تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين نمواً مستمراً، وسط تبادل السلع والخدمات بين البلدين بشكل متزايد، حيث تقوم الشركات الصينية بالاستثمار فى مصر بمختلف القطاعات، مثل البنية التحتية والطاقة، فيما تسعى مصر لزيادة صادراتها إلى الصين، كما نجحت كأول دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا، فى إصدار سندات دولية «باندا»، مستدامة بسوق المال الصينية، التى تُعد ثانى أكبر أسواق المال العالمية من حيث الحجم، إلى جانب تمويل مشروعات بنحو 3.

5 مليار يوان صينى، بما يعادل 500 مليون دولار.

وتطورت العلاقات التجارية بين مصر والصين، خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث زادت قيمة الصادرات المصرية إلى الصين إلى 1.8 مليار دولار فى عام 2022، فيما بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو 13.9 مليار دولار، فى عام 2023 وفقاً لتقرير حديث للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

«العمدة»: مصر تدعم مبادرة الحزام والطريق التى أطلقتها الصين عام 2013

من جانبه، قال د. كريم العمدة أستاذ الاقتصاد الدولى لـ«الوطن»، إنّ الصين شريك تجارى مهم لمصر، ودائماً وأبداً تدعو مصر إلى حضور الفعاليات الاقتصادية والسياسية فى بكين، ومن بينها فعاليات مجموعة العشرين والبريكس والحزام والطريق. وأضاف أن مصر تدعم مبادرة الحزام والطريق التى أطلقتها الصين عام 2013، وتستهدف زيادة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. وفى هذا السياق، تعمل مصر على تعزيز مستوى البنية التحتية فى قطاعات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادى وتحقيق التنمية المستدامة، وتُعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس منطقة مركزية ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث تُعزّز فرص الاستثمار للشركات الصينية فى مصر، كما تُعتبر بوابة لنفاذ الاستثمارات الصينية إلى عدة دول عبر موانئها الستة، مما يعزّز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين ويسهم فى تعزيز التبادل التجارى وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية.

«إبراهيم»: 2418 شركة صينية تعمل فى مصر برأسمال 1.1 مليار دولار 

وأكد محمود إبراهيم، الخبير الاقتصادى، أنّ اقتصاد الصين ثانى أقوى اقتصاد على مستوى العالم، والعلاقات المصرية - الصينية تاريخية، حيث تنظر الصين إلى مصر على أنها دولة محورية فى المنطقة، وبوابتها الأفريقية وتسعى بشكل مستمر لتعميق العلاقات فى ما بينهما، مشيراً إلى أن هناك نحو 2418 شركة صينية فى مصر بحجم رأسمال مصدر 1.1 مليار دولار، ويتركز النشاط الصناعى على الأجهزة المنزلية والصناعات الغذائية والأعلاف الحيوانية، كما يوجد الكثير من الشركات الصينية فى العين السخنة.

وأوضح أن مصر تعتمد بشكل كبير على واردات الصين فى الكثير من المنتجات، فضلاً عن التعاون فى ملفات تنموية مهمة، خاصة قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وصناعة السيارات، كما نحتاج إلى تعزيز الاستثمارات لمعالجة هيكل الاقتصاد المصرى، وتحول مصر لتكون بوابة لتصدير المنتجات وخلق تصنيع مشترك بين القاهرة وبكين. ونوه بأن الصين تؤكداً دائماً على التوسع فى الاستثمارات داخل مصر، ومع الأزمات والصدمات التى أثرت على الاقتصاد المصرى مؤخراً كانت الصين واثقة فى قوة اقتصاد مصر وداعمة له، وخلال السنوات العشر الماضية وصل حجم التبادل التجارى إلى 20 مليار دولار، خاصة بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.

ولفت إلى أن علاقات التعاون القوية بين البلدين طالت قطاعات عدة، منها المالية، فوقّعت مصر والصين مذكرة تفاهم لمبادلة الديون، والتى تعد الأولى فى تاريخ التعاون بين مصر والصين، وكذلك الأولى التى توقعها الصين مع دول أخرى. وتابع أن مبادلة الديون بين مصر والصين تعكس التعاون القوى بين البلدين، ورغبتهما فى استكشاف فرص ومجالات جديدة للتعاون، وهذا يُعزّز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويعكس التزامهما بتطوير العلاقات الثنائية بشكل مستدام ومفيد لكلا الطرفين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر الصين الاستثمارات الصينية القاهرة بكين بین مصر والصین بین البلدین ملیار دولار فى مصر

إقرأ أيضاً:

ترامب: سأزور السعودية بعدما وافقت على استثمارات بتريليون دولار

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيزور السعودية خلال شهر أو شهر ونصف "على الأرجح"، مضيفا أن الزيارة تأتي بعد موافقة الرياض على الاستثمار في الشركات الأمريكية بمبلغ تريليون دولار.

