باناسونيك تكشف عن استراتيجية العمل للعام المالي 2024 لمواصلة النمو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
كشفت باناسونيك الشرق الأوسط وأفريقيا للتسويق اليوم عن خطة العمل الخاصة بها للعام المالي الجديد في إطار استعدادها لمواصلة النمو والتوسع عقب النجاح الكبير الذي حققته في عام 2023. وسلطت باناسونيك الضوء على الاستثمارات المستهدفة لتعزيز حضورها في السوق، والتي تمحورت حول إبرام الشراكات الاستراتيجية وتنويع المنتجات ومواكبة معايير الاستدامة والتركيز على العملاء.
التميز الياباني
يتميز إرث العلامة بالمنتجات التي تجسد أعلى مستويات الموثوقية والاستمرارية، ما يضمن لباناسونيك ترسيخ مكانتها كعلامة موثوقة تعكس منتجاتها معايير المتانة والتميز بما يجسد مفهوم التميز الياباني.
ولتلبية الاحتياجات الخاصة للعملاء في المنطقة، تركز باناسونيك على أربع ركائز أساسية للتميز الياباني، وهي الغذاء والصحة، والنظافة، والجمال الطبيعي، والحرفية.
– تحرص العلامة على تقديم منتجات تعزز أنماط الحياة الصحية وترتقي بمستوى تجارب الطهي، وذلك احتفاءً بثقافة الطعام في اليابان ومن أجل التركيز على توفير الحلول المبتكرة التي تعزز أنماط الحياة الصحية وتجارب الطهي.
– يتجسد التزام العلامة بتعزيز النظافة من خلال توفير المكانس الكهربائية القوية، والغسالات المزودة بمجفف، والغسالات ذات التحميل الأمامي التي تساعد العملاء على الحفاظ على أعلى معايير النظافة دون عناء.
– يتجلى الالتزام بالحفاظ على الجمال الطبيعي من خلال التركيز على العناية الشخصية باستخدام منتجات العناية الشخصية والعناية بالملابس ذات التقنيات المتقدمة.
– ينعكس التزام باناسونيك بأعلى معايير الحرفية من خلال حرصها على تجسيد معايير الجودة التي تشتهر بها اليابان في جميع المنتجات، وهو ما يتجلى في ماكينات الحلاقة ذات الشفرات الدقيقة وأجهزة التلفزيون عالية الجودة. ويضمن هذا الالتزام بأعلى معايير الحرفية حصول العملاء على منتجات متينة وعالية الجودة توفر أداءً استثنائياً على المدى الطويل.
وتهدف باناسونيك من خلال هذه الركائز الأربع إلى تقديم حلول مخصصة تلبي التفضيلات والمتطلبات الفريدة لعملائها الإقليميين، مع الحفاظ على القيم المرموقة لمفهوم التميز الياباني.
نتائج استثنائية في العام المالي 2023
استعرضت باناسونيك استراتيجيتها التنافسية في مؤتمرها الإقليمي السنوي الذي استضافته دبي وكشفت فيه علامة الإلكترونيات الرائدة عالمياً عن أداء أعمالها للعام المالي 2023. وحققت باناسونيك العديد من الإنجازات المهمة خلال العام الماضي مع تسجيل نمو في مختلف شرائح المنتجات، حيث تصدرت أجهزة العناية الشخصية بالرجال المشهد في العام الماضي، والتي يتمثل أبرزها في نظام MULTISHAPE وماكينة الحلاقة Lamdash Shaver المتميزة التي حققت نمواً بنسبة 168% مقارنة بمبيعات عام 2022. وفي الوقت نفسه، سجلت سلسلة الثلاجات بتقنية “Nutri Tafreez”، التي تحافظ على الطعام بشكل صحي من خلال ميزة التجميد السريع، نمواً سنوياً مذهلاً بنسبة 140%.
