الجزيرة:
2024-11-24@13:36:54 GMT

بيت لحم.. مهد المسيح وقلب فلسطين السياحي

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

بيت لحم.. مهد المسيح وقلب فلسطين السياحي

من أعرق المدن الفلسطينية وأقدسها. فهي مدينة كنعانية يعود تاريخها إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد. تقول بعض الروايات إنها شهدت ولادة الملك داود ثم المسيح عليه السلام. تقع في الضفة الغربية على بعد حوالي 10 كلم إلى الجنوب من مدينة القدس. وتحوي العديد من المعالم السياحية والدينية، مما جعلها مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين.

التسمية

اشتهرت المدينة باسم "بيت لحم"، وقيل إن هذا الاسم مشتق من عبارة "بيت لاهاما" (أو بيت لاخاما)، وهي عبارة كنعانية تعني بيت الإلهة "لاهاما" (أو لاخاما)، إلهة القوت والطعام عند الكنعانيين القدامى.

وتقول روايات أخرى إن تسميتها على عهد الآراميين كانت "بيت الخبز"، ولها أيضا اسم قديم هو "أفرات" أو "أفراته"، وهي كلمة آرامية تعني الخصب والثمار.

مسجد بلال، الذي يسمى أيضا مسجد قبة راحيل، أحد المعالم التاريخية لمدينة بيت لحم (غيتي) الموقع والمساحة

تقع مدينة بيت لحم بين مدينتي الخليل والقدس، وتمتد على هضبتين يصل أعلاهما إلى 750م فوق مستوى سطح البحر، وهي جزء من الجبال والهضاب الوسطى في فلسطين التي تنتشر موازية لغور الأردن والبحر الميت.

تحدها بلدة بيت صفافا ومدينة القدس من الشمال، وبلدة بيت جالا من الشمال الغربي، وحوسان من الغرب، والخضر وأرطاس من الجنوب الغربي، وبيت ساحور من الشرق. وتشكل مع مدينتي بيت جالا وبيت ساحور تجمعا عمرانيا ثلاثيا، إذ لا تبعد الواحدة عن الأخرى أكثر من 3 كلم.

كما تقع المدينة على بعد 73 كيلومترا شمال شرق قطاع غزة والبحر الأبيض المتوسط، و75 كيلومترا إلى الغرب من عمان عاصمة الأردن.

تبلغ مساحة محافظة بيت لحم 575 كيلومترا مربعا، وتضم خمسة مدن رئيسية وسبعين قرية وثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين. أما مساحة مدينة بيت لحم، والتي تقع ضمن حدود المخطط الهيكلي للمدينة فتبلغ ثمانية آلاف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وتقسم المدينة إلى العديد من الأحياء والأسواق التجارية.

على مر تاريخها، شهدت بيت لحم ازدهارا في مجال التعليم بسبب طابعها وقيمتها الدينية. وقد أقيمت فيها مدارس عديدة منذ أكثر من 200 عام، أغلبها كانت تابعة للأديرة والمعابد الدينية، كما أقيمت فيها مدارس خاصة منذ زمن بعيد. ووصل عدد المدارس في المدينة عام 1978 إلى 31 مدرسة بين أهلية وحكومية.

وفي المدينة أيضا جامعة تحمل اسمها (بيت لحم) وتضم عددا من الكليات تدرس العلوم والآداب والتمريض، وعلوم التربية وعلوم الفندقة وغيرها، إضافة إلى كليات خاصة هي كلية الأمة وكلية بيت لحم للكتاب الإسلامي وكلية العلوم الإسلامية.

أما على الصعيد الصحي فتوجد في المدينة أربعة مستشفيات منها مستشفى للأمراض العقلية ومستشفى "كاريتاس" للأطفال، وفيها العديد من العيادات العامة (16 عيادة) وعيادات أهلية وثلاث عيادات لوكالة الأونروا وعدة صيدليات.

السكان

تضم محافظة بيت لحم 45 تجمعا، منها 3 مخيمات للاجئين. بلغ عدد سكانها 6658 نسمة حسب إحصاء عام 1922م، ومن ثم ارتفع العدد إلى 7320 نسمة حسب إحصاء عام 1931م، ثم قدر عدد السكان بـ 9780 نسمة عام 1948م، وارتفع إلى 14860 نسمة عام 1949م بعد لجوء أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إليها.

