أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو عن التزام الحكومة المصرية وأمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (IPPC) مجددًا  بالعمل معًا لتعزيز القدرات الفنية لمنع وتخفيف تأثير الآفات والأمراض النباتية على المحاصيل في مصر.
التقى  وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد  القصير وأسامة الليثي، أمين الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، أمس  لمناقشة تنفيذ برنامج الصحة النباتية في أفريقيا (APP).

و برنامج الصحة النباتية في أفريقيا، هو مبادرة للاتفاقية الدولية لوقاية النبات تهدف إلى تحويل القدرات الفنية للعاملين في مجال الصحة النباتية في أفريقيا داخل المنظمات الوطنية لوقاية النبات (NPPOs)، باستخدام الأدلة العلمية والتكنولوجيا المتقدمة والأدوات لرصد الآفات النباتية ومنعها واكتشافها وإدارتها. 
من خلال برنامج APP، تدعم أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات البلدان لتعزيز الأطر الوطنية للمراقبة والتشخيص من خلال تطوير وتطبيق بروتوكولات التشخيص والمسح للآفات ذات الأولوية، وتدريب الموظفين وتوفير الإمدادات الميدانية المتنوعة لتعزيز مراقبة الآفات واكتشافها.

وأشاد  القصير بأمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات لاعترافها بالتحدي الكبير الذي تشكله الآفات والأمراض النباتية في أفريقيا. 
وتعتمد العديد من بلدان القارة على الإنتاج الزراعي من أجل التغذية، وكذلك من أجل سبل عيش المعنيين في سلسلة التوريد الزراعي، وهو ما يؤثر بدوره على الاقتصاد الوطني، التجارة الدولية والتعاون العالمي.

وشدد الوزير على استعداد مصر لتكون بمثابة مركز إقليمي للتدريب الخاص بالاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، والذي يتضمن التكنولوجيا الرقمية والمعرفة العلمية في تقنيات الكشف عن الآفات ومسحها.
وأشار الوزير إلى أن اختيار جمهورية مصر العربية في المرحلة التجريبية لبرنامج الصحة النباتية الإفريقي، ضمن نطاق شمال إفريقيا، يعد نواة لاستكمال البرنامج في كافة الدول الإفريقية في المستقبل.


و قال  الليثي، سكرتير الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات: "بمجرد أن تعرف البلدان الآفات وتتمكن من منعها، يمكنها أن تمنع دخولها إلى مناطق جديدة حيث يمكن لتلك الآفات أن تدمر المحاصيل والتنوع البيولوجي والبيئة". 
وأضاف: "إن أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات واثقة من أن برنامج الصحة النباتية في أفريقيا، الذي تم تصوره كجزء من برنامج عالمي للصحة النباتية، سيحسن بشكل كبير الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والبيئة والتجارة في أفريقيا وخارجها".


و تخسر أفريقيا مليارات الدولارات من الأضرار التي تلحق بالمحاصيل قبل وبعد الحصاد بنسبة 30 إلى 40 في المائة كل عام بسبب الآفات النباتية المختلفة.
ويتسبب تدمير المحاصيل في نقص الغذاء في أجزاء كثيرة من القارة ويزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي. على سبيل المثال، تتسبب دودة الحشد الخريفية، التي تصيب أكثر من 80 نوعًا من النباتات مثل القمح والذرة - وهو غذاء أساسي للعديد من البلدان - في خسارة محاصيل تبلغ قيمتها ما يقرب من 10 مليارات دولار أمريكي سنويًا في أفريقيا وحدها. 
وقد أدى التغير المناخي إلى تفاقم تفشي الآفات النباتية وغيرها من الآثار السلبية على صحة الإنسان والحيوان والبيئة، بما في ذلك زيادة المخاطر الناجمة عن إساءة استخدام المبيدات الحشرية وسوء الإدارة.يهدف برنامج الصحة النباتية في أفريقيا أيضًا إلى دعم البلدان في التنفيذ الفعال للمعايير الدولية للصحة والسلامة النباتية، وتعزيز التجارة الآمنة والمستدامة في السلع الزراعية، وتعزيز الأمن الغذائي، والمساهمة في النمو الاقتصادي من خلال إنتاج وإنتاجية زراعية أكثر استدامة.