كما سجلت شاشة التلفاز سمارت بتقنية MiniLED وبدقة K4 وتردد 120 هرتز نمواً بنسبة 166%. وارتفعت إيرادات المكاوي البخارية بنسبة 136%، في حين سجلت أجهزة تكييف الهواء الشهيرة المزودة بتقنية العاكس وتقنية Nanoe-X نمواً بنسبة 134% مقارنة بأرقام العام المالي 2022. كما برزت بشكل واضح مجموعة منتجات المطابخ من المقالي الهوائية والخلاطات المزودة بكسارات الجليد ومطاحن الخلّاطات عالية القوة، حيث سجلت نمواً ملحوظاً بنسبة 128%. وضمت القائمة أيضاً المكانس الكهربائية القوية، والغسالات المزودة بمجفف، والغسالات ذات التحميل الأمامي، حيث حققت نمواً بنسبة 125%، بينما سجلت منتجات التجميل المخصصة للسيدات نمواً قوياً بنسبة 121% مقارنة بعام 2022. ويعكس الأداء المالي المميز للشركة في عام 2023 مرونة أعمالها وقدرتها على التكيف، مدعومة بمجموعة المنتجات المبتكرة التي تلبي متطلبات السوق سريعة التغير.
لمحة عن العام المالي 2024
تشير التوقعات والتحليلات إلى أن العام المالي 2024 سيتفوق من حيث الأداء مقارنة بالعام المالي الماضي الذي حققت فيه الشركة نجاحاً لافتاً. وتؤكد الشركة التزامها تجاه منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نظراً لأهميتها كسوقٍ عالية النمو، وذلك من خلال وضع إطار عمل لتحقيق الهدف المتمثل في تسجيل معدل نمو مميز من خانتين هذا العام. وترتكز استراتيجية باناسونيك لعام 2024 على أربع ركائز أساسية تتمثل في التوسع في السوق من خلال عقد الشراكات الاستراتيجية، وتنويع المنتجات، وإطلاق مبادرات الاستدامة، وإثراء تجربة العملاء.
ترقية أعضاء فريق القيادة العليا
أجرت الشركة مجموعة من التغييرات على مستوى فريق القيادة العليا بهدف تعزيز مستويات نمو الشركة في المنطقة والاستجابة لمتطلبات السوق والعملاء بشكل أسرع. وفي هذا الإطار، من المقرر أن يتولى السيد هيرويوكي شيبوتاني منصب الرئيس التنفيذي، بينما ينتقل السيد جون هاردي ليشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات، وهو منصب تم استحداثه مؤخراً. ويعكس هذا التطور المبدأ الأساسي لشركة باناسونيك المتمثل في تبني مفهوم التغيير الإيجابي وإعادة الابتكار لتعزيز النمو والازدهار في المشهد المتطور للقطاع.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال شيبوتاني: “نحن سعداء بالزخم الذي شهدناه على مدى السنوات الماضية، والذي تحقق من خلال الالتزام بقيمنا وتحقيق أهدافنا الرئيسية. ويرتكز نجاحنا في جوهره على المرونة التي مكنت باناسونيك من تلبية الاحتياجات المتغيرة في المنطقة، مع الالتزام بفلسفة أعمالنا الأساسية والمتمثلة في مساعدة عملائنا على الاستمتاع بحياة أفضل وأكثر صحة”.
وبدوره، قال السيد هاردي: “نتطلع بنظرة إيجابية لعام 2024 وما بعده في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يمنحنا مزيداً من التفاؤل للحفاظ على التزامنا بخدمة السوق الإقليمية مع العمل على مواءمة استراتيجياتنا وتقديم التقنيات المتطورة بما يتماشى مع احتياجات عملائنا. ونمتلك في باناسونيك دافعاً متجدداً لقيادة دفة النمو في المستقبل، ونعتزم مواصلة تنفيذ خطط النمو الخاصة بنا مع البناء على الابتكارات الرائدة التي وفرتها الشركة على مدار القرن الماضي في السوق بهدف ترسيخ مكانة أعمالنا وعلامتنا في مرحلة النمو القادمة. كما نركز بشكل أكبر على أهداف الاستدامة الخاصة بنا، وبات التزامنا أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، وهو ما قدم قيمة مضافة لعملائنا وشركائنا والجهات المعنية والمجتمع”.
خطط باناسونيك للعام القادم
تلعب الشراكات دوراً محورياً في خطط النمو المستقبلية لشركة باناسونيك، إذ تعتزم الشركة عقد شراكات عالية القيمة لتعزيز الوصول إلى منتجاتها وحلولها، والارتقاء بتجارب العملاء ومستويات ولائهم. كما تخطط الشركة إلى استكمال إرثها العريق في الابتكار التكنولوجي، مستفيدة من خبراتها لتطوير ابتكارات فريدة في مختلف فئات المنتجات. ولطالما ركزت باناسونيك على دراسة أنماط حياة العملاء بهدف تطوير منتجات تلبي احتياجاتهم الفريدة، وذلك انطلاقاً من التزامها الراسخ بمبادرات البحث والتطوير.
كما تسعى الشركة إلى تكثيف جهودها الرامية للارتقاء بجودة الحياة اعتماداً على ابتكاراتها المتمحورة حول احتياجات العملاء، حيث تعتزم مواصلة سعيها الدائم لمواكبة احتياجات العملاء من الأفراد والشركاء في المنطقة وتفضيلاتهم المتطورة، وذلك وفقاً لأعلى معايير الحرفية والتميز التي تشتهر بها الشركة اليابانية. كما تخطط باناسونيك إلى تسريع وتيرة تحولها الرقمي لتعزيز عملياتها ومنتجاتها ومستويات تفاعل العملاء، وذلك بالاستفادة من أحدث التقنيات والرؤى القائمة على البيانات، بما ينسجم مع استراتيجية التحول الرقمي الخاصة بها.
وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية في خطة نمو باناسونيك، حيث تهدف الشركة إلى ترسيخ التزامها ودعمها للمبادرات التي تركز على حماية البيئة وتعزيز جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية. وتستند الشركة في ذلك إلى رؤيتها المتمحورة حول التقدم والازدهار الاجتماعي، والتي تلتزم بها منذ تأسيسها قبل أكثر من 100 عام وحتى اليوم. ويظهر ذلك في شعار باناسونيك “اصنع اليوم، أثرِ الغد”، والذي يؤكد التزام الشركة بتوفير حلول ومنتجات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء وتثري حياتهم. وتعكس هذه المبادرات كذلك جهود الشركة الحثيثة نحو بناء مستقبل صديق للبيئة.
وتأتي مبادرة تأثير باناسونيك الأخضر في صدارة جهود الاستدامة لدى الشركة، وتشكل هذه المبادرة الرؤية البيئية طويلة الأمد التي تستند إليها المجموعة للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز الاستدامة على مستوى العالم. وبموجب هذه المبادرة، تلتزم مجموعة باناسونيك بتحقيق الحياد الكربوني في جميع عملياتها بحلول عام 2030، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية بحلول 2050 بأكثر من 300 مليون طن، ما يعادل 1% من إجمالي الانبعاثات الكربونية في العالم الذي يبلغ 33 مليار طن. وتهدف باناسونيك من خلال هذه المبادرة إلى المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية من خلال مساعدة العملاء على الانتقال إلى منتجات موفرة للطاقة، وتوفير الحلول الموفرة للطاقة وتقنيات الطاقة الخضراء للعملاء من الشركات والحكومات.