وأخذ عدد سكان المدينة في التزايد فيما بعد، ثم انخفض عام 1967م. وفي عام 1997م بلغ 21673 نسمة، ثم ارتفع إلى 25266 نسمة عام 2007م، وبلغ عدد السكان في عام 2024 ما يقارب 250 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

تاريخ المدينة

سكن الكنعانيون بيت لحم سنة 2000 ق.م، ويروى أن النبي يعقوب عليه السلام جاء إلى هذه المدينة وهو في طريقه إلى الخليل، وماتت زوجته راحيل في مكان قريب من بيت لحم يعرف اليوم بقبة راحيل.

وفي بيت لحم أيضا ولد الملك داوود، حسب ما تؤكده بعض الروايات التاريخية، وتظهر أول إشارة تاريخية للمدينة في رسائل تل العمارنة (حوالي 1400 ق.م) عندما طلب ملك القدس من ملك مصر مساعدته على استعاده السيطرة على بيت لحم في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها تلك الفترة.

وفي العهد البيزنطي والحكم الروماني كانت ضمن مقاطعة القدس، وتذكر بعض الروايات التاريخية أن المسيح عليه السلام ولد فيها خلال هذه الفترة، لذا اكتسبت أهمية عظيمة لدى المسيحيين.

ظلت المدينة محط أنظار الملوك والأباطرة والأشراف، وكانت في طليعتهم الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الأول، حيث شيدت فيها كنيسة المهد في عام 326م، وقد هُدمت فيما بعد فأعاد بناءها الإمبراطور (جوستنيان) بشكلها الحالي.

غزا الفرس فلسطين سنة 614م وأحدثوا فيها دمارا كبيرا سلمت منه كنيسة المهد، ثم بعد ذلك في عام 637 م فتح المسلمون المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمر ببناء جامع مقابل كنيسة المهد سمي باسمه.

وتوالى على حكمها الصليبيون ومن ثم حررها السلطان صلاح الدين الأيوبي في عام 1187م. ومع مجيء المماليك في عام 1250، هُدمت جدران المدينة وأعيد بناؤها في وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية العثمانية منذ 1517م. وبقي المسيحيون فيها يتمتعون بحريتهم الدينية.

في عام 1917 انتزعت بريطانيا السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى وكان من المفترض أن يتم ضمها إلى المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947.

وأُلحقت المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة. ومنذ عام 1995، ووفقا لاتفاقية أوسلو، نُقلت السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.

أبرز المعالم السياحية والدينية

من أبرز المعالم السياحية الدينية في بيت لحم كنيسة المهد، التي اكتمل بناؤها في العام 339م والتي تعد أقدم كنيسة في العالم. و"مغارة الحليب" و"آبار النبي داوود" ويوجد فيها مجموعة من الأديرة منها دير "مار سابا"، ودير "مار إلياس"، ودير "الجنة المقفلة".

كما تحتوي بيت لحم على مجموعة من القصور الأثرية والتاريخية مثل قصر هيروديون الأثري، وقصر جاسر، وقصر هرماس، وقصر مرقص وقصر شهوان (قصر دار صلاح). وفيها أيضا عدة برك تجلب إليها السياح، مثل برك سيحان (برك المرجيع) و"برك سليمان"، و"عين أرطاس"، وتل الفريديس (يسمى أيضا جبل هيروديون)، ووادي خريطون.

كما يوجد حقل الرعاة في بلدة بيت ساحور الواقعة على بعد كيلومترين شرقي بيت لحم. وبها أيضا مسجد بلال (مسجد قبة راحيل) والذي بني في العهد العثماني والمبني إلى جوار قبر السيدة راحيل زوجة النبي يعقوب عليه السلام.

كنيسة المهد تعد من أبرز المعالم الدينية في بيت لحم (غيتي) سياسة الاستيطان في بيت لحم

عقب احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية في العام 1967، وكغيرها من الأراضي الفلسطينية، تعرضت محافظة بيت لحم إلى هجمة استيطانية توسعية؛ فصودرت عشرات آلاف الدونمات من الأرض، وأقيمت عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية.

