برلماني تركي: على واشنطن صياغة مبدأ جديد لمعضلة سوريا
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأميركية على موقعها الإلكتروني، كتب النائب في البرلمان التركي بلال بيليجي أن سوريا كانت في يوم من الأيام مهدا لحضارة عزيزة وغنية بتراثها، لكنها الآن أصبحت واحدة من أكثر المعضلات استعصاء على الحل في العالم.
وقال إن سوريا باتت خرابا، ولا تزال عرضة لتفجر أعمال العنف فيها بسبب إستراتيجية احتواء انتهجتها الإدارات الأميركية السابقة في واشنطن، والتي أدت إلى صراع مجمد.
ومع دنو الذكرى الـ13 لاندلاع الانتفاضة الثورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وبداية الحرب الأهلية، يرى بيليجي أن من الضروري النظر إلى الوراء في كيفية وصول الحال "القبيح" إلى ما هو عليه الآن، ومعرفة أين ساءت الأمور بالضبط.
ويعتقد البرلماني التركي أنه سيتعين على الرئيس الأميركي القادم -أيا كان الفائز في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- وضع سياسة جديدة في سوريا، حيث تتراكم المؤثرات الخارجية السلبية على الدول المحيطة بوتيرة لا يمكن تحملها.
درس في الغموضوانتقد موقف الولايات المتحدة إزاء سوريا، ووصفه بأنه يمثل درسا في الغموض أثار استياء الأطراف الفاعلة في المنطقة. لكنه يستدرك أن هناك اختلافات رئيسية عديدة في طريقة تعامل رئاسة جو بايدن أو دونالد ترامب مع الأزمة السورية، حسب اعتقاد معظم المحللين.
وعلى الرغم من أن مؤسسة السياسة الأميركية غالبا ما تسخر من ترامب باعتباره المشرف على إدارة المخاطر والفوضى على الصعيد العالمي، فإن بيليجي يتوقع أن يكون تعامل الرئيس المقبل مع الصراع المجمد مختلفا جدا، على الأقل من الناحية النظرية.
وأردف كاتب المقال أن ترامب أظهر بالفعل نفورا من التشابكات الخارجية المكلفة التي تمتص أموال دافعي الضرائب في عدد من المناطق، ورجّح ألا يسمح للصراع السوري بالاستمرار في استنزاف مليارات الدولارات، أو توريط الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها، ولا يمكن الفوز بها.
ضماناتومع ذلك، فإن ترامب قد يتذكر المشهد "المخزي" لانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، وفق المقال. ويتوقع بيليجي أن ترامب ربما يركز جهوده في الحصول على ضمانات من حلفائه لدرء خطر تنظيم الدولة الإسلامية، وليس إعادة صياغة الحماقات التي ارتُكبت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ويزعم البرلماني التركي أن طموحات روسيا في البحر الأبيض المتوسط هي التي تبقي بشار الأسد متشبثا بالسلطة، مما يوفر لها موقعا إستراتيجيا في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه إذا ما أضفنا إيران إلى هذا المزيج، فإن المؤامرة ستزداد تعقيدا، لتعكس العداء الذي طالما أضمرته طهران تجاه أميركا، على حد تعبيره.
ويتابع القول إن سوريا تتطلب نهجا دقيقا في التعامل يوازن بين المصالح الإقليمية والأهداف الأميركية، إذ لم يعد الوضع الراهن مُرضيا.
وخلص بيليجي، في خاتمة المقال، إلى أنه أيا كان الرئيس الأميركي المقبل، فسيتوجب عليه صياغة مبدأ جديد مبني على الحقائق الماثلة في الشرق الأوسط، وعلى واقعية إستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
برلماني: اجتماع الرئيس السيسي بمحافظ بورسعيد ترجمة لجهود الدولة لدفع التنمية
أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع محافظ بورسعيد محب حبشي، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، لمناقشة آخر تطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة، خطوة تنظيمية هامة للاطلاع على موقف المشروعات الاستثمارية والتنموية التي تمت خلال الفترة الماضية ونجحت في تحقيق طفرة حقيقية بالمدينة الباسلة، التي كانت في الماضي ومازالت رمزاً للصمود والمقاومة لتتحول إلى أهم المدن الاقتصادية القادرة على دعم الاقتصاد الوطني، موضحاً أن بورسعيد قادرة على توفير فرص استثمارية كبيرة في مجالات النقل، التخزين، التصنيع، والخدمات الملاحية، مما يجذب الشركات العالمية.
وأضاف "عمار"، أن اجتماع الرئيس السيسي ناقش أهم الجهود المبذولة لدفع عجلة التنمية في محور قناة السويس، وتطورات تنفيذ المشروعات الاستثمارية والخدمية بالمحافظة، سواء كانت قيد التنفيذ أو تلك المخطط تنفيذها، مما يسهم في تعزيز بيئة الاستثمار ويمكن القطاع الخاص من المشاركة الفعالة في جهود التنمية، لافتاً إلى أن الاجتماع ناقش أيضا كيفية التعامل مع المستجدات التي طرأت على محور قناة السويس في ضوء الصراعات السياسية بالمنطقة التي ساهمت في تراجع إيرادات القناة، مما أدى إلى خسارة الدولة ما يزيد عند 60% من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، مما يعني أن مصر قد خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الرئيس السيسي أكد على رفع كفاءة الخدمات الملاحية والبحرية في القناة، عبر استحداث مجموعة جديدة من الخدمات الملاحية، مشيداً بتوجيهات الرئيس بتسريع وتيرة العمل على تنفيذ المشروعات المستهدفة في منطقة قناة السويس، مع التركيز على المناطق اللوجستية التي تحظى بأهمية كبيرة مع تعظيم العائد الاقتصادي للموانئ المطلة على المجرى الملاحي للقناة، واستغلال الموقع الاستراتيجي في زيادة الاستثمارات والدخل القومي، والنهوض بمنطقة القناة لتكون محوراً للتنمية ومركزاً إقليمياً لوجستياً وصناعياً، مؤكداً على أهمية حديث الرئيس بشأن مواصلة تعزيز مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الاستثمارية ذات الصلة، باعتباره عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية المنشودة، مؤكداً أيضاً أن بورسعيد ليست فقط مركزًا اقتصاديًا، بل أيضًا نموذجًا للتكامل بين التجارة العالمية والتنمية المحلية.
وأوضح النائب حسن عمار، أن قناة السويس عانت كثيرًا لأكثر من عام ونصف، نتيجة الاضطرابات بمنطقة البحر الأحمر، لكن برغم هذه التحديات تواصل الدولة جهودها في دفع عجلة التنمية والاستثمار بالمجرى الملاحي، مشيراً إلى أن
الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وقعت اتفاق مع شركة السويس للصلب لتشغيل رصيف وساحة لتداول الصب الجاف بميناء الأدبية بمساحة 30 ألف متر مربع وبتكلفة استثمارية تبلغ 120 مليون دولار، والذى يسهم في رفع حجم التداول إلى 5 ملايين طن سنويا من بضائع الصب الجاف في المرحلة الأولى، والذى يحقق نمو تدريجي في أحجام التداول لتصل إلى 10 ملايين طن سنويا خلال 5 أعوام، بجانب حجم الاتفاقيات التي نجحت في إبرامها في مجالات الطاقة والهيدروجين الأخضر.
شارك بالاجتماع كل من اللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور أحمد حسن رئيس مركز الأبحاث بهيئة قناة السويس، والدكتور حسن أبو سعده الأستاذ المساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.