تنفذ الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات برنامج الصحة النباتية في أفريقيا بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ووزارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة في الاتحاد الأفريقي ووزارة الزراعة الأمريكية (USDA).

عُقدت أول ورشة عمل لتدريب المدربين، والتي تم خلالها إطلاق برنامج APP رسميًا، في القاهرة في سبتمبر 2023. وبعد ذلك، بدأت البلدان في تدريب فرق صحة النبات على المستوى الوطني، لزيادة تعزيز الموارد البشرية التقنية في مجال صحة النبات في أفريقيا.

كما التقى أسامة الليثي بعبد الحكيم الوعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وقال الوعر: "إن برنامج الصحة النباتية في أفريقيا ليس طموحًا فحسب، بل هو برنامج جيد التنظيم وعملي يلبي احتياجات البلاد". "سيلعب تعزيز القدرات في مجال علوم الصحة النباتية المتقدمة والأدوات الرقمية الحديثة دورًا حاسمًا في حماية الأمن الغذائي وتقليل الاضطرابات التجارية المتعلقة بالنباتات والمنتجات النباتية. والأهم من ذلك، أنه ينبغي دمج ذلك مع ثروة المعرفة الزراعية المحلية لإنشاء برامج صحة نباتية أكثر شمولية واستدامة وذات صلة ثقافيًا تعود بالنفع على المجتمعات المحلية والنظام البيئي العالمي على حد سواء.يتم تنفيذ البرنامج في مصر، من قبل الإدارة المركزية للحجر الزراعي (CAPQ)، وهي تمثل منظمة وقاية النبات القطرية في مصر (NPOO). والبلدان المختارة الأخرى هي الكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا بيساو، وكينيا، ومالي، والمغرب، وسيراليون، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي. وقد وضعت CAPQ خطة تشغيلية وتعتزم تدريب ما بين 50 إلى 100 مفتش صحة نباتية سنويًا. وسيركز التدريب الأول على مسح الآفات والأمراض التي تصيب الحمضيات الصينية وافة Vitis vinifera  التي تؤثر على إنتاج الحمضيات والعنب على التوالي، وهي من المحاصيل ذات المردود الاقتصادي الأساسي لمصر.

وشدد الدكتور موسى على فعالية استخدام أساليب الوقاية لإدارة الآفات والأمراض النباتية، وأكد مجددًا التزامه بتعزيز قدرة مصر في مجال الصحة النباتية على مراقبة واكتشاف والاستجابة ومنع الآفات من التأثير على قطاع الزراعة.

 

و منظمة الأغذية والزراعة (FAO) هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع. هدف المنظمة هو تحقيق الأمن الغذائي للجميع والتأكد من حصول الناس بشكل منتظم على ما يكفي من الغذاء عالي الجودة ليعيشوا حياة نشطة وصحية. تعمل منظمة الأغذية والزراعة على تحويل أنظمة الأغذية الزراعية من خلال تعزيز الإنتاج والاستهلاك المستدامين، التي تتضمن حماية النباتات في العالم لتحقيق الأمن الغذائي العالمي. تعمل منظمة الأغذية والزراعة في أكثر من 130 دولة حول العالم وتضم 195 عضوًا - 194 دولة إضافة الى الاتحاد الأوروبي.

 

و الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات هي معاهدة دولية صادقت عليها 185 دولة، وتهدف إلى حماية الموارد النباتية في العالم من انتشار ودخول الآفات، وتعزيز التجارة الآمنة. تساعد المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية  (ISPMs)، التي تم تطويرها تحت رعاية الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، البلدان في تنفيذ معايير الصحة النباتية الوطنية ومتطلبات الاستيراد. إن الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، المودعة لدى منظمة الأغذية والزراعة، هي الكيان العالمي الوحيد الذي يضع المعايير المتعلقة بصحة النبات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات وزارة الزراعة السيد القصير افريقيا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو منظمة الأغذیة والزراعة الآفات والأمراض الأمن الغذائی صحة النبات فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

معهد بحوث وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 استضاف معهد بحوث وقاية النباتات الخبيرين الدوليين الدكتور فرانكو موتينيللي والدكتور جيوفاني فرماتو، وهما من أبرز خبراء منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وأساتذة النحل بمعهد الصحة الحيوانية الإيطالي، والمسؤولين عن سلامة منتجات النحل لدى الحكومة الإيطالية. 

