جنون اسرائيل تابع.. ممنوع قصف تل ابيب؟
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
عادت المجازر الإسرائيلية التي تطال المواطنين في قطاع غزة إلى المستوى الذي كانت عليه خلال بداية الحرب، اذ كان لافتاً في المرحلة الأخيرة تجاوب إسرائيل مع الضغوط الاميركية التي وضعت حداً واضحاً لاستعمال القوة ضدّ المدنيين، وتراجعت إلى حدّ كبير عمليات القتل الجماعية التي اعتمدت في الاشهر الأولى من طوفان الأقصى، لكن في الأيام القليلة الماضية عادت تل ابيب إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر ومقصود، إذ قصفت خيم النازحين في أكثر من منطقة من القطاع وتحديداً في رفح.
لقد شكلت التحركات الشعبية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية دافعاً اساسياً لواشنطن من أجل فرملة الاندفاعة الإسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين الغزاويين، والتي كان لها الدور الاكبر في تحريك الشارع العالمي ضدّ إسرائيل والتأثير على الوضع السياسي الاميركي، من هنا كان القرار الاميركي بأن الغطاء السياسي والدولي لإسرائيل بات مشروطاً بعدم التعرض للمدنيين، حتى ان الضوء الأخضر الاميركي للجيش الاسرائيلي لاجتياح رفح ترافق مع مساعي لوضع خطة شاملة لإخلاء المدنيين من المنطقة.
كل ذلك سقط في الايام الاخيرة، اذ عادت مشاهد الدمّ والأشلاء لتتصدر النشرات الإخبارية العربية والمحلية، الامر الذي طرح اسئلة عن السبب الاساسي الذي دفع إسرائيل للعودة إلى هذه السياسة التي تزيد من تشويه صورتها امام الرأي العام العالمي. بحسب مصادر مطلعة فإن إسرائيل باتت تشعر في الاسابيع الأخيرة أن "حماس" استعادت قدرتها على السيطرة وأعادت تشكيل مجموعاتها، لا بل اعادت مسار التصنيع العسكري وهذا ما فتح معارك جديدة في شمال القطاع، فكان لا بدّ من ردّة فعل.
لكن الحدث الأساسي الذي اصاب إسرائيل في العمق هو قصف تل ابيب. فبعد اسبوعين من عودة القصف ليطال غلاف غزة ومستوطنات محيطة بالقطاع، استهدفت "حماس" مدينة تل ابيب بالصواريخ ما دمر السردية الإسرائيلية بأن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القطاع أعاد الأمن لإسرائيل وأضعف "حماس" وجعلها غير قادرة على تهديد "المدنيين"، ما يعني أن قصف تل ابيب بعد ثمانية أشهر يصيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشكل شخصي، ويهدد مستقبله السياسي وواقعه الشعبي، لذلك قد تكون اسرائيل حاولت تحقيق ردع ما عبر قتل المدنيين.
وتشير المصادر إلى أن المعادلة التي تسعى اسرائيل الى فرضها هي قصف تل ابيب مقابل المجازر في القطاع، لتصبح الحكومة الاسرائيلية كمن يلحس المبرد. فالمجازر التي من المفترض ان تكون رادعة وتنهي قصف تل ابيب وتحسن شروط اسرائيل في المفاوضات وتضعف موقع "حماس" فيها، ستقلب الرأي العام العالمي الثائر في العواصم الغربية بشكل غير مسبوق، وهذا بدوره سيزيد من الضغط الاميركي على اسرائيل لوقف اطلاق النار بغض النظر عما استطاعت تحقيقه حتى الآن، لان اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية بالتزامن مع مشاهد المجازر سيعمق ازمة الادارة الديمقراطية.
بعيداً عن هذه القراءة هناك تطور لافت على الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) إذ إن اسرائيل تقوم بتصعيد نسبي لضرباتها الجوية وتصيب المدنيين من دون غاية عسكرية، وهذا ما يحصل للمرة الأولى منذ بدء الاشتباك. وعليه، فإن الحراك العسكري على مختلف الجبهات يوحي بأحد أمرين: الأول، اقتراب موعد المفاوضات الجدية وتاليا التسوية السياسية وانتهاء المهلة التي أعطتها واشنطن لتل ابيب، وعليه لا بدّ من تحسين الشروط قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن. والثاني، هو أن قراراً إسرائيلياً واضحاً بالتصعيد قد صدر وما يظهر للعلن هو نتائجه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قصف تل ابیب
إقرأ أيضاً:
جنون العظمة: ومتلازمة ترامب
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
(متلازمة إضطرابات ترامب): مصطلح علمي وسياسي مقتبس من عبارة: (Trump derangement syndrome)، ويختصرونها بالأحرف (TDS) للتعبير عن شطحات (ترامب) وقرارته المزاجية الطائشة، فقد عرفه الناس بمزاجه البرتقالي، وقذلته البرتقالية (گذلته)، وتابع العالم تطلعاته العدوانية غير المسبوقة، وكانت واضحة وصريحة في سياسته الارتجالية المجنونة. التي أربكت الشعوب في غضون سويعات معدودات. فقد أعلنت نيجيريا طرد الشركات الأميركية، واعلنت الصين إلغاء الضرائب الجمركية مع القارة الأفريقية كلها، وشهدت مصر تحرّكات شعبية رافضة لتوجهاته. في حين شعرت الشركات الأميركية بالخوف من احتمالية مقاطعة منتجاتها عالميا. .
اما أول من اكتشف هذا الاصطلاح فهو: (تشارلز كراوثامر) Charles Krauthammer، وهو طبيب نفسي، وكاتب عمود سياسي، سبق ان قام عام 2003 بتشخيص متلازمة اضطراب جورج دبليو بوش أثناء غزو العراق. وقال أنها البداية الحادة لجنون العظمة وعدم القدرة على التمييز بين الاختلافات السياسية المشروعة والنزعات الشخصية العنيفة. .
وهناك من يزعم ان متلازمة ترامب اكتشفتها الكاتبة (إستر جولدبرج) في مقال كتبته عام 2015 لمجلة The American Spectator، بعد ان طبقت المصطلح على جمهوريي الطبقة الحاكمة، الذين يرفضون ترامب ويحتقرونه. لكن ترامب نفسه سخر كثيرا من هذا الاصطلاح في مقابلة متلفزة، وقال: انه لا ينطبق عليه، وانما ينطبق على خصومه ومعارضيه. وقال ايضاً: ان هذه المتلازمة سوف تدمر عقول اعداءه وتمنعهم من اتخاذ القرارات المصيرية الصارمة (أو الصائبة)، وأنهم غير قادرين على إدراك العالم بدقة. .
ويرى آخرون ان الاصطلاح الجديد يرتبط باساليب التلاعب بالعقول، في حين استخدم الصحفيون هذا المصطلح للدعوة إلى ضبط النفس عند الحكم على تصريحات ترامب وأفعاله غير المتوقعة. .
تجدر الاشارة ان ترامب هو أكبر رئيس منتخب سنّا في تاريخ الولايات المتحدة. وقد تجاوز الآن العقد الثامن من العمر، مما يُثير نقاشا متجددا حول مدى ملاءمته لتولي الرئاسة. وكانت صحته الجسدية والعقلية موضوع نقاش عام حول عمره ووزنه ونمط حياته وتاريخه مع أمراض القلب، وما إلى ذلك من التساؤلات الصحيه، وقد تكهن الكثيرون بأنه قد يعاني من إعاقات في الصحة العقلية، تتراوح من اضطراب الشخصية النرجسية إلى شكل من أشكال الخرف، والذي ينتشر في عائلته. .