 

وأضاف ترامب بتصريحاته للصحفيين مساء الخميس، من البيت الأبيض: "قلت لهم (السعوديين) سأذهب إذا استثمرتم بمبلغ تريليون دولار في الشركات الأمريكية على مدى 4 سنوات، ووافقوا على القيام بذلك، لذا سأذهب إلى هناك".

 

وتحدث الرئيس الأمريكي عن أن الاستثمارات السعودية ستكون من أجل "شراء معدات عسكرية وأشياء أخرى (لم يحددها)".

 

وتابع: "كانوا لطيفين للغاية، لكنهم سينفقون الكثير من الأموال على الشركات الأمريكية لشراء المعدات العسكرية وأشياء أخرى"، واصفا علاقته بالسعوديين بأنها "عظيمة".

 

ولفت ترامب إلى أن زيارته المرتقبة إلى الرياض ضمن أولى زياراته الخارجية منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وأردف: "سأذهب إلى المملكة العربية السعودية.. عادة ما أذهب أولا إلى المملكة المتحدة، لكن في المرة الأخيرة (ولايته السابقة) ذهبت إلى السعودية".

 

وفي 2017 وخلال رئاسته السابقة للولايات المتحدة، توجه ترامب إلى السعودية في أول زيارة خارجية له آنذاك، تلقى فيها استقبالا حافلا، وحصد عقودا واستثمارات بلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار في مجالات عدة، وكانت بمثابة استثمارات على مدار 10 سنوات.

 

وفيما يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا المتواصلة منذ فبراير/ شباط 2022، لفت ترامب إلى أن أوكرانيا "تريد التوصل إلى اتفاق".

 

واعتبر الرئيس الأمريكي أن كييف "ليس لديها خيار آخر" سوى إنهاء الحرب، مشيرا إلى أن روسيا بدورها أيضا "تريد التوصل إلى اتفاق".

 

وتابع: "روسيا بطريقة مختلفة لا أحد يعرفها سواي، أنا وحدي، ليس لديها أيضا خيار أيضًا".

 

وعندما سُئل عما إذا كان سيلغي الوضع القانوني المؤقت لأكثر من 200 ألف أوكراني في الولايات المتحدة فروا من الحرب، قال إنه سيتخذ قرارا "قريبا جدا".

 

وأضاف: "نحن لا نتطلع إلى إيذاء أي شخص، وسأنظر في هذا الأمر".

 

من جهته، أعلن مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للصحفيين، الخميس، أن السعودية "ستستضيف اجتماعا أمريكيا أوكرانيا الأسبوع المقبل، لمناقشة الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

 

والخميس، تحدثت وسائل إعلامية أمريكية عن لقاء مرتقب بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في الرياض، الأربعاء المقبل.

 

ووفقا للتقارير الإعلامية، فإن وفد الولايات المتحدة سيضم مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، بينما سيترأس وفد أوكرانيا أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

 

والجمعة الماضي، شهد لقاء ترامب والرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، في البيت الأبيض أجواء متوترة، حيث دخل الزعيمان في نقاش حاد أمام الكاميرات.

 

وبعد الجدل، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك، وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون توقيع اتفاق بشأن المعادن الأرضية النادرة، التي يطالب ترامب بالحصول عليها لقاء ما قدمته الولايات المتحدة من دعم لأوكرانيا خلال الحرب مع روسيا.

 

ومنذ 24 فبراير 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.


مقالات مشابهة

  • “لمسؤوليتها عن كوفيد-19”.. محكمة أمريكية تطالب الصين بدفع 24 مليار دولار
  • محكمة أمريكية تحمل الصين مسؤولية فيروس كورونا وتطالبها بـ 24 مليار دولار
  • بسبب كوفيد 19.. الصين مطالبة بدفع 24 مليار دولار
  • الحكومة تقبل استثمارات جديدة بـ 1.6 مليار دولار.. ما القصة؟
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأفريقيا الوسطى تعزز التجارة والاستثمارات البينية
  • ترامب: سأزور السعودية بعدما وافقت على استثمارات بتريليون دولار
  • استثمارات بتريليون دولار.. ترامب يقول إنه سيزور السعودية
  • الحكومة تعلن حصولها على استثمارات غير مباشرة بـ 174.29 مليار جنيه.. تفاصيل
  • الصين تحذر: لا يوجد رابحون في أي حرب تجارية
  • رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين