيه، المهارة اليدوية التى قررت أن تتخذها منفذاً لتفريغ طاقتها السلبية، غير مدركة أن حياتها ستنقلب رأساً على عقب، بعدما تعلمت فن صناعة عرائس الأميجرومى.

«عمرى ما مسكت إبرة ولا عرفت أعمل شغل الكروشيه»، بهذه الكلمات بدأت «فاطمة» حديثها، متذكرة ملامح من طفولتها التى قضتها برفقة أشقائها، الذين تميزوا بصناعة مشغولات الكروشيه المتنوعة.

على هذا الحال كبرت الصغيرة، وهى تتابع بشغف إبداعات أشقائها، التى ظلت حلماً صعب المنال حتى تعرضت للأزمة النفسية وخطت مع صديقتها إحدى الورش التدريبية فى صناعة المشغولات اليدوية: «كنت مستغربة إزاى من إبرة وخيط يعملوا كل المنتجات الحلوة دى».

وبجوار إحدى صديقاتها، جلست «فاطمة» تتشرب أسرار نسج الخيوط وتشكيلها لإنتاج المشغولات اليدوية: «قعدت يوم كامل أعمل فى سلسلة من الكروشيه.. كانت بالنسبة ليا إنجاز كبير، وأمنية حياتى أمسك إبرة»، ومن هنا انطلقت السيدة الثلاثينية وراء مشوار جديد حين تعرفت على فن «عرائس الإيمجرومى». عرائس صغيرة ذات غرز بارزة، تعرفت السيدة الثلاثينية أكثر على طريقة تنفيذها، لتشتعل روح التحدى بداخلها، وتقرر خوض تجربة صناعة «عروسة الإيمجرومى» للمرة الأولى: «بحب المعافرة.. وقررت أتعلمها»، ربما لم تخرج بالنتيجة المرجوة، لكن الفرحة جعلتها تتشوق لتعلم المزيد: «عملت أول عروسة.. وكنت طايرة من الفرحة وقتها».

وبخطوات دؤوبة نجحت «فاطمة» فى صناعة العروسة بشكل أكثر احترافية، بعدما تعلمت كتابة الباترون الخاص بتفصيل «عروسة الإيمجرومى». التشجيع الذى تلقته السيدة الثلاثينية ممن حولها جعلها تقرر عرض عرائسها للبيع، لتتلقى أول الطلبات من فتاة رغبت فى تحويل ملامحها إلى عروسة: «كان أول أوردر يجيلى من بنت كانت عاوزة تحول شكلها لعروسة إيمجرومى».

أتقنت «فاطمة» فن صناعة «الإيمجرومى»، الذى خلق بداخلها حالة من الشغف لنقل تجربتها إلى من حولها، بتقديم دروس فى التصميم عبر صفحتها على «إنستجرام»: «لما أنمى موهبة حد غيرى، بحس إنى اتولدت من جديد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ألعاب الأطفال الألعاب الكروشيه صناعة العرائس فى صناعة

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية يشهد على عقد قران 4 عرائس من ذوي الهمم..صور

وسط أجواء من البهجة  شهد اليوم اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية عقد قران 4 عرائس من ذوي الهمم وذلك بمقر حزب مستقبل وطن بمحافظة المنوفية، يرافقه النائب سامر التلاوي أمين عام الحزب بالمحافظة؛ وذلك لمشاركتهم فرحتهم في إتمام عرس زواجهم في الزفاف المجمع الذي يقيمه الحزب يوم الثلاثاء القادم ل50 عروسة من غير القادرات.
قدم محافظ المنوفية خالص تهانيه القلبية للعرائس وأهداهن مساعدة مالية وذلك في إطار الشراكة الفعالة بين المحافظة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب .
وحرص محافظ المنوفية والنائب سامر التلاوي على التقاط الصور التذكارية مع العرائس وأسرهن موصياً الأزواج بالمعاملة الحسنة والحفاظ عليهن ، داعياً المولى عز وجل أن يتمم زواجهم على خير ، ومؤكداً على تقديم كافة أوجه الدعم الكامل لهم لتحقيق حياة أسرية كريمة.

مقالات مشابهة

  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • محافظ السويس يسلم أجهزة كهربائية لـ50 عروسة من الأسر الأولى بالرعاية
  • صناعة الألعاب الإلكترونية بسلطنة عمان .. مستقبل وفرص وتحديات !
  • اتحاد الغرف السياحية يشيد بجهود الحكومة لدعم القطاع
  • بالصور.. استقبال شعبيّ لميقاتي في القليعة وجديدة مرجعيون
  • “مرشح الضرورة”.. جوزيف عون يطرح كخيار شعبي في لبنان وسط انقسامات حادة
  • «مستقبل وطن» يوزع جهاز 100 عروسة في الفيوم
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • محافظ المنوفية يشهد على عقد قران 4 عرائس من ذوي الهمم.. (صور)
  • محافظ المنوفية يشهد على عقد قران 4 عرائس من ذوي الهمم..صور