الحرب على غزة كشفت ازدواجية معايير تعامل الإعلام الغربي مع الأزمة
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
شربل: الإعلام العربي تفاعل بشكل جيد مع القضية الفلسطينية منصات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً إيجابياً في نقل الحقيقة أديب: إسرائيل فرضت تعتيماً إعلامياً على كل وسائل الإعلام نوجه التحية للأبطال الذين نقلوا الصورة واضحة من قطاع غزة الحمادي: الحرب على غزة كشفت تضليل وسائل إعلام دولية دبي: الخليج
أفرد «منتدى الإعلام العربي» خلال فعاليات اليوم الثاني ل«قمة الإعلام العربي»، جلسة خاصة لمناقشة التعامل الإعلامي مع القضية الفلسطينية تحت عنوان:«فلسطين بمنظور إعلامي عربي»، تحدث خلالها الإعلامي والكاتب المصري عماد الدين أديب، والإعلامي والكاتب الإماراتي، محمد الحمادي، رئيس تحرير موقع جسور بوست، وغسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، وأدارها الإعلامي صهيب شراير من قناة سكاي نيوز عربية.
وتمحور النقاش حول تعامل الإعلام العربي مع الوضع في قطاع غزة، وازدواجية المعايير التي يتعامل بها الإعلام الغربي مع الأزمة، وغياب المعايير المهنية في تغطية بعض وسائل الإعلام للعدوان وتجاهلها للوضع الإنساني في غزة ومعاناة سكانها، كما سلطت الجلسة الضوء على الجهود المأمولة من الإعلام العربي لنصرة القضية الفلسطينية إعلامياً.
وخلال الجلسة، أكد غسان شربل، أن تغطية وسائل الإعلام العربي للحرب على غزة كانت جيدة، لكن أساليبها في التناول كانت تختلف باختلاف توجهات وطبيعة وهوية المؤسسة الإعلامية، لكن المشهد الإعلامي العربي بشكل عام كان متفاعلاً بشكل جيد، على الرغم من التعتيم الكبير الذي فرضته إسرائيل على الإعلاميين.
ولفت شربل إلى أن الإعلاميين العرب تحلوا بالمهنية والحيادية في تغطية الحرب على غزة، وأبدوا تعاطفاً كبيراً، على الرغم من أن التغطية المثالية للحرب وحالة الدمار الكبير التي سببتها، تتطلب تقديم الحقائق والمعلومات وهو ما يخدم القضية أكثر من مجرد التعاطف معها.
وحول دور الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي في تغطية الحرب على غزة، أكد شربل أنه على الرغم من عدم مهنية وسائل الإعلام الجديد ودقة محتواها، إلا أنها استطاعت نقل الصورة الحقيقية للأحداث من داخل القطاع على الرغم من بشاعتها، مؤكداً أن الكثير من وسائل الإعلام العالمية التي تنادي دائماً بالموضوعية، سقطت في اختبار المهنية بتحيزها الصارخ للعدوان الإسرائيلي.
دور استثنائي
من جهته، أكد عماد الدين أديب، أن حرب غزة فُرض عليها تعتيماً إعلامياً هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، حيث منعت إسرائيل التغطية الإعلامية ودخول الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب، موجهاً التحية للإعلاميين الأبطال الذين مازالوا ينقلون الأوضاع على الأرض من قطاع غزة، مؤكداً أن التعامل بمهنية إعلامية دون التعاطف مع ما يجري للأطفال والنساء يتنافى مع الإنسانية ومشاعر الإعلاميين كعرب، وهم يشاهدون ما يحدث لإخوانهم من دمار.
وأوضح أديب إلى أن تغطية بعض وسائل الإعلام العربية كانت غير متوازنة في استضافتها للوجوه الإسرائيلية، على حساب الجانب الفلسطيني وأسر الضحايا، مشيراً إلى ضرورة أن يتحلى الإعلام العربي بالمهنية اللازمة لسرد الحقائق وإبراز المعلومات الحقيقية وعدد الشهداء المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في غزة.
كما أكد أديب الدور الاستثنائي الذي قامت به وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث لحظة بلحظة، وهو الدور الذي كانت تحلم به وسائل الإعلام التقليدية، لافتاً إلى حاجة الإعلام العربي لمخاطبة الداخل الإسرائيلي من خلال ساعات تبثها القنوات العربية، لتوضيح حقيقة ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من أفعال غير إنسانية، تؤثر في مجملها على فرص التوصل لحلول، وتعيق التعايش السلمي في المنطقة.
لحظة فارقة
من جانبه، رأى الكاتب محمد الحمادي أن الإعلام العربي نجح في نقل الخبر ولم ينجح في نقل الحقيقة والصورة الكاملة لما يحدث داخل قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة اصطفاف كافة وسائل الإعلام العربي لكشف معاناة الفلسطينيين، التي تحرك لها العالم أجمع، تعبيراً عن الرفض للأوضاع الإنسانية السيئة التي تسبب فيها العدوان على أهل غزة.
كما اتفق الحمادي مع عماد الدين أديب في ثنائه على الدور الكبير الذي يقوم به الشباب في العالم العربي لنقل الأحداث بالصوت والصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، في حين كشفت الحرب على غزة انحياز وسائل الإعلام الدولية التي كانت تتفاخر دائماً بالموضوعية والمهنية والدقة في نقل الأحداث، وأثبتت أن الإعلام الغربي يُدار من غرف مغلقة تتحكم في رسائله الموجهة، مؤكداً في الوقت نفسه حاجة العرب لإعلام موجه يتحدث عن نفسه ويوصل صوته للعالم.
