وزير العدل في لجنة برلمانية: أنا محامي وأتصل بموكلي ولا يجيب!.. "والله دين مو" لن يدخل إلى مكتبي مجددا
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
أثير نقاش صباح الثلاثاء في لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، حول تحميل المحامين المسؤولية في أداء مصاريف الخبرات التي يطلبونها نيابة عن موكليهم، دون انتظار إجراءات التبليغ، بين رأي وزير العدل الذي قال إن المحامي يجب أن يتحمل مسؤوليته، وبين رأي أعضاء في اللجنة قالوا إنه لا يجب إثقال كاهل المحامين بإلزامهم بإجراءات معينة، وأن على كتابة الضبط تحمل مسؤوليتها في موضوع التبليغ كي يتقدم المتقاضون لأداء مصاريف الخبرات، وأن المتقاضين لا يجيبون أحيانا على اتصالات المحامين.
وزير العدل انفعل خلال نقاش الموضوع، واستعمل عبارة من قاموس لم يلجأ إليه أحد من قبله من البرلمانيين ولا الوزراء، حين قال: « والله دين مو لن يدخل إلى مكتبي مجددا (يقصد المتقاضي) إن اتصلت به ولم يجبني »، قبل أن يعتذر الوزير لاحقا عن ما قاله، بعد تنبيه من طرف أحد مسؤولي وزارته.
وزير العدل قال في نقاش المادة 119 من قانون المسطرة المدنية، إنه يجب تحميل المحامين مسؤولية أداء مصاريف خبرات موكليهم، مشيرا إلى أنه يجب تحميل المسؤولية لأطراف الدعوى، وأن جميع الإجراءات التمهيدية قبل النطق بالحكم، يجب أن تبلغ في حينها وفي الجلسة، بينما تنص المادة على أداء مصاريف الخبرات في أجل 15 يوما من تاريخ التوصل بالإشعار.
واحتد النقاش في الموضوع أساسا بين البرلمانيين المحامين ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، وقالت فاطمة بنعزة، البرلمانية الاستقلالية وعضو هيئة المحامين بوجدة، إنه « لا يمكن إلزام المحامي بأداء مصاريف الخبرات »، مشددة على أن « التبليغ من اختصاص كتابة الضبط، ولا يمكن تكليف المحام بتبليغ موكليه بالإجراءات »، لعدة اعتبارات، منها عدم رد المتقاضين على اتصالات من ينوبون عنهم في القضايا ».
وقال برلماني آخر، إن هناك متقاضين لا يؤدون حتى المصاريف، فكيف يمكن للمحام أداء مصاريف الإجراءات نيابة عنهم؟، مشددا على أنه « لا يمكن للمحام تحمل مسؤولية التبليغ ».
تدخلات البرلمانيين الذي هم في نفس الوقت محامون، دفع بعض أعضاء اللجنة إلى إثارة الانتباه إلى أن أعضاء اللجنة يتدخلون بصفتهم برلمانيين، وما يهمهم هو مصلحة المتقاضين. زينة أدحلي، البرلمانية عن التجمع الوطني للأحرار، قالت « إننا هنا بصفتنا مشرعين، وما يهمنا هم المتقاضون ». في نفس السياق، قال سعيد بعزيز، رئيس لجنة العدل والتشريع، « إننا نشرع للمواطن وليس لفئة دون أخرى ».
وفي رده على تدخلات البرلمانيين، تساءل وزير العدل عبد اللطيف وهبي، عن « حدود الوكالة، هل يضع بواسطتها المحامي الملف في المحكمة وفقط؟ »، وتحدث وهبي عن العلاقة التي يجب أن تكون بين المحامين وموكليهم، وقال « أنا محامي أتصل بموكلي ولا يجيبني، والله دين مو لن يدخل لمكتبي، أنا محامي وأتصل به ولا يأتي فلا علاقة لي به ».
وأضاف وهبي، « بمجرد التفكير في الاتصال بموكلي لمطالبته بالقدوم لأداء مصاريف إجراءات معينة، عليه أن يجيبني، يجب أن نربي الناس على التعامل معك لفرض نفسك، إن لم تعطي لنفسك الاحترام، فمن سيعطيه لك ».
وشدد موضحا أن « المحاماة لها كبرياؤها وقيمتها، يجب أن نمنحها لها، والمحامي يقوم بإجراءاته ولا يعمل عند أحد، يجب أن نكون موضوعيين، يجب أن نضغط على المتقاضي ليعرف أن الملف في المحكمة من مسؤوليته أولا، وإن صدرت فيه مصاريف يجب أن يأتي لأداءها، وعدم الاهتمام بالملف من طرف المواطنين احتقار للمحكمة وللقضاء المغربي ».
كلمات دلالية المغرب قانون مدني مسطرة وهبيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب قانون مدني مسطرة وهبي وزیر العدل یجب أن
إقرأ أيضاً:
وزير: السودان يمتلك كافة الأدلة لإدانة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية
اتهم المتحدث باسم الحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش دولة الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب المستمرة في السودان منذ عامين، من خلال دعم قوات الدعم السريع، وذلك عشية استماع محكمة العدل الدولية لشكوى من السودان ضد دولة الإمارات.
وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية، خالد الأعيسر، الأربعاء، إن "دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورا محوريا في تأجيج نيران الصراع في السودان، وارتكبت أخطاء لا علاقة لها بالإنسانية، وجرائم تتصل بالملاحقات الدولية".
وتنظر محكمة العدل الدولية في لاهاي، الخميس، في الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات، والتي يتهمها فيها بـ "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية.
وتعتبر الحكومة السودانية أن أبوظبي "متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (إحدى قبائل السودان في إقليم دارفور غرب البلاد)، من خلال إصدار توجيهات وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لمليشيات الدعم السريع المتمردة".
وأكد الأعيسر في مؤتمر صحفي مع وزير الداخلية السوداني وممثلين لوزارتي العدل والخارجية، أن "حكومة السودان عندما تتحدث عن تورط دولة الإمارات، (فهي) تمتلك من الأدلة ما يكفي لكي تتقدم بهذه الشكوى العادلة".
وأوضح ممثل وزارة العدل السودانية، الفاتح بشير، أن بلاده طلبت من محكمة العدل الدولية اتخاذ إجراءات "عاجلة لإلزام دولة الإمارات العربية المتحدة بإيقاف الدعم المستمر الذي تقدمه لمليشيا الدقلو"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/ نيسان 2023، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليوناً.
ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وتواجه الدعم السريع تحديداً اتهامات تتعلق بالعنف الجنسي الممنهج والإبادة الجماعية، لا سيما في إقليم دارفور غرب البلاد والواقع معظمه تحت سيطرة الدعم السريع.
وأشار وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين في المؤتمر الصحفي، الأربعاء، إلى "عدم التزام الأطراف الدولية والإقليمية بقرار مجلس الأمن بمنع توريد الأسلحة إلى دارفور"، والذي اعتمده المجلس عام 2004.
ووصف ممثل وزارة الخارجية السودانية شكوى بلاده أمام محكمة العدل الدولية بأنها "عادلة"، وقال إن السودان "لم يجد سبيلاً لكف أذى الإمارات سوى بطرق هذه الأبواب".
واتهمت وزارة العدل السودانية قوات الدعم السريع بتدمير الجامعات والمدارس والمرافق الصحية، ما أدى إلى "توقف كافة أنشطة الدولة، وتأثر الحياة العامة، والتهجير القسري، وكل ذلك جراء مساندة دولة الإمارات لمليشيا الدعم السريع".
وكان مسؤول إماراتي وصف شكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية بأنها "حيلة دعائية خبيثة".
وقال المسؤول في بيان، إنّ هذه الشكوى "ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة، تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع واسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه".
وأضاف أنّ "الادعاءات التي قدّمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية". وتابع البيان: "احتراما لمحكمة العدل الدولية... ستسعى الإمارات العربية المتحدة إلى ردّ هذا الطلب الذي لا أساس له على الفور".
ودعا السودان محكمة العدل، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة تفصل في النزاعات بين الدول، إلى إصدار "تدابير مؤقتة" لإرغام دولة الإمارات على دفع تعويضات.
وقالت الخرطوم في شكواها إنّ "على دولة الإمارات إصلاح الضرر الكامل الناجم عن أفعالها غير المشروعة دوليا، خصوصا دفع تعويضات لضحايا الحرب".
وقرارات محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنّ الهيئة لا تملك وسائل لفرض تنفيذها.