وحاصرت هذه المستوطنات المدن والقرى الفلسطينية، ومنعت تطورها وغيرت طبيعتها؛ إضافة إلى جدار الفصل العنصري ومعسكرات الجيش الإسرائيلي التي زادت من معاناة الأهالي.

إلى حدود عام 2022 بنت إسرائيل في محافظة بيت لحم 16 مستوطنة، إضافة إلى وجود أجزاء من مستوطنات تقع في الأراضي الإدارية لمحافظات فلسطينية أخرى، وأجزاء من هذه المستوطنات تقع على الأراضي الإدارية لمحافظة بيت لحم، مثل: مستوطنة هارحوما ومستوطنة جيلو وتقعان في محافظة القدس، ومستوطنة كفار عتصيون في محافظة الخليل.

وبلغت المساحة الكلية التي تحتلها هذه المستوطنات من أراضي محافظة بيت لحم حوالي 10307 دونما، وبلغ عدد المستوطنين الذين يسكنونها حوالي 78938.

توجد على أراضي محافظة بيت لحم منطقتان صناعيتان أقامهما الاحتلال الإسرائيلي هما: منطقة "بيتار عليت" وتبلغ مساحتها 24 دونما؛ ومنطقة "أفرات" وتبلغ مساحتها 20 دونما؛ وتبلغ مساحتهما الكلية 44 دونما. وأقيم على أراضي محافظة بيت لحم موقعان عسكريان تابعان لجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ وتحتل هذه المواقع مساحة تقدر بحوالي 133 دونما.

وبشكل عام بلغت مساحة الأراضي التي تسيطر عليها المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمواقع العسكرية والمناطق الصناعية في محافظة بيت لحم حوالي 11574 دونما.

الاقتصاد

تعتبر السياحة العمود الفقري لاقتصاد بيت لحم، إذ يزورها السياح طوال السنة، وخاصة المسيحيين الذين يأتون حجاجا إلى كنيسة المهد. ويعمل في هذا القطاع حوالي 28% من السكان.

ولأهمية بيت لحم الدينية والتاريخية الأثر الكبير في زيادة وتفعيل النشاط السياحي، إذ يوجد فيها أكثر من 30 فندقا ومنتجعا سياحيا، وأكثر من 138 مطعما، وتعدّ السياحة فيها من المصادر الأساسية للدخل القومي؛ لوجود الأماكن الدينية والأثرية في المحافظة مثل كنيسة المهد.

تشكل العمارة التقليدية في بيت لحم جزءاً أساسياً من الموروث الثقافي للمدينة، كما أنها أحد الروافد المهمة في دعم السياحة خاصة بعد إدراج المدينة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2012م.

ويمكن تصنيف العمارة في بيت لحم إلى عدة أقسام مختلفة وهي: المباني البسيطة، والمباني الطولية، والأحواش، والمباني المنتظمة، والمباني التي تجمع بين الأحواش والمباني المنتظمة، والقصور والمباني الكبيرة؛ وتعكس هذه التقسيمات شكل عمارة بيت لحم وتطورها خلال القرنين الماضيين.

تشتهر بيت لحم بالمصنوعات الخشبية والصدفية والتحف التذكارية ومشغولات التطريز التي تباع للسياح والحجاج، إضافة إلى صناعة الحجر والرخام والصناعات المعدنية.

وتعرف المدينة أيضا بصناعة النسيج، ويبلغ عدد معامل النسيج فيها 27، وفيها مصنع لإنتاج هوائيات التلفزيون ومعمل للأسلاك المعدنية وغيرها.

أما قطاع الزراعة فله دور ثانوي في اقتصاد المدينة بسبب طبيعة الأرض الجبلية، وأهم المنتوجات الزراعية: الزيتون والعنب واللوزيات وبعض أنواع الخضراوات الصيفية، والحبوب والقمح والشعير وبعض البقوليات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محافظة بیت لحم کنیسة المهد علیه السلام فی المدینة فی بیت لحم إضافة إلى فی محافظة فی عام

إقرأ أيضاً:

قصف بالفسفور وتضرر كنيسة جنوب لبنان.. ومحاولات للسيطرة على الخيّام (شاهد)

تواصل قوات الاحتلال عدوانها الوحشي على لبنان، خصوصا قراه وبلداته الجنوبية، مستخدمة أسلحة محرمة دوليا، ومستهدفة دور العبادة، كالمساجد والكنائس.

