الثورة نت|

كرّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليوم، طلبة الجامعات اليمنية الفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة التنافسية الثانية في مجال “القرآن الكريم” للعام 1445هـ.

شارك في المسابقة التي نظمها في ثلاثة أيام، قطاع الشؤون التعليمية بوزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجامعة الإماراتية الدولية في إطار المسابقة التنافسية العلمية والثقافية ضمن مشاريع الرؤية الوطنية، 100 متسابق ومتسابقة من 24 جامعة حكومية وأهلية بالأمانة والمحافظات بإشراف لجنة تحكيم خاصة بالطلاب وأخرى بالطالبات في فئات “المصحف كاملاً، والـ 20، و 10 وخمسة أجزاء”.

وفي التكريم أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة تصريف الأعمال حسين حازب إلى أهمية دور الأنشطة الطلابية والمسابقات الثقافية والعلمية والرياضية في تعزيز الشراكة وتقوية الروابط الثقافية والعلمية بين طلبة الجامعات.

وأكد أهمية مسابقة القرآن الكريم بين طلبة الجامعات وتسليحهم بالعلم والثقافة القرآنية التي يستمد منها اليمنيون القوة والثبات في مواجهة أعداء الأمة وأذنابهم في المنطقة .. مبيناً أن صمود واستبسال المقاومة الفلسطينية في مواجهة أعتى ترسانة عسكرية على وجه الأرض، يأتي بفضل تمسكهم بكتاب الله والإيمان بنصرة عباده المؤمنين.

وأشاد الوزير حازب بالجهود التي ساهمت في إنجاح المسابقة الثانية في مجال القرآن الكريم ضمن الأنشطة الطلابية، التي كانت مغيبة في الجامعات خلال الفترة السابقة، معتبراً الأنشطة والمسابقات الطلابية جزءاً من رسالة الجامعة للاهتمام بالشباب ورعايتهم وتنمية روح الإبداع والتنافس والإبتكار بينهم في المجالات العلمية والثقافية والرياضية.

من جانبه أوضح وكيل الوزارة لقطاع الشؤون التعليمية الدكتور غالب القانص، أن الأنشطة الثقافية والمسابقات العلمية ساهمت في تنشيط الطلبة وتنمية قدراتهم الفكرية والبدنية وعدم تركهم رهائن بين الكتاب والجامعة والمنزل.

ولفت إلى أن خطة العام الجاري تضمنت تنفيذ أكثر من 35 برنامجا ً في مختلف المجالات.

بدوره أشار رئيس الجامعة الإماراتية الدولية الدكتور ناصر الموفري إلى أهمية مسابقة القرآن الكريم في نسختها الثانية بين طلبة الجامعات للتأكيد على أهمية التمسك بالقرآن الكريم وحفظه وتلاوته وتجويده وتدبر معانيه وتطبيق أوامره وتجنب نواهيه لضمان تحقيق الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.

فيما أفاد مدير الأنشطة بوزارة التعليم العالي عبدالكريم الضحاك بأن المسابقات تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وانطلاقاً من مستهدفات الرؤية الوطنية لتفعيل الأنشطة والمسابقات العلمية والثقافية والرياضية في الجامعات اليمنية، وبما يسهم في تحفيز النشء والشباب على الابتكار واكتشاف المواهب والإبداعات المختلفة أوساط الطلبة.

تخللت الفعالية، التي حضرها قيادات وزارة التعليم العالي ونائب رئيس الجامعة الإماراتية الدكتور أحمد البعداني والأمين العام الدكتور فؤاد حنش، وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ومدراء الأنشطة بالجامعات، الاستماع إلى نماذج من القراءات لعدد من الطلبة والطالبات الفائزين بالمسابقة.

وفي الختام، كرّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعه قيادات الوزارة طلبة ورؤساء وممثلو الجامعات الفائزة في المسابقة الثانية في مجال القرآن الكريم للعام 1445هـ، بمبالغ مالية ودروع تذكارية، وشهادات مشاركة، تلاها تكريم الجامعة الإماراتية بدرع الوزارة تقديراً وعرفاناً بإسهامها في دعم ورعاية وإنجاح المسابقة.

وجرى تكريم الفائزين في فئة المصحف كاملاً بشهادات ودروع ومنحهم مقاعد مجانية، حصل الطالب ظفران محمد شوعي المركز الأول من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وكمال الصوفي من جامعة ذمار الأول مكرر، وحصل المتوكل أنور صالح من جامعة 21 سبتمبر على المركز الثاني، فيما حل أحمد عبد القادر الجرافي من جامعة جينيس في المركز الثالث، والطالب أوسان إسماعيل الحسني جامعة الملكة أروى الثالث مكرر.

