تحدث رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم الثلاثاء، في جلسة الحوار الرئيسية بمنتدى الاعلام العربي المنعقد في دبي، حول مستقبل اليمن، بحضور النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، وعدد من السياسيين، والوزراء، وقيادات المؤسسات الإعلامية، ورؤساء تحرير الصحف والمنصات الرقمية، ونخبة من كبار الكُتّاب والمفكرين، وقادة الرأي وصناع الإعلام والمعنيين به في المنطقة والعالم.

وتناول دولة رئيس الوزراء في الجلسة الحوارية التي ادارتها الإعلامية زينة يازجي، جوانب وأبعاد الازمة اليمنية ومستقبل السلام، وايضاح الكثير من السرديات الخاطئة لفهم القضية اليمنية، ومفاتيح التعاطي الصحيح لفهم المشهد الرئيسي العام في اليمن والذي افرز كل التحديات التي نشهدها حاليا، وما يشكله الإرهاب الحوثي من خطر وجودي على اليمن وامن واستقرار المنطقة والعالم.. معرباً عن سعادته بالحديث امام هذه النخبة من صانعي القرار والمحتوى الإعلامي، والشباب، في هذا المنتدى الذي يشكل محطة مهمة للحديث عن مستقبل اليمن.

وجدد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، حرص اليمن على التمسك بعروبته وعودته إلى دوره الاستراتيجي والحيوي باعتباره موطن العروبة الأول .. متطرقاً الى التحديات العاجلة التي تهم المواطن اليمني وتقع على قائمة أولوياته كرئيس للحكومة.. مؤكداً أهمية النظر الى السبب والمسبب الرئيسي للتحديات القائمة يتمثل في انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية واشعالها للحرب، وان إعادة الامن والاستقرار الى اليمن دون معالجة الجذر الأساسي للمشكلة سيجعل الازمات تتكرر بشكل دائم ولن تتحقق التنمية والاستقرار.

ونبه رئيس الوزراء، من خطورة إغفال إيجاد حلول جذرية للأزمة اليمنية، ومعالجتها من خلال استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وتعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة من منظور انساني فقط.. وقال ” أحد الإشكاليات التي أدت الى إطالة امد الحرب في اليمن هي أنسنة المشكلة، وابتعاد المقاربات كثيراً عن معالجة جذر المشكلة الأساسي والتعاطي معها من جانب آثارها الإنسانية وهي آثار صعبة بالتأكيد وحياة كل يمني على امتداد الوطن هي مهمة، لكن هذه الآثار ليست نتاج كارثة طبيعية، ولكن أسبابها الحقيقية معروفة”.

وتطرق الى الآثار الكارثية المباشرة للهجمات الإرهابية الحوثية على منشآت النفط الخام، والتي حرمت الحكومة من أكثر من 70 بالمائة من مواردها، وأدى الى ضعف تقديم الكثير من الخدمات للمواطنين ومفاقمة المعاناة الإنسانية، وقدرتنا على تقديم الكثير من الخدمات، ومنها الكهرباء، والمعالجات التي تعمل عليها الحكومة.

ولفت الى ان دول العالم وصناع القرار بالمجتمع الدولي وعقب القرصنة والهجمات الحوثية ضد السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، عادوا لما كنا نتحدث عنه من ان عدم انهاء الانقلاب في اليمن، وارتباط مليشيا الحوثي بأجندة خارجية ستحدث كوارث في المنطقة والعالم.. موضحاً ان الأولوية الرئيسية للحكومة هو إيجاد مقاربة حقيقية لمعالجة المشكلة في اليمن، وضرورة تمكين ووجود حكومة قوية قادرة أن تقدم خدمات حقيقية لشعبها، والدفاع عن مصالحه.

واستعرض الدكتور أحمد عوض بن مبارك، آفاق ومستقبل السلام في اليمن، وهروب مليشيات الحوثي من استحقاقات السلام والبعد الايدلوجي والعقائدي لمشروعهم ومحطات السلام التي افشلتها من مفاوضات الكويت واستوكهولم واخرها خارطة الطريق التي بذل فيها الاشقاء بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان جهود كبيرة وتم تبنيها من الأمم المتحدة.. موضحاً ان خارطة السلام في اليمن واضحة وخارطة الطريق قدمت مقترح عملي وإجراءات لبناء الثقة تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار ثم الدخول في عملية سياسية.

وأضاف “هناك جولات كثيرة جداً للسلام، نكون دائماً قريبين جداً من خطة سلام، لكن مليشيا الحوثي في كل مره تتهرب، فقرار الحرب والسلم ليس بيدها وانما مرتبط بالنظام الإيراني ومشروعه، ونؤكد ان السلام أسسه واضحة لكنه بحاجة إلى شريك حقيقي، لا يمكن للسلام أن يتحقق بدون شريك حقيقي”.

وجدد التأكيد، على ان السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للحكومة الشرعية واليمن، والمنطقة بحاجة إلى الامن والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني ووقف الحرب، وما يتطلبه ذلك من ضغط وجهد دولي لدفع مليشيا الحوثي للسلام.