برنامج باناسونيك للمؤثرين 2024
يعود برنامج باناسونيك للمؤثرين في نسخته الثالثة هذا العام بعد أن أصبح جزءاً محورياً من استراتيجية النمو للشركة. ويشتمل البرنامج على مسابقة يمكن لجميع مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط المشاركة فيها، بهدف اختيار أفضل صناع المحتوى الرقمي لإنشاء محتوى تفاعلي يتيح لجمهورهم التعرف على ابتكارات باناسونيك. ولعب البرنامج دوراً محورياً في جهود باناسونيك للتواصل مع العملاء منذ إطلاقة في عام 2022، كما ساعدها على تعزيز حضورها على منصات التواصل الاجتماعي. ومن المقرر إطلاق برنامج باناسونيك للمؤثرين 2024 قريباً، مع فتح باب المشاركة أمام جميع مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط.
الكشف عن منتجات وحلول جديدة
شهدت الفعالية الكشف عن 74 منتجاً جديداً من شأنها دعم تحقيق أهداف باناسونيك للعام 2024. وانسجاماً مع شعار “اصنع اليوم، أثرِ الغد”، طورت الشركة جميع هذه الابتكارات الجديدة وفقاً لأعلى معايير الحرفية والتميز الياباني المعهود لإثراء منازل العملاء وشركاتهم بمنتجات مميزة.
واستعرضت باناسونيك خلال الفعالية مجموعتها الواسعة من أجهزة التكييف والصوتيات والمرئيات ومستلزمات المطابخ والمنازل ومنتجات الصحة والجمال،بحضور شركاء الأعمال ووسائل الإعلام من أكثر من 27 دولة .
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وأفریقیا فی منطقة الشرق الأوسط العام المالی فی المنطقة من خلال
إقرأ أيضاً:
معادلات جديدة تعتري الشرق الأوسط
مارس 11, 2025آخر تحديث: مارس 11, 2025
د. شامل محسن هادي مباركه
تنقلب المعادلات الإقليمية التقليدية رأساً على عقب، صاحبتها تطورات متسارعة؛ أوجلان يدعو حزب البككه تسليم سلاحه؛ إسرائيل تتوغل في العمق السوري، ترامب يبعث رسالة إلى القيادة الإيرانية، روسيا تتوسط المواجهة، مئات القتلى في الساحل السوري، ماذا يحصل بحق السماء؟
لنبدأ من الفقرة الأخيرة، فقد عجّت الصحف بالمواجهات المميتة بين الطائفة العلوية في الساحل الغربي لسوريا مع إرهابيي هيئة تحرير الشام لم تشهدها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ايلول الماضي. لكن معظم الصحف لم تذكر الأسباب الموجبة لتلك المواجهات ومن يقف وراءها، مكتفيةً بشواهد هنا وتصريحات ذوي الضحايا هناك.
أصبحت سوريا ساحة صراع تركي “عثماني” مع الكيان الصهيوني، حيث يسعى الأول إلى الحفاظ على إنجازه بإسقاط نظام الأسد، بينما يحاول الثاني سحب بساط الإنجاز ليتمدد في العمق السوري، مستفيداً من حداثة النظام في سوريا، ومكتفياً بحجة الدرع الوقائي لإسرائيل ضد تهديدات مستقبلية. تشير الوقائع إلى سعي إسرائيل في تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد، فهي تعمل ضمن خطة استراتيجية لوضع موطئ قدمٍ لها في الجنوب السوري ممتداً إلى الحدود العراقية السورية التركية، ولتفرض واقعاً جديداً يصعُب اقتلاعه لاحقاً.
ما حصل في الساحل الغربي لسوريا منذ عدة أيام، قد تكون إسرائيل وراءه في خلق فوضى لإضعاف النظام الذي أتت به أنقرة، وإشغال الأتراك باقتتال سوري -سوري لتنفرد في توسعها على حساب الأتراك دون ممانعة.
بكل تأكيد، لن تسكُت تركيا وهي ترى قضم أراضي سوريا بأنياب إسرائيل إلا بإرضائها، وهذا ما حصل قبل أيامٍ قليلة، عندما أعلن عبدالله أوجلان من سجنه بمطالبة حزب العمال الكردستاني، البككه، بإلقاء سلاحه والجلوس مع الحاكم العثماني رجب طيب أردوغان. هل سيكتفي أردوغان بذلك؟ لا. يوجد ملفان آخران، قوات سوريا الديمقراطية، قسد، و نفط شمال العراق.
تسيطر قسد على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، فهي محمية أمريكية. نشرت صحيفة رويترز تقريراً تذكر فيه: “تجري الآن محادثات بين الولايات المتحدة وفرنسا لتحديد مستقبل قسد. قالت السلطات السورية الحاكمة الجديدة إنها ستسعى إلى فرض سيطرتها على البلاد بأكملها”. (راجع تقرير “امريكا: لا يمكننا أن ندفع إلى الأبد ثمن المعسكرات في سوريا التي تضم سجناء مرتبطين بداعش”، US tells UN: We cannot pay forever for Syria camps with Islamic State-linked prisoners، ميشيل نيكولز، صحيفة رويترز، ١٢ شباط ٢٠٢٥)، لكن العقبة أمام تسوية ملف قسد هو سجناء مخيم الهول و روج في شمال سوريا.
تُدير قسد مخيم الهول و روج الذين يضمان سجناء من نفس جنس هيئة تحرير الشام، داعش. تسعى الولايات المتحدة إلى إنهاء ملف السجناء قبل البحث عن مخرج لتسوية ملف قسد، وسيتم ذلك بعد وضع معادلات تفاضلية في تقسيم المنطقة إلى محاور القوى.
سعي أمريكي إسرائيلي حثيث والذي سيسمح لاسرائيل بالوصول إلى الشمال الشرقي لسوريا دون ممانعة تركية. نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً جاء فيه: وافقت قسد والتي تسيطر على شمال شرق سوريا على الاندماج مع الحكومة في سوريا. (راجع مقال “الحكومة السورية توقع اتفاقا تاريخيا مع القوات التي يقودها الأكراد”، Syrian Government Signs Breakthrough Deal with Kurdish-Led Forces، كريستينا جولدباوم، صحيفة نيويورك تايمز، ١٠ آذار ٢٠٢٥) يعكس هذا التقرير سرعة الأحداث يصاحبها تسوية فائقة السرعة بين تركيا -امريكا-إسرائيل لتمكين الأخيرة في تنفيذ مخططها الاقتصادي المزعوم.
في ملفها الثالث، تطالب أنقرة استئناف تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي. مرة أخرى، نشرت رويترز تقريراً جاء فيه: تزيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغوط على العراق للسماح باستئناف صادرات النفط الكردية أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران. من شأن الاستئناف السريع للصادرات من إقليم كردستان أن يساعد في تعويض النقص المحتمل في صادرات النفط الإيرانية، والتي تعهدت واشنطن بخفضها إلى الصفر كجزء من حملة “الضغط الأقصى” التي يشنها ترامب على طهران. (راجع تقرير “الولايات المتحدة تكثف الضغوط على العراق لاستئناف صادرات النفط الكردي”، U.S. piles pressure on Iraq to) resume Kurdish oil exports، مها الدهان، صحيفة رويترز، ٢٢ شباط ٢٠٢٥)
في ظاهر التقرير ممارسة ترامب ضغوطاً على إيران لمنعها من تصدير نفطها والذي سيقوم العراق بسدّ النقص من خلال تصدير نفطه من الشمال إلى ميناء جيهان. من جهة أخرى، كما جاء في التقرير، فإن العراق لن يصدر نفطه أكثر من حصته المقررة في أوبك بلس، وما سيحصل هو تصدير النفط من شمال العراق وتقليل التصدير من جنوبه. هذا يستدعي البحث عن السبب الحقيقي وراء طلب ترامب تصدير نفط الشمال من خلال ميناء جيهان التركي!!! يقول وزير خارجية تركيا إن بلاده بحاجة إلى تصدير النفط العراقي من جيهان أكثر من حاجة العراق لبيع نفطه، وهذا يكشف حقيقة “إرضاء” تركيا أمريكياً مقابل سكوتها عن تمدد إسرائيل في الأراضي السورية.
الأهم من كل ما تقدّم هو “ممر داوود” الإسرائيلي الاقتصادي الذي سيمتد من الجولان السوري مروراً بمحافظات القنيطرة ودرعا والسويداء والتنف وصولاً الى الأراضي التي تسيطر عليها قسد ثم إقليم كردستان العراق. جاء تصريح وزير خارجية اسرائيل جدعون ساعر في كلمة ألقاها في اجتماع للاتحاد الأوروبي ليؤكد مشرع إسرائيل الكبير، دعا في كلمته إلى تقسيم سوريا إلى دول أربعة مستقلة وفقًا للخطوط العرقية والدينية المفترضة، كردي، سنّي، علوي، ودرزي.
السؤال الكبير هو: هل ستكتفي تركيا بتصريح أوجلان وتسوية ملف قسد مع تصدير نفط العراق إلى ميناء جيهان برعاية أمريكية؟
لا يبدو الأمر كذلك، أطماع الإمبراطورية العثمانية لن تكتفي بهذا القدر. ستتحوّل سوريا إلى مختبر استراتيجي يعاد فيه رسم خرائط القوة في المنطقة، وستلتزم الهدوء بعد اطمئنانها بالحصول على ثمن إسقاط نظام الأسد.
أما ملف إيران النووي و ما صاحبه من تصريحات ترامب بإرسال برقية إلى ايران فهو أعقدُ مما يُتصور.
مارست إدارة ترامب ضغوط كبيرة على طهران بدأت في ١٣ شباط، حيث نشرت وول ستريت جورنال مقالاً جاء فيه: خلص تحليل الاستخبارات الأمريكية إلى أن إسرائيل ستدفع إدارة ترامب إلى دعم الضربات ضد نووي ايران، حيث ترى أن ترامب أكثر احتمالا للانضمام إلى الهجوم من الرئيس السابق بايدن. (راجع مقال “المخابرات الأمريكية ترى أن إسرائيل تتوقع إمكانية شن ضربات على المواقع النووية الإيرانية”، Israel Sees Opening for Strikes on Iranian Nuclear Sites, U.S.) Intelligence Finds، جاريد مالسين، صحيفة وول ستريت جورنال ، ١٣ شباط ٢٠٢٥)
كما ذكرت رويترز، بعد لقاء وزير خارجية امريكا و المجرم نتنياهو، تقريراً جاء فيه: قال نتنياهو إن إسرائيل وامريكا عازمتان على إحباط طموحات إيران النووية و”عدوانها” في الشرق الأوسط. اتفقنا على أنه يجب ألا يمتلك آيات الله أسلحة نووية”. قال وزير خارجية امريكا: “تقف إيران وراء كل جماعة إرهابية، ووراء كل عمل من أعمال العنف، ووراء كل نشاط مزعزع للاستقرار، ووراء كل ما يهدد السلام والاستقرار لملايين الأشخاص الذين يعتبرون هذه المنطقة وطنهم”. (راجع مقال “نتنياهو: “يمكننا إنهاء المهمة” ضد إيران بعد لقائه روبيو”، Netanyahu says Israel and US are determined to thwart Iran، جيمس ماكنزي، صحيفة رويترز، ١٦ شباط ٢٠٢٥)
حتى كتبت وول ستريت مقالاً جاء فيه: زادت إيران بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب في الأسابيع الأخيرة، وفقا لتقرير سري للأمم المتحدة، في الوقت الذي تقوم فيه طهران بتكديس مادة خام مهمة لصنع أسلحة نووية. إن الزيادة في مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠ بالمئة تكفي لإنتاج ستة أسلحة نووية. (راجع مقال “تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع ستة أسلحة نووية”، Iran Has Enough Highly Enriched Uranium for Six Nuclear Weapons، لورنس نورمان، وول ستريت جورنال، ٢٦ شباط ٢٠٢٥)
