عربي21:
2024-10-05@06:55:13 GMT

تأثير غياب عبد اللهيان سياسيا على الحوثيين

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

عُرف عن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، الذي توفي مؤخرا، التزامه بنهج اللواء قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" السابق، في دعم "محور المقاومة" الذي يضم حلفاء طهران في الشرق الأوسط مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، حتى أن برلمانيا إيرانيا وصفه بأنه "سليماني آخر في الدبلوماسية".



ومع رحيله، يجادل البعض بأنه لن يكون هناك تأثير على الحوثيين كما غيرهم من الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة، على اعتبار أن هذه سياسة النظام الإيراني نفسه لتعزيز نفوذه الإقليمي، في المقابل يرى آخرون أن غياب عبد اللهيان يعني خسارة داعم رئيس لهم في دوائر السلطة التنفيذية للنظام الإيراني.

بعد تأكيد وفاة عبد اللهيان والرئيس إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيتهما، أعلن الحوثيون الحداد وإن بشكل غير معلن؛ من خلال تأجيل الاحتفال بالعيد الرابع والثلاثين لتوحيد اليمن الذي صادف الأربعاء الماضي، حتى انتهاء الحداد الرسمي في إيران.

علاقة مبكرة وأدوار متعددة

عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والسلطة بالقوة في ٢١ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٤، اعتبرت طهران ذلك امتدادا طبيعيا لثورتها. وفي ذلك الوقت كان عبد اللهيان نائب وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، وهو المنصب الذي سمح له بتعزيز العلاقة مع الحوثيين مبكرا وإدارة مهمة تحرير الدبلوماسي الإيراني المختطف حينها، نور أحمد نيكبخت، من خلال عملية معقدة شارك فيها عناصر من الأمن والاستخبارات الإيرانيين، وكانت تلك الأولى من نوعها على الأرض في اليمن.

وبعد تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، أصبح عبد اللهيان المدافع الشرس عنهم وصوتهم الدبلوماسي في مواجهة الدبلوماسية السعودية، وكان يتحدث بثقة بأن الرياض ستفشل وتبنّى سردية تربط بين تدخلها وزيادة الإرهاب.

وخلال بحثي في وسائل الإعلام الإيرانية مثل وكالات مهر وإرنا وفارس وتسنيم وقناة العالم، في الفترة ما بين سيطرة الحوثيين على صنعاء وحتى تعيين عبد اللهيان وزيرا للخارجية في ٢٠٢١، وجدت أنه كان أكثر مسؤول إيراني يتحدث في الشأن اليمني وكانت مواقفه أقوى بكثير من مواقفه سلفه آنذاك جواد ظريف، وكان يحرص في مقابلاته الصحفية وأنشطته السياسية واتصالاته الدبلوماسية على الدفاع عن الحوثيين بوصفهم مظلومين، ويتبنى أجندتهم على المستوى الإقليمي والدولي.

ويمكن تلخيص مضامين تلك المواقف في ثلاثة عناصر؛ الأول البعد القانوني الذي يستهدف ضرب مشروعية التدخل السعودي واعتباره "عدوانا"، والثاني البعد الاقتصادي الإنساني وهو إبراز قضية "الحصار"، والثالث البعد الحقوقي ويتعلق بالانتهاكات والجرائم التي تطال المدنيين بسبب القصف الجوي.

وبعد توليه وزارة الخارجية، أعلن عبد اللهيان اعتزامه تعيين سفير جديد لبلاده في اليمن بعد وفاة السفير السابق حسن إيرلو، في خطوة كانت تهدف لدعم الحوثيين، لكن هذا لم يحدث بعد ذلك لأسباب غير معروفة.

وفي ذلك الوقت، أبلغ البرلمان أنه يتطلع "إلى تعزيز إنجازات محور المقاومة. نحن فخورون بدعم حلفائنا"، وكان هذا التوجه يعكس التزامه بنهج سليماني في صياغة السياسة الخارجية للبلاد، انطلاقا من قناعته بأن الدبلوماسية اعتمدت دائما على جهود سليماني في الميدان التي جلبت الأمن والنفوذ لبلاده.