وحول المهنية والحياد في التعامل مع القضية الفلسطينية والحرب الدائرة في قطاع غزة، أكد الحمادي أن اللحظة الفارقة التي يمر بها العالم العربي لا تتطلب تخوين المؤسسات أو الأفراد، بل بحاجة إلى توحيد الجهود وكشف ما يقوم به الطرف الإسرائيلي من فظائع.
حول «قمة الإعلام العربي»
تم إطلاق قمة الإعلام العربي في مايو 2024 بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبمتابعة من سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، لتكون المظلة الجامعة للمبادرات والفعاليات الإعلامية التي يتولى «نادي دبي للصحافة» تنظيمها وتشمل: «منتدى الإعلام العربي»، «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، «جائزة الإعلام العربي»، «جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب».
«منتدى الإعلام العربي»
تُعقد هذه السنة الدورة ال22 لمنتدى الإعلام العربي بمشاركة نحو 4000 إعلامي، يعد التجمّع الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة العربية، إذ يضم سنوياً أهم وأبرز القيادات الإعلامية العربية والعالمية، وصُنّاع القرار في أهم المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف، وأبرز الكُتّاب والمفكرين وصُنّاع المحتوى في المنطقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات منتدى الإعلام العربي التواصل الاجتماعی القضیة الفلسطینیة الإعلام العربی وسائل الإعلام الحرب على غزة على الرغم من قطاع غزة فی نقل
إقرأ أيضاً:
معايير اختيار خليفة البابا فرنسيس في الكونكلاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شرح الكاردينال لويس كابريرا، رئيس أساقفة غواياكيل (الإكوادور)، بعض المعايير التي سيتم اتباعها لاختيار خليفة البابا فرنسيس في الكونكلاب الذي سيعقد في الفاتيكان في الأيام القليلة المقبلة. ومن المقرر أن يشارك فيه حتى الآن 134 كاردينالًا. في مؤتمر صحفي، تحدث الكاردينال البالغ من العمر 69 عامًا، الذي تم تعيينه كاردينالًا في عام 2024، عن تجاربه الشخصية مع البابا فرنسيس وأبرز المعايير التي ستؤثر في اختيار البابا المقبل.
1. في الكونكلاب يتم اختيار خليفة القديس بطرس
أوضح الكاردينال كابريرا أن الاختيار في الكونكلاب لا يقتصر على اختيار خليفة البابا فرنسيس، بل يتم اختيار خليفة القديس بطرس. وأشار إلى أن القديس بطرس، رغم كونه بشرًا خاطئًا وأنه أنكر يسوع، إلا أن يسوع وثق فيه ليقود الكنيسة ويهتم برعيته. وهذا هو الهدف الأسمى من اختيار البابا، وهو أن يكون خليفة القديس بطرس.
2. يتم اختيار خادم للكنيسة
وأشار الكاردينال إلى أن المعايير لاختيار البابا ستكون مستمدة من تعاليم الإنجيل. من أهم هذه المعايير هو اختيار خادم للكنيسة، موضحًا أن أعلى لقب يمكن أن يحصل عليه البابا هو “خادم الخدام”، وهو لقب يعكس طبيعته كخادم للكنيسة والمجتمع المسيحي.
3. هل هو تقدمي أم محافظ؟
حذر الكاردينال كابريرا من الانجرار وراء التصنيفات السياسية أو الاجتماعية في اختيار البابا. وأكد أن تصنيفات مثل “من اليمين أو اليسار”، أو “تقدمي أو محافظ” لا مكان لها في هذا الاختيار. وأوضح أن هذه الفئات ليست ذات أهمية كبيرة، بل يجب التركيز على خدمة الآخرين. وأضاف أن يسوع اختار أن يخدم الآخرين، وهو ما يجب أن يكون أساس اختيار البابا المقبل.
4. من يدخل بابا يخرج كاردينالًا
أوضح الكاردينال أن جميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا يمكنهم أن ينتخبوا أو يتم انتخابهم. وذكر أن المقولة الشائعة “من يدخل بابا يخرج كاردينالًا” تشير إلى أنه لا يجب التفكير في أن البابا المقبل سيظل في منصبه بعد اختياره. على سبيل المثال، دخل البابا فرنسيس إلى الفاتيكان كاردينالًا وخرج بابا، وهو ما يوضح أن هذه هي عملية طبيعية لا يجب أن تحصر في تصورات مسبقة.
5. في الكونكلاب من الضروري أن نترك أنفسنا نقود من الروح القدس
أكد الكاردينال كابريرا أن الكونكلاب هو مكان يتطلب الصلاة والتفكير العميق، حيث يجب على الكرادلة أن يتركوا أنفسهم يقادون من الروح القدس. وأضاف أن الله هو الذي يختار، وأن الكرادلة يجب أن يعتمدوا على إلهام الروح القدس في عملية الاختيار. وأشار إلى أن رغم الحكمة والقداسة التي قد يتمتع بها الكرادلة، إلا أن الله هو الذي يضيء الطريق ويقود الاختيار.
ودعا الكاردينال الإكوادوري إلى أن يكون الروح القدس هو من يقود عملية اختيار البابا المقبل، وليس الحسابات البشرية أو التصنيفات السياسية. وأكد على ضرورة أن يكون البابا الجديد أداة لخدمة الإنجيل وإعلان يسوع للمجتمع المسيحي.