جاءت هذه الزيارة ضمن برنامج تدريبي مكثف استمر لمدة خمسة أيام، بهدف التبادل العلمي والفني في برامج الإدارة المتكاملة لآفات وأمراض النحل، وتقييم ومراقبة جودة منتجاته. يأتي ذلك في إطار توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بالاهتمام بتطوير البحث العلمي التطبيقي وتعزيز التعاون الدولي. 
وقال الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، يعد هذا البرنامج التدريبي الدولي فرصة لتبادل الخبرات وتطبيق المعرفة في مجال تربية النحل، فهو يأتي في إطار برامج التوأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي بين الجانبين.

  وأضاف عبد المجيد، يركز البرنامج على تبادل الخبرات التقنية المتقدمة في مجال المكافحة البيولوجية لأمراض النحل والآفات (الإدارة المتكاملة للآفات IPM) وتقييم جودة منتجات نحل العسل.

 تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع معهد علم الحيوان التجريبي في لاتسيو توسكانا (IZSLT) ومعهد علم الحيوان التجريبي في البندقية (IZSVe)، وهما من أبرز المؤسسات البحثية في إيطاليا، بالإضافة إلى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).  
وذكرت الدكتورة أسماء أنور رئيس قسم بحوث النحل، أن البرنامج المصري-الإيطالي تضمن سلسلة من المحاضرات، ناقش خلالها الخبراء أهم الأمراض والآفات التي تصيب النحل وتأثيرها على إنتاجيته وسلامته، وكيفية التغلب عليها بطرق آمنة وفعالة. 

كما تم تقديم استراتيجيات لتحسين جودة العسل والمنتجات الأخرى بالتوافق مع المعايير الدولية، وأحدث التقنيات المستخدمة في تحسين إدارة المناحل وزيادة الإنتاجية. 
وعلى هامش البرنامج قام الخبراء الإيطاليون بجولة تفقدية لمعمل افات و امراض نحل العسل و معمل تحليل منتجات نحل العسل بقسم بحوث نحل العسل بالمعهد حيث استعرض أهداف المعامل و أجهزتها و دورها الهام في تطوير برامج الرقابة على جودة منتجات النحل للتحقق من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية والتشخيص المبكر لأمراض النحل ومكافحة الآفات التي تؤثر على النحل وتهدد استدامته.

 وعلى صعيد متصل زار الخبراء معمل إنتاج العوامل الحيوية لمكافحة آفات المزارع العضوية و مُكون مكافحة الآفات الاقتصادية بالجاذبات، وأبدى الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات المستخدمة للسيطرة على الآفات النباتية بطرق طبيعية لتعزيز الإنتاج الزراعي وحماية البيئة بدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية التقليدية. 

تستهدف هذه الزيارة وضع أسس قوية للتعاون العلمي المستدام، مما يسهم في مواجهة تحديات تربية النحل ويعزز من استدامة القطاع الزراعي. و الاستفادة من الخبرات المكتسبة ليكون لها أثر إيجابي على قطاع النحل في مصر، انطلاقًا من رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.

1000170973 1000170975 1000170977 1000170979 1000170981 1000170965 1000170971

مقالات مشابهة

  • برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض المساعدات الأمريكية دور في القرار؟
  • بلومبرج: برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا
  • الصناعة: إنشاء مشاريع عملاقة في مدينة الفاو
  • ختام برنامج تدريبي لرفع كفاءة رؤساء أقسام السن المدرسي بصحة الدقهلية
  • جامعة الملك عبدالعزيز تناقش تعزيز الصحة النفسية وجودة الحياة الجامعية
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليين
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستضيف خبراء إيطاليين لتعزيز إدارة آفات النحل
  • العسل الأبيض .. ما هو وما فوائده للصحة؟!
  • إسرائيل تتبنى مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة
  • قيادات «دبي للثقافة» تتبنى التفكير التصميمي