ذات يوم وصف عبد اللهيان نفسه بـ"جندي سليماني"، وتفاخر بأنه في كل مرة يذهب إلى دولة ما كمبعوث دبلوماسي وتفاوضي، فإنه يتشاور أولا معه للحصول على التوجيه اللازم. وكان معروفا عنه قربه من المرشد والحرس الثوري، ونتيجة لذلك سيكون لغيابه "تبعاته الإقليمية والدولية بشكل أو بآخر"، بحسب صحيفة مقربة من حزب الله.

وفي هذا السياق، سألتُ مصدرا حوثيا اشترط عدم ذكر اسمه، عن تأثير رحيل عبد اللهيان عليهم، فأجاب: "لا شك أنه سيترك أثرا وسنفتقد دوره السياسي الذي لطالما حمل قضية اليمن في أجندته الدبلوماسية، لكننا نعتقد أنه تأثير مؤقت لحين إجراء انتخابات، كما أن علاقتنا بإيران لا تتوقف على أشخاص رغم تقديرنا لدعمهم لنا، وإنما على النظام كمؤسسات".

فقدان داعم رئيسي

قاد عبد اللهيان حراكا دبلوماسيا مكثفا لإيقاف الحرب في اليمن، وعقد اجتماعات مع قيادات الحوثيين أكثر من سلفه ظريف، سواء في سلطنة عمان أو في طهران، وأشاد بما يقومون به في البحر الأحمر باعتباره دعما لغزة، وانتقد القصف الأمريكي البريطاني على اليمن على خلفية ذلك واعتبره انتهاكا لقرارات مجلس الأمن.

ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، إن الحوثيين "يخسرون داعما رئيسيا لهم في دوائر المؤسسة التنفيذية الإيرانية، وهم المليشيا الطارئة في محور المقاومة التي تحاول التشبث بهذا المحور للحصول على مزيد من المكاسب".

ويلفت الانتباه في حديثي معه إلى أنه على مدى سنوات الحرب كان عبد اللهيان ملجأ الحوثيين في إيران، وهو أول المسؤولين الذين يستقبلونهم وآخر مسؤول تتم مقابلته قبل مغادرة طهران، بالنظر إلى تولّيه ملف اليمن ودعم الحوثيين دبلوماسيا في مناصبه المختلفة.

استبعاد التأثير السياسي

وعلى العكس من ذلك، يستبعد الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، أن يؤثر غياب عبد اللهيان أو حتى رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية على اليمن وبقية مناطق نفوذ طهران في المدى المنظور، ويدلل على ذلك بـ"عدم حدوث أي تأثير بعد مقتل قاسم سليماني الذي كان يلعب دورا كبيرا في ترسيخ نفوذ طهران الإقليمي والتنسيق بين حلفائها ومنهم الحوثيون".

ويؤكد أن الذي يشكل السياسة الخارجية هو المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الذي يضطلع بدور المنفذ لهذه السياسة في اليمن وغيرها من مناطق النفوذ.

ويستدرك الباحث قائلا: "لكن بطبيعة الحال ما جرى في إيران بدأ يطرح تساؤلات حول ما إذا كان مقتل رئيسي نتيجة لمؤامرة داخلية وعمّا إذا كان مؤشر على صراع أجنحة داخلية لأن سيناريو من هذا القبيل قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في الداخل، وهذه الحالة ستنعكس بدورها على السياسة الخارجية في المنطقة لا سيما في اليمن. لكن حتى لو كان هناك صراع أو تنافس أجنحة داخلية ففي نهاية المطاف من يرسم السياسة هو المرشد والحرس الثوري ينفذها، وبالتالي من غير المتصور أن تتغير هذه الديناميكيات التي تشكل السياسة الخارجية فيما يتعلق باليمن".

