الإنترنت الميت .. ماذا تعرف عنه ؟ ربع صفحات الويب لا يمكنك الوصول اليها.
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
هناك قول مأثور مفاده أن الإنترنت باقية إلى الأبد، لكن دراسة جديدة لمركز «بيو» للأبحاث وجدت أن هذا ليس صحيحاً تماماً. وظهر أن ربع صفحات الويب التي كانت موجودة بين أعوام 2013 و2023 لم يعد من الممكن الوصول إليها، وفقاً للبحث.
اضمحلال رقمي
وتترك هذه الظاهرة المسماة «الاضمحلال الرقمي» سلسلة من الروابط الميتة عبر المواقع الإلكترونية سواء منها الحكومية أو وسائل الإعلام الإخبارية وحتى موسوعة ويكيبيديا، مما يثير سؤالاً مهماً: ما التكلفة طويلة المدى لفقدان عدد من صفحات الويب ما يعادل موجودات مكتبة الإسكندرية على مدى عقد من الزمان؟
عيّنة من مليون صفحة
وكتب هانتر شوارتز أن الباحثين جمعوا عينة عشوائية مما يقرب من مليون صفحة ويب من مؤسسة «كومون كرول» Common Crawl، وهي خدمة أرشيف الإنترنت، وتحققوا مما إذا كان لا يزال من الممكن الوصول إليها حالياً.
ووجد مركز «بيو» Pew Research Center أن 38 في المائة من الصفحات الموضوعة من عام 2013 لم يعد من الممكن الوصول إليها؛ وبالمقابل لم يكن من الممكن الوصول إلى 15 في المائة من الصفحات الموضوعة منذ عام 2022 و8 في المائة منذ عام 2023، مما يوضح أن الاضمحلال يمثل مشكلة حتى بالنسبة للمواقع التي مضى عليها عام واحد فقط.
قام مركز «بيو» بتعريف المواقع التي لا يمكن الوصول إليها بأنها تلك التي لم تعد موجودة على خوادمها المضيفة. ويعرف المستخدمون ذلك أيضاً عندما يحصلون على نوع من رسالة «لم يتم العثور على 404» عند زيارتهم للصفحة.
صفحات حكومية وإخبارية ميتة
ووجد الباحثون رابطاً واحداً معطلاً على الأقل في 54 في المائة من أقسام «المرجع» في ويكيبيديا، وفي 23 في المائة من صفحات الويب الإخبارية، و21 في المائة من صفحات الويب الحكومية. وكتب المشرفون على الدراسة: «المواقع الإخبارية التي تتمتع بمستوى عالٍ من حركة المرور على الموقع وتلك التي تتمتع بمستوى أقل، من المرجح أن تحتوي على روابط معطلة على قدم المساواة». وكذلك «من المرجح بشكل خاص أن تحتوي صفحات الويب الحكومية على المستوى المحلي (تلك التابعة لحكومات المدن) على روابط مقطوعة».
مواقع التواصل الاجتماعي
وأشار الاستطلاع إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تتعامل أيضاً مع مستوى عالٍ من الروابط الميتة. ما يقرب من 20 في المائة من المنشورات لم تعد مرئية للعامة على منصة «إكسX»، الموقع المعروف سابقاً باسم «تويتر». ووجد الباحثون أن 60 في المائة من تلك المنشورات كانت من حسابات أصبحت الآن خاصة أو معلقة أو محذوفة، و40 في المائة كانت منشورات تم حذفها من حسابات لا تزال موجودة. ورغم أنهم لم يلقوا نظرة على موقع «ماي سبيس»، فإنه لن يكون هناك الكثير مما يمكن رؤيته حتى لو حاولوا ذلك. وفي عام 2019، فقد الموقع كل جزء من المحتوى الذي تم تحميله قبل عام 2016.
محتويات مختفية
وكتب المؤلفون: «إن الإنترنت عبارة عن مستودع ضخم للحياة الحديثة بشكل لا يمكن تصوره، حيث يضم مئات المليارات من صفحات الويب المفهرسة». «ولكن حتى مع اعتماد المستخدمين في جميع أنحاء العالم على الويب للوصول إلى الكتب والصور والمقالات الإخبارية وغيرها من الموارد، فإن هذا المحتوى يختفي أحياناً عن الأنظار». وتهدد ظاهرة الانحلال الرقمي الشاملة بترك معلومات أقل لنا وصورة غير مكتملة عن تطور شبكة الإنترنت.
في زمن ما قبل أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف الذكية، كان البحث يستلزم زيارة مكتبة للتصفح في الموسوعات أو عرض الصحف القديمة على الميكروفيلم. لكن اليوم، يفترض الناس أن الإنترنت ستكون مستودعاً أبدياً للمعرفة، ومتاحاً ببضع نقرات على لوحة المفاتيح. لكن اتضح أن المتاح داخل الإنترنت قد يكون أقل بكثير مما نفترض.
* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الوصول إلیها فی المائة من
إقرأ أيضاً:
«الأمن السيبراني»: 4 نصائح للحماية والخصوصية الرقمية
أبوظبي: وسام شوقي
حذر مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، من قبول أذونات التطبيقات في بعض الأحيان دون التدقيق، ومعرفة ما إذا كان السماح للأذونات ضرورياً أم أنها تتجاوز وظيفتها الأساسية، لما تشكله من خطر على البيانات والملفات الشخصية في الجهاز المحمول عندما تكون غير ضرورية.
وحدد المجلس 4 نصائح لضمان الحماية والخصوصية الرقمية فيما يتعلق بأذونات التطبيق، هي: تحديد صلاحيات مخصصة لكل تطبيق على حدةً، ورفض الإعدادات الافتراضية غير الضرورية، وتقييد وصول التطبيقات في الخلفية، وأخيراً مراجعة الصلاحيات الممنوحة بشكل منتظم.
وأشار عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أهمية التفكير جيداً وتوخي الحذر عندما يتعلق الأمر بالوصول للبيانات، حيث تحتاج تطبيقات المحمول إلى أذوناتٍ للعمل، لكن بعضها قد يطلب بيانات أكثر من اللازم، مما يعرض خصوصية البيانات للخطر، وأكد ضرورة التساؤل قبل السماح لهذه التطبيقات بالبيانات، ما إذا كان هذا الوصول ضرورياً حقاً لعمل التطبيق الأساسي وهل يمكن لهذه الصلاحية أن تعرض المعلومات الحساسة للخطر، وهل يقدم التطبيق التفسيرات الواضحة لسبب حاجته لهذا الوصول.
ولفت المجلس إلى ضرورة التأكد قبل السماح لأي تطبيق بالوصول إلى الكاميرا والموقع وجهات الاتصال ومساحة التخزين دون داعٍ لذلك، لما قد يعرض الشخص لكشف بيانات حساسة وانتهاك للخصوصية.