وقصفت قوات الاحتلال فجر الأحد، أطراف قرية الماري الجنوبية، بقذائف فوسفورية قرب حاجز للجيش اللبناني، تزامنا مع تنفيذ غارات على مدينة الخيام التي يواصل الاحتلال محاولة السيطرة عليها.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن غارات جيش الاحتلال طالت قرى كفرشوبا الخيام بالنبطية وحي الراهبات وما بين النميرية والشرقية وميفدون وشوكين وحاروف والجبل الأحمر وغيرها.

ولحقت أضرار كبيرة في كنيسة "سيدة الانتقال" في حارة المسيحيين بمدينة النبطية جراء الغارات العنيفة.
آثار الدمار في مدينة النبطية جنوب لبنان pic.twitter.com/HXY9fcCtnq — صيدا أون لاين (@SaidaOnline_com) November 24, 2024
ووفق ذات المصدر، فقد "قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلا أطراف الماري، قرب حاجز الجيش، بالقذائف الفوسفورية، بالتزامن مع تنفيذ غارات على مدينة الخيام، وتفخيخ المنازل وتفجيرها".

وأغار الطيران الإسرائيلي على طريق الخردلي (بين النبطية ومرجعيون) ما أدى إلى قطعه.
آثار الدمار في مدينة صور pic.twitter.com/HO89U95gCh — صيدا أون لاين (@SaidaOnline_com) November 24, 2024
وتستمر التحركات الإسرائيلية في ديرميماس (بمرجعيون)، وينتشر الجنود بالدبابات بين كروم الزيتون وقرب الدير غرب ديرميماس، وفق الوكالة.

وأضافت الوكالة: "شن الطيران الإسرائيلي غارتين على مدينة الخيام، وشملت عملياته تفجير المنازل في شمع وطيرحرفا، فيما تدور الاشتباكات بين المقاومة (حزب الله) وقوات الاحتلال وبشكل شرس في محيط بلدية الخيام.


واندلعت اشتباكات بين مقاتلي حزب الله وقوات الاحتلال عند مثلث "مارون الراس -عيناتا- بنت جبيل"، فيما يستهدف الحزب تموضعات للاحتلال عند أطراف شمع والبياضة، وسط تواصل الاشتباكات، بحسب وكالة الأنباء.

وتعتبر إسرائيل الخيام "بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع" داخل الأراضي اللبنانية، وفق الوكالة.

وتبعد البلدة، التي تتبع قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية، نحو 5 كلم عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وتعد إحدى ثلاث بلدات يسعى جيش الاحتلال منذ أكثر من 10 أيام إلى السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية.

وتعني السيطرة على الخيام، التي ترتفع نحو 950 مترا عن سطح البحر، السيطرة على القطاع الشرقي للجنوب اللبناني وصولا إلى سهل بلدة حولا، وإمكانية قطع طريق البقاع الذي تعتبره قوات الاحتلال محور إمداد لـ"حزب الله"، وفق مراقبين.

مقالات مشابهة

  • قصف بالفسفور وتضرر كنيسة جنوب لبنان.. ومحاولات للسيطرة على الخيّام (شاهد)
  • قصف بالفسفور وتضرر كنيسة جنوبي لبنان.. ومحاولات للسيطرة على الخيام (شاهد)
  • الكنيسة تبدأ صوم الميلاد غدا.. يمثل تذكار لميلاد السيد المسيح
  • الموسم السياحيّ الشتويّ على الأبواب.. هل لبنان مستعدّ؟
  • هل يمكن تمديد موعد إجراء قرعة الحج السياحي 2025؟
  • وفد من كنيسة أبي سيفين بسفاجا يدعم المستشفى المركزي
  • سر عدم حضور مى عز الدين جنازة والدتها من كنيسة الملاك ميخائيل
  • "السلام عليك يا أخي".. السيد المسيح الافتراضي يستمع لاعترافات وهموم زوار كنيسة سويسرية
  • ما أقل سعر لبرامج الحج السياحي 2025؟
  • تعرف على أسعار الحج السياحي 2025 البري