وعلى عكس حلفاء طهران في لبنان أو العراق الذين يشكلون جزءا من حكوماتهم المعترف بها دوليا والتي لديها تمثيل دبلوماسي يدافع عنهم إقليميا ودوليا، لا أحد يعترف بسلطة الحوثيين دوليا سوى إيران، ولذلك هم بحاجة دبلوماسية عبد اللهيان النشيطة أكثر من غيرهم، وهذا هو التأثير السياسي عليهم في الوقت الراهن وسيتحدد أكثر في هوية من سيخلفه بعد الانتخابات.

x.com/mareb_alward

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني عبد اللهيان اليمن الحوثيين إيران اليمن الحوثيين عبد اللهيان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة عبد اللهیان فی الیمن

إقرأ أيضاً:

باسيل يتحرك سياسيا.. لا فرنجية ولا عون

بدأ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تحركا سياسيا جدياً بعد اغتيال الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله. وجاء تحرك باسيل تحت عنوان ضرورة انتخاب رئيس جديد للبنان في ظل المخاطر التي يتعرض لها لبنان في ظل الحرب الاسرائيلية عليه، لذلك فإن المبادرة تقوم على الوصول الى اتفاق واضح بين القوى السياسية كافة لعقد جلسة انتخاب والذهاب الى مسار تعزيز المؤسسات كافة.

لكن بعيدا عن العناوين العريضة، بات واضحا ان باسيل يقرأ التطورات بطريقة تناسبه، اذ انه يجد ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري بات اضعف بعد استشهاد نصرالله واصبح الحزب بنفسه غير قادر على التمسك برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لذلك فإنه يمكن الحصول على تنازل من بري في هذه اللحظة التاريخية المصيرية والانتقال الى مستوى جديد من التنسيق مع الثنائي.

مرحلة ما بعد نصرالله يجدها باسيل فرصة لكي يتنازل "الحزب" عن دعم فرنجية، فمن دعمه قد استشهد والقيادة الجديدة قادرة على تقديم تنازلات او اقله التراجع عن التعهدات، وعليه فإن باسيل يريد ان يبقى اقرب من "قوى الثامن من اذار"لكن بشرط ان يكون الرئيس المقبل غير مستفز بالنسبة له، ليستتبع الامر تشكيل حكومة جديدة ما يوحي بأن رئيس "التيار" يبحث عن انتصار سياسي كامل من اجل تحقيق اهدافه التي طرحها في السنوات الماضية.

امام باسيل معضلة جديدة هي ان "قوى الثامن من اذار" اضافة الى النائب السابق وليد جنبلاط لا يريدون الذهاب الى انتخابات رئاسية في هذه المرحلة وعليه قد يكون التمسك بفرنجية مستمرا حتى لو لم يتم الاعلان عن ذلك، وهذا ما يسير بالتوازي مع ضغط اميركي ومن قوى المعارضة من اجل تعزيز حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون، الامر الذي يزعج باسيل وقد يكون العامل الاساسي الذي دفعه للتحرك السريع لانقاذ نفسه من وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا وانهاء الحالة العونية بشكل شبه كامل.

يبدو ان باسيل يتعامل مع المشهد من دون ادراك حجم التراجع الذي طاله، فيما المطلوب ان يكون اكثر واقعية ليدرك ان كل ما حصل لا يمكن ان يؤثر على التوازنات السياسية الداخلية التي لا يمكن ان تتبدل الا من خلال تسوية شاملة في المنطقة وفي لبنان بعد ظهور النتائج النهائية للحرب الحاصلة في المنطقة..

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: هدف الهجوم على اليمن اغتيال زعيم الحوثيين "عبد الملك الحوثي"
  • وزير سابق يؤكد انقلاب الحوثيين كلف اليمن غالياً.. دعوات متزايدة لمشروع وطني جامع
  • ملامح السياسة الخارجية لرئيس سريلانكا الجديد
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • من هم خبراء ترامب في السياسة الخارجية؟
  • وكيل وزارة الخارجية يلتقي السفير الالماني لدى اليمن
  • باسيل يتحرك سياسيا.. لا فرنجية ولا عون
  • تباين حاد في نهج السياسة الخارجية الأميركية بين هاريس وترامب
  • اليمن يتطلع لدعم سعودي لـ”بناء جيش قوي ” في مواجهة الحوثيين
  • بتوقيت اليمن.. موعد كسوف الشمس الذي سيعم الكرة الأرضية اليوم