وأحرزت الطالبة نجوى الحاشدي من جامعة الرازي على المركز الأول في فئة المصحف كاملاً ويسرى جابر الجحدري من دار السلام الأول مكرر وحصلت الطالبة حنين المعمري من جامعة الحضارة على المركز الثاني، وحلّت الطالبة معالي الحميدي جامعة إب على المركز الثالث.

كما جرى تكريم الطلاب والطالبات الفائزين بالثلاثة المراكز الأولى في مسابقة القرآن الكريم الثانية لفئات الـ” 20 ، و10، وخمسة أجزاء” بدروع وشهادات.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صنعاء مسابقة القرآن الكريم مسابقة القرآن الکریم الجامعة الإماراتیة التعلیم العالی على المرکز من جامعة

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى

 

 

 

 

مرتضى بن حسن علي

 

في عصر تتغير فيه الخرائط المعرفية بوتيرة جنونية، وتتحول الجامعات حول العالم إلى مختبرات للأفكار واختراع الغد، وتسوده الثورة التكنولوجية الكاسحة والذكاء الصناعي، لا تزال مُعظم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي محاصرة في قوالب الماضي، وتواجه تحديات جذرية تُعيقها عن أداء أدوارها كقاطرة للتقدم وابتكار المستقبل لأنها مُثقلة بكثير من المُعوِّقات التي تبعدها عن أداء رسالتها الحقيقية.

الجامعات هي مصادر للفكر والعلم ومراكز للأبحاث، مهمتها التعايش مع الحياة العملية والعلمية وأن تجعل الأجيال الجديدة على دراية بالواقع وتطوراته ودراسة همومه والتعرف على مشاكله الفعلية، وتطوير الطلبة علمياً وفكرياً وبكل ما تملك من قدرة على البحث والتشخيص والتحليل، وتكون على صلة وثيقة بينها وبين دنيا العمل والتكنولوجيا. وحتى تتحول من مجرد مانحة للشهادات إلى حاضنات للإبداع والخريجين قادة للتغير، فهي بحاجة إلى بيئة أكاديمية ورؤساء وعمداء ذوي رؤية واضحة وأكفاء يواكبون الاتجاهات الحديثة في التعليم على المستوى الدولي واختيار الموارد البشرية المؤهلة، واتباع مناهج حديثة، والاهتمام بالبحث العلمي.

والوظيفة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي هي تأهيل الشباب علميا وسلوكيا وفكريا وأن تبتكر مع مرور الوقت، مسارات للتقدم ونقل المعرفة إلى مجتمعاتها وأن تكون مشاعل للتقدم. غير أن الأنظمة التي تخضع لها تحد من قدراتها على مواكبة التقدم العلمي الذي يحصل في مثيلاتها من البلدان المتقدمة.

 ولعلَّ قدرًا كبيرًا وملحوظًا لذلك يتصل بضعف مرحلة التعليم الأساسي، وافتقار المجتمعات العربية لمؤسسات إنتاج حقيقية من معامل ومصانع ومراكز للأبحاث الجادة. لقد اختزلت أدوار التعليم العالي في مجرد المانح للشهادات التي هي في أغلبها خالية من المحتوى وتعلق داخل البيوت والمكاتب كجزء من الديكور الداخلي الذي يستر عيوبا عديدة في البناء الداخلي، لا تنتج فكرا ولا تبني أُمَّة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن غريباً أن يقوم كل من التعليم والعمل بنفي الآخر ومحاصرة أدواره.

التحديات التي تعيق التعليم العربي كثيرة منها:

المناهج البعيدة عن التقدم التكنولوجي:

لا تزال العديد من الجامعات العربية تعتمد مناهج قديمة في زمن جديد، نظرية تركز على الحفظ والتلقين، بدلًا من تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي. فمثلا في مجال الهندسة، يفتقد الطلبة إلى مختبرات متطورة أو التدريب العملي في الميدان، وينهون دراستهم دون أن يلمسوا مختبرا متقدما، أو يشاركوا في مشروع عملي واحد تهيئهم لسوق العمل، مما يخلق فجوة بين المعرفة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطالب يدرس نظريات القرن العشرين أو قبله، بينما العالم يتسابق في تطبيقات الذكاء الصناعي وعلوم البيانات.

بيروقراطية بدون أفق وتمويل بدون رؤية وضعف التمويل وطريقة صرفه:

تعاني الجامعات من هياكل إدارية معقدة وترهل إداري وقرارات متضاربة، ولا سيما الحكومية منها، تعيق تبني مشاريع بحثية مبتكرة؛ حيث تُهدر أشهر على إجراءات الموافقة على بحوث طلاب الدكتوراه، بينما تُوجه ميزانيات محدودة إلى فعاليات شكلية بدلًا من دعم الابتكار، أو تبني الأفكار الخلّاقة وموتها في مهدها، كما تفتقد إلى الأموال الأهلية "الوقف والخمس".

