سواليف:
2025-04-13@06:39:30 GMT

مبتدأ وخبر

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

#مبتدأ_وخبر د. #هاشم_غرايبه

المبتدأ: تقول القصة المعروفة أن اثنين كانا ينظران الى قمة جبل، فقال أحدهم أنظر الى تلك العنزات كيف تسلقت الجبل، فقال له الآخر: هذه غربان وليست عنزات، وبينما هما يتجادلان طارت وحلقت في الفضاء، كان من المنطقي أن يرضخ صاحب فكرة العنزات للمنطق، لكنه بدلا من ذلك أصر على رأيه قائلا: لا بل هي عنزات ولو طاروا.


الخبر: أصبح يقينا أن مرحلة ما بعد الطوفان ليست كما قبله، فارتداداتها هزت العالم كله وليست منطقتنا العربية فقط، وتغيرت مفاهيم كانت تعتبر من المسلمات، مما أجبر كثيرا من قوى العالم التي كانت مصطفة بشكل سافر الى جانب الكيان اللقيط على مراجعة مواقفها.
على صعيد الأمة كان التخاذل الذي وصلته أنظمتها الرسمية، قد أوصلها الى حالة الموات، فقد سادها صمت القبور، فلم تصلها رياح التغيير التي عمت العالم بأسره، وهذا يفسر لماذا هب العالم كله قريبه وبعيده، فيما لم يحرك أحدها ساكنا، بل لم يجرؤ أي منها على المطالبة بوقف العدوان، فاقتصرت مطالب أشجعها على استجداء (هدنة) لأجل توصيل المساعدات الإنسانية، وليس وقفا دائما، خوفا من أن تستطيع المقاومة لملمة صفوفها واعادة التجهز بالعدد والعدة.
لقد كان من المفترض أن يهرع العدو الى حلفائه العرب المتصهينين (كما في كل المرات السابقة)، طالبا منهم التوسط لوقف القتال، بعد إذ كانت تبلغ به الخسائر العسكرية والإنهاك الإقتصادي، حدا لا يحتمله، كون الكيان اللقيط ليس دولة بالمفهوم المعروف، بل هو ثكنة عسكرية منخرطة في قتال دائم مع أصحاب الأرض، كل أفرادها إما منتظمون في العسكرية أو جنود احتياط يؤدون المهام المدنية مؤقتا الى حين استدعائهم للإلتحاق بكتائبهم، لذلك فهم مختلفون عن باقي أقطار الدنيا، إذ لا راحة فيه لمقاتليه ولا سلام لمدنييه، وعندما يلتحق المدنيون بوحداتهم المقاتلة تتعطل حركة الانتاج، لذلك لا يمكنه البقاء في حالة التعبئة لأكثر من شهر.
لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، إذ أحس تحالف صهاينة الغرب والعرب بالقلق الحقيقي على وجود هذا الكيان، فهذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيه الى الهجوم، ومن قبل مجاهدين يتبنون منهج الله، مما ينذر بالعودة الى الدولة الإسلامية التي يخشاها معادو الأمة ومنافقوها.
فهذا التحالف ظل مطمئنا الى التزام الأنظمة العربية، بالحفاظ على بقاء هذا الكيان وحمايته، لكن جاء من هذه الأمة من يؤمن بالله واليوم الآخر، لا قدرة لها عليه، فلم تستطع القضاء عليه رغم جهودها المحمومة في الملاحقة والحصار ومنع المدد عنه، والتجسس عليه لصالح العدو (التنسيق الأمني).
واعتقدت الأنظمة العميلة أن الفرج جاءها بهذا العدوان، وظنت كما ظن كل معادي منهج الله والمنافقون عبر التاريخ، أن القوة العسكرية الهائلة سيمكنها تحقيق الهدف المشترك بالقضاء على هذه الفئة التي طالما انتصرت عليهم بنصر الله وليس بتفوقها العسكري، وسولت لهم نفوسهم أنهم هذه المرة سيتمكنون من اجتثاثها القضاء على منهجها المتمثل بالتمسك بإيمانها واتباعها لأمر ربها، لذلك كانت مطالبتهم لهذه القوة العاتية أن لا تأبه لما توقعه من جرائم بشعة بحق الأبرياء، فسوف تنجو من الملاحقة مهما فعلت شريطة أن تحقق لهم القضاء على هذه الفئة.
أنا شخصيا كنت أظن أن الإنسان وبدافع من الفطرة الإنسانيه السليمة، سواء أكان مؤمنا أم كافرا، وبغض النظر عن الميول والأهواء، لا يمكن إلا أن يحترم حق الإنسان في الحياة الكريمة، ويقدر جهد من يناضل للدفاع عن هذا الحق، بل ويتضامن معه ويؤيده.
لذلك صدمت عندما سألت أحد اليساريين: هل بعد ما تبين من تصدي إسلاميي القطاع، لأعتى قوة تحالف فيها الاستعمار الأوروبي علانية مع الكيان اللقيط، وحدهم بلا عون ولا مدد من أحد من الأمة، سواء الأنظمة أو القوى اليسارية والقومية، هل ما زلت عند موقفك القائل بأن الاسلاميين عملاء لأمريكا وأنتم الممانعون الوحيدون لها؟.
أجاب وفق نظرية (عنزات ولو طاروا): طبعا، فالإسلاميون صنيعة الغرب ونحن الوطنيون!.
عندها أدركت معنى قوله تعالى: “أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” [الجاثية:23]

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة

صنعاء/سبأ شهدت مديريات القطاع الغربي بمحافظة صنعاء اليوم 32 مسيرة جماهيرية تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني بحق أبناء غزة، تحت شعار “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”. ورفع المشاركون في المسيرات التي أقيمت في مديريات مناخة وصعفان والحيمة الخارجية والحيمة الداخلية، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين الشعارات المعبرة عن الغضب والاستنكار لتصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكدوا استمرار التصعيد في مواجهة الهيمنة الأمريكية والتصدي لكل محاولات إضعاف موقف اليمن المناصر لفلسطين، وكذا استمرار عمليات القوات المسلحة حتى وقف العدوان على قطاع غزة. كما أكدوا أن أبناء اليمن اليوم أكثر قوة وتلاحمًا، وأن الغارات الأمريكية ومؤامرات الأعداء، لن تزيدهم إلا يقينًا بصوابية موقفهم الداعم للأشقاء في غزة، وثباتًا وإصرارًا على مواصلة المواجهة. وجدد المشاركون في المسيرات المضي في تنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دون تردد، واستمرار التصعيد حتى كسر الحصار عن غزة وتحقيق النصر. ولفتوا إلى أن توحد كلمة الشعب اليمني وتأييدهم لخيارات قائد الثورة في نصرة غزة، يعبر عن مستوى الوعي والإيمان بعدالة المعركة، وأن مواجهة أمريكا وإسرائيل باتت واجبة، مشيرا إلى أن اليمن وهو يخوض هذه المواجهة التاريخية، يؤكد أن مشروع المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على تغيير المعادلات وكسر المؤامرات. وأعلن بيان صادر عن المسيرات الثبات على نهج الجهاد في سبيل الله دون تراجع أو تخاذل.. مجددين العهد بعدم خذلان غزة وترك أهلها وحيدين تطبيقا للشعار الذي أطلقه قائد الثورة “لستم وحدكم”. وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الذي يسعى لمنع الشعب اليمني من الوقوف مع إخوانه في غزة لن يثنيه عن هذا الموقف مهما ارتكب من جرائم، مؤكدا أنه وكما لم يستطع أن يفعل ذلك خلال السنوات الماضية الطويلة التي شن فيها مئات الآلاف من الغارات، لن يستطيع أن يثنيه الآن حتى لو شن أكثر منها ولو جلب وجمع كل شياطين الجن والإنس ضده لأن كيد الشيطان كان ضعيفا. وأكد البيان أن استمرار العدوان الأمريكي وجرائمه لن يزيد أبناء الشعب اليمني إلا ثباتًا ويقينًا بأنهم على الحق وأن العدوان على الباطل. وخاطب البيان أمريكا وإسرائيل “بأن عدوانكم فاشل سواء في غزة أو ضد اليمن، ففي غزة لم تستعيدوا أسيراً واحداً ولم تقضوا على المقاومة، وفي اليمن لم تمرروا سفينة واحدة ولم توقفوا عملياتنا، وهذا ليس لأن أسلحتكم ضعيفة ولا لأن أسلحتنا أقوى بل لأننا على الحق، ولأنكم على الباطل، ولأننا نتولى الله، بينما أنتم تتولون الشيطان، وهذا سبب قوتنا مع ضعف إمكاناتنا، وسبب ضعفكم مع ضخامة إمكاناتكم”. وأوضح أن الحرب النفسية التي يشنها العدو أيضا فاشلة وتتبخر في السماء أمام وعي شعبنا وثقته المطلقة بالله وتصديقه لوعوده، ومعرفته بأن تخويف الشيطان وحربه الإعلامية لن تؤثر إلا في قلوب أوليائه. ودعا البيان إلى تفعيل كل قدرات وطاقات الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن الوطن أمام العدوان الأمريكي، ومن ذلك التعبئة العامة والتوجه إلى ميادين التدريب والتأهيل، وكذا الإنفاق في سبيل الله، وتفعيل حرب المقاطعة الاقتصادية، وتفعيل معركة الإعلام والثقافة والتوعية ومواجهة هجمات العدو الإعلامية والنفسية والثقافية. كما دعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى التعامل بكل حزم وتطبيق أقسى العقوبات بحق كل من تسول له نفسه العمل لخدمة العدو الصهيوني أو الأمريكي ضد غزة وضد اليمن دون تهاون، مطالبين الجميع دون استثناء بالتحرك وبذل الجهود في مختلف المجالات، متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين به لإفشال العدو أكثر، وإسناد غزة أكثر، مستمدين العون من الله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين أوامر الإغلاق التي أصدرتها إسرائيل بحق ستّ مدارس لوكالة “الأونروا” في القدس المحتلة
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين أوامر الإغلاق التي أصدرتها إسرائيل بحق 6 مدارس لـ “الأونروا” في القدس المحتلة
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا بجرائم الكيان في غزة
  • وزير الخارجية التركي: مجلس الأمن صامت أمام كل الانتهاكات التي تقع في غزة
  • العتيبي: الجزيرة العربية كانت المنطلق لانتشار الإنسان لبقية العالم .. فيديو
  • هل يقاتل الجولاني إلى جانب الكيان الصهيوني؟
  • هلالي: الكيان الصهيوني لم يعترف بأي اتفاقيات دولية تحترم حقوق الإنسان
  • المراكز الصيفية.. حيث تصاغ الأمـة التي كسرت هيبة أمريكا