كل ما جاء من المقالات الثلاثة أعلاه هو لرفع سقف المطالب الترامبية ولتكون مقدمةً لبرقية ترامب إلى القيادة الإيرانية جاء فيها: قال ترامب في البيت الأبيض “نحن على وشك اتخاذ القرارات النهائية مع إيران. سيكون ذلك وقتا مثيرا للاهتمام. سنرى ما سيحدث. لكننا على وشك اتخاذ قرارات اللمسات الأخيرة. لا يمكن أن نسمح لهم بالحصول على سلاح نووي. لدينا موقف مع إيران مفاده أن شيئًا ما سيحدث قريبًا جدًا. نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام. كما تعلمون، أنا لا أتحدث من منطلق القوة أو الضعف. أنا فقط أقول إنني أفضّل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من الآخر، لكن الآخر سيحل المشكلة”. (راجع مقال “ترامب يقول إنه أرسل رسالة إلى الزعيم الإيراني للتفاوض بشأن الاتفاق النووي، (Trump says he sent letter to Iran leader to negotiate nuclear deal، دوينا شياكو، رويترز، ٧ آذار ٢٠٢٥)
سرعان ما جاء الجواب الإيراني: أعلن الخامنئي أن الحوار مع أميركا غير مجدٍ. في الوقت نفسه صرّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإنه كان يعتقد بجدوى الحوار مع أميركا، لكنه التزم بتوجيهات القائد الأعلى، عقِبَه إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، ثم استقالة مستشار الرئيس، محمد جواد ظريف، ليكشف عن صراع في سياسة إيران الخارجية.
بعد الخسائر الكبيرة التي أصابت المقاومة في لبنان وفلسطين وسقوط نظام الأسد، يرى الإصلاحيون في طهران في اتفاقية سلام مع امريكا أفضل الحلول لبلدهم. لكن ما يراه الخامنئي غير ذلك، فهو مطلع على قوة إيران الصاروخية والتفاف الشعب الإيراني حول القيادة الإيرانية يعكس إصراره في رفع سقف مطالب إيران.
بعد رسالة ترامب ورفض الخامنئي الجلوس على طاولة المفاوضات، هل ستشهد المنطقة حرباً جديدة؟
نحن نستبعد ذلك، فالطرفان لا يرغبان بحرب لا يمكن التنبؤ بعواقبها، كما أن حضور الرئيس بوتين سيكون الضمانة لعدم التصعيد العسكري. تحاول روسيا منع اندلاع حرب صهيوأمريكية على إيران. هي تراهن على علاقات استراتيجية شاملة مع طهران، وعلاقات متحسنة وبدينامية تفاؤلية مع ترامب.
لكن ماذا لو إختارت واشنطن و تل أبيب الحرب؟ سمح وزير خارجية امريكا بإرسال الصواريخ، التي حجزها جو بايدن و التي تزن ٢٠٠٠ رطل، إلى الكيان الصهيوني منذ أسبوعين. في الوقت ذاته كشفت المخابرات الأمريكية بوصول خبراء روس في صناعة الصواريخ البالستية إلى طهران بعد أن سرّبت تقريرها منذ أيام. (راجع تقرير “سافر خبراء الصواريخ الروس إلى إيران وسط اشتباكات مع إسرائيل، Russian missile experts flew to Iran amid clashes with Israel، جيمس بيرسون، رويترز، ٤ آذار ٢٠٢٥)
يعلم الكيان الصهيوني باستحالة القيام بهجوم على ايران دون توريط واشنطن، حيث سيكون للقاذفات الأمريكية بي ٥٢ دوراً كبيراً فيما إذا قرر ترامب الحرب. في المقابل سيكون هناك دورٌ كبير لمحور المقاومة في اليمن والعراق، حيث كشف الحوثيون عن استعدادهم لتنفيذ هجمات على تل أبيب، أما الفصائل المسلحة في العراق فهي في حالة استراحة محارب، متى ما حصلت الحرب، سيكون لهم دور في تنفيذ هجماتهم على القوات الأمريكية في العراق.