الانفصال عن قطاع الإنتاج وسوق العمل:

قلة المشاريع الإنتاجية وغياب الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي الموجود يجعل الأبحاث الأكاديمية حبيسة الأوراق، في الوقت الذي نجحت ماليزيا مثلا في تحويل أبحاث جامعاتها إلى منتجات تجارية وصناعية عبر إنشاء "مدن التكنولوجيا" التي تربط بين الباحثين والمستثمرين.

في بيئة واحدة تُحول الأفكار إلى منتجات.

البطالة المُقنَّعة:

في مصر- على سبيل المثال- يُشكِّل خريجو الجامعات نحو 30% من الباحثين عن عمل، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بسبب عدم مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل المتغير. وأيضًا بسبب عدم وجود المؤسسات الإنتاجية الكافية.

البطالة والتطرُّف:

وجود خريجين عديدين ولمدة طويلة بدون عمل، يدفعهم للهروب إلى العالم الافتراضي. ولجوئهم إلى الجماعات المتطرفة أو الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية هربًا من واقعهم، كما حدث مع عدد كبير من الشباب في عدد من الدول العربية الذين تحولوا إلى التنظيمات المُتطرِّفة بعد فشلهم في ايجاد فرص عمل. وهكذا فإن الشهادة الجامعية أصبحت عبئا بدلا من أن تكون جواز مرور إلى العمل.

نماذج نجاح تُلهم الحلول

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية استثمرت في بناء شراكات دولية وإنشاء مراكز متطورة في الطاقة المتجددة، مما جعلها تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتقنية الحيوية. مبادرة "مليون مبرمج عربي" في الإمارات، والتي ربطت بين التعليم التقني واحتياجات سوق العمل المتبدلة عبر تدريب الشباب على مهارات البرمجة، مما خلق فرص العمل عن بُعد مع شركات عالمية. إنها تجربة ناجحة في ردم الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات العصر الرقمي. تجربة الجامعة الأمريكية في بيروت؛ فرغم التحديات نجحت الجامعة في دمج البحث العلمي مع قضايا المجتمع، مثل تطوير حلول لمشكلة النفايات في لبنان وتحويلها إلى طاقة.

وفيما يلي نوضِّح كيفية الخروج من النفق واعادة بناء التعليم العربي العالي كمنصة للابتكار واعادة الاعتبار للجامعة:

تجديد الدماء في الإدارات الجامعية وتعيين قيادات شابة ذات رؤية استشرافية، كما فعلت جامعة زايد في الامارات بتعيين أكاديميين من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، لتطوير برامجها. ربط التمويل بالنتائج، من خلال منح الجامعات ميزانيات وفقا لجودة الأبحاث المنشورة وعدد براءات الاختراع المسجلة، كما يحدث في سنغافورة مثلًا. خلق مسارات مهنية مرنة، عبر متابعة ما يجري في العالم من تطورات علمية وتكنولوجية وادخال التخصصات الضرورية المتعلقة بتلك التطورات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"الاقتصاد الرقمي" أو إدخال تخصصات مستقبلية، وتدريسها بمناهج قابلة للتحديث السنوي، كما تفعلها بعض الجامعات في العالم مثل جامعة "CODE" في المانيا مثلًا.

التعليم كاستثناء استراتيجي

لا يمكن لمجتمعاتنا أن تبني مستقبلًا دون تعليم عالٍ يُحرر طاقات الشباب ويحوّل أحلامهم إلى مشاريع ملموسة. آن الأوان لنتوقف عن التعامل مع الجامعة كمجرد مبنى أو عنوان على ورقة الشهادة، والتعامل معها كجبهة فكر، ومصنع للقيادات، ومحرك للتنمية. فكما قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم".

لقد آن الأوان لنجعل من جامعاتنا منارات للفكر، لا مجرد جدران تُعلَق عليها الشهادات!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تعاون سوداني تركي في مجال التعليم العالي
  • التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
  • الجيل: منظومة التعليم العالي تشهد طفرة غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة
  • الأول من مايو 2025.. غلق باب التقديم لمسابقة أفضل جامعة في الأنشطة الطلابية
  • إغلاق باب التقديم لمسابقة أفضل جامعة في الأنشطة الطلابية مطلع مايو المقبل
  • تكريم الفائزين فى مسابقة أوائل الطلبة بالقليوبية
  • أمير القصيم يُكرّم طلبة التعليم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم الوزارية للعام 1446هـ
  • التعليم العالي تعلن عن الكليات المتاحة بجامعة الأقصر الأهلية
  • تكريم الفائزين بمسابقة حوران للقرآن الكريم في بلدة الجيزة
  • في ذكرى تحرير سيناء.. طفرة غير مسبوقة بمنظومة التعليم العالي بسيناء ومدن القناة