الجزيرة:
2025-03-16@21:23:41 GMT

أنفي مدبب.. ماذا تعرف عن اضطراب تشوه الجسم؟

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

أنفي مدبب.. ماذا تعرف عن اضطراب تشوه الجسم؟

من منا لا يريد أن يعدل شيئا أو ربما شيئين في مظهره؟ وربما هذا شيء طبيعي. فهناك من تريد الحصول على بشرة خالية من الحبوب، ومن يريد أن يحصل على جسم رياضي جميل ومتناسق.

ولكن، دعنا نقف هنا ونؤكد أنه رغم كون هذا الأمر طبيعيا في حالات إلا أنه يصبح هوسا وأمرا غير طبيعي في أحيان أخرى، وربما يؤثر على حياة الإنسان ويجعله هذا الهوس غير قادر على متابعة حياته وإدارة واجباته اليومية بشكل جيد بل ويلجأ لاعتزال الناس.

"لقد حاولت إيقاف التفكير بالموضوع ولكني لم أستطع"

هذا هو ما قاله كيث ، وهو أحد المرضى المشخصين باضطراب تشوه الجسم متحدثا لطبيبته الدكتورة كاثرين فيليبس والمعروفة عالميًا بخبرتها في علاج هذا الاضطراب والاضطرابات ذات الصلة، مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD) لأكثر من 30 عاما.

هذه الحالة التي يطلق عليها اضطراب تشوه الجسم Body Dysmorphic Disorder تتسبب بانهماك المصابين بهذا الاضطراب في عيب واحد أو أكثر من عيب بدني متخيل لديهم أو حتى عيب صغير غير ملاحظ. فكيف نفهم هذا الاضطراب؟ وما علاجه؟

كيف يمكننا فهم هذا الاضطراب؟

يمكننا أن نتخيل أن عقولنا تتكون من عدد كبير من الوحدات، كل وحدة تقوم بوظائف معينة لإتمام عملية التفكير أو الشعور داخلنا. يعني هذا مثلا، أنه حينما نشعر بالخوف فإن هناك وحدة داخل أدمغتنا تقوم بهذه المهمة، وعندما نحاول إعمال ذاكرتنا لتذكر شي ما فإن هناك وحدة أخرى تقوم بهذا العمل، وهكذا.

فإذا حدث أي مشكلة أو تلف في نظام إحدى تلك الوحدات فبالتالي سوف يكون هناك عطل ما بالنظام. مثل الحالة في بعض الاضطرابات العقلية، كحالة الخرف مثلا، حيث يكون هناك تلف في وحدة الذاكرة. بينما في اضطرابات أخرى تحاول وحدات معينة بالدماغ أن تبذل جهدا كبيرا أو حتى أن تقف عن تشغيلها بسبب حمل زائد على الدماغ، وهذا هو الحال في اضطراب تشوه الجسم.

فنظام الدماغ في تلك الحالة يحاول جاهدا حل المشكلة المتمثلة بشعورك تجاه مظهرك، بينما كل حلول العقل لا تؤتي بأي تأثير، حتى مع تكرار من حولك تأكيد عدم وجود أي مشكلة بك أو بمظهرك، أو ربما بعد إجراء جراحة تجميلية في اعتقادك أنها سوف تريحك وتزيل هذا الشعور بداخلك ولكنها لم تنجح أيضا في إنهاء معاناتك. لذلك يصبح النظام الدماغي مثقلا ومجهدا بسبب الطريقة التي تحاول بها الهروب من الأفكار والصور والمشاعر السلبية بداخلك أو حتى التحكم في مشاعرك حول ماضيك مسببا هذا الاضطراب.

متى يصبح اضطرابا؟

نتعرض في حياتنا اليومية لأشكال مختلفة من الضغط الذي يعمل على تشوه طبيعتنا ومشاعرنا تجاه أنفسنا، في ظل مجتمع استهلاكي يشيع فيه الترويج لمنتجات الجمال المزيفة لأجل مكاسب اقتصادية، وجرى فيه تسطيح مفاهيمنا حول الجمال ووضع معايير مقننة له. مما أدى بنا نحو الهوس بالشكل والمظاهر.

أصبحت هناك حاجة ملحة للتفريق بين الهوس المرضي والاهتمام الطبيعي. فلو أنك أخذت جولة بسيطة على التطبيقات الاجتماعية بأشكالها سوف تلاحظ أنها امتلأت باستخدام "الفلترز" أو المرشحات التي تغير من شكل الوجه وحتى قد تتلاعب بملامحك الحقيقية. والغريب في ذلك أنك تضع تلك المرشحات وتعلم أنها غير حقيقية ولكنك تتأملها وتشعر بواقعيتها المزيفة، بل وتؤثر فيك وفي شعورك بالرضا تجاه نفسك ومظهرك.

هذا التسابق في السعي للحصول على قبول الآخرين والمعتمد بشكل أساسي على المظهر فقط، خلق لدى البعض هوسا بالشكل. فهناك المهوس بـ (أنفه وعينيه وشكل ذقنه)، وهناك المهوس باتساق قوامه (هل وزنه مناسب؟ وهل هو رياضي ولديه عضلات قوية جذابة؟).