وفند رئيس الوزراء، مزاعم مليشيا الحوثي الإرهابية بنصرة غزة، والسرديات الخاطئة بربط ما يجري من تصعيد في البحر الأحمر.. مؤكداً ان قرصنة مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية بدأت قبل عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة، وهناك تقارير من الأمم المتحدة حول ذلك، وما يحدث الان هو هروب من استحقاقات السلام .. وقال ” من يفجر البيوت على رؤوس ساكنيها… والمساجد والمدارس… من يحاصر مدناً كاملة كما يحصل في تعز منذ أكثر من عشر سنوات، من يقنص الأطفال وهم ذاهبون للمدارس، والنساء وهن ذاهبات لآبار المياه، لا يمتلك أساساً أخلاقياً للادعاء بأنَّه ينتصر لقضية عادلة مثل قضية أهلنا في فلسطين”.

وأوضح، ان كثير من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع الغربي عن الأزمة اليمنية والتي قادت الى سياسات خاطئة بدأت تتغير، حيث كان يجري الحديث ان جماعة الحوثي لا تشكل تهديد إقليمي ودولي ولا يمكن أن تستهدف المصالح الدولية، و الآن هي تقوم بهذا الأمر، وأيضاً كان يقال في كثير من الأحيان بأنه ليس هناك ربط حقيقي بين هذه الجماعة وإيران، وان ليس لها تأثير حقيقي، غير ان الأحداث الأخيرة أثبتت أنها جزء من هذه الأجندة

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی رئیس الوزراء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إيقاف مشروع الحوالات النقدية غير المشروطة، بعد سبع سنوات على إطلاقه.

وأوضحت في بيان صحفي أن دورة الصرف الحالية هي الـ 19 والأخيرة، مشيرة إلى أنها تمكّنت من مساعدة 1.4 مليون أسرة من خلال 18 دورة دفع سابقة.

وتعهدت المنظمة الأممية بأنها ستظل "ملتزمة بخدمة وحماية الأطفال في اليمن وتواصل العمل مع السلطات على تطوير برامج نقدية أخرى ستؤثّر إيجابياً على حياة الأطفال وأسرهم".

وأجبر نقص التمويل في 2024 المنظّمات الإنسانية على تقليص أو إنهاء برامج المساعدة الأساسية. وبالإضافة إلى القيود المالية، فإن القيود الإدارية التي تفرضها السلطات وخاصةً في مناطق سيطرة الحوثيين تجعل الوصول إلى السكان المنكوبين صعباً.

ونظراً لارتفاع تكلفة المعيشة، قامت اليونيسف بتقديم مبلغ إضافي للأسر المحتاجة في دورة الصرف التاسعة عشرة بما يقارب 50% من المبلغ الأساسي. 

وعلى الرغم من حجم الاحتياجات وجهود التنسيق التي تبذلها العديد من المنظّمات غير الحكومية، فإن الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات متعدّدة، إذ لم يتم حتى 1 ديسمبر جمع سوى 47.9% من متطلّبات التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن المقدّرة بـ 2.7 مليار دولار، والمطلوبة لمساعدة 18.2 مليون شخص يعيشون محنة مستهدفين بالمساعدات الإنسانية.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المساعدات النقدية والقسائم شكلاً شائعاً بشكل متزايد من أشكال المساعدة في العمل الإنساني- واليمن ليست استثناءً. 

وبين يناير وسبتمبر 2024، قدّم الشركاء الإنسانيون 153 مليون دولار من المساعدات النقدية والقسائم إلى مليوني شخص في اليمن. 

وكان الكثير من هذا في شكل مساعدات نقدية متعدّدة الأغراض، وهو شكل من أشكال التحويل النقدي غير المشروط الذي يمكّن الناس من تلبية احتياجات أساسية مختلفة، بما في ذلك الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والأدوية، ما يتيح المرونة للأسر لاتخاذ خياراتها الخاصة.

وتؤكد الأمم المتحدة أنه في العديد من السياقات، تكمل المساعدات النقدية المساعدات العينية وتوفّر أداة فعّالة من حيث التكلفة تعمل على تمكين الأشخاص المتضرّرين من الأزمات.

وتوضّح في تقرير "المستجدات الإنسانية لشهر نوفمبر" أنه عندما يتلقّى الناس مساعدات نقدية، فإنها تولّد أيضاً تأثيرات إيجابية في المجتمع من خلال تحفيز الأسواق والاقتصادات المحلية.

كما أن المساعدات النقدية تقدّم مجموعة من المزايا الأخرى، إذ يمكن أن تساعد في تحسين نتائج الحماية، وخاصةً بالنسبة للنساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يناقش اليوم القضية الفلسطينية
  • مليشيا الحوثي تعمّق معاناة تجار إب.. جبايات قسرية واعتقالات تعسفية مستمرة
  • مليشيا الحوثي تقتل شابًا في نقطة جبايات بحيمة تعز
  • إطلاق سراح مهربي مخدرات من قبل مليشيا الحوثي في عمران
  • اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية
  • مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات
  • رئيس الوزراء يدعو لاعتماد تعهدات اليمن في المنتدى العالمي للاجئين بخطة شاملة
  • من جامعة صنعاء إلى إب.. مليشيا الحوثي تعمّق سيطرتها الطائفية على التعليم الجامعي
  • مليشيا الحوثي تقتحم عمارة سكنية في إب وتروّع سكانها (صور)