لكن الأهم من ذلك هو صواريخ ايران البالستية التي ستهطل على الكيان الصهيوني وعلى دول الخليج بالآلاف والذي سيغلق بالتأكيد مضيق هرمز، نقطة ضعف دونالد ترامب.
ما يخص حزب الله اللبناني، فهو في وضع لا يُسمح له بالحرب مع القوات الإسرائيلية. إسرائيل تخرق قرار مجلس الامن المرقم ١٧٠١ يومياً؛ إغتيال قادة الحزب، مع بقاء جيش العدو الاسرائيلي في نقاط خمسة داخل الحدود اللبنانية، مما يؤشر إلى تنمّر الكيان الصهيوني.
على مستوى الداخل اللبناني، الخريطة الجديدة تجعله يفكر بالحرب مرتين. الحكومة اللبنانية تطالب بأمرٍ غير معهود منذ عقدين من الزمن. رفعت بيروت شعارات الكيان الصهيوني وحلفائه بنزع سلاح المقاومة، وفتحت مرحلةً تواجهُ العدوان الإسرائيلي بلطافتها الرومانسية، وسواحلها البحرية المثيرة للاشمئزاز، وكأنما جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية خارج الخريطة اللبنانية. تبدو استراتيجية بيروت الرسمية محفوفةً بالمخاطر الزيلينسكية.
هل سيعضّ حزب الله على الجرح إلى الأبد؟ بعد اغتيال عباس الموسوي في ١٩٩٢، كان عمر حزب الله عشرة سنين. لم يمُت الحزب باغتيال الموسوي! في وقتها، كان الحزب لا يملك حتى صواريخ كاتيوشا. اليوم حزب الله عمره ٤٣ سنة، يملك سلاحاً ما لا يتصوره الكيان الصهيوني. كان حزب اللهُ الحاضنة والقابِلة للسيد حسن نصر الله، فهو مؤسسة ولاّدةٌ، يستشهد قادةٌ، يولَد أخرى.
يعترف حزب الله بالخسارة الكبيرة التي تعرّض لها، يحاول النهوض بقواه على المستوى السياسي والجهادي، يحسب الموقف بالميليمترات الدقيقة. في عقيدته، يستلهم الحزب قوته من الحزن. وفق فلسفته؛ إنه تخصيب الحزن، الذي ينفجر إلى بركان عزمٍ وإصرارٍ على مواصلة الجهاد. هذا ما ترجمه المشهد الاستثنائي المهيب بعد أن رميَ أحد شباب الحزب نفسه على نعش السيد عندما اغارت اربعة طائرات أف ١٦ إسرائيلية على علو منخفض جداً في تشييع السيد حسن نصر الله. حتى بعد إستشهاده، تُرعِبُ جثته الطاهرة بيت العنكبوت، ليكون جواباً عمن يسأل عن سرّ بقاء حزب الله.
في أول تعليق للمجرم نتنياهو بعد إستشهاد السيد حسن في ٢٨ أيلول ٢٠٢٤، قال “نحن لسنا بيتَ العنكبوت”. كم كان كلامُ السيد حسن يُأرّق نتنياهو؟ نقول نعم، لولا الحاملات الأمريكية، وأسراب طائراتها وصواريخها وعديدها لأعادت المقاومة الإسلامية حرب تموز ٢٠٠٦ من جديد، وألبستهم الخزي والهزيمة.
اليوم تُفكِّك المقاومة في لبنان معادلاتها السياسية والعسكرية وتُعرِض عليها الأحداث الجارية، لتستنطق المرحلة اللاحقة بعناية فائقة، وهي تنظر بعين الواقع المليء بالفخاخ والألغام، وما ستؤول لها المنطقة. تغييرات متسارعة يدرس المحللون مقدماتها وينتظر المراقبون نتائجها