بالمقابل الاهتمام الطبيعي هو الذي يجعلنا نحسن من شي ما في أنفسنا لنصل إلى الرضا الذاتي، وهو شيء جيد، لكن الإشكال الأكبر هو في الهوس الذي مهما حاولت فيه إرضاء ذاتك، لا تصل فيه الى الرضا المطلوب.

وهنا يتضح الفرق، فالحالة المزمنة من هذا الهوس تعرف باضطراب تشوه الجسم، وهو ذلك النوع من الاضطراب الذي ينهمك فيه الفرد في التركيز على عيب أو أكثر في جسمه. وقد يظهر في مرحلة المراهقة وحتى مرحلة الرشد المبكر.

بماذا يشعر هؤلاء؟

هناك علاقة وثيقة بين المصابين بهذا الاضطراب وبين المرايا، فقد يلبثوا لساعات كبيرة أمام المرآه يتفحصون عيبا ما لديهم، وفي أحيان أخرى، قد يتجنبون الظهور أمام المرأة لعدم رغبتهم لرؤية هذا الشي القبيح (من وجه نظرهم). وقد يحاولون إخفاء هذا العيب المتخيل لديهم عن طريق وضع الكثير من مساحيق التجميل في محاولة لحل مشكلتهم.

دائما ما يتجنب المصابون بهذا الاضطراب الاختلاط مع الأخرين وهذا لأنهم طوال الوقت يشعرون أن الأخرين ينظرون إليهم وأنهم يتنمرون عليهم بشكل ما رغم عدم صحة ذلك الأمر. ويصرون في كثير من الأحيان على استجلاب الأمان والاستحسان من الأخرين عن طريق سؤالهم عما إذا كانوا قبيحون أو أنهم يلاحظون عيبا ما فيهم. وعلى الرغم من تأكيد من حولهم أن لا مشكلة لديهم على الإطلاق، فإن هذا الشعور لديهم لا ينجلي أبدا.

قد يخضع هؤلاء الأشخاص لجراحة واحدة أو عده جراحات تجميلية، ظنا منهم أن هذا هو الحل الأمثل لكي يختفي هذا الشعور المزعج، بينما لا يطفأ هذا الشعور أي من تلك الجراحات بعد فترة من الزمن.

كيفية العلاج؟

يعتمد علاج هذا الاضطراب بشكل أساسي على العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الإدراك "التفكير" والسلوك لدى المرضى وتغيير أفكارهم حول مظهرهم من خلال التحديد الدقيق لتلك الأفكار وسلوكهم المتبع إزاءه.

وقبل البدء في علاج تلك الحالة يجب التأكد من أنه تم التشخيص للمريض بطريقة صحيحة وأنه مصاب بالفعل باضطراب تشوه الجسم، وعلاج أي مشاكل أخرى قبل البدء بعلاج الاضطراب نفسه.

فمثلا إذا كان المريض يعاني من إحدى اضطرابات الأكل الحادة فمن الضروري علاجها أولا قبل المضي قدما في أي إجراء. يجب الاهتمام بتقييم احتمالات الانتحار لدى المريض ومخاطر السلامة طوال فترة العلاج. فقد يستدعي ذلك استراتيجيات علاجية أخرى بجانب العلاج المعرفي السلوكي.

عن طريق الجلسات الفردية للعلاج المعرفي السلوكي من قبل أخصائيين نفسيين متخصصين، يمكن للفرد إعادة النظر لعيبه بطريقة مختلفة، عن طريق التحدث عما لديه من إيجابيات وتغيير قناعاته السلبية عن ذاته وتحويلها إلى قناعات إيجابية. هذا العلاج يمكنه الرجوع بالمريض إلى مرحلة الطفولة ومعرفة أي مؤثر محتمل لحالته، مثلا: تنمر من الأقران في الصغر أو معايير مثالية لدى المحيطين مع شعور لدى المريض بعدم تمكنه الوصول لنفس تلك المعايير.

تظهر خلال جلسات العلاج مرة تلو الأخرى أفكار تشغل بال المريض دوما، مثل الاعتقاد أن الأخرين دائما يلاحظون مظهره ويركزون عليه، فردا على مشاعر القلق والخجل والاكتئاب يقوم بأفعال معينة لتجنبهم والتهرب من هذا الشعور.

ويمكن أن تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج الحالة في بعض الحالات.

يلي ذلك مواجه أفكار المريض السلبية عن نفسه ومحاولة إيجاد طرق إيجابية بديلة للتفكير حول مظهره. مثلا عن طريق النظر في المرآة مع التركيز على المظهر بشكل كامل. مرة بعد مرة سوف يلاحظ المريض أن لديه عيون جميلة، ذقن مميز، شعر أملس.. بمعنى رؤية أي شي إيجابي أخر بدلا عن العيب الذي كان يركز عليه مسبقا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اضطراب تشوه الجسم هذا الاضطراب هذا الشعور عن طریق

إقرأ أيضاً:

لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عند تناول المخلل على فطور رمضان؟

مخلل منزلي (مواقع)

تعد المخللات واحدة من أكثر الأطعمة شعبية على موائد الإفطار في شهر رمضان، حيث يفضل العديد من الأشخاص تناولها كفاتح للشهية مع أول وجبة بعد الصيام.

ولكن، رغم طعمها اللذيذ والمغري، إلا أن هناك مخاطر صحية قد تنتج عن تناولها بكثرة خلال هذا الشهر الفضيل، خاصة إذا كانت تحتوي على نسب عالية من الملح والمواد الحافظة.

اقرأ أيضاً السر الغامض لإعادة نمو الشعر في المناطق الصلعاء: مكون طبيعي مدهش ورخيص 15 مارس، 2025 تعرف على المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها من ينامون أقل من 8 ساعات يوميا 15 مارس، 2025

فما الذي يحدث لجسمك عندما تتناول المخللات على الإفطار؟ دعنا نستعرض التأثيرات السلبية المحتملة وكيفية التوازن في تناولها.

 

الجفاف والعطش الشديد:

من المعروف أن المخللات تحتوي على كمية كبيرة من الملح، وهو العنصر المسؤول عن تعزيز الشعور بالعطش. عند تناولها على الإفطار مباشرة بعد الصيام، قد يتسبب الملح الزائد في الجسم في فقدان الماء مما يعزز الشعور بالجفاف والعطش في ساعات الصيام.

هذا قد يجعل من الصعب تحمل العطش خاصة مع حر الصيف الطويل.

 

اضطرابات الهضم والمعدة:

عند تناول المخللات على معدة فارغة، قد تؤدي الحموضة الزائدة والمواد الحافظة إلى تهيج المعدة وظهور أعراض مثل الانتفاخ والتقلصات المعوية.

هذا الأمر يصبح أكثر وضوحًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أو التهابات في المعدة مثل التهاب المعدة أو القولون العصبي، حيث يسبب تناول المخللات تفاقم هذه الحالات.

 

ارتفاع ضغط الدم:

المخللات، بفضل محتواها العالي من الصوديوم (الملح)، قد ترفع ضغط الدم بشكل ملحوظ، مما يشكل خطرًا خاصة على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو أولئك الذين لديهم مشاكل قلبية.

زيادة الصوديوم في الجسم تؤدي إلى احتباس السوائل، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية، ما قد يتسبب في مضاعفات صحية.

 

احتباس السوائل والتورم:

من الآثار الجانبية الأخرى لتناول المخللات هي احتباس السوائل في الجسم. الملح الزائد يؤدي إلى توازن غير طبيعي للسوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا في بعض المناطق، وخاصة في الأطراف.

كما أن هذا قد يتسبب في شعور مزعج بالانتفاخ بعد الإفطار.

 

اضطراب توازن المعادن:

كثرة تناول المخللات قد تؤدي إلى خلل في توازن المعادن في الجسم، خصوصًا البوتاسيوم و المغنيسيوم، مما يؤثر على وظائف العضلات والأعصاب.

نقص هذه المعادن قد يتسبب في الشعور بالإرهاق أو الأوجاع العضلية، بل وقد يؤدي إلى مشاكل في الضغط العصبي.

 

نصائح لتناول المخللات في رمضان بشكل صحي:

إذا كنت من محبي المخللات في رمضان، يمكنك الاستمتاع بها دون الإضرار بصحتك باتباع بعض النصائح البسيطة:

الاعتدال هو المفتاح: يفضل تناول المخللات بكميات صغيرة وليس كأول طعام على الإفطار، بل يمكن تناولها بعد وجبة الطعام الرئيسية.

شرب الماء بكثرة: لتعويض السوائل المفقودة في الجسم خلال ساعات الصيام، تأكد من شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور.

اختيار المخللات قليلة الملح: حاول اختيار المخللات المصنوعة منزليًا أو التي تحتوي على كمية أقل من الملح، أو تلك التي لا تحتوي على مواد حافظة ضارة.

تجنبها إذا كنت تعاني من مشاكل صحية: إذا كنت تعاني من مشكلة في المعدة أو ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الكلى، يفضل تجنب تناول المخللات أو استشارة الطبيب قبل تناولها.

مقالات مشابهة

  • دماء تسيل وقتـ لي تتساقط على الحدود اللبنانية السورية.. ماذا يحدث هناك؟
  • آلام البطن قد تكشف عن وجود كائن طفيلي في جسمك
  • وجبة متكاملة وخفيفة.. سحور يوم 16 رمضان
  • وجبتك الأولى بعد الصيام.. ماذا تأكل لتجنب التعب؟
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة: «الوقت ينفد ولن تكون هناك فرصة أخرى»
  • 5 أكلات طبيعية تساعد على تعزيز المناعة.. تعرف عليها
  • لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عند تناول المخلل على فطور رمضان؟
  • تعرف على المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها من ينامون أقل من 8 ساعات يوميا
  • كتاباتي: عن اضطراب ثنائي القطب
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول المخلل علي فطار رمضان